أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عكاش - (( تحية حب إلى مارسيل خليفة ))














المزيد.....

(( تحية حب إلى مارسيل خليفة ))


عمار عكاش

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


بالأمس قبيل الفجر و المآذن ترفع صلواتها إلى إلهٍ نسي عباده و لكنهم آثروا ألا ينسوه ، و راحوا يكفّرون عن خطاياهم علّهم ينولون أحلامهم بأرض أرحب و عالم أجمل و سماءِ أطهر ،.... و لأن تهويمات العالم الآخر مازالت تداعب أخيلة الملايين المكسورة في عالم الغرباء فكان من حقهم أن يسافروا مع أنين المآذن لحظات إلى الفردوس على أجنحة الحلم الإلهي .
في تلك اللحظات وحيداً كنت و الساعة واقفةٌ على عتبات الجرح ، ممتلأً بوحشة الشوارع المتشابهة و زحام الذكريات و جثث الأحلام المنطفأة ، فر ملاكٌ من فردوس بعيد و راح يداعب كل ما اختزنته الروح من مكنونات القهر و الحب و العذاب :

تبدأ الأغنية بأنين الكمنجة على أطلال زمن مضى مما يحيلنا إلى لون نوستاليجي شرقي للوهلة الأولى ، ثم تتسارع الألحان و يتصاعد الصخب ، فنسأل :
ما هو سر جمالك أيها الغجري ؟ و أنت من تقف خارج التاريخ و خارج الحضارة البشرية ؟ و لماذا تتقمصك أرواحنا كلما أنهكتنا إيقاعات الحياة ؟
ربما هو اغترابنا و هروب أرواحنا من أجسادنا المهللة و موت الوجد و حرارة الأنفاس على حافة القبلة يجعلنا نتوق إليك أيها الغجري العاشق أبداً .. الراحل أبداً خارج العبثية و اللا الجدوى التي نكابدها . ربما هو تعبنا في البحث عن وطن يحيلنا إلى حالة الانعتاق من الوطن و الهروب بعيداً في العدمية .
نحن و الغجري مشتركون فقط في المنفى ، و مفترقون في كل شيء ..
روح الغجري كمنجته تغني الحنين و الحب و الفرح و الحياة و السفر الدائم إلى أراضِ بكر ، و العربي صدأت كمنجته فآثر الصمت و الانكفاء في سجون الذات .
تتسارع أنغام الأغنية موحيةً بجو الهروب و المطاردة ، فنجد أنفسنا أمام صورة آخر الفرسان الخارجين من الأندلس على خيله المدمّى ، .... إنه الحضور الأندلسي في فضاء الموسيقى .. هذا الحضور يمثل الفردوس المفقود في الذاكرة العربية ، حضور يملأه الوجد و الشغف و الانكسار .
و لأن المغني آثر أن يجابه جرافة الانحطاط ببكاء الكمنجات ، لا بد من أن من شمعةً توقَد وسط الظلام رغم عتمة الأشياء :
>
في الأغنية سحر كاهن القبيلة البشرية الأولى و هو يردد تعاويذه وسط طقوس الرقص و الابتهالات إلى القوى المجهولة .
الموسيقى مبينة على تآلف بنائي هارموني محكم فالآلات تدخل في حوارية متقنة مشغولة بوجد الصوفي و نبل الفارس و نزاهة الأنبياء و شفافية العاشق و حلم الطوباوي بعالم أجمل و واقعية من انتمى لسمائه الأولى و أناسه البسطاء المسحوقين ....
في مجتمع أنهكته الضوابط و المعايير و أحكام القيمة و القوننة الكاذبة ، تجيء الموسيقى المنفلتة من الضوابط لتغزل في قلوبنا ما انكسر من شعاب الحنين و ترفل أرواحنا المثلومة ، و لتمتلك القدرة دوماً على إحداث الدهشة في نفوسنا و اختراق الرتيب و اليومي و المألوف ، إنها موسيقى الحرية تلتقي فيها كل تنافرات و تناقضات الكائن البشري و تعكس صورة الوعي البشري الذي يعيش قلق العدائية و الكره تجاه الآخر و تجاه إنسانيته ، فنجد جواً من الحزن و اليأس و الخيبة ، لكن هناك خيطاً خفياً في هذه الموسيقى يحملنا من عالم الموت على جسر من حرير إلى عالم الحب و الورد و الفرح و السنابل .
في أولى أيام العيد تحية حب لمارسيل خليفة ، و نقول له :
<< رغم ظلمة الأشياء نضيء سوياً شمعة وسط ظلام دامس >>
عمار عكاش – حلب
• فجر أول أيام العيد على أنغام مارسيل خليفة مع صوت أميمة الخليل تؤدي رائعة محمود درويش أحد عشر كوكباً على نهاية المشهد الأندلسي .
• العبارة بين قوسين في البداية للفنان مارسيل خليفة .



#عمار_عكاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المرأة في الشعر العربي المعاصر
- ابن خلدون مؤسساً لعلم التاريخ
- الماركسية و علم النفس
- الجذور المادية للشعر و الفنون
- الماركسية العربية و إشكالية المعرفة
- تهويمات على نهر الرماد- من خميرة التفسخ و الانحلال تولد نواة ...


المزيد.....




- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عكاش - (( تحية حب إلى مارسيل خليفة ))