أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آرام نسو يوسف - من قاموس اللهجة العراقية














المزيد.....

من قاموس اللهجة العراقية


آرام نسو يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 378 - 2003 / 1 / 26 - 00:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

                                                                1

في نيسان من عام 1991 , قطعت الصحراء مع صديقين ودليل بدوي بأتجاه مدينة رفحاء بعد ان قمع النظام انتفاضة آذار بوحشية بالغة . وفي الطريق اليها مررنا ببيوتات وقبائل من البدو العراقيين .

شدّتني لهجتهم بجرسها وايجازها واحالاتها الجميلة , ولقد انتبهت في حينها الى تكرار مفردة ( ابي ) بمعنى اريد وارغب . وكنت اظنّها مفردة خليجية محضة , بيد اني التقيت لاحقا بأصدقاء عديدين اكّدوا لي انّ المفردة متداولة ليس بين البدو وحسب , بل وايضا في القرى و التجمعات البشرية التي تشرف على وادي الأبيّض الذي يربط بادية نجد بباديتي السماوة والشام وهو الطريق الذي كان قائما في ازمان موغلة في قدمها . وعبره انتقلت اللغة الصفوية ( نسبة الى جبل الصفاة ) والثمودية وقبلهما الآرامية الى مناطق نفوذها الجغرافي المعروفة , وليس اللغة وحسب ما انتقل عبر هذا الطريق بل التجارة والقبائل المتحدّرة من اصول واحدة لتشكّل الدويلات العربية غرب الفرات .

ومن هنا رأيت ان أثير موضوع هذه المفردة في المعجمية السامية .

تعني مفردة ( أبى ) في اللغة : امتنع ورغب عن الشيء كما في جميع المعجمات العربية كلسان العرب لأبن منظور ومخصّص ابن سيده وصحاح الجوهري وتاج الزبيدي وغيرها .

بيد ان المفردة تعطي معنى مختلفا تماما عن المعنى الذي يرد في المعجمية العربية , فمفردة

( ابي ) كما يستعملها البدو لتدلّ على الرغبة في الشيء ورجاء الحصول عليه.لا على الأمتناع والرفض .

كيف نجد تفسيرا لذلك؟ علما ان المفردة ليست ناشئة من لفظة ( ابغي ) التي تؤدي غرض الرغبة في الشي , بسبب انه لم يؤثر في اللهجات الخليجية ولا في قوانين الأبدال اللغوي الأنتقال الصوتي من من الغين الى الياء.!!

وردت هذه المفردة خمس عشرة مرة في القرآن في اصول تدلّ على الأمتناع

ولهذا الفعل نظائر في اللغات السامية القديمة ( الجزيرية كما يسمّيها عالم السومريات طه باقر , نسبة الى الجزيرة العربية ).

. ففي الأكدية آبو بمعنى رغبة ,وفي الآرامية ابا بألف مطلقة : اراد , وفي العربية الجنوبية ( السبئية...) ابى : رفض , اما في العبرية فلا تأتي ابى الا منفية , ويبدو ان الأصل السامي للمفردة يدلّ على الرغبة بمطلقها , ثمّ صار في الأكدية والآرامية والعبرية الرغبة في الشيء , وفي العربية الجنوبية والشمالية الرغبة عن الشيء اي الأمتناع والرفض.

.. اجد ان مفردة ابى نشأت في المعجمية السامية من المفردة الأكدية ( آبو ) والتي تعني ( قصب الماء ) ولقد سمّي ( آب ) الشهر الميلادي الثامن بهذا الأسم لأنه الموسم الذي يجنى فيه القصب وهو يصادف الشهر الخامس في التقويم البابلي الذي يبدأ بشهر نيسان , ومن البابلية اخذت الفارسية لفظة آب لتدلّ على الماء ويظهر هذا من جمهرة واسعة من المفردات المركّبة والتي اخذتها العربية عن الفارسية ويظهر فيها الآب , كما في مفردة سراب وهي فارسية معربة مركّبة من كلمتين هما سير : وتعني مملوء  وآب : وهو الماء ولقد دخلت هذه المفردة متن اللغة  في زمن مبكّر وان تمّ توكيد اعجميتها , كما في الآية ( وسيّرت الجبال فكانت سرابا ) .

وفي المعجمية العربية , فأن الأباءة هي بلا ريب من جذر آب . فالأباءة : البردية , وقيل هي من الحلفاء خاصّة , ويرفع ابن منظور في لسانه الى ابن جني قوله : كان ابو بكر يشتقّ الأباءة من (أبيت ) وذلك لأن الأجمة تمتنع وتأبى على سالكها .

واجد في هذا تأكيدا على التوافق الألسني بين الأكدية بفرعيها البابلي والأشوري ومن ثمّ الآرامية التي اخذت المفردة وورّثتها الى السريانية ( والتي هي جوهريا الآرامية ذاتها ) ثمّ العربية والعبرية ومن ثمّ استقرارها كشهر من اشهر السنة الميلادية عند المشارقة  كان معمولا بها الى جانب الأشهر القمرية العربية المتوارثة .

وتأتي مفردة ( ابي ) في لهجة بدو العراق وشمال شبه الجزيرة واهل الخليج على غير استخدامها المعروف في العربية الفصحى

,اي الأمتناع , ولكنّها متوافقة تماما مع اللغات السامية(الجزيريّة) الأخرى , اي الرغبة , لأن اللهجة العربية في الصحراء و الخليج  وان كانت عربية , فأنّها سامية ايضا .

لاهاي 2003



#آرام_نسو_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يظهر نقل رئيس وزراء سلوفاكيا إلى سيارة بعد إطلاق النار ...
- مصر.. تحرك برلماني بشأن شركات النقل الذكي بعد اعتداء سائق عل ...
- مواقع عبرية: حدث صعب جدا الآن في غزة ومستشفيات تستعد لاستقبا ...
- كيف تدعم الصين روسيا بعد فرض عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا؟ ...
- بايدن وترامب يقبلان المواجهة في مناظرة تنظمها شبكة -سي إن إن ...
- بركان جبل إيبو في مقاطعة مالوكو الشمالية بإندونيسيا يثور مطل ...
- خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن -اليوم التالي- للحرب ...
- وزراء إسرائيليون متطرفون يهاجمون وزير الدفاع بعد رفضه حكما ع ...
- السفير القطري لدى موسكو يهنئ بوتين بتوليه منصبه ويشيد بالعلا ...
- -لحظة تفجير منزل مفخخ بالجنود-..-القسام- تعرض مشاهد استهداف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آرام نسو يوسف - من قاموس اللهجة العراقية