قسم علوم الحياة البرية : حاجة و تحدي

حارث سعيد الورد

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 07:24
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

علوم الحياة البرية تهتم بدراسة كل اشكال الحياة من حيوانات و نباتات لم يتدخل الانسان في اسلوب حياتها وبطبيعة الحال فهي لا تعتمد على الانسان بشكل مباشر لكي تعيش. يندمج مع عنوان الحياة البريه عناوين اخرى مثل البيولوجي، البيئة، الحفظ البيولوجي (علم المحافظه على الاحياء)، التنوع البيولوجي و المصادر الطبيعية. ولانها تندمج مع كل هذه العنواين فلا بد للمهتمين والمختصين بالبيولوجي و البيئة على الاقل ان يكون هذا الموضوع من ضمن احد اهتماماتهم او حرصهم على معرفة ماهي مستجداته في واقعهم لا سيما و ان الحياة البرية و الحفاظ عليها يعتبر جزءاً من الحفاظ على الموارد الطبيعية. حيث ان اولويات مؤسسات ومنظمات الحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية هو ضمان ديمومة تواجد الحياة البرية بكافة اشكالها للاجيال القادمة . يتصف العراق بتنوع مناخه و تباين اقاليمه البيئية والتي تميزت بشكل ما بتنوع احيائي تمثل في انواع متعددة من النباتات و الحيوانات البرية التي لا يمكن التغاضي عن كونها ثروه من الثروات الطبيعية المتجدده و يمكن عدها ايضاً ارثاً وطنياً على مستويات عده منها ما هو اقتصادي و منها ما يمكن ان يكون له علاقة بالسياحة و الحياة الترفيهية و الاجتماعية بالاضافة الى اهميتها و قيمتها من الناحية العلمية واهمية الدور الذي تلعبه بعض انواع حيوانات الحياة البرية كمضائف خازنه لامراض معينه.
ان في العراق حسب احد تقارير منظمة الزراعة و التنمية العربيه العديد من المناطق البيئية المتنوعه من ضمنها بيئة الاهوار , الغابات، المناطق المتموجه، البادية وحافات الصحراء، الهضبة الصحراوية، غابات النخيل بالاضافة الى المسطحات المائية كما ويشير نفس المصدر الى امتلاك العراق لتسعة محميات طبيعية ذات مساحات متباينه وعلاوة على ذلك فان معظم التقارير و الدراسات الحديثة تؤكد ان مجموعة كبيرة من الانواع البرية في العراق والموجودة في المناطق البيئة سابقة الذكر تعاني من تهديدات حقيقية ادت بطبيعة الحال الى تناقص اعداد بعض الانواع و تعرض الانواع الاخرى لخطر الانقراض رغم وجود العديد من التشريعات الخاصة بالحفاظ على البيئة و الانواع و الحياة البريه وتحديث هذه التشريعات بما يتناسب مع التوجه العالمي الجاد نحو الحفاظ على هذه الموارد الحيوية و الارث الحياتي. كما تجدر الاشارة الى وجود سعي متميز و حثيث من قبل مجموعة من الباحثين و الخبراء و اساتذة الجامعات المتخصصين بعلوم الحياة البرية رغم بعض الصعوبات الى اطلاق حملات توعية و تثقيف باتجاه الحفاظ على البيئة و الحياة البرية بالاضافة الى المشاركة المميزة و اللافته للنظر في اجراء البحوث المتعلقة بهذه المجالات ونشرها في مجلات محلية و عالمية. ولا يخفى على المهتمين بهذا الموضوع الدور البارز لمركز بحوث و متحف التاريخ الطبيعي الذي تاسس في عام 1946 والذي قدم كل ما بوسعه باتجاه الحفاظ على البيئة وانواع الحياة البريه. ولكن يبقى هناك حاجة ملحة واعتماداً على المعطيات انفة الذكر نحو التوجه الى تأسيس قسم علمي في احدى الجامعات العراقية، يعنى بعلوم الحياة البرية والحفظ البيولوجي ، اسوة بالكثير من الجامعات العربية و العالميه بدلا من تكرار الاقسام العلمية في معظم جامعاتنا .ان العمل على توفير تعليم متعدد التخصصات في حماية البيئة و الحياة البريه سيقودنا نحو مستقبل بيئي افضل حيث يمكن لهذا النوع من التعليم ان يدعم و بقوة ادارة الحياة البرية كمصدر من المصادر الطبيعية كما و يمكن ان يؤسس نحو استعادة وحفظ وتنمية الانظمة البيئية المختلفه. وحينئذ سيكون هناك تركيز بارزعلى المواد الاساسية من علوم الحيوان و النبات و الاحياء المجهرية و التلوث والبيئة كما يمكن ان تكون هناك مساحات اخرى ذات طابع تخصصي يتم تغطيتها بالاحصاء الحياتي وعلم بيئة الامراض او امراض الحياة البرية و كم اخر من الوحدات التخصصية النظرية و العملية. وفي نهاية المطاف فان تاسيس قسم كهذا سوف يساعد في رفدنا بخريجين مُلمين بمعارف و تقنيات ادارة وحفظ و بايولوجية الحياة البريه ومُتمكنين من معرفه وتطوير قوانين ونظم الصيد ومُدركين لما لأقتصاديات الحياة البرية من اهمية يمكن ان تسهم بشكل واضح في اقتصاد العراق. ان التعليم الجامعي الاولي في مثل هذه العلوم التطبيقيه يتطلب توفير امكانيات عمليه و حقلية خاصه لذا فأن عملية التاسيس لقسم علمي بهذا المستوى و تحت هذا العنوان لا يمكن ان تكون بسيطة الا ان بث الوعي البيئي باتجاه الحفظ البيولوجي و الحياة البرية و السعي الى ادامتها و الحفاظ عليها قد يحتاج الى اجيالا من الخريجين في هذا المجال ولا بد من قبول التحدي.

#حارث_سعيد_الورد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل