أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اياد حسن - الدين التسلطي و خطورة النقد او التفكير خارج الصندوق















المزيد.....

الدين التسلطي و خطورة النقد او التفكير خارج الصندوق


اياد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين التسلطي و خطورة النقد
////////////////////////////////////
الدين كما أفهمه هو مجموع الانظمة و السياقات التي تجعلك ضمن مجموعة ذات توجه ما. هذا التعريف يعد شاملاً حتى للفلسفات ذات الرؤية المطلقة او التي تتصور انها تحمل الحلول النهائية للمشاكل كافة. تاخذنا هذا التوجهات القطعية الى اجواء لا تألفها عقولنا المتسائلة، تلك العقول المرهبة لِتلك الفلسفات التي حملت اجابة عن استشكالات زمانها و تركت لم يكن مُفكراً فيه إبان ظهورها، الخوف من تلك الاسئلة هو ما يجعل حراس العقيدة الذي يتحركون عن تحريك الساكن في بحيرة العقيدة المحمية و الآسنة في معظم الحالات.
الدين التسلطي يتجاوز الانسان و الفضيلة الرئيسية فيه ((الطاعة)) و الاثم الاكبر هو ((التمرد))0 ما الذي يضمن للانسان السلامة و الامن غير الخضوع، و محاولة البقاء ضمن مجموعات، و بالذات في اجواء الارهاب الدين سياسي0
الانسان كائن مثل باقي الكائنات، فمعظمها لا تستطيع البقاء وحدها، انه يشعر بالضجر و لا يستطيع الهدوء على حال، انه كائن متطلب و قنوط .
السلوك القطيعي هو السلوك الاكثر ضمان لسلامتنا و خلاصنا من الاخطار و بالذات الاخطار الكبرى خطر،،،تهديد الهوية مثلاً ، بلقدر الذي نكون فيه ضمن مجموعة اي ضمن قطيع اي ان نكون خرافاً فان التهديد لوجودنا سيصبح اقل وطئة، الخطورة تكمن في خروجنا عن قطيعنا.
لكننا بقدر ما نكون خرافاً، لا يكون العقل مرشدنا الحقيقي، بل يرشدنا مبدأ مختلف الا و هو مبدأ الولاء للقطيع ،، العقل الجمعي كما هو متداول .
لولا الخارجين على القطيع ، المفكرين خارج الصندوق، كاشفي الحقائق، لكنا اليوم في الكهوف و لازلنا في عصر الجمع و الاتقاط .
//////////////////////////////////////الخوف من الجديد و العيش في الكفهوف الماضي///////////////////////
التسلط و الاستسلام هو ما يقود تفكيرنا او محاولات التفكير الرائدة في منطقتنا و بالذات في ما يخص تجارب الحكم التي اتسمت بالعنف و التسلط ثم الفشل ثم الانهيار التام و السقوط في يد التطرف ، اعتقد ان معظم مشاكلنا تكمن في التسلط و كذلك في استجلاب حلول مستوردة و تطبيقها على مشاكلنا التي قد تشابه المشاكل في العالم في معناها العام لكنها تختلف في جزئياتها و المعروف ان الشيطان يكمن في التفاصيل ، انها حقاً سب مشاكلنا الحاضرة و و المستقبلية .
عند ما يحاول الانسان الابتعاد عن المشاكل مع السلطة فهو ليس مذنب،،،، اذ ترك المواجهة لانها تعني ضياع العمر و العائلة و الحياة المتاحة ، الرغبة في اكمال المشوار و الامل بالقادم الذي غالباً ما يكون نسخة مقيته عن ماضينا المقيت ،،، صدام داعش و المليشيات رضوان الله عليهم نسخ مكررة و متطابقة و ان اختلفت في الشعارات فهي تعتمد ذات الاهداف ذات الوسائل القهر و الظلم و لا شي غيرها.
و كالعادة هذا القاعدة اي استسلام الفرد ، لا تنطبق على الجميع ، هنالك من هو مختلف وحسب طبيعة انسانية اكثر تجذراً ، و هي الرغبة الدائمة في التغيير و عدم الثبات فالرفض للثوابت الموهومة هي التي مزقت العدم الذي ما زال يلفنا و لن يتركنا ما لم نكفر به.
اذا لم يفلح الشخص في توحيد طاقاته في اتجاه ذاته العليا، فإنهُ سيحد لهُ طريق بأتجاه أهداف دنيا، و اذا لم تكن لديه صورة للعالم و موضوعه فيه تقارب الحقيقة، فانه سيبتدع صورة تكون وهمية و يتشبث بها بذلك التمسك الذي يتقيد به رجل الدين بعقائده القطعية. الخرافة و المراقد الجديدة و الاشجار و الصورة و الطقوس الجديدة هي مثال واضح على تعبيرنا عن ذواتنا الدنيا لاننا لن نستطيع الوصل للذاتنا العليا لان ذلك يتطلب ان نكون احرار.
////////////////////////////////////-/// ثورة العقل و بطش العقائد الدنيا////////////////////////////////////////
السلطة و الدين و اجتماعها هو ما قتل كبار المفكرين، اي محاولة للنهوض بوجههم يعتبر هرطقة و تجديف و افساد لعقول الشباب. سقراط399قبل الميلاد حكم عليه بشرب السُم، لانه انتقد ارباب الاثنيين و افساد شبابهم، بلاجيوس اعدم ، اريوس تشرد ، نسطور ايضاً ، هيباتيا الاسكندرانية و قتلت بتحريض الدهماء و فبطشوا بها بتأيد من الاب كيريلس عمود الدين، البطش الوثني بالمسيحيين، البطش المسيحي بالوثنيين، البطش المسيحي ماقبل مرسوم ميلان بالمخالفين من اخوتهم بالدين، البطش باليهود و بأخوتهم من المخالفين ،،اوربا القرن السادس عشر اعدام قائد الثور الفلاحيين الالمان بلشوي على نار هادئة جاكلين روباخ عام 1514 و بتأيد من مارن لوثر، اعدام الطبيب ميكائيل سرفينيوس حرقاً، قام احدهم بالدفاع عنه بإصدار كتاب و لم يعرف حتى مات و لما عُرف أُخرجَ من قبره و احرق و هو كروكيس البازلي ، الاديب و الكاتب الالماني صاحب الاراء الغريبة ((كيفرينوس كولمان) اعدام في بيت الدخان في احد ميادين موسكو.
للتعصب الثوري و الفورة الجماهيرية دور ايضاً في المأسي، في الثورة الفرنسية مثلاً أُعتقلَ المخالفين او كل من اعتبر مخالف، بلغ عددهم 300الف، اعدم 17000منهم.
لم يقتصر العنف على الإسلام كما هو واضح و بشكل بسيط و غير معمق، الاسلام ليس الدين او الايديولوجيا الفارقة عن باقي الاديان و الفلسفات ذات البعد التسلطي فهو واحد من ضمن مجموعة، و يجب ان لا يحمل لوحده العنف و تبعات العنف .
لكن ان تكون واحد ضمن مجموعة قتلة هو صدك براءة مثلاً؟،لا فهو كدين و تراث مشارك لازال يلقي على كاهلنا تلك الاحمال الداعشية السلفية و غيرها من اصحاب نظريات ((ضلال الله في الارض)).
//////////////////////////////////// محنة العقل و بلاء السلفية///////////////
مصائبنا بدأت مع نهاية حياة الرسول و لم تنتهي الى يومنا هذا و لن نتتهي ما لم نفكك تاريخنا و تراثنا و كل منتجاتنا التراثمعرفية .
كل ما هنالك اننا كنا نأول النصوص لصالح العقل، المعتزلة كان لهم الدور الاكبر و الرأي الفصل في تلك الامور و التي حاول الكثيريين احيائها في عصرنا هذا، فكانت النتيجة المرّةَ التي لا تختلف في قسوتها مع اختلاف العصور و الازمنة و التوجهات.
كل ما هنالك انهم قالوا ((أن الأصل هو أعتماد العقل في تفسير النص ، و إن تعارض النص مع العقل و جب تأويل النص )) كانت المشكلة تدور حول تنزيه الذات الإلهية عن الاسماء و الصفات انطلاقاً من مبدأ ((ليس كمثلهِ شيء)).
حاول المعتزلة جاهدين الاقلال من اتساع المقدس بإنكار اغلب ما توافقت عليه الامة من القول بإعجاز القران و حصر المسألة انه معجز لانه كلام الله فقط، او نفي حجة البلاغة التي نفاها ابراهيم ابن سيار النظام صاحب نظرية ((الصرفة)) التي تتلخص في ان الله صرف الناس عن الاتيان بمثل القران و ليس لأن القران مستحيل ان تأتي بمثله من الناحية اللغوية و البلاغية فالعرب كانوا قادرين على ذلك.
اموياً كانت الجراح تلو الجراح للفكر الاسلامي و مفكره امثال الجعد ابن درهم الذي ذبحهُ خالد القسري في اول يوم العيد، عيد الأضحى اقصد،عام 105 هـ ((قال خالد وهو يخطب خطبة العيد: أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر)).

عباسياً كانت الاعدامات تتم عن طريق((صاحب الزندقة)) و هو شخص موكل بقتل المختلفيين او اصحاب الافكار الإبداعية في الديانة الاسلامية ، كانت محاكم التفتيش تقتل كل من تشك فيه ، من جملة من اعدم ابن المقفع ، ابن ابي االعوجاء، بشار ابن برد، و صالح ابن عبد القدوس الشاعر الكبير و حسين ابن منصور الحلاج.
في عصرنا هذا عومل من اشتغل في الدراسات النقدية بالحديد و النار و القتل و تهجير و التفريق. تهم الهرطقة و الالحاد جاهزة و ملقمة لتنطلق بوجه من قال لا.
الموسسة و الحاكم و ندماجهم يولد شخصيات تدافع عن الدين التسلطي بقوة القانون و سلاح الدولة، فمثلاً الكاتب الايراني علي الدشتي صاحب كتاب ((ثلاثة و عشرون عام))، احتجر هذا الكاتب عامين اثنين ثم اطلق سراحه ليموت في ضروف غامضة، لقد انتقد هذا الرجل الدين التسلطي فنسلت حواب الموسسات و حراب الدولة لتنغرس بجسده الذي يعتبر بلا قيمة لانه عصى و في مفهوم الموسسات المعصية مقرونة بالهلاك .
في مصر حوكم الشيخ علي عبد الرزاق صاحب كتاب ((الإسلام و اصول الحكم)) و الذي استثار الازهر الذي ما عاقب يوماًاخلا المفكرين خارج الصندوق،، طه حسين و كتابه في الشعر الجاهلي و هجوم الازهر الذي جرده من كل مناصبه،
السودان كان لها صولة على المفكرين في الاطار الديني اي نهايك عن المشتغلين في السياسة فقد اعدمت في عام 1985 الكاتب محمود محمد طه مؤسس حزب ((الاخوان الجمهوريين)) اعدم لانه ردد اراء متصوفة القران الحادي عشر اذ قال انه وصل لدرجة علمية تسقط عنه الفرائض الاسلامية اعدم ايضاً لا ننسى فرج فودة و كذلك نصر حامد ابو زيد و التهم الموجهة للكاتبة المرموقة نوال سعداوي و الاتهامات المنثالة عليها دائمً و ابداً ، يوسف زيدان الذي اتهم بأنه ينكر ما عرف من الدين الضرورة و اخيراً اسلام البحيري ،،، و القائمة مفتوحة .......
مقالي هذا لا يعد تحذيراً من التفكير خارج الصندوق، انما هو تعريف لنفسي بخطورة العمل في نقد التراث او محاولة تدارس ماضينا المؤلم ، الذي لا بد من تدارسه لعلنا نحل بعض طلاسم القداسات الموهومة التي هي مثار ازماتنا في زماننا المأزوم.
كتب انصح بمطالعتها لصلتها بالموضوع
ايرك فروم (التحليل النفسي و الدين)
يورغ كوغل (أدباء أمام المحاكم )
كامل نجار(قراءة منهجية في الإسلام)
يوسف زيدان ((متاهات الوهم))
يوسف زيدان ((عزازيل))رواية
رمسيس عوض((الحاد في الغرب))
علي عبد الرازق((الإسلام و اصول الحكم))



#اياد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اياد حسن - الدين التسلطي و خطورة النقد او التفكير خارج الصندوق