أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق كناعنة - هل سنرى تحوُّلًا ثوريا ديمقراطيا في عالمنا العربي















المزيد.....

هل سنرى تحوُّلًا ثوريا ديمقراطيا في عالمنا العربي


توفيق كناعنة

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجموعة كبيرة من مشايخ السعودية ودول الخليج تجندت ضد التدخل الروسي وبدأوا في اصدار الفتاوى من أجل مقاومة روسيا. لم نرَ هؤلاء المشايخ يصدرون حتى ولو انتقادًا أو فتوى ضد أمريكا التي جلبت الخراب الى العالم العربي، بل أكثر من ذلك لم نرهم يصدرون فتوى ضد اسرائيل ومن أجل نصرة الشعب العربي الفلسطيني

إن الوضع المأساوي يعصف في العالم الاسلامي بشكل عام، وبشكل خاص في عالمنا العربي، الذي بدأ بالتراجع الى الوراء منذ وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وتسلم السلطة في مصر أنور السادات، الذي قضى على كل تراث عبد الناصر وبرنامجه الوطني المبني على اساس الاستقلال الوطني والاقتصادي لمصر ومن أجل تطور العالم العربي أيضا.
كما ان القفزة النوعية الى الوراء في تفكك وتراجع المد الوطني جاءت بعد زيارة السادات الى اسرائيل سنة 1977 وعقد معاهدة الصلح معها في كامب ديفيد في الولايات المتحدة سنة 1978، حيث من هنا بدأ التفسخ في العالم العربي ولم يعد هناك القائد المتميز لا في مصر ولا في غيرها من دول العالم العربي، بل أصبح العالم العربي بأكثريته المطلقة يسير في فلك الولايات المتحدة والاستعمار الغربي، وبدأت تتطور الأمور بشكل سلبي في مختلف الدول العربية وازداد هذا الوضع سوءا عندما قبلت الدول العربية اجتياح الولايات المتحدة العراق سنة 1991، الأمر الذي أدى الى تعميق الخلافات العربية-العربية، وزاد الطين بلة الاجتياح الأمريكي الثاني سنة 2003 تحت حجة امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، وهي الحجة الكاذبة، مما أدى الى تدمير العراق والى تهجير مئات الآلاف من ديارهم ووقوع مئات آلاف القتلى. ومنذ ذلك التاريخ ما زال العراق يعاني من الدمار والارهاب المستمر حتى يومنا هذا.
كل هذا جاء في الفترة التي تلت انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي وباقي الدول الاشتراكية، وبهذا عمليا (كما يقول المثل الشعبي) "خلي الميدان لحميدان". أصبح عالمنا ذا قطب واحد مهيمن على العالم الأمر الذي أدى الى بروز دور المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وبشكل خاص قطر، في خدمة المصالح الأمريكية في عالمنا العربي وفي الشرق الأوسط كله وبالتعاون المفضوح مع حكام اسرائيل.
هذه التي تسمى اعتباطا "دولا" هي في الواقع حظائر أوجدها الاستعمار البريطاني من أجل استمرار سيطرته على أكثرية العالم العربي في ذلك الوقت، وعمل منها إمارات تابعة لعائلات معينة وما زالت هذه العائلات تحكم بدون منافس لأنها كما يقال "ورثتها أبا عن جد" ولذلك لا مجال لتغيير مثل هذه الحظائر والتي تسمى دولا. وفي الوقت الذي لا تجري فيها أي انتخابات، حتى لا نقول انتخابات ديمقراطيةـ فمن المضحك المبكي ان هذه الدول بالذات بالتعاون والتآمر مع الولايات المتحدة وحكام اسرائيل تريد ان تصدر الديمقراطية الى العالم العربي، ومن هنا جاء ما يسمى "بالربيع العربي" الذي جلب لنا الويلات والمآسي وداعش والنصرة وأخواتهما.
إن الولايات المتحدة والحركة الصهيونية العالمية أرادوا ويريدون ان يقسموا دول العالم العربي الى دويلات أو بالأحرى الى إمارات صغيرة على شكل الإمارات في الخليج العربي وكما حدث في غزة من قبل حماس. هذه الامارات مع السعودية وتركيا تأخذ دورا مركزيا في هذه المؤامرة الكبرى التي تحاك وبشكل منظم ومستمر ضد الدول العربية، وهذا ما نراه اليوم في ليبيا ومصر والعراق وسوريا واليمن والدور المدمر للحركات التكفيرية من داعش والنصرة والاخوان والقاعدة في داخل هذه الدول، والممولة والمدعومة من قبل الولايات المتحدة واسرائيل والدول التي تسير في فلك الولايات المتحدة مثل السعودية وقطر وتركيا.
وجميع هذه القوى تعمل بشكل منظم من أجل تقسيم العالم العربي من خلال "سايكس-بيكو" جديد يكون أخطر وأكبر من سابقه، والذي قسم العالم العربي بين الاستعمار البريطاني والفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى وبعد انهيار الاستعمار التركي قي ذلك الوقت.
ان هذا الواقع يؤكد لنا مدى خطورة هذا المخطط الاجرامي على عالمنا العربي وبشكل خاص على سوريا والعراق ومصر أيضا. هذا المخطط الذي تعمل عليه ثلاث قوى والتي تظهر عداءها الدائم لشعوبنا العربية وهي الاستعمار الامريكي والحركة الصهيونية العالمية والرجعية العربية تحت شعار "شرق أوسط جديد" أو ما يسمى أيضا الفوضى الخلاقة. أي جديد واي خلاق هذا الذي يجري اليوم في عالمنا العربي وفي الشرق الأوسط؟
كما ان هذه القوى الثلاث مجتمعة هي التي خلقت كل هذه التنظيمات التكفيرية من أمثال القاعدة وداعش وجبهة النصرة، هذه التنظيمات التي تعيث فسادا ودمارا في العالم العربي وبدعم كامل من الولايات المتحدة واسرائيل والرجعية العربية، واليوم ما تقوم به السعودية ودول الخليج من تدمير كامل لليمن وقتل الأبرياء من النساء والأطفال الا دليل واضح على الدور الذي تلعبه السعودية وقطر في خدمة الاستعمار الامريكي وحكام اسرائيل في هذه المنطقة.
لقد رأينا كذلك كيف انه بالرغم من مضي أكثر من عام على قيام التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة "لضرب داعش"، فان هذا التنظيم يزيد من سيطرته في مناطق داخل سوريا والعراق أكثر من قبل "القيام بهذه الضربات". وهذا الواقع يؤكد ان هذه القوى هي التي خلقت داعش وغيرها من الحركات التكفيرية وهي غير جادة في القضاء عليها بل تريدها ان تستمر في نشر الدمار في جميع الدول العربية وبشكل خاص في سوريا والعراق ومصر وكل قوى المقاومة في عالمنا العربي.
اليوم، وعندما بدأت روسيا ضرباتها الجوية ضد داعش والقوى التكفيرية الأخرى وبناءً على طلب رسمي من الحكومة السورية نرى التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري في استعادة العديد من المواقع الهامة التي كانت تسيطر عليها داعش والنصرة، وكل ذلك خلال بضعة أيام من دخول الطيران الروسي الى المعركة في سوريا وفي الوقت نفسه نرى الارتباك الذي أصاب كل القوى التي تأتمر بالأوامر الامريكية من تركيا حتى السعودية واسرائيل. حيث رأوا أن التدخل الروسي قلب كل مخططاتهم العدوانية على سوريا والعالم العربي وان التعاون الذي يجري بين روسيا وايران وسوريا والعراق واقامة مركز المعلومات المشترك لهم في العراق، قد أعطى دفعة جديدة من أجل القضاء على داعش والنصرة في سوريا والعراق ومن أجل استعادة الأمن والسلام في هذه الدول.
نتيجة لهذا الوجع وهذا الارتباك الذي أصاب القوى الرجعية في المنطقة نرى ان مجموعة كبيرة من المشايخ في السعودية ودول الخليج تجندت هي أيضا ضد التدخل الروسي وبدأوا في اصدار الفتاوى من أجل مقاومة روسيا. لم نرَ هؤلاء المشايخ يصدرون حتى ولو انتقادًا أو فتوى ضد أمريكا التي جلبت الخراب الى العالم العربي، بل أكثر من ذلك لم نرهم يصدرون فتوى ضد اسرائيل ومن أجل نصرة الشعب العربي الفلسطيني، والذي يقاسي منذ سنين طويلة تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي وبالرغم أيضا من الهجوم على المسجد الأقصى وعلى القدس. الا تستدعي كل هذه الأمور منهم وقفة الى جانب هذا الشعب البطل؟ لكن بالعكس رأينا القرضاوي قبل فترة يدعو أوباما ان يضرب سوريا حيث قال له خلال العدوان على سوريا: "اضرب ضربة لربك".
إن عالمنا العربي لا يمكن ان ينهض ويتقدم الى الأمام الا بالانتصار على كل هذه القوى التكفيرية التي شوهت العالم العربي والاسلامي كله من خلال ممارساتها الاجرامية بحق شعوبنا. والبدء بالانطلاق بشكل علماني عندها يمكن ان تتحرر شعوبنا من الغيبيات. ومن أجل ذلك لا بد من خلق قيادة جديدة متنورة من أمثال القائد الخالد جمال عبد الناصر تواجه كل هذه التحديات. فهل نرى مثل هذا التحول قريبا؟ كلي ثقة وأمل في ان تضع شعوبنا العربية هذه القوى المتخلفة في مكانها الطبيعي وان تنطلق الى الأمام في ركب التطور والتقدم السياسي والاجتماعي والاخلاقي.
وأملي كبير في العراق وسوريا وحتى مصر أيضا لأن التحول الثوري في مصر بشكل خاص يعطي الأمل الكبير للانطلاقة الحتمية والضرورية لشعوبنا العربية من أجل أخذ دورها التاريخي والسياسي والاجتماعي.
هل سنرى هذا؟ انا اعتقد اننا سنراه قريبا...دعوني أحلم علَّ حلمي هذا يتحقق.



#توفيق_كناعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل انطلاقة جديدة لتقوية الحزب الشيوعي
- بمناسبة الذكرى الاربعين لرحيل الشيوعي الاصيل راجي النجمي -اب ...


المزيد.....




- هيئة بريطانية: اندلاع حريق على متن سفينة تجارية شرقي عدن جرا ...
- الماتادور الإسباني يكتسح كرواتيا بثلاثية نظيفة في كأس أوروبا ...
- فيديو: ميلوني تستعرض أبرز القرارات المنبثقة عن قمة مجموعة ال ...
- عيد بلا بهجة ولا أضحية.. الحرب الإسرائيلية تطفئ فرحة العيد ف ...
- شاهد: إعادة انتخاب رئيس جنوب أفريقيا لولاية ثانية
- مسيرات احتجاجية ضد صعود اليمين تعم فرنسا.. والقضاء يبطل قرار ...
- عرض بوتين للسلام يواجه انتقادات عديدة: يسعى إلى خلق خلافات ب ...
- بغياب روسي وصيني: قمة عالمية في سويسرا حول السلام بأوكرانيا ...
- إيطاليا تفرض غرامة كبيرة على بلوغر مقيمة في دبي بعد تصويرها ...
- رحلة الحجاج السوفيت إلى مكة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق كناعنة - هل سنرى تحوُّلًا ثوريا ديمقراطيا في عالمنا العربي