أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - وهل العفوية جنون؟














المزيد.....

وهل العفوية جنون؟


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


هل العفوية جنون...؟
عبد الرزاق عوده الغالبي
حين يبتسم برعم للشمس و يزقزق عصفور فوق غصن تتفتح ثنايا نفسي المنكمشة وابحث في الطين عن سر بهجتي السائبة تحت اقدام السنوات ، فتلتقي اصابعي احيانا جذور طغيان لذكريات طفولية استعار الزمن براءتها لتكون اعمدة من احاسيس عذرية يتكأ عليها جيل متزن ، مرهف المشاعر، مهووس بحب الطبيعة البكر وهي تنثر بساطها الملون الذي يحلل مشهده عقد النفوس وخيوطها المتشابكة ، افيق من هذا الحلم الوردي و ارفع هامتي استوضح ما يداعب اذني فالمح عيون الشمس وهي تغمز بطرف جفنها لزهرة نرجس او ليلك او جوري متفتحة هنا و هناك ، تغازل بعضها البعض وتتفاخر بمفردات الجمال واطياف الالوان المتراقصة حولها بفرح وغبطة بعبق اثير بهي مسحور... يبدو انها لا تكتفي باستنشاق هواء الصباح العليل فحسب بل تنكب على احتساء ضوء الشمس بثمالة لكي تروي استمرارية الديمومة في عطشها النهم .... ويختم طوق الجمال هذا في تلك اللوحة السرمدية صوت ابي وهو يتلو صوت الله وقد انتصب كباسقة جنوبية مشرئب العنق دون حراك الا شفتيه...
ويستمر السحر بالابتهال لخازن الطبيعة بآيات الحب وسور الجمال الرباني ، و نظري مثبت فيه عبر زجاج نافذتي من خلف اسيجة الانبهار، منتصبا وحلقات سلسلته المشتغلة بحرفنة ونشاط فوق سبابته الغليظة التي لا تهادن التوقف حتى في القاء تحية او استنشاق شهيق او التعرف على استراحة لا يدرك ماهيتها حتى قاموسه المختوم بشمع العفوية ....صامت كحجر صوان ، صائم عن الكلام وكأن لسانه قد شد في طرف سلسلته الطائرة ، و تنازل عن الكلام مجانا لحركتها الجسرة تلك ، لا تنفك تلك السلسلة عن معانقة اصبعه حتى في النوم ، يقال ، من مقرب ، يغفو وهي تعتلي سبابته بشموخ وكبرياء كمهد لاستمرارية الزمن ، قد تكون حبيبته المفترضة او عشقه الوردي الذي لا يفقه كنهه فيصب عليه جام غضبه الحسي والانساني المنقوص ، بغرائزية عشوائية ، دون ادراك ، ربما يرى فيها ما لا نراه نحن ، ما بتر من انسانيته المصادرة بفعل الطبيعة، ابويه ،مثلا، زوجة مسحت من كينونته وهو لا يعلم عن سر هذا التناصف السحري المبتور في اعماق ذاته المختزلة الا من عالم الغرائز والاحلام الجامحة ، يبدو ان تلك السلسلة تتقمص كل المفترضات و المفقودات من كياناته وعلائقه الانسانية واسباب بقائه البشري، وقد تكون تلك السلسلة تعويضا عن ما سلب قسرا من ممارساته الفيزيائية و السايكولوجية و السيسولوجية الغائبة عن الوعي نسبيا ، تكوين غريزي معروف بين مساكنيه بالتفرد والانعزال ، عفوي في صمته و تصرفه، عذري في تفكيره ،لا يحسن التمسلك في طرق الرياء المعوجة ، صفحة بيضاء نسى الدهر ان يكتب شروطه عليها ، حياته تجاوب مطلق للطبيعة فقط ، يحركه عقل رضيع لم يفطم بعد ، شهرته في سلسلته المثبتة فوق سبابته المحتدمة بشكل مستمر كمسبحة صوفية تجاوزت كل الصفات وتربعت فوق كل الاعتبارات . يتلوها امانته الكبيرة والتي استغلت من بعض التجار حين دأبوا بتكليفه ايداع مبالغ كبيرة من النقود في البنوك ، الامانة مفتاح لوجوده الانساني و مودوعيته تلتصق به التصاقا كعضو من جسده لا ينفك منها الا لصاحبها او مكانها المحدد ، ولا يرخي ساعده عنها لو اجتمع الانس والجن او قطع عضو من جسده حتى يموت دونها ...شرس لمن يثني عزمه بما اعطاه الله من بنية اسمنتية متحجرة يخشاها اعتى اللصوص ويحسبوا كثيرا في الاقتراب منه....
طالما احترمت هذا الكيان كثيرا على الرغم من غرابته ، اتهيب بالتحدث او الاقتراب منه، احيانا ، اظنه فيلسوفا و اعود عن هذا الظن سائلا نفسي عن منجزاته الفلسفية.... أظنه مجنونا واصطدم بواقع احترامي و الناس له وثقتهم الكبيرة فيه....كثيرا ما تمنيت ان احمل عقله العفوي هذا لكي استأذن قليلا تلك الوساوس المحتدمة في تفكيري ، المحملة بالتساؤول والاستنباط والفضولية الفائضة عن المألوف ، يستوقفني شأن الله حين يقلب اوجه الموازين ويمنحنا نماذج عن جوانب المخلوقات المطروحة في حيز الديمومة وصراع البقاء من مخلوقاته التي لا تحصى ، وكيف يعيش كل مكون بخصوصية مغلقة و هذا النموذج الملقى على هامش الانسانية تحيط به الغرابة من كل صوب وتخطو عنه بعيدا عوامل التحضر والانبهار كصندوق مغلق ، لا يدرك حتى هو محتوى اعماقه ، هو واحد من تلك الاسرار الربانية ، مع ذلك يبدو اسعد منا جميعا....
، ايقظني صوت المصير وهو يتلو اسمه الذي غاب عن مسامعي طويلا ... ايقنت واثقا ان سبابته قد ارخيت و سلسلته قد هزمت وتوقفت عن الشموخ والكبرياء مع اخر زفير .. قد تذهب معه وفاء لتفعل فعلها هناك ان احترمت صحبتها المستميتة وديمومتها المتغطرسة فوق سبابته المنتصرة ، خرجت مأخوذا تحت وطأة اعتقاد باني سأجد عدد اصابعي هناك ، و فاقت دهشتي خيبة توقعي تحت مرأى يطرد الاستثناء و يهزم الاعتقاد حين حشرت بين طيات حشد مهيب انعكست فيه لحمة الولاء وعبق الانسانية وصمت النهايات الا صوت حشرجة الاواصر الخالصة التي لا تصافح يدا ملساء....وكان عرسا ....



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتضاب والتدوير والعمق الرمزي
- رحلة المصير
- زهرة من عالم الغموض
- هي فينوس ام شبعاد......؟
- الوطن في قلب شاعرة
- قراءة نقدية في نص الشاعر العراقي الشاب المبدع اياد القلعي
- الجبروت
- الطبيعة ام الانسان الثانية
- الا نحلم باننا نستيقظ...؟
- الوطن والشعر والانسان
- البلاء اللذيذ
- حدائق البؤس
- الصراخ الصامت / قراءة نقدية
- قراءة في قصيدة الشاعرة السورية الكبيرة فوزية اوزدمير
- قراءة في قصيدة (اعترافات) للشاعر العراقي الكبير كريم خلف الغ ...
- جدلية الايادي المباركة
- الدوامة
- من يسرقنا. ..؟
- هكذا نحن. ...وسنبقى
- نزلاء الارصفة


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - وهل العفوية جنون؟