ثورة المهمشين

شمدين اكرم شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 09:17
المحور: حقوق الانسان
    

بين الأمس واليوم يتكرر في الشرق نفس المشهد ونفس الأحداث فحين خط سايكس وبيكو
حدود الدول المتواجدة حاليا لم يأخذا بعين الاعتبار التوزيع الديموغرافي للمنطقة فدخل
أخ في هذه الدولة وأصبح الأخر في دولة مجاورة وغدت الخطوط الحمراء والزرقاء حدودا مقدسة ومن اجلها قامت حروب وسفكت دماء وظلت القلوب بين الإخوة الأشقاءمليئة بالأحقاد والثارات وكإن الغرب خطط بعبقريةلكل هذا الزيف والهراء.
ومن مصيبة الأقدار أن ظهر الذهب الأسود في هذه الديار فأصبحت المشيخات والدويلات والامارات دولا مقدسة يصعب بل يستحيل اللعب او حتى التعديل لحدودها وارتأت العدالة الدولية أن تتوزع الدول بين صغيرة يفيض نتاجها حاجة ساكنيها ودول يعاني شعبها الكبير العدد من الجوع والحرمان مما خلق الأزمات والمشاكل الكبرى التي ما زالت تفتك بالشرق الأوسط حتى اليوم، واليوم وبعد هذا التاريخ العنيف والمأساوي لدول المنطقة تلتئم الشرعية الدولية من جديد لتقرر مصير هذه المنطقةولتعيد للشعوب المقهورة بعضا مما سلبته إياه وسط وعود بالإصلاح والديمقراطية فها هو ذا بوش وبلير يسيرون على خطا اجدادهم ويرسمون من جديد خارطة الشرق الأوسط الذي سيحدد مصير العالم بأكمله فهنا تكمن أغلى ثروات العالم من نفط وغاز ويورانيوم وشعوب جائعة للحضارة والحرية ، شعوب تبحث عن لم شملها على طرفي الحدود ، وشعوب تتوق لحكم ذاتها وخيراتها بعد سنين من الخضوع والخنوع ،ولكن هل سيفعلها العم سام مع صديقه السيد بلير ويصدق هذه المرة ليحق الحق بعيدا عن المصالح والأطماع أم إن الطبع يغلب التطبع والعراق اليوم مكمن الأطماع وسوريا بوابة التصريف ولبنان مصيف التمتع بالمحصول الوفير
والكل في هذا الشرق سكارى المال بل في العالم اجمع فبعد سقوط الإيديولوجيات واهتراء المبادئ أصبح الكل يبحث عن حصته من الكعكة ولايهم ماذا تريد الشعوب المغلوبة على أمرها ورغم غموض توجهات الغرب وصعوبة التنبؤ بغاياته اليوم وخصوصا بعض تصريحات الساسة الأمريكيين من إنهم اخطئوا عندما فضلوا الاستقرار في المنطقة على حساب الحرية وإنهم سيصححون اخطاءهم وسيساعدون الشعوب على تقرير مصائرها وحكم نفسها بنفسها ولكن هل هي نفس النغمة القديمة ونفس المبادئ التي نادت بها الثورة الفرنسية
والتي اتضح مؤخرا من ثورة الجياع والمهمشين أنها لم تطبق بالشكل الكامل والصحيح كما إن النموذج الليبي الذي صالحه الغرب بعد سنوات من القطيعة يجعلنا نشك بهكذاوعود وهكذا دول ومن الأفضل لشعوبنا أن تطلق ثورة من داخلها و في داخلها للمطالبة بحقها في الحرية بعيدا عن الوصايات الداخلية والخارجيةوليكن اسمها ثورة الحفاة أو ثورة
المهمشين

#شمدين_اكرم_شمدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات