أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ستيفن سولدس - اليسار، عدو عدوي، والتحرير حالة المقاومة العراقية















المزيد.....

اليسار، عدو عدوي، والتحرير حالة المقاومة العراقية


ستيفن سولدس

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دعت عدة فصائل من اليسار الى "دعم المقاومة العراقية" وانتقدت هؤلاء الذين لا يتبنون هذه الدعوة. مثلا، في المنتدى اليساري هذا العام، انتوني ارنوف وطارق علي حاورا ستيفن شالوم ويوهان لاندي حول هذه القضية، إذ كان علي وأرنوف يدافعان عن منطق دعم المقاومة. بعض المعلقين أشاروا حتى الى هذه المقاومة بوصفهم "محاربي الحرية في العراق". أنا متعاطف مع الجانب الآخر. بينما يستطيع المرء أن يحتج ببعض الأفكار المجردة عن "الحق في مقاومة الاحتلال"، ما يجري في العراق الآن من الصعب ضبطه تماما في هذه الشريحة. هؤلاء الذين يشار إليهم باسم المقاومة لا يمكن بأي حال الإشارة إليهم باسم "المحاربون من أجل الحرية". وإذا ما ادعينا شيء آخر فإننا نشوه مصطلح "الحرية" وراء أي تعريف.

في الحدود الدنيا، هؤلاء الذين يتبنون موقف دعم "المقاومة" يقعون تحت شرط واجب وهو إخبارنا أي مقاومة تلك التي يتصورونها في رأيهم. هل هم يؤيدون المتطرفين الوهابيين، الذين، سواء كانوا يرفعون لافتة الزرقاوي أم لا، قد شنوا حربا ضد الشيعة تضمنت العديد من التفجيرات وسط جموع المدنيين الذين ليست لهم علاقة بالاحتلال؟ هل هم يعنون بالمقاومة البعثيين السابقين والحاليين الذين يكافحون من اجل إحياء نظام صدام حسين، حتى لو كان بقادة جدد؟ هل يقصدون بالمقاومة أولئك الأفراد من بين مجموعات السنة الذين يحاربون من أجل أمرين: الأول، التمسك بالدور التقليدي المهيمن للسنة في العراق، والثاني، من أجل مقاومة الجهود التي تسعى لتمثيل السلطة والموارد (أي البترول) الموجودة بين أيدي الشيعة والأكراد في شيء ملموس؟ أو ربما هم يعنون بالمقاومة قوات الصدر التي تنتقد الاحتلال، بينما تسعى إلى تأسيس دولة إسلامية على الطراز الإيراني فيها، كما حدث في البصرة، حيث يتعرض الطلاب لهجوم وحشي لأنهم يتنزهون مع طلاب من النوع الآخر (إناث مع ذكور)؟ أو، بالأحرى، هل هي بعض أشكال المقاومة الأسطورية المستوحاة من بعض أنصاف ذكريات مشاهد معركة الجزائر؟

رغم الرومانسية التي يتخيل اليساريون المتعاطفون مع المقاومة أنها حادثة في العراق، لدينا هناك صراع معقد على السلطة بين فصائل تحدد معالمها النحل الدينية، والولاءات القبلية، والعضوية الحزبية. وبينما تتضخم بصورة مبالغ فيها ادعاءات التدخل الأجنبي بواسطة الأمريكيين، العديد من البلاد المحيطة – إيران، العربية السعودية، تركيا على الأقل – لديها بلا شك من تفضلهم ومن تعاديهم وتتصدى لهم. لا يمتلك أحد من الفصائل الساعية للسيطرة على السلطة نظرة شاملة تستهدف خيرا أعظم لكل العراقيين. دعم المقاومة هو الوقوف في صف أي من هذه الفصائل المتصارعة أو الآخر منها.

اعتقادي العام هو أنه يجب على "اليسار" أن يقف مع بعض المبادئ الأساسية: الحرية، الديموقراطية الحقيقية على المستوى القاعدي، المساواة (خصوصا الاقتصادية)، والسعي من أجل الحقيقة. نحن أهل اليسار يجب أن نهتم بهؤلاء الذين يظهرون في صورة من ينشر مثل هذه المبادئ. [أنا لم اعرف أبدا وبدقة ما هو معنى "دعم" جماعة ما]. طبقا لذلك، هؤلاء الذين لا يتفقون جوهريا مع تلك المبادئ يجب ألا يكونوا جزءا منا نحن أهل اليسار. بالطبع، قد تكون هناك اختلافات كبرى على مستوى الاستراتيجية، والتكتيك، وحتى الشكل الدقيق الذي سوف تتجسد من خلاله هذه المبادئ في المجتمع.

صدام حسين لم يدعم أي من هذه المبادئ ولم يكن بأي شكل حليفا لليسار. هؤلاء العراقيين الذي ينبغي لليسار أن يهتم بهم كانوا معارضين لصدام، بينما هم الآن معارضون للاحتلال. جورج جالاوي، كما وصفه جريج بالاست، يبدو كما لو كان صديقا حميما لصدام. ذلك يعني أنه ليس رفيقا لي ولا يجب أن يكون كذلك بالنسبة لكل اليساريين الذين يهتمون بحياة الشعوب. لقد استمتعت تماما بسحق جالاوي لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في لجنة الاستماع بواشنطن العاصمة، كعرض مسل. اشك في أني سوف أشعر بنفس الأحاسيس في جداله مع هيتشينز، لو حدث أني وجدت نفسي مستمعا لهذا الحوار. ولكن حقيقة أنه نطق ببعض الأشياء التي أتفق فيها معه لا يجعله رفيقا لي. يبدو جالاوي أنه ماهر في إعداد أوراقه حول تاريخه بلون رقعة الشطرنج. على سبيل المثال، عندما كان واقفا أمام لجنة الاستماع بمجلس الشيوخ، أشار جالاوي إلى تاريخ التصريحات المناهضة لصدام. ولكن تلك التصريحات على ما يبدو قد صدرت سابقة لعام 1991، عندما كان صدام حسين حليفا للولايات المتحدة. لم أر أنا مثل هذه التصريحات منذ 1991. إنه لمكر وخداع.

ونفس الشيء يسري على كاسترو وكوبا. كاسترو هو ديكتاتور، وهو ديكتاتور دموي لحدود كبيرة. حكومته بشكل محدد قد صنعت بعض الأشياء الطيبة. ألا نستطيع أن نضع كلا من تلك الحقائق في اعتبارنا؟ كيف تساعد العالم مشاهدة اليساريين يخرجون عليهم بلغو فارغ دفاعا عن كوبا، متجاهلين حالة الديموقراطية المؤسفة فيها؟ بالطبع، ملاحظة الروائح النتنة الملاحقة والمرتبطة بالديكتاتوريات لا يعني أن علينا إغفال أي شيء طيب يحدث هناك.

أثناء الحرب الباردة، كانت هناك مجموعة اشتراكية رفضت أن تقف مع أي من الغرب الرأسمالي ولا مع البلاد الستالينية، بشعارات مثل: "ولا شرق ولا غرب، ولكن اشتراكية ديموقراطية (ثورية)". عواطفي كانت بالتحديد مع هؤلاء الناس: لقد كنت بشدة ضد الحرب الفيتنامية. (عندي إصابة دائمة في ركبتي نتيجة مظاهرة مناهضة للحرب في عام 1970). ولكني كنت أقف بشدة ضد النظام الفيتنامي الشمالي، الذي كان أبعد ما يكون عن الديموقراطية وكان يقمع بوحشية المعارضة الداخلية.

يبدو أنه من الصعب أن يستوعب الناس الحقائق المركبة، بأن كلا الجانبين في الصدام قد يكون راغبا أو مسهلا للحرية الإنسانية. بعد 40 عام من كفاحات "التحرر الوطني" التي تؤدي إلى خلق ديكتاتوريات، بعض من هذه الديكتاتوريات هي أسوأ من الأنظمة السابقة، يجب أن يظهر للعيان فقر المثل السائر "عدو عدوي هو صديق".

سبب آخر قد يجعل من عدو للإمبراطورية ليس صديقا لنا هو أن العديد من هؤلاء الأعداء للإمبراطورية مستعدين على الأرجح لقتلنا لو امتلكوا الفرصة، أي، لو استولوا على السلطة. دعم مثل هذا "الصديق" هو طريق النار الأكيد لتحويل السياسات عند أهل اليسار إلى حلف انتحاري. المقاومة العراقية هي ضد أي قوى يسارية أو قوى تقدمية بشكل كاسح وقد هاجمتهم بلا رحمة، وهو السبب وراء معارضة افتراضيا من كل النقابيين العراقيين ومنظمات النساء العراقيات لهذه المقاومة سواء كانوا بعثيون جدد أم فاشيون إسلاميون. دعم هذه المقاومة هو القبول بموت العديد من هذه القوى التقدمية التي تحارب بشجاعة ضد كل الشرور من أجل عراق أفضل.

بالنسبة للعراق الآن، لا يوجد هناك أي بدائل طيبة. حلفاءنا الطبيعيين هم النقابيون، جماعات حقوق المرأة، الخ. إنهم يحاربون حربا بطولية، ولكن يبدو أنهم يخسرونها. أنا أتوقع أن الكثير منهم سوف يلقى بهم في المنفى حالا، حيث يبدو أن هذا سوف يكون البديل المتاح أمامهم بدلا من الموت الأرجح. ولكن هؤلاء هم الناس الذين يجب أن ندعمهم وأن نعاونهم. وليس ما يسمى "بالمقاومة"، التي تتحول بشكل متزايد إلى حرب أقلية ضد كلا من الاحتلال وخوفا من خسارة امتيازاتهم، والذي يعني أن انتصارهم سوف يكون كارثة لمعظم العراقيين. معظم النقابيون يدعون إلى إنهاء الاحتلال، ولكنهم يعارضون أيضا التمرد. هؤلاء هم أصدقاءنا.

لو وقف اليسار مع أي شيء، يجب أن يكون مع عالم عن حق مختلف وأفضل. نحن نعرف إلى أين تقودنا البدائل. والراديكاليون يجب أن ينطقوا كلمة الحق، ولا يهم من سوف تجرحه كلمة الحق هذه. من منكم سوف يقولها أيضا؟

ستيفان سولدتس هو محلل نفسي وعضو هيئة تدريس بمعهد دراسات العنف وخريج مدرسة بوسطن للتحليل النفسي. سولدتس عضو جيران روزليندال للسلام والعدالة ومؤسس موقع التحليل النفسي للسلام والعدل. هو يدير موقع تقارير الاحتلال العراقي والمقاومة العراقية (Iraq Occupation and Resistance Report).

8 اكتوبر 2005



#ستيفن_سولدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ستيفن سولدس - اليسار، عدو عدوي، والتحرير حالة المقاومة العراقية