معاينات غالية والدفع سلفا؟!...

حنا عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:43
المحور: الطب , والعلوم
    

( 1 )
لم يكن إرتفاع أسعار بعض السلع والمواد التموينية والتي إستغل من خلالها بعض ضعفاء النفوس موسم الأعياد لتحقيق أرباح كبيرة على حساب المستهلك المسكين ليؤثر كثيرا" على المواطنين لأن هناك بعض الحاجيات والكماليات التي يستطيع المواطن الإستغناء عنها , إلا أن قرار رفع أجور معاينات الأطباء والوحدات المخبرية كان وقعه بالغا" على الناس وخاصة محدودي الدخل فمن /300 / ليرة إلى /500 / ليرة أي بمعدل إرتفاع 70% وتزيد مع زيادة سنوات الخدمة للطبيب وترتفع مع إختصاصات أخرى , شكل عبئا" ثقيلا" إضافيا" فالمرض لا يحتمل التأجيل أو التطنيش.
( 2 )
ويقول الأطباء أن السعر الجديد حق طبيعي ومع هذا لا نأخذ كامل قيمة أجر المعاينة الجديد مراعاة لأوضاع المرضى , وبالفعل أحد العاملين بالدولة قال أن معاينة طفليه بلغت ألف ليرة تكرّم الطبيب بتخفيضها إلى 800 ليرة كونها بالجملة في الوقت الذي يجيز فيه القرار قبض كامل المبلغ.
( 3 )
السيد وزير الصحة خلال جولته الأخيرة على محافظات المنطقة الشرقية أجاب في معرض ردّه على إستغراب المتساءلين عن غلاء أجور المعاينات بأن هناك الكثير من الأطباء لا يكاد واردهم يغطي نفقات العيادة حتى أن بعضهم يعمل بمهن أخرى أقل مستوى لتأمين معيشته , إلا أن رفع تسعيرة المعاينة لن يجنيه الأطباء قليلو الدخل لأن الأمر مرتبط بعدد المرضى وبالتالي المعاينات في حين سيزداد دخل الطبيب صاحب الوارد الكبير أصلا" لأن عدد مرضاه كبير أصلا" وعليه سيزداد أغنياء الأطباء غنى وفقرائهم فقرا"(إن جاز التعبير).
( 4 )
ولاأرىالمجال مناسبا" هنا للغوص في موضوع التماثل في الدراسة الجامعية من الناحية العلمية أو حتى مجانية التعليم الحكومي والتمايز بين حاملي شهاداتها لجهة الإختصاصات سواء من الناحية الإجتماعية أوالعملية وبالتالي الإقتصادية , هذا يقودنا إلى ضرورة الإسراع في إنجاز قانون الضمان الصحي وتطوير عمل المراكز الصحية والمشافي العامة لتكون أكثر قدرة على إستيعاب الوافدين الجدد من المرضى الذين لن يقدروا على دفع السعر الجديد للمعاينة وإعادة النظر في إزدواجية العمل في مهنة الطب بين القطاع العام والخاص التي غالبا" ما يمارسها الأطباء القدامى الأمر الذي يفوت فرص عمل لبعض الأطباء الشباب وذلك سعيا" لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

#حنا_عطاالله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل