أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان موسى - إلى الداعين إلى الفعل الخارجي














المزيد.....

إلى الداعين إلى الفعل الخارجي


غسان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


.. صديقي .. و رفيقي غسان المفلح لفت نظري في مقالتك التي تدعو فيها الدكتور بشار للانضمام إلى إعلان دمشق موضوعة "إن هذه المجتمعات غير قادرة على النهوض الذاتي .." و دللت على ذلك بكثير من الوقائع الفساد – تخرب منظومة القيم – تخرب منظومة التعليم ...الخ إن هذه العبارة لم تكن ملفت نظر لو أنها أتت بغير هذا الزمن لأن هذه الموضوعة تشكل الآن محور استقطاب لمجموعة من الكادرات السياسية و الثقافية في لحظة يعيش وطننا السوري أشد لحظاته خطورة لذلك سأتناول الموضوعة و بشكلِ مختصر جداً:
إن كلامك هذا فيه كثيراً من الصحة يا رفيقي فالمجتمع السوري أو شبه المجتمع وصل إلى حالة من التقعر لا يحسد عليها أبداً نتيجة لجملة عوامل أهمها:
- بنيوية شرقية مرتبطة بتاريخ و بظروف تشكل المجتمعات الشرقية عموماً.
- آليات و طرق تعاطي هذه المجتمعات مع الحضارة أو مع ما حولها في العصر الحديث.
- آليات تشكل السلطة في المرحلة الماضية و طرق تعاطيها مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي من قمع و اضطهاد و محاولة خلق تراكمات اقتصادية عن طريق رأسمالية الدولة و كَمّ القسر الذي مورس على المجتمع أثناء و من خلال هذا العمل .....
و لكن بالمحصلة إن حالة التقعر و الخمول التي وصل إليها المجتمع هي فلسفياً معطى تاريخي نتيجة جملة من العوامل و الظروف فأي تغيير في هذا المعطى يحتاج إلى تغيير في جملة الأسباب التي أدت إليه.
و أقول لك يا رفيقي و إلى كل الذين يتذرعون بهذا الموضوع للوقوف و بقوة مع الخطر الخارجي الداهم بحجة الحاجة إلى التغيير و أن هذه المجتمعات لا يمكن أن تنهض بقواها الذاتية فهي بحاجة إلى فعل خارجي لخلق فوضى هي الفوضى الخلاقة.
أليس هذا ما تؤدي إليه موضوعتك و آخرين غيرك أليست هذه الروحية التي يتعاطى بها الموقعون على إعلان دمشق حتى الآن و لو بشكل غير ظاهر.
أقول لك: إن عمليات التغيير قد بدأت فعلياً و ليس بشكل إرادوي ذاتي و إنما بشكل موضوعي و سأعدد لك و لهم جملة المتغيرات و بشكل مختصر جداً:
1- ألم تتحطم بنية نمط الإنتاج الآسيوي المغلق بفعل موضوعي خلال الفترة الماضية و هي أحد أهم العوامل التي كرست الاستبداد الشرقي تاريخياً؟
2- ألم تبدأ سيطرة الدولة على مناحي الاقتصاد و التحكم به بالتحطم و لم تعد الدولة بصفتها دولة هي المطعم الوحيد للبشر و بالتالي ألا يؤدي ذلك إلى تخرب بنى الفساد التي كانت مرتبطة بعجلة رأسمالية الدولة؟ و ألا يؤدي ذلك إلى تخفيف وطأة قمع أجهزة السلطة عن المجتمع؟.
3- ألم تتغير جملة الظروف الدولية المحيطة بمثل هذه الأنظمة و كما تعلم أن هذه الأنظمة كانت مدعومة خلال المرحلة الماضية من كل المراكز الدولية شرقية و غربية و بالتالي فإن هذه الأنظمة باتت مكشوفة أمام العالم و أمام المجتمع ذاته ألم يؤدي و أقول كمثال مقتل الحريري إلى مشاكل لا حصر لها و لا عد لهذا النظام و لرجالاته فقد رأينا في الماضي مدناً تدمر و تسحق و رجالات تقتل في سوريا و لبنان و لم يكن يهتز لهذا النظام جفن بل بالعكس كان يقوى.
4- ألم تؤدي ثورة تقنيات الاتصال و المعلومات إلى التغير في آليات ممارسة القمع و صعوبة هذه الممارسة.
5- ألا تعتقد معي أنت و غيرك أن الشرط الأساسي لكي تسمى الحضارة الحالية حضارةً أن تكون عالمية بكل اشتراطاتها.
و نستطيع أن نقول الكثير و لكن المهم يا رفيقي بعد أن بدأت جملة الظروف التاريخية و الموضوعية التي أدت إلى هذا المعطى بالتفكك و التغير لا بد من العمل على الموضوع الذاتي أي و بشكل أكثر دقة علينا قراءة المتغيرات و قراءة جملة الظروف و الاشتراطات المحيطة بنا و الاستفادة منها بأقصى قدرٍ ممكن. إذ أن التاريخ أثبت و بشكل لا مجال فيه للجدل بأن حرق المراحل مسألة تثير الكثير من المشاكل و الاعتماد على الخارج بشكلٍ أساسي لإحداث عملية التغيير فيها كل الخطورة هذا لا يعني أن لا أستفيد من ضغط الخارج و معطياته.
أخيراً أقول لك و لهم: إن الاختصار بهذا الموضوع مؤذٍ و لكن الظروف لا تسمح لي الآن بتناولها لذلك أرجو المعذرة منك و من الآخرين.
رفيقك غسان موسى






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن العم رياض الترك .... نصيحة ببلاش
- عفواً ... -إعلان دمشق


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان موسى - إلى الداعين إلى الفعل الخارجي