تونس:شرارة الانتفاضة من جديد

الديمقراطية الجيدة

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 21:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تونس :شرارة الانتفاضة من جديد
اندلعت الاحتجاجات في القصرين اثر انتحار رضا اليحياوي الذي وقع حذف اسمه من قائمة المضربين عن الطعام وانتشرت شرارة الانتفاضة في جل الجهات وشملت القطاعات الشبابية –طلابية وتلمذية-
تأتي هذه الاحتجاجات كردة فعل مباشرة لسياسة الحكومات المتتالية من الترويكا مرورا بمهدي جمعة واخيرا حكومة الصيد الاولى ثم الثانية ويعبر هذا الغضب الشعبي المتصاعد عن الرفض القطعي لخيارات النظام اللاوطنية واللاشعبية التي ادت الى افلاس البلاد وبيعها بالمزاد العلني على حساب قوت الشعب اليومي فعمّ الفساد والمحسوبية والتكالب على الكرسي بهدف اقتسام الغنيمة فتدهورت اوضاع الجماهير على كل المستويات.
فسجلت القصرين- اين اندلعت الشرارة- نسبة بطالة ب27 بالمائة واعلى نسب الامية 32 بالمائة واعلى نسب في الانقطاع عن الدراسة واعلى نسب في الفقر مقابل انعدام التنمية والصحة 0,4 -طبيب لكل الف ساكن- وغياب المقومات الضرورية للعيش الكريم
فهل فكرت الحكومات "المنتخبة" من قبل اقلية- بما ان مشاركة الشباب في الانتخابات لم تتجاوز 4 بالمائة- فهل فكرت في اوضاع الجهات المهمشة؟ بالطيع لا. انها منشغلة بالتناحر كما انها تتذرع بمحاربة الارهاب وتعمل دوما على ربح الوقت من خلال التسويف وتحويل وجهة الراي العام الى محاور هامشية تتكفل وسائل الاعلام بتسويقها ليلا نهارا.
للصبر حدود لان الشعب هو الذي دفع الفاتورة الى حد الان فقدم الشهداء وتحمل الفقر والجوع لتنعم الحكومات بالمال العام بما ان 80 بالمائة من ميزانية الدولة متأتية من الضرائب على الاجراء والضرائب غير المباشرة وحين يصبح الفقير مهددا في حياته فمن الطبيعي ان ينفجر ويكون الانفجار عنيفا .
وقد دللت الاحداث على ذلك بحيث توجهت الجماهير المنتفضة بصفة عفوية نحو رموز السلطة المحلية من ولاة ومعتمدين ونحو مراكز البوليس والحرس ورفعت جل شعارات انتفاضة 17 ديسمبر بما في ذلك شعار "الشعب يريد اسقاط النظام ونددت بالاحزاب الحاكمة وخاصة النهضة والنداء وتمسكت بمطالبها وحقها في العيش الكريم على ارضها الحبيبة التي تنهب خيراتها جهرا .
وازاء توسع الاحتجاجات كالنار في الهشيم سارعت الحكومة بعقد مجلس وزاري(مع الاشارة الى ان رئيس الحكومة طار الى دافوس) اقر العديد من الاجراءات لفائدة القصرين وقد تجبر الحكومة تطبيق ذلك على بقية الجهات المهمشة .
قد ينجح النظام في ربح المزيد من الوقت واخماد فتيل الاحتجاجات ولو ظرفيا لكن ستتواصل الانتفاضات نظرا لواقع البلاد والتناقضات الصارخة بين سياسة الحكام وتطلعات الشعب نحو التحرر والانعتاق ولن يحصل هذا التحرر دون بروز قيادة ثورية تجند كل الفئات الشعبية حول برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية
الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات