أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق اليوم .... الى اين ؟! قراءة في ممارسة السلطة وسلك المعارضة - القسم الأول















المزيد.....

العراق اليوم .... الى اين ؟! قراءة في ممارسة السلطة وسلك المعارضة - القسم الأول


أشأم بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 373 - 2003 / 1 / 20 - 04:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


       
             
      دراسة في كتاب " اندرو كوكبورن و باتريك كوكبورن "
                 " صدام الخارج من تحت الرماد "
                     "القسم الأول "
                      
                                  د. أشأم بن سعيد
                    *     *     *
في منتصف عام 2000م صدرت الطبعة العربية الأولى لكتاب "صدام الخارج من تحت الرماد ، أو - ولادة صدام حسين من جديد- " للصحفيين الأمريكيين كوكبورن ، من ترجمة الأستاذ علي عباس ، وإصدارات - مكتبة مدبولي في القاهرة - ومكتبة دار المنتظر - بيروت
وبالنظر لخطورة وأهمية الكتاب من الناحية السياسية والتاريخية ، ارتأينا قراءته على عدة اوجه ، حيث انه يمثل كشفا حقيقيا عن تردي الفعل السياسي العربي بالإجمال ، رغم انه يناقش القضية العراقية ، بكل تجلياتها وخصوصياتها حيث أن المقارنة البسيطة للساسة العراقيين سلطة ومعارضة ، تضع القارئ العربي أمام تساؤلات خطيرة لما يدور بفلك السياسة الأمريكية ، باعتبارها - المركز القطبي الذي يحرك ، وفق حركته بقية الأفلاك . بمعنى أن خيوط اللعبة الدولية مربوطة بأصابع البيت الأبيض لا بمقررات - الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، إلا أن " البيت الأبيض يعرف كيف ينفذ الى كل المسارات الأممية والإقليمية والمحلية ، لاكثر من اعتبار وسبب ، لا يخفى على القارىء النبيه ، وان انطلت حبائل السياسة العربية على بعض الساسة العرب .
                            *      *     *
* المؤلفان كوكبورن يبدو انهما من المهتمين جدا بقضايا الصراعات الدولية . لاسيما - القطبين المتناحرين أزليا - أمريكا والاتحاد السوفياتي السابق - والمؤلفين قريبين ومطلعين على قضايا وخفايا " البيت الأبيض " ، فلهم مداخلهم للولوج والتعرف الى اخطر مؤسسات القرار الامريكي ، البنتاغون ، الخارجية ، وكالة المخابرات المركزية ، إضافة الى انهما لا يتميزان بمتابعات دقيقة وصارمة لكل حدث يكتبان عنه من حيث تسلسل الحدث ، وجمع مادته وعناصره الفاعلة فيه سلبا وإيجابا ناهيك عن سلاسة اللغة ، والانتقال المنظم لمجريات الحدث  بين حالة التداعي والواقع الموضوعي ، وهما إذ يلتزمان بهذا المنهج - كصحفيين بارزين فهما يعطيان نموذجا للكاتب السياسي ، المتفرد ، من ناحية ، ومن ناحية ثاني ، انهما يلتزمان بالمرجعية المعرفية والأخلاقية للتوثيق والإحالة المصدرية ، وهما بهذا يعبران عن حالة نادرة المثال في الإعلام الأمريكي المقرب والموجه / اغلبه / من الإدارة الأمريكية والمؤلفان كوكبورن ، هما أولع بالكتابة بأمور السياسة الدولية ، وهذه مسألة شاقة ، تتطلب الجهد الكافي والزمن الوافي ، للمتابعة والترجمة وتطابق النصوص ، ومن ثم الحكم عليها بوجهة نظر خاصة .فهما ، إضافة الى هذا الكتاب ، فقد إصدارا الكتب التالية :
1- التهديد : داخل الماكنة العسكرية السوفياتية .
2- الارتباط الخطير : العلاقة السرية الأمريكية - الإسرائيلية - " بالاشتراك مع ليزلي كوكبورن .
3- نقطة أمنه : تسريب التراسنة النووية الروسية - بالاشتراك أيضا مع ليزلي كوكبورن .
4- كما أن - باتريك كوكبورن - له - بشكل شخصي - مؤلف هام : " الفهم الخاطئ لروسيا  : النهاية الكرملينية " .
* من هنا تأتي أهمية متابعة هذا الفريق الصحفي لآل " كوكبورن " لاسيما في هذا الكتاب / صدام - الخارج من الرماد / حيث انهما يكشفان النقاب عن اخطر القضايا التي تمس الشعب العراقي بالخصوص ، لاسيما مستقبله السياسي والاجتماعي والثقافي ، وهما في نفس الوقت يكشفان عن اخطر واعمق تلافيف العقل الأمريكي وما يخفيه من خطط وأحابيل تجاه الشعوب العربية .
وبشكل أو بآخر - ينزعان ورقة التوت عن بعض الأنظمة العربية التي ترتكز عليها أمريكا في رسم سياستها في منطقة الشرق الاوسط .
* وبغية الإحاطة التامة بموضوعات الكتاب نظرا لكون المؤلفين قد رافقا أحداث حرب الخليج الثانية وقاما بتغطية أحداثها واجريا المحدثات والمقابلات مع مسببيها ومخططيها والمستفدين منها ، أو مع الذي كانوا اركانا اساسية فيها ، دولا وزعماء واحزاب وساسة واناسا عاديين شملتهم أسنة الحرب واكتووا من لظاها ، ونظرا للكشف الوثيق لبعض التفاصيل في الشأن العراقي والتي اكتنفها الغموض ، لاسيما على بعض البسطاء والساذجين من رجالات السياسة العراقيين ، سوف نقوم بدراسة هذا الكتاب وفق محاور عدة ، ارتأينا تقسيمها على الموضوعات التالية :
1- محور السلطة والشعب في العراق .
2- محور المعارضة وأمريكا .
3- محور السلطة وأمريكا .
والهدف من هذا التقسيم هو لتبسيط ومتابعة المؤلفيين خطوة بخطوة وحصر منهجهم الصحافي المسترسل ضمن هذه المحاور بغية ايقاف القارئ على جل الموضوعات الهامة الواردة في ثانيا الكتاب .
* تشتمل موضوعات الكتاب على : توطئة واثني عشر فصلا ، حملت العناوين التالية والتي تقع في 471 صفحة من الحجم الكبير :
1- الفصل الأول : صدام في المحرقة / ص 17-67 .
2- الفصل الثاني : لا يزال نظام حسين قائما / ص 67 الى 112 .
3- الفصل الثالث : جذور صدام حسين الاجتماعية ونشأته / ص 112 الى 159 .
4- الفصل الرابع : صدام يقاتل من اجل سلاحه البعيد المدى / ص 159 الى 202 .
5- الفصل الخامس : الشعب العراقي ... سيدفع الثمن . / ص 202 الى 245 .
6- الفصل السادس : عدي والأسرة الحاكمة / ص 245 الى 281 .
7- الفصل السابع : مكيدة في أعالي الجبال / ص 281 الى 321 .
8- الفصل الثامن : وفيات في الأسرة الحاكمة / ص 321 الى 351 .
9- الفصل التاسع : " أريد رأس صدام حسين " / ص 351 - ص 383 .
10- الفصل العاشر : صدام يتحرك تجاه الشمال / من ص 383 الى 415 .
11- الفصل الحادي عشر : محاولة اغتيال عدي من ص 415 الى 434 .
12- الفصل الثاني عشر : نهاية اللعبة / ص 434 الى ص 471 .
* تلك هي / موضوعات الكتاب / والتي استخدما فيها المؤلفان العناوين الصحفية البراقة ، ليشدوا بها انتباه القارئ ، لكنهما يغوران في التحليل والكشف ومتابعة الاحداث بشكل ملفت للانتباه ، مثيرين اسئلة كبرى بالايحاء والمباشرة والتأمل والتأويل والمتابعة لظلال الحدث في كل فصل من الفصول ، لذلك أعدنا تفكيك الموضوعات وجدولتها على تقسيماتنا تلك ، في المحاور أعلاه ، كي تكون القراءة نوعية ، وبشكل تحليلي يبتعد عن سرد الوقائع الصحفية .
المحور الأول : السلطة والشعب : التنافر المطلق .
أ- * لم يشهد العراق منذ أن انوجد على بقعة الأرض المسماة " ما بين النهرين " اضطهادا من قبل سلطاته الحاكمة ، والمتعاقبة عليه ، منذ أيام سومر وحتى الآن ، مثلما شهد الظلم والاضطهاد الذي رافق مجيء البعثيين الى الحكم ، في بداية شباط 1963 ، ثم مجيئهم الثاني في 17/تموز / 1968 م وهو الابشع والأكثر زيفا ، لاسيما ، الإجراءات القانونية والسياسية التي سنها حكم " البعث " في العراق ضد أبناء العراق ، من مختلف الاتجاهات القومية والسياسية ، تحت شعار " تبعيث العراق " حيث شرعت القوانين الدستورية ضد كل من هو ليس بعثيا ، في أي دائرة في الدوائر الرسمية أو شبه الرسمية في العراق *1 ، والسلطة البعثية في العراق لهذه " الإجراءات القانونية " قد تفردت في أحكام قبضتها على مقدرات الشعب ضاربة عرض الحائط كل مواثيق ما يعرف ب " الجبهة الوطنية التقدمية " والتي كانت أكذوبة مصطنعة ، الغرض منها كشف مواقع وتنظيمات مختلف الأحزاب السياسية في العراق وكان الضحية الأولى لهذه الجبهة - الحزب الشيوعي العراقي ، والتي تبعثرت قواه بشكل لا سابق له ، ثم انفردت سلطة البعث اكثر بكل القرارات والمقدرات للعراق ، عندما جاء صدام حسين للسلطة ، مزيحا احمد حسن البكر في تموز عام 1979 م ، حيث اخذ شكل الحكم - الفردية المطلقة ثم تحولت الى دكتاتورية فجة لا يعلو فيها صوت على صوت الديكتاتور ، ونتيجة ذلك غامرت هذه السلطة بشن العدوان على إيران في أيلول عام ذ980 م واستمرت ثمان سنوات ، دخل فيها العراق وإيران تحت الاحتواء المزدوج للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، حيث غضت الإدارة الأمريكية النظر عما يقوم به نظام صدام حسين من انتهاك لحقوق الإنسان الفض وتطوير أسلحة الدمار الشامل ، محولا عائدات العراق النفطية الى الإنفاق على الأسلحة الكيمياوية والذرية والبيولوجية ، حارما أبناء العراق من ابسط الحقوق ، وما أن وضعت الحرب العراقية - الإيرانية أوزارها في عام 1988 حتى خرج العراق منها بأزمة نفسية معقدة أصابت الجنود والمواطنين - على حد سواء ، لكنها بالمقابل قوت الصناعة العسكرية العراقية وزادت من بطش السلطة على المواطنين أذاقتهم الويل - فاصبح المواطن العراقي - تحت ضغط مزدوج ، اجتماعي ، نتيجة البطالة ، حيث سرحت وحدات كبيرة من الجيش العراقي بعد انتهاء الحرب ، ثم الضغط السياسي ، الذي تفرضه السلطة عليه ، لكونه- غير بعثي ، أو كونه ينتمي الى عائلة فيها أحد أقربائه من السياسيين المعارضين للسلطة أضف الى ذلك ، شكل ممارسة السلطة ، القبيح ، لابناء العائلة الحاكمة ، وتبوءهم اكثر المراكز حساسية في الهرم السلطوي ، دون أن تكون لهم كفاءة علمية أو ثقافية أو اجتماعية ، الأمر الذي جعل بينهم وبين أبناء الشعب جفوة وهفوة واسعة ، يدركها جيدا من عاش في الوسط العراقي في تلك الأعوام . وقد دخلت سلطة صدام حسين بين تعارضات وتناقدات اجتماعية وسياسية اثقلت كاهل النظام ، وجعلته يبحث عن مخرج لهذه الأزمة الخانقة ، فكانت مغامرة غزو الكويت عام 1990 م . ذات النتائج المدمرة .
• من هذا الحدث / غزو الكويت / يبدأ المؤلفان " كوكبورن " بتغطية الاحداث ، والعودة الى مسبباتها ودراسة النتائج واستخلاص العبر .

وللحديث صلة في القسم القادم .



#أشأم_بن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق اليوم .... الى اين ؟! قراءة في ممارسة السلطة وسلك المعارضة - القسم الأول