( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 5

حسن حانم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 10:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جميلاً مثمراً نافعاً لو ان النخب والأحزاب المتصدرة الآن للعملية السياسية في العراق توقفت عن ذلك الردح العابث للفورة الطائفية والعنصرية والفئوية ’ وطهرت قلوبها وفكرها بالحزن العراقي’ وتعيد صياغة ممارساتها وسلوكها ومنطلقاتها على اساس النقاء الأنساني والأخلاقي والديني والشجاعة الذاتية لأدراك اهميتها بالمقارنة للقيمة التاريخية للأنسان والوطن .
حلم يعاد قتله وما اكثر المتهمين .
الأنتخابات القادمة على الأبواب ’ ابتداءت القوائم الأنتخابية دورة التنافس في عرض بضائعها ’ مستنفرة اجهزتها الأعلامية وعلاقاتها الجانبية المتشابكة ’ كل يستعير تاريخاً ليس له وامجاداً دخيل عليها ويكرر وعوداً فقدت مصداقيتها ’ يعرض خدماته المستقبلية على اصحاب النفوذ والتأثير في الحالة العراقية ’ مصراً على تمسكه بتبعيته دون تحفظ ’ كل يعتقد ان الشارع العراقي لا زال خصب للتضليل والأستغفال وان الأرادة العراقية في غيبوبــة ’ ابناء الوطن على ضفاف العملية السياسية يسألون بعضهم .
ــ من ننتخب ...؟ واي القوائم افضل ...؟ ومن الذي لم نجربه بعد ولم يتم فتح اضابير فضائحه ...؟ او الذي لم يجعل موقع مسؤوليته ومركزه الحكومي علبة عسل لزنابير حاشيته ... ؟
انا ... وانت ... والجميع لايعلم .
ومن يعلم اذن ...؟
ظلمه ودليلهه الله ... بس لازم ننتخب ونلبس ديموقراطية هدله بليه دكم ’ عساهه بخت بول بريمر .
بهذه الطريقة الكئيبة يعبر المواطن العراقي عن عجزه وخيبة امله .
الأوضاع الشاذة تضغط عليه ’ ومصائد المفخخين والمفجرين والبهائم الأنتحارية تترقبه ولم تترك له مكاناً آمناً ’ لكنه يعلم ’ ان زورق الحالة العراقية يتطلب دماً يسبح به ’ وعليه ان يعطي مزيداً منه دون ان يسأ ل .
من اية غيمة دخيلة تتساقط تلك المصائب والمحن والتي يقال ان مسؤول مؤسساتها وشبح فضائعها رجل الرعب الفلته الأمير الزرقاوي ’ تلك الورقة الرهيبة العجيبة .
ــ اين مقره ومن اين يأتي بأدواته ... ؟
ــ هل هو مختبأً بأمارته داخل المثلث السني ... ؟
ــ هل هو ( طنطل ) يتحرك بين المليشيات الرابظة على صدر الجنوب ... ؟
ــ هل هو عربياً او كردياً ’ شيعياً او سنياً من احفاد ابو طبــر ... ؟
ــ هل يدير عملياته من مقر آمن في المنطقة الخضراء ... ؟
ــ هل هو جزاءً من عفش المحتلين ( المحررين ) جلبوه مثلما جلبوا قسمتنا من سياسيي المرحلة ... ؟
ــ هل هو ( مكي ماوس ) الحالة العراقية جاء بأرادته وعلى نفقته الخاصة عبر اجواء دول الجوار العروبي والأسلامي ليخرج مسلسل فلمه الدموي على مسرح العراق ... ؟
ظلمه ودليلهه الله .
الأرهاب تلك المعزوفة التي علينا ان نتقنها وننسجم معها ونرقص على انعامها وندفع ثمن تكرارها .
تم القاء القبض على الآف الأرهابيين والقتلة متلبسين بجرائم بشعة ’ هذا ما نشاهده على مسرحي الفيحاء والعراقية ’ وسمعنا بجرائم لا يمكن تصديق بشاعتها ’ لكن لم نرى ارهابياً واحداً تم القصاص منه ’ وكأن تلك الجرائم خارج اختصاص القانون والعدالة .
من نصدق ... ؟
لا ندري ... ظلمه ودليله الله .
بمناسبة العيد تم تفجير الناس وابادة العشرات والمئآة داخل المساجد والأسواق والتجمعات ’ وبمناسبة العيد ذاته تطلق حكومتنا المنتخبة والمشرفين على تحديد مساحة صلاحياتها سراح المئآة ممن سبقوهم بأرتكاب جرائم مماثلة .
آمر محير ... لكننا سننتخب .
ــ من ... ؟ لا ندري .
ــ لماذا ... ؟ لا ندري ايضاً ’ لكننا نعلم ان الآخرين يفصلون لنا ما يناسبهم ’ وعلينا ان نلبس ما لا يليق بنا .
اعترضت مسلسل ثرثرتي امراءة جالسة على الضفاف بمحاذات الجدار العازل للمنطقة الخضراء ’ وبعتب مرير قالت .
لو جانت امكم مدينة صدام لخلفتكم فدائيين واشبال وسفلة في جيش القدس وكتبة تقارير .
لو جنت مدينة الصدر جان صرتوا خوشيه بجيش الحواسم تنابله مكبسلين حول سفرة المحاكم الشرعيه
ولكم انه بت ابوهه ’ مدينة الثوره ’ يتيمة جدكم عبد الكريم ’ رضعتكم حزني وغطيتكم بضيمي وبخرتكم بشمسي وترابي ’ وربيتكم كتاب وشعراء وادباء وفنانين وموهوبين وشهداء’ ياناكرين الوفه تتفرجون على هضيمة امكم وذلكم وصخام هويتكم وتزوير مولدكم ودفن اصلكم وابداعكم ’ ولكــم جدكم اختفه بالماي وشربنه العراقيات ورضعنه لجيالهن ومن دمهم راح يرجع ويرجع الي هيبتي واسمي وهويتي وشرفكم وطلعتكم الحلوه ’ بس ولكم لازم تكون الكم وكفه من الضيم السده عليه .
وانصرفت تاركة دموعها على التراب .
حالة من الأرباك واللوعة منعتني من مواصلة ثرثرتي ووضعتني وجهاً لوجه امام انهزامية ولا ابالية وجحود ابناء مدينة الحب والتقاليد والعطاء والشهداء ويتيمة خير ما انجبه العراق .
ازدحم الضفاف بالمثرثرين ’ وبلغت ثرترتهم مستوى الصراخ ’ يخدش صبر اليأسين ويوقض اوجاع الذاكرة واصبح من غير الممكن التستر على الم الفضائح ’ فقررت مغادرة الضفاف الى مكان استطيع فيه انتظار ...
بلكت يمر صداك ويه اليجذبون ـــ افرح وجلب بيه وفديله العيون

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل