أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هذا ما يناضل من أجله الشعب العراقي المنتفض















المزيد.....

هذا ما يناضل من أجله الشعب العراقي المنتفض


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما كان يدور في مخيلة الشعب العراقي أن يشهد مثل هذا الوضع الكارثي الذي يعيش في ظله اليوم، حيث تسيطر عصابات داعش الاجرامية على أكثر من ثلث العراق، وحيث يجري تفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات المزروعة على جوانب الطرق والشوارع لتحصد كل يوم أرواح العشرات بل والمئات من أبناء الشعب، وقوات الشرطة والجيش، وتدمر الممتلكات العامة والخاصة على نطاق واسع، وحيث بات ملايين المهجرين واللاجئين دون مأوى نتيجة احتلال داعش لمحافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين واجزاء من ديالى

لقد أصبح المواطن العراقي يعيش في ظل كابوس رهيب يتربص به الموت من كل الجهات على أيدي الإرهابيين القتلة المجرمين من عصابات ميليشيات احزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وعصابات داعش والقاعدة صنيعة الولايات المتحدة، الذين يقودهم المجرم ابو بكر البغدادي، وفرق الموت المرتبطة بالأحزاب الدينية، الذين تمرسوا على الجريمة والقتل بدم بارد، متخذين من الإسلام شعاراً لهم .

لقد تحول العراق بفضل السياسة الأمريكية الحمقاء إلى ساحة للصراع بين القوى الإرهابية المدعومة دوليا وأقليميا على حساب أمن وسلامة المواطنين العراقيين، الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل لهم، ناهيك عن المعانات الشديدة والقاسية نتيجة التدهور الحاصل في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والخدمية منذ أن تم إسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي في التاسع من نيسان 2003.

كان الشعب العراقي المظلوم يراوده الأمل بعد التخلص من ذلك النظام القمعي الذي استعبد العباد واستباح البلاد إن يستعيد الشعب حريته المسلوبة وكرامته المهانة، وتحقيق الحياة الكريمة، فإذا به اليوم يعيش في وضع مأساوي لم يشهد له مثيلاً من قبل، فلا كهرباء، ولا ماء صالح للشرب، ولا وقود، ولا رعاية صحية، ولا رعاية اجتماعية، ولا اهتمام بالثقافة، بل لقد غدت الثقافة ايمان بالخرافات، وتحولت الجامعات والمؤسسات الثقافية إلى جوامع وحسينيات بفضل السياسة الأمريكية الرعناء التي صنعت لنا نظاماً طائفيا، وشكلت على أساسه مجلس الحكم [البريمري]، وفسحت المجال واسعاً للعناصر الطائفية، مستغلة التخلف الواسع النطاق الذي خلفه لنا نظام الطاغية صدام حسين من خلال حملته الإيمانية المزيفة، ومن خلال إنعاش العلاقات العشائرية المتخلفة التي كان الشهيد عبد الكريم قاسم قد وضع حداً لها بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، ومن خلال ترك الحدود الدولية للعراق مفتوحة على مصراعيها للقوى الظلامية السنية والشيعية على حد سواء لتدخل العراق من دول الجوار تركيا إيران وسوريا والأردن والسعودية لتمارس أعمالها الإجرامية الوحشية البشعة.

كما وضعت لنا دستوراً يكرس النظام الطائفي والعرقي، ويشجع على تفتيت العراق كوطن، وعلى تمزيق البنية الاجتماعية على أساس ديني طائفي أو عرقي يتعارض بشكل صارخ مع مصالح الشعب والوطن، وها هو الشعب العراقي اليوم بوضعه المأساوي قد وقع ضحية استقطاب طائفي لم نشهد له مثيلا من قبل، الشيعة من جهة، والسنة من جهة أخرى، والأكراد من جهة ثالثة، وبات الشيعي يقتل أخاه السني، وبات السني يقتل أخاه الشيعي، وجرى ويجري على نطاق واسع إجبار أبناء الطائفتين على الهجرة الجماعية كل إلى ساحته تحت وطأة التهديد بالقتل وحرق المساكن، وكل ذلك يجري باسم الدين الإسلامي الذي يجري استغلاله بصورة بشعة لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة، وغير إنسانية.

لقد بات الوضع الأمني يقض مضاجع جميع أبناء الشعب، حيث تهدر الدماء البريئة كل يوم بالمئات، وحيث تدمر الممتلكات الخاصة والعامة، وحيث يعم الخراب والجوع والإذلال، وحيث تنتشر البطالة والفقر بشكل واسع، وحيث ينخر الفساد في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة، وحيث السرقات للأموال العامة بمئات المليارات من الدولارات، وحيث أصبحت الرشوة هي الوسيلة الوحيدة لتمشية معاملات المواطنين في كافة دوائر الدولة بشكل علني دون خوف أو وجل، فلا سلطة للقانون، ولا وازع من ضمير.
وفي ظل استمرار هذا الوضع المأساوي الحرج، وتصاعد الإرهاب كماً ونوعاً تستمرالازمة السياسية في البلاد، دون أن يظهر أي ضوء في آخر النفق المظلم، فقادة العراق الميامين ممن أفرزتهم حرب أمريكا لتحرير العراق ونشر الديمقراطية الموعودة! منشغلون في الصراع على السلطة والكراسي ونهب ثروات البلاد دون وازع من ضمير، ولكل منهم أجندته الخاصة، والتي لا تمت بصلة مع أجندة العراق الوطنية، والشعب المسكين يكتوي بنير الإرهاب الظلامي الطائفي المقيت.

هل هذا ما كان يحلم به الشعب من إسقاط نظام صدام؟
هل هذه هي الديمقراطية الأمريكية الموعودة ؟
هل هذه هي الحرية التي ناضل الشعب من أجلها كل سنوات عمره ؟
هل هذه هي الجنة الموعودة حيث ينعم الشعب العراقي بهذه المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة ليل نهار، دعكم عن حروب داعش والقاعدة حيث تجبر العوائل على مغادرة مساكنها تحت تهديد بالقتل وحرق الدار .

أيها السادة الأمريكيون:
لم يعد الشعب العراقي يريد برلمانكم المزيف.
لم يعد يريد دستوركم الطائفي المقيت.
لم يعد يريد حكومتكم الغارقة بالفساد والتي نهبت ثروات البلاد.
لم يعد يريد أزلامكم القادمين وراء دباباتكم كي يحكموا العراق .
الشعب قد فقد الثقة بكم وبكل ما أنجزتموه منذ التاسع من نيسان 2003 وحتى يومنا هذا.

الشعب يريد الأمن والسلام أن يعم في ربوع العراق .
الشعب يريد استعادة عرى الأخوة والمحبة والاحترام بين أطياف الشعب بكل أديانهم وطوائفهم وقومياتهم دون تفريق أو تمييز.
الشعب يريد الديمقراطية و الحرية الحقيقية، بعد كل تلك السنوات العجاف لطغيان نظام البعث الصدامي، وهو يرفض رفضاً قاطعا استبدال هذا الطغيان الصدامي بطغيان طائفي اشد ظلاماً وأقسى .
الشعب يريد حكومة لا تنتمي إلى كل هذه القيادات التي وضعت مصلحة الشعب والوطن وراء ظهرها .
الشعب يريد حكومة ديمقراطية مستقلة من عناصر تنكوقراط نظيفة أيديها، مستنيرة عقولها، قوية شكيمتها، تضع مصالح الشعب والوطن في بؤبؤ عيونها، وتعيد بناء الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بعيداً عن الأحزاب الطائفية وميلشياتها، وتؤمن بالعراق ومصالح الشعب فقط، وتتصدى للإرهاب والإرهابيين أينما كانوا، وإلى أية جهة ينتمون، وتعيد الأمن والسلام في ربوع العراق، وتعيد بناء ما خربه النظام السابق، وما خربته الحرب الأمريكية،وما خربته العناصر الإرهابية، وتعيد بناء البنية الاجتماعية المحطمة على أساس من العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مقدمة شعاراتها وأهدافها.

الشعب يريد من حكومة تقول للمحتلين اخرجوا من ديارنا، ودعونا نعيش بسلام، نبني الوطن، ونحقق الحياة الرغيدة لشعبنا الجائع الذي يعيش في هذا البلد الغني جداً ولا يجد من خيراته شيئاً.

الشعب يريد من حكومة تحقق له الاستقلال التام والناجز، وإقامة العلاقات المتكافئة مع سائر بلدان العالم على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والمنافع المشتركة، من دون استغلال أو أستعباد.

الشعب يريد دستوراً وطنياً ديمقراطيا يفصل الدين عن الدولة، ولا يفرق بين أحد من المواطنين بسبب دينه أو طائفته أو قوميته، يحترم حقوق الإنسان ويحقق المساواة أمام القانون لسائر المواطنين دون تمييز.

إن الشعب العراقي يُحمّل الولايات المتحدة مسؤولية كل ما جرى ويجري في العراق باعتبارها الدولة التي احتلت للعراق بجيوشها الجرارة، وأسلحتها الفتاكة، وصواريخها المدمرة، وجاءت لنا بهذه الحكومات الغرقة بالفساد والولايات المتحدة تمتلك كل الوسائل والسبل لإخراج العراق وشعبه من هذه المحنة إن هي شاءت، وستبقى شعلة انتفاضة الشعب العراقي متقدة و ومتصاعدة حتى تحقق اهداف المشروعة المتمثلة بالأمن والسلام والحرية والديمقراطية، والاستقلال والسيادة الحقيقية، وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري السعيد/ الحلقة الثامنة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة السابعة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة السادسة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الخامسة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الرابعة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الثالثة عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الثانية عشرة
- نوري السعيد / الحلقة الحادية عشرة
- نوري السعيد / الحلقة العاشرة
- نوري السعيد / الحلقة التاسعة
- هذا هو الطريق لإجراء الاصلاحات الجذرية في البلاد يا سيادة رئ ...
- نوري السعيد / الحلقة الثامنة
- نوري السعيد / الحلقة السابعة
- هكذا جرى تشريع الدستورالعراقي ، وهذه عوراته
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الخامسة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الرابعة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الثالثة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الثانية
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى - الحلقة الاولى
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق من وضعه الكارثي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هذا ما يناضل من أجله الشعب العراقي المنتفض