أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وفاء القاسمي - قراءة في كتاب مبادئ أولية في الفلسفة ل جورج بوليتزر















المزيد.....



قراءة في كتاب مبادئ أولية في الفلسفة ل جورج بوليتزر


وفاء القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 03:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جورج بولتزر: "مبادئ أولية في الفلسفة".
-;---;-----;-------;---------;----- :التعريف بالمؤلف
جورج بولتزر في نافيفارود (هنغاريا) عام 1903. درس في السربون، اشتغل أستاذا، أسس مع هنري لوفيفر وآخرون مجلات نشر فيها دراسات في علم النفس والتحليل النفسي. كما أسس مركز التوثيق التابع للحزب الشيوعي الفرنسي وأشرف عليه، وأصبح محررا اقتصاديا في صحيفة الأومانيتة الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي.
كان أحد مؤسسي الجامعة العمالية، كانت هذه الجامعة بداية نشاط بوليتزر في المقاومة حيث أصدر نشرة (الجامعة الحرة) وكتب كراسا بعنوان "الثورة والثورة المضادة في القرن 20".
والكتاب الذي بين أيدينا يمثل لحظة من نضال الفيلسوف الشهيد ضد النازية.
-;---;-----;-------;---------;----- من أهـــم مؤلفـــاتـــه:
- الثورة والثورة المضادة.
- البرغسونية، تخريف فلسفي.
- فلسفة الأنـــوار.
-;---;-----;-------;---------;----- المنهجية والأسلوب الذين وظفهم الكاتب.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا يمثل لحظة من نضال الفيلسوف جورج بوليتزر ضد النازية، وهو عبارة عن مجموعة من الدروس التي ألقاها في الجامعة العالمية في الحرب العالمية الثانية.
فنحن نعلم أن بوليتزر هو ذلك المادي على طول الخط بالقول والفعل، مما يجعله يكون من مؤسسي الجامعة العالمية لتدريس العلم الماركسي الشغيلة اليدويين، ومنذ البدء أخذ بوليتزر على عاتقه تعليم الفلسفة الماركسية والمادية الدياليكتيكية في الجامعة العمالية. وهذه الفئة لا تجربة لها في استيعاب هذه المادة، مما جعل بوليتزر يسقط من قاموسه كل لغة فلسفية غير مفهومة، وأسقط كل الألفاظ التقنية التي لا يفهمها إلا المدربون. فلم يكن يريد أن يستخدم إلا الكلمات البسيطة والمعروفة من الجميع، حتى كان يقول أحدهم لفظة خاصة، كان يقوم بشرحها مطولا بأمثلة مألوفة أي أنه اعتمد منهج التفسير حتى تصبح الفكرة واضحة.
كذلك اعتمد على أسلوب التأكيد أسلوب التفسير.
اعتمد كذلك على مجموعة من الكتب التي جعلت من موضوعه موضوعا منطقيا وذلك لإعطاء كتابته صبغة خاصة.
وأهم منهج اعتمد عليه الكاتب هو منهج المقارنة بحيث يقارن بين المادية والمثالية في كل مسألة يناقشها.
ورغم ذلك فقد ألقى المؤلف الضوء على مميزات وخصائص المادية الفلسفية بطريقة مبسطة ومفهومة يسهل استيعابها، الشيء الذي جعله نظري متميزا في دراسته لهذا الموضوع.


الفصل الأول: المشكلة الأساسية في الفلسفة
ينقسم هذا الفصل إلى ثلاث محاور، فيه حاول جورج بوليتزر يشرح لنا مجموعة من المفاهيم الأساسية في الفلسفة أو البنية التي تقوم عليها الفلسفة وكما سلف الذكر أن بوليتزر هو مادي أول ما بدأ به هو محاولة تفسير المادية حيث أقر على أنها هي الديالكتيكية وذكر على أنها وجدت قبل ماركس وانجلز في القرن 19 وهما اللذان حولا هذه المادية وخلق المادية الديالكتيكية انتقل فيها إلى تقديم طرق شرح العلم حيث أقر على أن البرجوازية لم تفصل شيئا من أجل توضيح العلم بل على العكس ويمكن فرز هذه السستامات وبروز تصورين متعرضين تصور علمي وتصور لا علمي للعلم، وحيث أن الفلاسفة الذين فسروا العالم والطبيعة قاموا بالتمييز منها ما هو مادي وأخرى غير مادية فوجدوا أنفسهم أمام المادة والروح. ويبقى السؤال ما المادة وما الروح؟
أولا لابد من التكلم على الروح يجب التكلم على الفكر والأفكار والوعي والنفس أما المادة فإننا هنا نتكلم عن الطبيعة والعالم والأرض والوجود ولتعريف المادة تعرضه وتظهره لنا إحساساتنا وإدراكنا، فعندما يتعلق الأمر هنا بمجموعة من الأسئلة التي تأتينا كمصيري بعد الموت؟ ومن أين أتى العالم؟ فنجد أنفسنا محيرين بقبول الوجود الأزلي فتطرح مشكلة العلاقة القائمة بين الروح والمادة وتنحصر الإجابة بين جوابين اثنين جواب علمي وجواب غير علمي. أما فيما يخص المثالية والمادية كان جهل الأولين وعدم معرفتهم بالعالم وأنفسهم واعتمادهم على الوسائل البسيطة للتحكم بهذا العالم دفعهم إلى إلغاء مسؤولية كل كائنات فوق طبيعية.
لذلك فإن ضعفهم وقلقهم أمام قوى الطبيعة، أمام جميع هذه الظاهرات التي لم يفهموها، والتي لم تساعدهم حالة التكتيك على قهرها، فكل ذلك حملهم على افتراض وجود كائنات قادرة على كل شيء تقبع خلف القوى سواء كانت خيرة أو شريرة، إنما تتصرف على هواها في جميع الأحوال.
فآمنوا بوجود كائنات أكثر قدرة من الإنسان وتصوروها على صورة البشر أو الحيوانات وكأجسام مادية وهكذا يصل للفكرة القائلة أن هناك في الواقع أرواح تعيش حياة خاصة بها.
وهنا طرح سؤال هل الله هو الذي خلق العالم أم أن العالم وجد منذ الأزل؟
ووفقا للإجابة عن هذا السؤال انقسم الفلاسفة إلى قسمين:
قسم تبنى التفسير الغير العلمي وقبلوا فكرة خلق الله للعالم.
وقسم الذين بحثوا عن تفسير علمي للعالم والذين يعتقدون أن الطبيعة والمادة هي العنصر الأساسي وهؤلاء ينتمون إلى مختلف مدارس المادية.
والمثالية والمادية هما إجابتان متعارضتان، فالمثالية هي التصور اللاعلمي والمادية هي التصور العلمي للعالم.
هنا يخلص بوليتزر إلى الإجابة عن سؤال كيف يحدث أن الإنسان يفكر ويجد نفسه أمام إجابتين الأول الإنسان يفكر لأن له نفسا والثاني أن الإنسان يفكر لأن له دماغا. وانطلاقا من إجابتنا نحدد هل نحن مثاليين أو ماديين.
ويقدم لنا الفرق بين المثالية الأخلاقية والمثالية الفلسفية. فالمثالية الأخلاقية تقوم على أن ينذر الإنسان نفسه من أجل هدف ما. والمثالية الفلسفية هي مذهب أساسه تفسير العالم بواسطة الروح. ولمناهضة هذه التفسيرات العلمية المادية والإلحادية، مناهضة أجدى، كان من الواجب أن تدفع المثالية بعيدا، وأن ينفى حتى وجود المادة نفسه.
وهذا ما كرس له نفسه في بداية القرن الثامن عشر، ومحاولة البرهنة أن الجوهر المادي غير موجود. وهكذا فإن الصحيح بالنسبة لباركلي، هو أن المادة لا وجود لها وأنه المفارقة إدعاء العكس.
يعتمد باركلي في منهجه في التحليل والمناقشة على تجريد الموضوعات والأسماء من جميع خصائصها.
ومجموع أطروحة باركلي تنص على أن كل شيء غير موجود في أذهاننا والعالم الخارجي لا وجود له، ويقر لينين على أن باركلي يدافع عن نفسه وعلى أنه يتبنى نظرية كهذه لذا وجب علينا ونحن ننافس المثاليين أن نتثبت بإظهار هذا الأمر.
والجواب المثالي الذي يجيب في المثالية هو أن الروح خلقت المادة، فإما يكون الله قد خلق العالم، وهذا الأخير يوجد فعلا خارجا عنا، وإما أن يكون الله قد خلق سراب العالم مانحا لنا أفكارا لا تنطبق على أية حقيقة مادية. وهذه هي المثالية اللامادية لباركلي الذي يريد أن يبرهن أن الروح هي الواقع الوحيد، وأن المادة هي "مستحضر تصنعه روحنا".
فالفلسفة المادية دافعت عما هو علمي ودافعت ضد الجهل والضلامية ومن أجل ذلك لم تعرف كثيرا في شكلها الحديث إذ لم نقل أنها لم تزل مجهولة وغير معروفة في العالم الجامعي الرسمي.
وإذا أردنا التحدث عن كيف تطورت الفلسفة المادية يجب أن نربطها بتقدم المعارف الإنسانية العلمية عبر القرون.
والآن وبعد أن عرفنا أطروحات المثاليين والماديين. سنحاول معرفة من هو على حق. فالمثاليون يؤكدون على أن الروح تخلق المادة، وأن المادة لا توجد خارج فكرنا فهي إذن ليست سوى وهم بالنسبة لنا وعلى أن أفكارنا هي التي تخلق الأشياء.
بينما يؤكد الماديون عكس ذلك تمام.
فباركلي يجزئ الأشياء بحسب خصائصها ويبين لنا أن هذه الخصائص التي تتيغر تبعا للأشخاص ليست في الأشياء نفسها، ولكن في ذهن كل منا.
بينما يؤكد الماديون أنه مهما يكن من أمر فالعلم يتيح لنا بالفعل تصحيح الأخطاء التي تدفعنا حواسنا لارتكابها.
هنا يجب أن نعرف هل حواسنا تخدعنا وتشوه الواقع المادي، ولكن لنعرف ما إذا كان هذا الواقع موجودا خارج حواسنا.
يؤكد الماديون وجود هذا الواقع خارج عنا ويقدمون حججا هي العلم نفسه.
هنا نعود لنتساءل هل الروح تخلق المادة؟ إن الروح بالنسبة للمثاليين كما رأينا سابقا تجد شكلها الأسمى في الله. هذا هو الجواب النهائي، وهذه هي خلاصة نظريتهم، ولذلك فمسألة الروح المادة تطرح في آخر التحليل لمعرفة من هو على حق، المثالي أم المادي، على شكل السؤال "الله أم العلم".
يؤكد المثاليون أن الله وجد منذ الأزل وأنه، حيث لم يخضع لأي تغيير، هو دائما نفسه هو الروح المحض، الذي لا وجود للزمان والمكان بالنسبة إليه، هو خالق المادة ولم يقدم المثاليون هنا أيضا، أية حجة لدعم إثباتهم لله.
على عكس ذلك يستخدم الماديون العلم لدعم نظريتهمـ هذا العلم الذي طوره الناس بمقدار ما جعلوا حدود جهلهم تتراجع.
يقر صاحب الكتاب على أن الماديون على حق بديل أن العالم والأشياء توجد فعلا خارج فكرنا، وليست بحاجة لفكرنا حتى توجد، ومن جهة أخرى، ليست أفكارنا هي التي تخلق الأشياء ولكن على عكس ذلك، الأشياء التي تعطينا أفكارنا.
يطرح صاحب النص سؤالا هل هناك فلسفة ثالثة من غير الفلسفة المادية والفلسفة المثالية. فبالفعل حتى سنة 1915 تقريبا كانت الفلسفة تتأرجح بين تيارين اثنين الماديون والمثاليون، ولكن العلوم تقدمت في هذه الحقيقة، وتدخل فلاسفة آخرون حاولوا أن يعيدوا النظر في القسمة إلى مثاليين وماديين بخلقهم تيارا فلسفيا يثير الغموض بين النظرتين، ومنشأ هذا الغموض هو البحث عن فلسفة ثالثة.
ونقوم بهذه الفلسفة التي صيغت بعد باركلي، هو أنه غير المفيد البحث لمعرفة الطبيعة الحقيقية للأشياء، وأنه لن نعرف أبدا سوى المظاهر. لذلك دعوا هذه الفلسفة باللاإدرية.
إن مؤسسي هذه الفلسفة هم هيوم وكانط ولقد حاول الاثنان التوفيق بين المثالية والمادية.
يقول اللاأدريون أنه من المستحيل تأكيد وجود العالم الخارجي أو عدم وجوده.
القسم الثـــاني: الماديـــة الفلسفيــــة.
ينقسم هذا الفصل إلى ثلاث محاور حاول فيه بوليتزر شرح الفلسفة المادية، حيث أنه تتجلى الأفكار المشتركة لدى جميع الماديين في دحض أفكار الفلسفات المثالية حينها نسقط أمام سؤالين ما المادة؟ ماذا يعني أن نكون ماديين؟ تكمل أهمية طرح السؤال ما المادة في أنه ليس من المستحيل هنا إعطاء جواب صرفي ومن أجل الوصول إلى ذلك علينا أن نصوغ نظرية للمادة، كما هو شائع بين الناس أن المادة هي ما نستطيع لمسه ولكن اليوم وبفضل العلوم فهذا ليس دقيقا.
في القديم كان يظن أن المادة هي واقع ممتلئ لا يخرق، ولا يستطيع الانقسام إلى ما لا نهاية وأول من حاول إعطاء قوام لهذه النظرية هو ديمقريطس، وهو مادي قديم، وهو الأول الذي حاول أن يعطي تفسيرا ماديا للعالم.
والمادية بالنسبة للماديين واقع خارجي مستقل عن الذهن ولا حاجة له لذهن حتى يوجد وجوابهم عن كيف هي المادة؟ فيقولون أن هذا ليس من اختصاصهم وليس هم من سيجيبون. وإذا استطعنا تأكيد أن المادة موجودة خارج عنا لأننا نلاحظ ذلك فإننا نؤكد أن المادة توجد في الزمان وفي المكان وأن المادة حركة، والمثاليون يرون أن المكان والزمان أفكار لذهننا والماديون يؤكدون على العكس أن المكان ليس فينا إنما نحن الذين يوجد فيه والزمان هو شرط ضروري لمجرى حياتنا.
إن الهدف من هذه الدراسة هو معرفة ما هي الماركسية وكيف أن الفلسفة المادية عندما تصبح جدلية تصبح هي الماركسية. فبعد أن رأينا أن ما المادة وكيف تكون بالنسبة للماديين فلابد من التساؤل ماذا يعني كون المرء ماديا؟
فأساس المادة هو الاعتراف بأن الوجود هو مصدر الفكر.
ذكر بوليتزر تاريخ هذه الفلسفة باختصار واقتصر على ذكر المفكرين الماديين الكبار وقال على أن هناك الكثير من حالات النسيان هذه في تاريخ الفلسفة فبدأ بديرو فهذا الفيلسوف كان أكبر فيلسوف مادي قبل ماركس وانجلز.
والحال أن التاريخ الذي كتبته البرجوازية يترك في الظل، فكانوا يطمسون بكل بساطة وهكذا كان يدرس تاريخ الأدب والفلسفة في ق 18 بتجاهل. وذلك بسبب أن تاريخ المادية يعمل على تبيين مشاكل العالم وفهمها، فقبل ماركس وفي عصور الإغريق القديمة كانت المادية ترتبط ارتباطا دائما بالعلوم وتطور وتقدم معها، وفي هذه الفترة تكون التيار المادي.
أفضل المفكرين والفلاسفة في ذلك العصر طاليس، هيراقليطس، فكانوا يتصورون تصورات صائبة ومع ذلك أهملت فلسفتهم لأنها تشكوا من مصاغة قبليا بمعنى أن العلوم لم تسمح لهم بتقديم ما قدموه...
ولكن مع أرسطو الذي كان له تأثيرا كبيرا وعمل على جمع وكتابة مواضيع كثيرة وأصبح له تأثيرا كبيرا على تصورات الفلاسفة حتى نهاية العصور الوسطى أي خلال القرن 20، خلال هذه المرحلة لم يفكر أحد إلا من خلال أرسطو وكان الذين يفكرون بطريقة أخرى يقمعون بوحشية.
أما بالنسبة للمادية الإنجليزية سنقف عند بيكون الذي اشتهر بأسس المنهج التجريبي في دراسة العلوم وكان المهم عنده هو دراسة العلم. والمادية في فرنسا تتحدد بوضوح مع ديكارت الذي كان له تأثير كبير على هذه الفلسفة، ففي هذه الحقبة كانت العلوم تدرس بأسلوب سكولاتي فدخل ديكارت في صراع مع هذا الأمر الواقع.
في هذه المرحلة نجد الفلاسفة المثاليين يؤكدون وبكل صراحة انتصار المادية.
استطاعت المثالية أن توجد عبر التاريخ إلى جانب الذين ولئن سمح الدين بهذا الوجود وصادق عليه، فلأنها في الحقيقة ولدت من الدين ونجمت عنه.
فالمثالية تقدم تصوراتها بصورة أكثر مرونة بكثير من الدين، فالدين ولد من تصورات الإنسان المحدودة.
وستشهد عبر تاريخ الفلسفة، هذا الصراع المتواصل بين المثالية والمادية، فهذه تعمل على تراجع حدود الجهل، وسيكون ذلك أحد أمجادها وإحدى حسناتها. وعلى العكس من ذلك، فالمثالية والدين الذي يغذيها، يبذلان كل جهودهما لحفظ الجهل والاستفادة من جهل الجماهير لجعلها تقبل القمع والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي.
أما تطورات المادية قبل ماركس، وجدت عند اليونان بشكل جنيني، ووفقا لهذا المبدأ تتطور المادية عندما يتطور العلم. في الوقت الحاضر، تتقدم العلوم بصورة كبيرة، وفي الوقت نفسه تتقدم المادية، ونرى أفضل العلماء يطبقون في أشغالهم المادية الدياليكتيكية. فالمثالية والمادية لهما أصول متعارضة تماما. ونلاحظ عبر القرون صراعا بين هاتين الفلسفتين، صراعا لا يزال مستمرا حتى أيامنا هذه صراعا أكاديميا فقط. هذا الصراع، الذي يخترق تاريخ الإنسانية، هو صراع بين العلم والجهل. هذا الصراع لم يكن صراعا نظريا بسيطا عبر التاريخ، بل كان صراعا اجتماعيا وسياسيا، فالطبقات المسيطرة هي دائما بجانب الجهل في هذه المعركة، فالعلم هو ثوري ويساهم في تحرر الإنسانية.
وحسب صاحب الكتاب، فالمادية الما قبل الماركسية لعبت دورا كبيرا، وكان لهذا الدور أهمية تاريخية كبيرة. وخلال هذا الصراع بين الجهل والعلم تطور تصور عام للعالم استطاع مواجهة الدين أي مواجهة الجهل.
وبفض لتطور المادية أيضا وتتابع أعمالها، تحققت الشروط الضرورية لفتح المادية الديالكتيكية.
ومن عيوب المادية الما قبل الماركسية، أنها لم تستطع تأكيد ذاتها دفعة واحدة، وحتى تحقق ذاتها كان يجب أن تولد العلوم وتتطور للبرهان على أن المادية الديالكتيكية هي على حق، ولكن ذلك تطلب أكثر من عشرين سنة.
طوال هذه المرحلة الطويلة خضعت المادية لتأثير العلوم وبصورة خاصة تأثير روح العلوم، وتأثير العلوم الجزئية الأكثر تطورا.


القسم الثالث والرابع: دراسة الميتافيزيقيا والديالكتيك.
حاول بوليتزر في هذا القسم تفسير الميتافيزيقيا وتفسيرها وإعطاء سماتها وعلى ماذا تقوم الميتافيزيقيا.
حسب هيجل فإن من سمات الميتافيزيقيا مبدأ الهوية، عزل الأشياء تقسيمات أبدية لا نعبر ثم تعارض الأضداد، أما ماركس يقول أن سمات الميتافيزيقيا هي مختصر مفيد التصور الميتافيزيقي للطبيعة والتصور الميتافيزيقي للمجتمع ثم التصور الميتافيزيقي للفكر. والميتافيزيقيا هي فلسفة البرجوازية وتعتبر كل شيء سرمدي، وهذه الفلسفة إذن ترى الأشياء كلها ثابتة.
وعندما نتحدث عن الديالكتيك غالبا ما تقدم كل شيء معقد، وهذه الكلمة في اللغة تعني فن المناقشة والديالكتيك بمعناه الفلسفي وعلى عكس ما يظن هو بمتناول الجميع لأنه شيء واضح جدا وليس فيه أسرار.
يختلف الديالكتيك عن الميتافيزيقيا لأنه يتيح دقة أكبر فليس هو سوى منهج في التفكير في دقة كبرى.
في البداية رأينا أن الميتافيزيقيا تعتبر أن العالم مجموعة من الأشياء المتحجرة، في حين نجد أن الديالكتيك هو الحركة، فالتغير والحركة في كل ما يحيط بنا هي أساس الديالكتيك.
لقد تطور الديالكتيك بالواقع، على يد الفيلسوف المثالي هيجل الذي عرف كيف يفهم التغير المحدث في العلوم، حيث لاحظ أن كل شيء في الكون هو حركة وتغير، وأن لا شيء معزول البتة.
لكن هيجل مثالي، أي أنه يعطي الأهمية الأولى للروح، وبالتالي يصنع لنفسه تصورا خاصا للحركة والتغير، فيظن أن تغيرات الروح هي التي تحدث التغيرات في المادة، وأن الكون هو الفكرة وقد صارت مادية، وقبل الكون هناك أولا الروح.
أما ماركس وانجلز من أتباع هيجل، ولكنهم ماديون بمعنى أنهم يعطون أهمية الأولى للمادة.
يبدأ قانون الديالكتيك بالملاحظة أي دراسة الأشياء من وجهة نظر الحركة. أما فيما يخص ترابط السيرورات أعطانا الكاتب مثال بالتفاحة عندها تساءل عن أصل الشجرة، وفحص التربة، وهنا المرور عبر سيرورات متعددة ابتداء من التفاحة مرورا بالشجرة، وصولا إلى الأرض. وهو ما يسمى بترابط السيرورات وهي العملية ستساعد في صياغة القانون الثاني للديالكتيك ودراسته، وكذلك أعطى الكاتب مثالا آخر عن الرأسمالية معتمدا ترابط السيرورات، حيث بدأ معتمدا ترابط السيرورات، حيث بدأ من أسباب ظهور الرأسمالية مرورا بمظاهرها وتصورها، ثم شرق وجودها، وانطلاقا من هذين المثالين يرى الديالكتيكي الواقعة الخاصة، والتفصيل بالكل، ويرى أن العالم مجموعة من الأشياء المتحجرة، لكن هذا الأخير فهم أن المجتمع الرأسمالي لم يكن دائما موجودا بل له تاريخ. لكنهم ظنوا أنه بظهوره انتهى تطور المجتمع، وأن المجتمع سيبقى ثابتا ولت يتطور عبر سيرورات جديدة عكس الديالكتيكي الذي يرى الأشياء في حركة وتطور دائمين، فنهاية المجتمع الرأسمالي هي بداية للاشتراكية الشيوعية، وهذه صورة واضحة لتطور المجتمع، ولكل تطور نهاية ولكل نهاية بداية جديدة.
لقد ساهمت الاكتشافات الكبيرة خلال القرن 19م إلى تحديد التخلي عن الذهنية الميتافيزيقية، واعتبار الأشياء في حركتها الديالكتيكية. فقبل هذا الاكتشاف أخذت "البنيوية" كأساس للتعليل لكن بعد اكتشاف القرن الثامن عشر، أصبحت الحياة مصنوعة من تتالي الموت والولادة، وأن كل كائن حي هو تجمع من الخلايا أي إزاحة كل الحواجز بين الحيوانات والنباتات.
اكتشاف تحول الطاقة: لقد تمكنت اكتشافات القرن 19 هنا في مجال الطاقة من اكتشاف المياه الجامدة سيرورات كما للطبيعة وبالتالي إلغاء الذهنية الميتافيزيقية.
اكتشاف التطور عند الإنسان والحيوان.
يرى انجلز أن تاريخ المجتمع هو نتاج لترابط سيرورات، ترابط فيها كل من العلم والطبيعة والمجتمع، وينمو هذا الترابط بفعل نمو الدينامية الذاتية.
إذا تفحصنا جيدا مثال التفاحة، نجد أنها نتيجة لترابط سيرورات، إذ أنه لا نعود إلى نقطة الانطلاق نفسها، وبالتالي نحن أمام سيرورة تطورات أو يطلق عليه بالتطور التاريخي، الذي يظهر أن الوقت لا يمر بدون أن يترك أثرا. وأن الأشياء في تطور وفقا لسيرورة دائرية، لكنها لا تعود أبدا إلى نقطة الانطلاق، مما يعطي شكلا حلزونيا صاعدا، ويتطور هذا الشكل وفقا لتطور الدينامية الذاتية.
يدرس الميتافيزيقي الأشياء من جانب واحد فقط، وبالتالي فهو يرى أن الحياة لأجل الحياة، وأن الموت هو الموت، ولا وجود لعلاقة بين الموت والحياة، حيث يعتبرهما شيئان متعارضان ومتضادان بشكل كامل، لكن الطرح الصحيح هو المعتبر أن اشلياء تتحول إلى ضدها في كل مكان.
الميتافيزيقيون يقابلون الأضداد، لكن الواقع يبين لنا أن الأضداد تتحول وأن الأشياء لا تبقى هي ذاتها بل تتحول إلى أضدادها.
وإذا أخذنا مثلا مثال الحياة والموت وعلاقتهما ستجد أن الكائن الحي مركب من خلايا، وهي في تجدد دائم، تختفي وتعود لتظهر في المكان نفسه.
لتجنب الوقوع في الخطأ يجب تفسير القانون الكبير الديالكتيك الذي هو التناقض، وليجب أن نفهم هذا التناقض بشكل آلي، أي أنه هناك حقيقة بالإضافة إلى الغلط، والخطأ بالإضافة إلى الصواب موجودة في كل معرفة، فإذا اعتبرنا هذا التناقض صحيح فنحن بذلك نؤكد على أنه هناك جزء من الخطأ مع جزء من الصواب.
إذن من أهم المبادئ الأساسية التي دعت إليها الديالكتيكية في دراستها للأضداد التي تحدد تطور الأشياء هو دراسة وحدة الأضداد المتضمنة في الأشياء.
يمكننا تلخيص أهم النتائج العلمية للديالكتيك فيما يلي: عدم اعتبار الحقيقة أبدا بدون خطأ ولا العلم بدون الجهل، وكذلك نزع الفكر الميتافيزيقي الذي يرى الأشياء والناس من جانب واحد، بل اعتبار الأشياء من جميع الزوايا التي تستطيع تمييزها. فالأشياء تتغير لأنها تتضمن تناقضا داخليا.
القسم الخامس: المادية التاريخية
يرى ماديو القرن 18 أن الدماغ يفرز الفكر كما يفرز الكبد الصفراء وهو تأكيد على أن الطبيعة هي التي تنتج الذهن وأن أفكارنا هي من صنع الطبيعة، وبهذا يمكن التأكيد على أن التاريخ هو من صنع الإنسان المسير بإرادته، هذه الإرادة التي تمتلك الحرية في التعبير عن أفكارها.
ومن الأخطاء التي يجب تجنبها في دراسة التاريخ، والأحداث التاريخية الكبرى، كالثورة مثلا، عدم اعتبار الثورة بأنها نتيجة لتطبيق الأفكار المولدة في دماغ الفلاسفة اي تفسير الأفكار بواسطة الدماغ. فالدماغ شرط شروري للتفكير لكنه ليس شرطا كافيا. لأنه سيشرح الواقعة المادية التي هي امتلاك الأفكار، ولا يشرح لماذا نملك هذه الأفكار وليس تلك.
إن أفكارنا والأهداف التي تحتويها هي انعكاس للأشياء، هذه الأشياء التي تنظر إلى المجتمع هو الذي يحدد وعي الناس بذاتهم لا العكس.
المثاليون يروا أن البرجوازية والبروليتاريا، هما هذا أو ذاك، لأنهما يفكران كهذا أو ذاك، حيث يعتبرون أن البرجوازي هو الذي يفكر كالبرجوازيين وإذا أردنا ألا نكون برجوازيين فيجب تغيير شكل أفكارنا الذي هو موضوع الخلاف، ويكفي لإيقاف استغلال البرجوازي أن نقوم بإقناع رب العمل بأنهم يستغلون العمال وسيكفون عن ذلك.
بالإضافة إلى انقسام المجتمع إلى طبقتين، طبقة فقيرة وأخرى غنية، حسب أفكارهم الناتجة عن ظروفهم المعيشية المادية، فإن المجتمع كذلك مكون من طبقات أخرى متصارع فيها بانتماء البرجوازية والبروليتاريا، إذن فأفكار الناس في تنازع مستمر، وبالتالي فالقوى المحركة للتاريخ هي في صراع طبقي. هذا الصراع الطبقي هو بالضرورة صراع سياسي، وهو في نهاية المطاف صراع تخوضه الطبقات من أجل التحرر الاقتصادي.
إذن فالصراع الطبقي هو الذي يفسر التاريخ، والاقتصاد هو الذي يحدد الطبقات، لتفسير الواقعة التاريخية يجب فحص الأفكار المتصارعة والبحث وأخيرا نخلص من كل ما سبق إلى أن التاريخ هو من صنع البشر الذي يحدد التاريخ بإرادته وأفكاره التي تعتبر انعكاسا للظروف الاجتماعية التي يعيشها الإنسان والتي تحدد الطبقة التي ينتمي إليها والظروف الاقتصادية التي يعيشها.
يؤكد انجلز في كتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" أن المجتمع في الماضي لم يكن يعرف نظام الطبقات، حيث أن الإنتاج كان جماعيا وكذلك استهلاك المنتجات التي أوجدها الناس. وهو ما عرف بالشيوعية البدائية وخلال هذه المرحلة لم يكن هناك تقسيم للعمل إلا بين الجنسين، الرجل يصطاد الحيوانات والأسماك والمرأة تعتني بالبيت، لكن الناس لم يظلوا في هذا الطور، وكان أول تغيير في حياتهم هو تقسيم العمل حيث وجد الناس حيوانات يمكن تجنبها ومن ثم تربيتها وانفلات القبائل، وظهور بذلك تقسيما اجتماعيا كبير للعمل.
لقد أدى نمو الإنتاج الزراعي وتربية المواشي والحرف إلى إنتاج كميات كبيرة من المنتوجات فتطلب ذلك قوة عمل أو يد عاملة إضافية من أجل تطوير العمل فتم بذلك تحويل أسرى الحرب إلى عبيد الذين اشتغلوا في إنتاج العمل، وتوسعت طبقتين، الأسياد المشغلون والعبيد المشتغلون.
خلال هذه المرحلة شهد الإنتاج ثروة كبيرة، وأخذت الحرف والمعادن تنفصل عن بعضها، وشهد الإنتاج تنوعا وإتقانا أكثر فأكثر، ولم يبقى من الممكن أن يمارسه شخص واحد بمفرده، فحدث التقييم الثاني للعمل، بسبب انقسام الإنتاج إلى فرعين رئيسيين هما الزراعة والحرفة.
لقد ساهمت الطبقات من العصور الوسطى في تحديد ظروف المجتمع وتطوره، حيث أن المجتمع الإقطاعي مع النبلاء والأقنان ساعد فئة التجار في عملهم، وحاولوا توسيع دائرة الإنتاج وتطويره لإنتاج حديث، ومع القرن 15م، قامت البرجوازية بإنتاجات مختلفة.
نقصد بأنماط الإنتاج، حالة الأدوات والآلة، واستعمالها وطرق العمل بكلمة واحدة حالة التكتيك التي تحدد الظروف الاقتصادية.
ومع تطور الطبقات والتحول الاقتصادي الكبير الذي عرفه المجتمع، وظهور وسائل عمل متطورة، انتقل الإنتاج من مجموعة أعمال فردية، إلى مجموعة أعمال جماعية لأن أدوات العمل أصبحت جماعية، رغم أن نظام الملكية ظل فرديا في يد شخص واحد أو عائلة واحدة.
كما شهد هذا التحول تحسين في الآلات وتطويرها، واستبعاد العمال عن المصانع ووفرت هذه الآلات، زيادة في العرض والطلب، وفائض في الإنتاج وكذلك اكتظاظ الأسواق بالمنتوجات، لكن في نفس الوقت شهد المجتمع انتشار الفقر والبطالة بسبب تعويض العمال بوسائل عمل حديثة.

القســـم الســــادس: المــــادية الديالكتيــكية والإيديولوجيـــات.
الماركسية هي فلسفة مادية تنفي دور الأفكار في التاريخ وتنفي دور العامل الإيديولوجين ولا تعتبر إلا التأثيرات الاقتصادية.
إن هذا خطأ. فالماركسية لا تنفي الدور المهم للذهن والفن والأفكار في الحياة. هذا ما جعل الماركسية تفقد شيئا من مكانتها، لكن منذ بضع سنوات استعادت الماركسية وجهها الحقيقي، والمكانة التي تستحقها، بفضل الجامعة العمالية في باريس التي يدين لها بضعة آلاف بمعرفة الماركسية.
هنا تطرق صاحب الكتاب إلى علاقة الماركسية أو المادية بالإيديولوجية، في البداية سنقوم بالتعريف بالإيديولوجية، وهي مجموعة من الأفكار التي نجدها في ذهن جمهوري، لكن الإيديولوجية ليست فقط مجموعة من الأفكار المحضة منفصلة عن كل شعور. إن إيديولوجية ما تحوي بالضرورة مشاعر واستلطافا ونفورا وأمالا ومخاوف. ونسمي كذلك مجموعة من الأفكار الخاصة التي تؤلف إيديولوجية في ميدان متخصص. فالدين والأخلاق هما شكلان من الإيديولوجية، كذلك العلم والفلسفة والأدب والفن والشعر. والعامل السياسي هو الذي يوحد العامل الإيديولوجي والعامل الاجتماعي، وهذا العامل السياسي يظهر في الصراع الإيديولوجي كتعبير عن الصراع الاجتماعي.
فإذا تفحصنا إذن بنية المجتمع، في ضوء المادية التاريخية، نرى أن البنية الاجتماعية التي تحمل البنية السياسية وأخيرا البنية الإيديولوجية.
سبق الذكر على أن الإيديولوجية هي انعكاس للظروف المادية في المجتمع، وأن الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي، وقد يستنتج من ذلك أن البروليتاريا يجب أن تملك بصورة أوتوماتيكية إيديولوجية بروليتارية.
ولكن افتراضا كهذا لا يتوافق مع الواقع، لأن هناك عمالا لا يملكون وعيا عماليا وعلينا أن نلاحظ، في كل الأحوال، أن كل شيء قد شغل لإعطائنا وعيا مغلوطا ولإنماء تأثير إيديولوجية الطبقات الحاكمة على الطبقات المستغلة فالعناصر الأولى لتصور الحياة التي نتلقاها وكل ما نتلقى في تربيتنا وتعليمنا تعطينا وعيا مغلوطا. وروابطنا في الحياة، وبقايا الفلاحة عند البعض، والدعاية والصحافة والراديو، تزور وعينا في بعض الأحيان أيضا.
والذين يعتبرون الماركسية هي عقيدة قدرية هم على خطأ، لأننا نعتقد أن الإيديولوجيات تلعب دورا كبيرا في المجتمع، ونعتقد أنه علينا أن نعلم ونتعلم هذه الفلسفة الماركسية حتى تلعب دور الأداة والسلاح الفعال بالنسبة لنا.
فالإيديولوجية هي انعكاسات ونتائج للظروف الاقتصادية، لكن العلاقة بينها ليست بسيطة لأننا نلاحظ فعلا عكسيا للإيديولوجيات على البنية التحتية.
فالتطور السياسي والحقوقي والفلسفي والديني والأدبي يرتكز على التطور الاقتصادي لكنها تفعل جميعها أيضا الواحدة في الأخرى كما تفعل في الأساس الاقتصادي وليس ذلك هو كذلك لأن الوضع الاقتصادي هو السبب، وهو وحده الناشط وكل ما تبقى انفعال.
ولتطبيق المنهج الديالكتيكي جيدا، يجب أن نعرف الكثير من الأشياء. وإذا كنا نجهل موضوعها، يجب أن ندرسه بدقة، وإلا فإن ما نحصل عليه هو ببساطة كاريكاتور حكم.
هنا أصبحنا نعرف ما هي المادية الديالكتيكية، التي هي شكل حديث من المادية أسسها ماركس وانجلس وطورها لينين، وهنا لا ينكر صاحب الكتاب الدور الكبير للينين حتى أصبح اليوم يتكلمون عن الماركسية اللينينية.
ولكن هناك شكلا من الصراع ضد الماركسية اللينينية بكثير أيضا من حملة الصمت هذا الشكل هو التزوير الذي تحاول البرجوازية تنظيمه داخل الحركة العمالية نفسها.
ويختم صاحب الكتاب كتابه بتفاؤل حول ما يشاهده اليوم من اندفاع هائل ضد الطبقة العاملة لدراسة الماركسية بمجملها.



#وفاء_القاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وفاء القاسمي - قراءة في كتاب مبادئ أولية في الفلسفة ل جورج بوليتزر