أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسعد عبد العزيز شعلان - هل يعبث نجيب محفوظ بايمانك ؟















المزيد.....

هل يعبث نجيب محفوظ بايمانك ؟


أحمد مسعد عبد العزيز شعلان

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


نجيب محفوظ الاسم الذي طالما حير الاذهان فهو يروي الظمأى من أنهار أدبه الخاص المتلون بألوان البؤس والشقاء تارة وألوان الحلم والحب وابتغاء الجمال تارة وأكثر ما يبتغي هو رحلة الحقيقة وليست الحقيقة في ذاتها لانه كان يعلم انها مجهولة الهوية ليس لها قرار في هذه الدنيا المليئة بالأوهام واقتباسات الاحلام .. نجيب محفوظ الذي أعتقد انه الابن الذي لم ينجبه طه حسين فهو على شاكلته من موقف جمهور من الناس منه ولا اقول القراء لان القاريء الجيد باي حال لا يملك الا أن يقف محييا لهذا المجهود العظيم الذي يلقاه في كتاباتهم ولنلق نظره على جزء مما كتبه محفوظ وتركه مودعا في كتاب اسماه "أولاد حارتنا" ذلك الكتاب الروائي العظيم الذي يخطيء فيه البعض بوصفه نوعا من الخطايا والحق أنه لو وعينا ما فيه لانحنينا تقديرا لذلك الرجل الذي مات وعاشت صراعات نفسه متجلية في رواياته تحرك الساكن الكسول وتقلقل مزاج المستفيد من كسل البشر يخشى أن تنضجهم تلك الكتابات كغيره من الموقظين حاملي المشاعل في بلاد غشاها الليل ولا ينوي تركها. في قصته أولاد حارتنا يحاول نجيب محفوظ محاولة مرعبة تكاد تتلمس حذره فيها حين تتلمس معالجته للقضية حيث ينتوي ان يحكي لك قصة البشرية وخلق آدم ودعنا ايها القاريء العزيز نقطع مسافة بعيده ونقول-على غالب التفسيرات- ان الجبلاوي هو الله/الدين وان ادهم هو آدم وادريس هو ابليس وقد طرد الله ابليس حين اعترض على خلافة آدم لله في الارض كما طرد الجبلاوي ادريس حين اعترض على تولية أدهم الوقف حتى ينتهي الأمر بخروج أدهم نفسه من كنف الجبلاوي ونزوله الى الحارة التي كونها من ذريته تماما كما حدث مع آدم عليه السلام .. القصة التي نتعامل معها تعدت حدود الرمزية فنحن لا نتحدث عن رمز وانما نتحدث عن مشابهة غير قليله ولا يجب ان يداخلك الشك حين تطالع قصة جبل وتلحظ الشبه بينه وبين موسى عليه السلام في استخدام الحيات مثلا او انه مثل موسى التقط من حفرة ملئت بماء المطر من قبل زوجة الناظر "المتحكم في وقف الجبلاوي" كي يتشابه الامر مع موسى الذي التقطه آل فرعون وعاش معهم ثم يتقابل مع أزمة أخلاقية يحسم أمره فيها بانضمامه الى بني اسرائيل ضد ظلم فرعون كما فعل جبل في انضمامه الى آل حمدان في مواجهة الناظر وفتواته ونبابيتهم لا تكتفي المعالجة بالعروج على المصلحين وانواعهم بل تمر بالناس والعجيب ان الناس هم الناس ولكن طرائق المصلحين مختلفه فهذا جبل القوي الذي أخذ بمبدأ العين بالعين ثم يليه رفاعة طيب القلب الذي عارض القتل والدم وأحبه حيه ثم الحي الذي نفي اليه او هاجر بارادته اليه ولكن نهاية لينه كانت القتل فقام أعوانه بالانتقام له وظهر منهم الرفاعيون الفتوات وغيرهم ممن احبوا منهاج رفاعة على وجهه كما فعل يفعلون ولكن الظلم عاد ثم يأتي قاسم ليكون محمد عليه السلام في طريقته فيتزوج من امرأة فاضلة نبيله في الحي وتظهر حكمته في معالجة الأمور ويحظي باحترام الحي ولكنه يضطر عند نقطه معينه الى أن يقوم بدوره فيوحد بين الأحياء ويجعل لنفسه أسبابا بالجميع فيتزوج من آل جبل وآل رفاعه والجرابيع حتى يكونوا معا جميعا ثم يقع المحظور بعد وفاته بفتنة بشعه يرفض فيها حسن ان يرفع نبوته ليضيع الحق كما حدث في الفتنة بين علي رضي الله عنه ومعاوية ممتدة الى أبنائهما ثم يأتي عرفه وحوله من الجدل ما حوله رجل يعرف ويريد أن يعرف ولا يتوقف عن تلك الرغبه حتى تأتي به خطواته الى مكان الجبلاوي فيدخل ويقتل الخادم فيموت الجبلاوي كمدا لأن هناك من تجرأ على مجلسه ويقولون في ذلك أن نجيب يعلن أن العلم أكفأ من الاله او من الدين في معالجة الحياة والحق ان نجيب محفوظ عبر عن ذلك بقوله أن الجبلاوي مات من تلقاء نفسه فقد تخلى عنه العلم والناس لما أرادوا عدم ترك شيء في حياتهم للمجهول لما أرادوا التوسع في المعرفه وهذا ليس قتلا للاله وانما قتل للغيب ومحاربة له لكي تزداد الحياة توسعا وهذا ما يريده الله لخليفته وهو أن يعرف ويبحث ومحفوظ يخبرنا أن العلم أيضا اسيء استخدامه وصار سلاحا للشر ربما أشرس من سلاح الدين والحق الالهي الذي يدعيه المدعون ولكن السؤال الذي يشغلني هو هل يكون هناك ما يسمى بتصالح الدين مع العلم ولكن قبل السؤال دعنا نتناول بعض الاشارات .أولها أن نجيب محفوظ اختار لنفسه موضوعا كتب مسبقا ولم يدخل هو عليه كثير من التعديلات فلا تجد أنك تبحث عن الجانب الفني والخلقي في الرواية ولكنك تستمتع ببراعته في السرد وكيف يضع كل شخصية نبوية في اطار شخصية مصلح في الحارة وكيف يتخذ كل منهم أداة لمعالجة الوضع والظلم كما أسلفنا في عرض أسلوب كل منهم في محاربة الظلم . أيضا الاشارة الى افتقاد الدين للعلم في حياة عرفه بعد أن ألم لوفاة الجبلاوي ولكن الجبلاوي جاءه وأخبره أنه فخور به وراض عنه لأنه في النهاية حاول رفع الظلم عن الجميع سيرته في ذلك سيرة من سبقه من الأنبياء/المصلحين ولكن اختلفت أدواته وتعددت أهدافه وشملت المسكوت عنه في حق الذات الخفيه التي لا يعرف الانسان عنها الا ما أخبرت به عن نفسها .ولكن المثير في الأمر هو طبيعة أهل الحارة التي أصر نجيب على وصفها بأن "آفتها النسيان" برغم حفظهم للحكايات وترديدها على مدار الزمان ولكن الحارة تنسى الكفاح بذاتها وعن نفسها تنسى المسئولية التي يتأسس عليها المجتمع السليم كما يقول تعالى "وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه" ولكن على الرغم من أن النسيان آفة الحارة ولكنهم يلتفون حول القوي منهم الذي يعتقدون أنه قد يعيد اليهم حقوقهم وهوا ما يبعث على قليل من الأمل ونعود الى موضوع العلم الذي عرضه نجيب كاستمرار لمسيرة الدين في معارضة الظلم ولكنه حين تحالف مع الشر-ممثلا في عرفه عندما عمل مع الناظر-فقد قيمه –فتركته زوجته عواطف- ثم يحس عرفه بمأساته فيتخلى عن الناظر ولكن الناظر يقتله ولا يبقى منه سوى كتاباته للحارة حتى يستخدموها من بعده في مواجهة الظلم ولكن هل ترى برجماتية العلم في عمل عرفه مع الناظر في حين اتخاذ الدين اتجاها مضادا لا يرى الا أبيض وأسود ولا نتحدث عن عمل جبل مع الناظر في البداية لأنه لم تكن وصلته الرساله لو جاز التعبير فكان غير محدد الاتجاه أما عرفه العلم فكان بمرونة وقابليه مكنته من العمل مع الظالم وتركه في النهاية حينما وصل بالتجربة الى فقدانه شيء ما فعاد الى قيمه الممثله في عواطف .نقطة أخرى ثار بسببها البعض على نجيب وهي عرض قطاع من الناس هم أهل البغاء وحديث احداهن وكأنه حكمة يهتدى بها والاتهام المتكرر بالزنا والاستمتاع بالخطيئه مع احتقار المرأه العامله في البغاء وتحكم الرجل في مصيرها كما حدث مع ياسمينه هل هذا عرض ما لليبرالية نجيب محفوظ هل يريد لنا البغاء وهي تعليقات واهية واهنة ليست بالضرورة تحتاج الى جواب لأنها غير ذات صله بالموضوع ولكن ما حدث أن رجال الحارة الشرفاء اعترضوا أن تمارس ياسمينة الجنس مع رجل ليس من أهل الحارة آل جبل فكان ذلك أولا وكأنهم يقولون أن في ذلك انتقاص من فحولتهم والثاني أنهم تحكموا في حياتها وتحولت لمجرد أداة لا يعنيهم من صراخها واستجدائها شيء فهي وصمة عار عليهم محوها فيما يشبه موقف بني اسرائيل من المرأة التي زنت حين أرادوا من المسيح ان يرجمها فقال : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها فأنقذها وأحرج منطقهم الغبي هكذا او قريبا من هذا فعل رفاعة مع تلك المرأة فكان السبيل الوحيد لانقاذها زواجه منها ثم نعود الى قضية الدين والعلم وهل الصدام منهجي في داخل العلم والدين أم أنه متحور بسبب مستخدمي كل جهة فالكل يرغب في السلطة فاذا كنت على جانب الدين فاختر لك ما يدفع على البقاء متسلطنا بالامارة وان كنت على الجانب الآخر فابحث فيه عما يناقض .. ولكن الحق أن كلاهما لا يجتمع كثيرا فالعلم لا مكان له الا في الدنيا وهو عمدة في هذه الدنيا يهلك ويحيي وفي منهجه الشك وفيه التدقيق والبحث ولا يعترف الا بما يستطيع قياسه ولمسه حتى لو بأدق الأجهزة أما الدين فهو الوحي الالهي ثم تفسير الوحي ويغلب على الأديان التزمت والمحافظة والتلكؤ أما العلم فيخطو في الصعب ويقتحم المجهول الدين يقف حيث يقف مفسروه الذين اعتادوا الخضوع للأوائل الذين فتحوا على أنفسهم ما أرادوا من الأبواب ولكن المتأخرين قلصوا من أنفسهم فصاوا أقزاما متشابهين لا يعدلون في وجهتهم فكل ما لا يعرفونه او لا يقدرون عليه يسترون جهلهم به باضفاء التخوف منه او تحريمه في غموض ... لم يكن الدين فيما أعلم قادرا على النقاش الا من خلال من اعتبره عوام المتدينين بمن فيهم من علماء خارجا أصلا عن الدين .. لقد لفظ الدين العلم حتى في المنهج فما كان من العلم الا أن رد الكرة فتجاهل الدين في حياته فصار يخبر الناس بما لديه دون مراعاة أية ظروف غير مادية وعلى الانسان التجربه واثبات فشل ما للعلم من فعل مع اعتراف العلم بامكانية فشله .. كشف العلم نفسه للجرح والتعديل ما لم يكشفه الدين عن نفسه. ثورات الدين تتلخص في مجادلات داخلية تغير قلائل الأمور وتترك البقية على ما هي عليه أما ثورات العلم تغير الحياة من المشرق الى المغرب .. يحتاج الأمر الى التفكير أكثر في وظيفه كل منهما فلم يقدم لنا محفوظ أية اجابة-فيما أرى- انما قدم عرضا مشوقا كي نرى أنه في كل الأحوال الخير والشر قائمان لا يهتم أحدهما بالشكل الذي يظهرفيه سواء كان عباءة الدين أو ميكروسكوب العلم. ففي هذا العالم الذي نحيا فيه نجد عددا غير قليل أحس بجفاف الحياة وانعدام القيمة وأخذ ما ينقصه من التصوف او المذهب الانساني الذي ينهل من ماء الغيب ليروي الغيب فهو يجهل ما أصابه فبلغ دواءا يجهله ولكنه يجد أثره محمودا على ما فيه من اعتقاد السذاجة وفي النهاية أكرر نحتاج الى اعادة نظر في وظيفة الدين فقد علم العلم مكانه وأسكنه أصحابه في مساكنه ولكن أهل الأديان مازالوا في حيرة من أمرهم متشعبين متكاثرين ...



#أحمد_مسعد_عبد_العزيز_شعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسعد عبد العزيز شعلان - هل يعبث نجيب محفوظ بايمانك ؟