أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جيفارا السيد - في نقد المعارضة العجوز : عبد الستار قطان ... ضحية العمل الخيري الانساني














المزيد.....

في نقد المعارضة العجوز : عبد الستار قطان ... ضحية العمل الخيري الانساني


جيفارا السيد

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 08:51
المحور: حقوق الانسان
    


لا أذكر مرة أنني قرأت اسمه في أحد محافل المعارضة أو الموالاة , كان ظاهراً بأن صاحبنا كان يكره السياسة حتى العظم بعد أن قضى تجربة مريرة في سجن تدمر بتهمة الحرام السياسي ( الاخوان المسلمين ) .

عندما خرج عبد الستار قطان من السجن ضمن عفو رئاسي لم تكن قد ثبتت إدانته بأي حال من الأحوال , هكذا قيل له من قبل ضابط الأمن الذي أسفر وجهه عن ابتسامة صفراء وقهقهة عالية مقززة .
عندها كان عبد الستار قطان قد فقد قرابة عشرين سنة من عمره نتيجة خطأ احترازي . في كل هذه السنين رأى كثيراً من العنفيين ... عاشرهم وخالطهم , وفهمهم ...
فهم كيف أن الاستبداد و الظروف المأساوية تولد العنف , رأى كيف قاد الفقر والجهل والاستفزاز الطائفي والعشائري عند الكثيرين إلى أعمال عنف اكتست بطابع الدين ظلماً وزوراً .
تذكًر حينها مقولة لعمر بن الخطاب : لو كان الفقر رجلاً لقتلته , كان ذلك إبان المجاعة التي نزلت بالمدينة و التي جمّد فيها عمر حد السرقة , وذلك رغبةً منه في البداية في استئصال الفقر ( المحرض للسرقة ) .

من هنا اتجه قطان بعد خروجه من السجن إلى العمل الخيري , ومساعدة الأسر الفقيرة , للحول دون تكرار مأساة العنف الدموي , باستئصال مسبباته الحقيقية .

في إحدى المرات ... كان قد قدم المساعدة لعوائل لم يرض عنها السلطان , فكان أن اتهم بالارهاب وبتمويله , ليحاكم اليوم أمام محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التعاطف والانتماء للإخوان المسلمين , التهمة التي تفضي في النهاية إلى الاعدام عملاً بالقانون المشؤوم 49 ...

يبدو أن أطرافاً في النظام مازالت تصر على بسط حصار اقتصادي على المعارضين , رغبة منها في استجرارهم للعنف ,وخلق بؤرة عنف جديدة تجعل من احتمالات تغيير النظام الاحتمالات الأبعد , ما يستدعي تبييض الفرائغ أمام واشنطن , على أن كل من سيعمل على فك هذا الحصار سيحاز تهمة معاداة المشروع السلطوي الأزلي .
ليس من أجل ذلك فحسب , بل لأنها تعلم يقيناً أن أي تطور اقتصادي سيحمل معه تطوراً سياسياً مهماً قد يفقد السلطة كثيراً من نقاط ارتكازها .

لست الآن في وارد للحديث عن العلاقة العضوية بين الاقتصاد والسياسة , إلا أنني أود أن أشير إلى أن كل المطالبات بالتجديد الديني والتنوير الثقافي واللاعنف والحوار في ظل وضع اقتصادي بائس كالذي نعيشه لا تلبث أن تصب في النفاق السياسي والمزايدات والكلام الفارغ غير المستند إلى معطيات علمية وحقيقية .

يبدو أن هذه الحقيقة غائبة كلياً اليوم عن أعين الكثير من (النخب) في المعارضة السورية , التي لم تنزل للشارع أمام محاكمته , كما فعلت مع السياسيين من أعضائها . ما يشعرني بأن الروح الحزبوية والقبلية ما زالت تعشعش في كثير من أطراف تلك المعارضة العجوز, إضافة إلى ابتعادها عن العلمية و حصرها في قضايا لا تنال من فكر المواطن شيئاً ,لإنها ببساطة لا تؤثر عليه .
هنا وجب التنويه إلى الدور الذي قامت به اللجنة السورية لحقوق الانسان كجهة وحيدة قامت بالدفاع عن قطان والكتابة عن مأساته.



( إذا كانت الظروف هي التي تصنع الانسان , فإن علينا أن نصنع ظروفاً إنسانية ) ماركس .
وعليه فإن رائد العمل الخيري ينبغي أن يوضع على الرأس , لا في غياهب السجون والمعتقلات ....

الحرية لعبد الستار قطان ولضحايا الأعمال الخيرية في وطننا السجين.
الصبر والسلوان لأهليه ورفاقه.



#جيفارا_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جيفارا السيد - في نقد المعارضة العجوز : عبد الستار قطان ... ضحية العمل الخيري الانساني