أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - كطيف كونته مخيلتي














المزيد.....

كطيف كونته مخيلتي


عايدة نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


كان الفراش أوسع مما تحتمله وحدتي، نظيفا مرتبا أكثر مما يحتمله فوضى هواجسي، والهدوء الذي اشتهيته خرق مسامير اللحم في قلبي. هاج الحر في برودة البياض هذا. تحت سقف غرفة في مدينة غريبة، رنين الكنائس يرتفع بروحك للسماء. ارتفاع السماء فوقي هنا له طعم آخر حين يصبح الحنين للالتحام مع رجل هو عشق الهي. تراتيل مجموعة جاءت في زيارة نحتت الوهج في مقلتي. حتى لم تعد مسامة لاحتواء كل ذاك الصراخ المنعوف على جلدي.
وبدأت كالأفعى أتلوى على السرير الواسع دون أن أجرؤ الاقتراب من نصف السرير الآخر وكأنه أعد لمن سيأتي ويفح لهاثه جانبي.
" وحياة أمي وروح الشهداء سآتي"
لم يكن هناك داعي لروح الشهداء، كان تكفي أمه ليكذب. ولكن ليكن القسم أشد تأثيرا فلا بد من الشهداء الذين لم يعودوا إلا وسيلة للقسم حيث دمهم جف ولم يعد موجودا إلا في ذاكرة المنصات فوق مآدب الأكل الاحتفالية بموتهم.
أعددت أنا أيضا مأدبتي للاحتفال بالهدوء دونه.


يوم أن فتح القميص أثارتني الغابة
قلت له"اغلق القميص أرجوك"

استهواه ذلك. في العادة كان يقول "مرحبا"، "مشغول"، "أكتب اعذريني" ويودعني.. وأنا كنت أرى كذبه أمامي وأتغابى.. وكنت أراه مشغولا مع غيري وأتعامى، لماذا؟ لأني أحب ربما مخلفات لعبة "الغميضة". ولأني تعلمت لعبة الاكتشاف بعد أو وقعت ضحية خديعة حبيب ما زال ينخر نخاع عظامي.


أدركَ أنى أحب التيه في الغابات. وأدركتُ أنه أدرك. فحاولت الهروب.
قال: "خليك"
على أثر كلمة خليك قلت له "تعال"
ولم أعد الطيف ليكتبني.
"كطيف كونته مخيلتي أنتِ. من تكونين"؟ قال لي
"أكون طيفا ما دمت لم تعزف لحنك على مساماتي . وعندما ستكتبني ستشفى من طيفك". هجستُ
أيام وهو غارق في تلك المرأة الطيف التي لا تريد أن تعرِّف له نفسها.
"لم أنت مستغرب.. قد أكون أقرب إليك من رفة جفنك".
يخاف ويختفي.
مؤكد أن هواجسه تنقله إلى عالم الشك.. هكذا هو الرجل المسكون بألف صوت.. وألف تنهيدة.. عندما تختلط النهود على صدره. نهود منتصبة، سمراء بيضاء، متوثبة ومتهدلة.. والفروج تصبح لوحة سرمدية على كثرتها..حتى وإن أراد التمتع في لحظة خيالية تنصب عليه الصور فلا يعي في أي حليب يتيه وفي داخل أي فرج يندس فتنهزم متعته ويخرج منها متذمرا حائرا. و ينتابه حالة هلع إذا ما اصطدم بالوضوح الفجائي الذي ينصب على رأسه فيغلق بصيرته ويحمل حمالتا بنطلونه ويهرب.
"أرجوك ، أنا وحيد، احتاج من أشكو لها ألم رأسي.. وأقول لها أشعر ببرد غطيني، جائع أطعميني بيدك الصغيرة"
"وحيد؟ أنت محاط بالمعجبات"
"معجبات؟ أقول لك وحيد.. احتاج صديقة.. احتاجك".
قد مل اللحم.. يحتاج روحا تدثره .. تسبر غور هواجسه.. تنبس بعيون صحراء في ليلة قمرية.. يريد امرأة متوحشة كالغابة ورقيقة كالماء.. على أن تكون طيف في خياله.

ضحكت في سري. هو الجبان الذي يخاف من ظلي. كيف يحتاجني صديقة؟.
ثم قال " احتاجك ولتكوني من تكونين"
والواقع أني لم اكن إلا امرأة... لم اكن أي من تلك النساء اللاتي توهمهن.. أنا لست أكثر من مخلوق عاديوحتى أشكو من الهبل ، كل الأمر أنى حادثته ببساطة شديدة دون تكلف. حادثته كطفل.. وهو تعود أن يحدثنه كمعبود أنوثتهن.. وكمن أراد أن يسكب على جلدهن ماءه .. أيضا حدثهن كفحل بدوي غارق في فحولته حتى النخاع.
وهو يحدث الكثيرات بنفس التعبيرات:
"أود لو أذوق الشهد من هناك"
وهنا يسيل كثير من الماء.. وتبدأ الآهات تفعل فعلها.
"لو أتسلل إليك وأنت ساهمة، ارفع تنورتك، وابدأ الاحتكاك بك من الوراء"
هذا التسلل من الوراء يغري الرجل كثيرا.. فهو يشعر بذلك أقل مطاردة من العين التي ستنظر داخل عينيه لتكشف مشاعره الحقيقية.. سيشعر وهو يحتك من الوراء قدرة التركيز على الإيلاج السريع و سرعة التخلص من ثقله.. وكذلك سيشعر أنه هو صاحب الدفع والردع بلا منازع.

اعلم ماذا يقلن له وماذا يقول لهن.
ولم أكن لأفكر في تلك اللعبة أن أكون امرأة الطيف.
ولكن مرة جاءني حب استطلاع وداهمتني في ليلة قيظ حارة رغبة في أن اخلع السماء عن ظهري، وأنفض الأرض من تحت قدمي، وأخرق حدود الماء. هي نفسها الرغبة .. لا فرق بين شاعر وأمي..
هو نفسه الإيلاج، لا حاجة لثقافة جنسية. هي نفسها الآهات. واللمسات..

وعرفت انه شبع من الكلام ومن شهوة اللحم.. أراد شهوة روح تلجه فرآني.
ولأني أدركت ذلك لم اعترف له بأني أقرب عليه من رفة جفنه. و لم أكن طيفا ولا غيره.
في المدينة الغريبة وتحت قبة المسيح انتظرته لأجعل منه طيفا هو الآخر.. لأثبت له أن المرأة الطيف كانت بروح الطير، اللبؤة.. الغابة.. والماء..وبأني أيضا أملك قوة الردع والدفع مثله تماما.
اقسم بأمه وبروح الشهداء انه سيأتي..
عندما شعر انه أمام امرأة لن تكون طيف.. حمل أذيال ثوبه وهرب.. والسرير الأبيض أشتد بياضا والهدوء الخانق الذي تمنيت أن أغمره بالشموع ضج على فجأة ونفاني من الهدوء كله. نام السرير وحده وأنا نمت مع رجلي الغجري ما وراء الحدود. ذلك الرجل التائه هناك على تلة في بير زيت.

1082005



#عايدة_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زارا: رحلة المبتغى في هوس النقاء
- خصلة شعر


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - كطيف كونته مخيلتي