تبقى المعارضة ويندثر المتعارضون

عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 368 - 2003 / 1 / 14 - 04:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   

                                                   

في أعقاب احدى الفعاليات السياسيةالأخيرة  لبعض جماعات وأفراد المعارضة العراقية في الخارج وصلتني رسالة عن طريق البريد الإلكتروني من أحد الأخوة المقيمين في غرب أوروبا ، يسألني فيها عن انطباعي وتحليلي لتلك الفعالية والمقصود بها مؤتمر لندن الأخير 0

   فأجبت الأخ السائل ، ان الإنطباع يستمد من التماس المباشر للحدث أو على الأقل يفترض بالشخص الذي يدلي بإنطباعه ان يكون قريبا" بشكل أو بآخر من ذلك الحدث ، وبما اني بعيد في كل الأحوال عن مثل هذا الحدث لأسباب لا يمكن حصرها في هذه الكتابة التي تؤمن بمقولة ( خير الكلام ما قل ودل ) فمن المناسب هو القول ، بأني لست مؤهلا" لإبداء مثل هذا الإنطباع بناءا" على ما ذكرته آنفا"، لكني في نفس الوقت – والكلام موجه للأخ السائل – لا أستطيع ان أتهرب من إبداء وجهة نظري الشخصية ، التي قد تكون هي التحليل الذي ترومه ، لذلك فإن أفضل عبارة أقولها في حق المؤتمر المذكور هي 00 خسر المعارضون ولم تخسر المعارضة 0

   ويبدو ان اجابتي المقتضبة لم تشف غليل الأخ السائل فحاول ان يستفزني ويستدرجني في آن واحد ، عندما أردف برسالة ثانية يسألني مستوضحا" بالقول ( حدد – رجاء" – الذين خسروا والذين لم يخسروا ؟ ) 0

   بلا شك ان السائل كان يريد إستدراجي الى كتابة ( جنجلوتية ) على غرار ما يكتبه البعض في مواقع الإنترنت ، حيث ان مثل هذه الكتابة تبدأ بشتيمة وتنتهي بنميمة ، لكني للتوضيح ما أردت الإشارة إليه في عبارتي المذكورة هو ، ان المعارضة لم تخسر بدليل ان الجماعات غير المتجانسة والمحاور الضيقة يتعلقون بأذيالها في الفعاليات السياسية والإعلامية أو بمناسبة وغير مناسبة ، بينما هي لم تتعلق بأذيال هذه الجماعات والمحاور لأن المعارضة تستوعب ولا تستوعب – بضم التاء - ، وهي قاعدة خارج نطاق فهم هذه الجماعات والمحاور 0

   في حين ان بعض المعارضين قد خسروا ليس لأنهم تعلقوا بأذيال المعارضة وانما خسروا لتعلقهم بأذيال لا تمت للمعارضة بوجه حق ، سوى وجه مصالحها وأهدافها الإستراتيجية ، وهذا يطال أيضا" حتى الجماعات والمحاور التي لم تشارك في مؤتمر لندن الأخير 0

   ان المعارضة العراقية الوطنية لا تحتاج الى من يتعلق بأذيالها بقدر ما هي تحتاج الى من يقودها متصدرا" بإستحقاق وجدارة ، وهذا هو الفارق بين من خسر وبين من لم يخسر ، ومادام هناك من ينظر بمنظار بعد النظر فلا خوف على المعارضة وانما الخوف من خبث الخاسرين 0

 

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل