أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صالح الخطيب - قراءة في -اعلان دمشق















المزيد.....

قراءة في -اعلان دمشق


صالح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لامجال للخوض في مشروعية التغيير الديمقراطي ولافي ضرورته ولافي انسجامه مع الفطرة السليمة والمنطق السليم, ولهذا فلاسبيل للخلاف والاختلاف على الديمقراطية كهدف ينبغي السعي باتجاهه والعمل للوصول إليه,بل الاختلاف حول ممكنات التغيير وأدواته,نطاقه ومداه,أشكاله وآلياته .
وقبل الاجابة على الأسئلة المذكورة آنفاً,تبرز بعض الملاحظات أوجزها بالتالي :
1- لم تبين مقدمة الاعلان طبيعة الأخطار التي تحيق بالوطن,ولم تحدد مصدرها,ولم تذكر اسم العدو الذي يحمل كل هذه الأخطار للوطن مستغلاً أخطاء النظام وسياساته,لاسيما أنه اعلان موجه للشعب و يفترض فيه أن يصاغ بأبسط الأساليب وأوضحها بعيداً عن التأويل السياسي والغموض :هل هذا سهو أم غزل ؟...
2- إذا صدقنا أن علياً هو الذي قتل عمار بن ياسر,لأنه أتى به إلى حرب معاوية,فبإمكاننا أن نصدق أن سياسات النظام هي التي جلبت كل هذه الأخطار التي تحيق بالوطن,وأن نبرىء بالتالي أمريكا من دماء شعبنا في فلسطين والعراق ولبنان .
3- حريُ بالمعارضة التي تنشد بناء الوطن الديمقراطي أن تتحرى الصدق في القول والعمل وأن تتجنب الكذ ب قدر استطاعتها "لايكلف الله نفساً إلاوسعها" لأنها إذا خسرت صدقيتها تكون قد خسرت كل شيء :الحقيقة التي يجب قولها, بكل صراحة ودون أية مواربة,أنَ الأخطار الراهنة هي من تداعيا ت نهاية الحرب الباردة,وظهور امريكا كقطب وحيد للعالم,له مشروعه الامبراطوري العالمي وتصوراته ورؤاه لانجاح هذا المشروع, وللحفاظ على القوة الأمريكية كقوة وحيدة في القرن الحادي والعشرين. بعد هذا ,يصحُ الحديث عن خطأ هنا وخطأ هناك ارتكبه النظام, أضعفت الممانعة الوطنية أمام التغييرات العاصفة التي يشهدها العالم ومنطقتنا بالذات ,وللعلم فإن أمريكا لاتأخذ على النظام استبداد يته وابتعاده عن الممارسة الديمقراطية,بل جلُ ماتأخذه عليه دعمه للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية (إلاإذا كذَبنا عيوننا وآذاننا) وتمسكه بالحقوق الوطنية والقومية :فهل هذه المآخذ ممانحاسب النظام عليه؟
4- وردت العبارة التالية في "الاعلان" (ص1) :"إقامة النظام الوطني الديمقراطي هو المدخل الأساس في مشروع التغيير والاصلاح السياسي, ويجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً ومبنياً على التوافق":مامعنى كلمة "التوافق"؟ ...هل نحن بإزاء الدعوة إلى ديمقراطية توافقية على غرار نظيرتها في لبنان ,وكما يجري التأسيس له في العراق حالياً؟.....كان من الممكن أن يحَمل معنى التوافق على معنى الاتفاق (مع افتراض حسن النية)وينتهي الأمر لولاورود عبارة أخرى في الصفحة الثانية من "الاعلان",هي التالية:"الالتزام بسلامة المُتَحد السوري الراهن وأمنه وسلامته", ونسأ ل:هل سوريا دولة اتحادية على غرار روسيا وألمانيا والولايات المتحدة؟... ومايثير الريبة أكثر أ ن هذا الاعلان موجه إلى"أبناء مختلف الفئا ت السياسية والتقافية والدينية والمذهبية",فهل يشترك زعماء الطوئف والعشائر والمذاهب بصفتهم "التمثيلية هذه"في صياغة الدستور الجديد والعهد الجديد؟... ألم يكن الأجدر بمن صاغوا هذه الوثيقة استبدال هذه الكلمة المشبوهة بأ ي كلمة لاتثار حولها الشبها ت من قبيل الجسد أوالوطن أوالكيان السوري؟....
5- لم يشر "الاعلان",لاتلميحاً ولاتصريحاً,إلى العدو الرئيس للأمة العربية وكافة الشعوب المضطهدة,إلى زعيمة الارهاب العالمي الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل,وحتى عندما تمَ التطرق إلى "الالتزام باستعادة الجولان إلى الوطن"لم تجر الاشارة إلى اسرائيل لابصفتها عدواًيجب دحره,ولا ك"صديق"يُطلب إليه تصحيح خطئه:هل هذا السكوت _وليعذرني أصحاب "الاعلان"- بطاقة دخول إلى (مشروع الشرق الأوسط الكبير) بزعامته الأمريكية-الاسرائيلية؟...
6- كان من الممكن تجاوز الخلاف الذي يثيره مصطلح "التغيير" الوارد في هذا الاعلان, والاتفاق معكم على "رفض التغيير الذي يأتي محمولاً من الخارج,مع ادراكنا التام لحقيقة وموضوعية الارتباط بين الداخلي والخارجي ",لولا"مع ادراكنا" فإنها نسخت ماقبلها وأثارت الريبة في معنى هذا الرفض ومضمونه:فهل أصبح العدوان-الذي يقوم به الخارج ,كما جرى قبل عامين ونصف عند حدودنا الشرقية- وانتهاك سيادة الدول وطمس والغاء هويتها الوطنية شكلاً من أشكا ل التغيير المشروعة,مثل الثورات الشعبية, سواء كانت مدنية أم مسلحة,أوإلى ماعرف من تغييرات أجرتها الانقلابات العسكرية في عديد من البلدان ؟.....لاشك أن هناك فرقاً واضحا ً بين العدوان وأشكال التغيير الأخرى, فجميع الأخيرة هي تعبير عن صراع مصالح بين الطبقات والفئات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد,وليس الاستيلاء على السلطة عبر هذا الشكل أوذاك إلامظهراًمن مظاهر هذا الصراع, وقد عرفته المجتمعات الطبقية قاطبة ,وهو صراع لاينا ل من سلامة الوطن ولايلغي هويته ولايشطب تاريخه,فيما يكون العدوان-الذي سكتم عنه-فعلاً تدميرياً بالمطلق للوطن والشعب والهوية,ولايقتصر أثره على هذا النظام السياسي أوذاك:بناءًعلى هذا يجب اخراج( العدوان) من دائرة مصطلح التغيير ورفضه رفضاً باتاً دون قيد أوشرط, وعدم اسباغ أي مشروعية عليه مهما تكن الأسباب والذرائع.
7- ماهو الخط الفاصل بين النظام وأهله الذين تفضلتم بدعوتهم إلى الحوار والمصالحة عبر اعلانكم هذا؟...أليس الفصل بين النظام وأهله"زعبرة"على حد تعبير أبي هشام (رياض الترك),وحذلقة سياسية معروفة المقاصد والغايات.
8- هناك جهد عظيم في بيان تفصيل العهد الجديد والدستور الجديد, وكأن القضية في امتلاك دستورجيد من عدمه,وقد غاب عن أذهان ذوي العلاقة أن ليست العبرة في جودة السبك ودقة العبارة وحسن التنظيم والتبويب(على أهميتها)وإنما العبرة في الشعب الذي يحمي الدستور ويعاقب مخالفيه,فالدستور لايحمي الشعب بل الشعب هو الذي يحمي الدستور.
9- مامعنى"المنظومة العربية" التي يجب أن نعمل معها ومن خلالها؟...هل هي منظومة الدول الديمقراطية العربية أم منظومة الدول ذات النظام الملكي أم منظومة "الدول الاشتراكية" أم منظومة الدول المؤتمرة بأوامر أمريكا؟...مزيداً من التوضيح لو سمحتم.
10- هنا ك مفارقة صارخة وبون شديد بين العجز السياسي الفاضح لأصحاب الاعلان,ونبرة التطرف والغلو والتحدي التي تصبغ كل فقرات هذا الاعلان, وكأن التاريخ البعيد والقريب لم يقدما لهم أي عظة تنفعهم فيما يستقبلون من اشكاليات السياسة في هذا الجانب أوذاك. إن هذا التطرف عينه(مع عجز يصل حد الشلل),مضافاً إلى تطرف آخر من النظام, قد أغرقا سوريا في بحر من الدماء والدموع في عقد الثمانين من القرن المنصرم لاتزال تئن منه حتى تاريخه, وسأترك لماركس أن يصف هذا الطراز من الساسة,أثناء تعقيبه وتحليله لانقلاب الثامن عشر من برومير(2كانون الأول1852)-الذي قام به لويس بونابرت("مختارات"-ج1- ص158):"وانقض عليهم اليوم الثاني من كانون الأول انقضاض الصاعقة من سماء صافية الأديم,فالشعوب ,التي تسمح بطيبة خاطر لأصحاب الأصوات العالية ان يُغرقوا مخاوفها الداخلية في الفترات التي تنحط فيها المعنويات,ربما اقتنعت هذه المرة بأن الزمن الذي يستطيع فيه قوق الوز انقاذ الكابيتول"1"قد ولى وانقضى":فهل يوجد أعظم من هذا بيا ن؟!!!....
11- نسيتم فلسطين والقضية الفلسطينية, ولقد كانت منذ الاستقلال وحتى تاريخه جزءا لايتجزأ من أي مشروع وطني سوري: هل أنسانيكم إياها الشيطا ن أم أمريكا؟...هل هذا النسيان بطاقة دخول لحضور مشهد سينمائي هوليودي يُبين حدود اقطاعات الطوائف والمذاهب والعشائر في"الشرق الأوسط الجديد"؟...بالله عليكم أجيبوا....
12- أشتم –وأرجوا أن أكون على خطأ- في "اعلان دمشق" رائحة المعارضة العراقية سجينة المنطقة الخضراء:فهل أنتم على إثرها سائرون؟....
-----------------------------------
"1"الكابيتول : تلة في روما كانت عبارة عن قلعة حصينة.تقول الأساطيرإن روما قدأُنقذ ت في عام390ق.م,أثناء زحف الغاليين,بفضل صياح الإوز من هيكل جونون وايقاظها للحراس النائمين .
-------------------------------------------------------------
- كاتب سوري,اللاذقية.



#صالح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صالح الخطيب - قراءة في -اعلان دمشق