أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بهيج وردة - من الذي جعل القاتل ضحيّته؟














المزيد.....

من الذي جعل القاتل ضحيّته؟


بهيج وردة

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم ألتق أحداً, وحدثته عن مقتل هدى أبو عسلي, أو أي من الصبايا الأخريات اللواتي يقتلن بذريعة الشرف أو لزواجهن من خارج الطائفة، إلا وأجابني: ألم تكن لتقوم بفعلته, لو كانت الفتاة قريبة لك؟, تفاجأت عندما كان الرد على كلامي عن شناعة القتل وعن وحشية الأخ بمثل هكذا سؤال, وليس لمرات قليلة فقط, إذ لم تكن هذه الإجابة إلا الكلام الوحيد الذي تلقيته رداً, وحجة في إثارة المكبوت في داخلي "كشرقي", واستثارة لهذه الحمية.

كان لا بد بعد عدة ردود من النوع ذاته أن أجالس ذاتي, وأمارس فعل التفكير العميق, لم كل هذه الردود؟ ولم هذا الدفاع السلبي؟, فاخترت شريحة من الذين تحدثت إليهم, وهم مجموعة شخوص من أحد الأحياء, بالنظر ملياً إليهم, يتبين أن شخوص هذا الحي هم عبارة عن مجتمع مصغر, مكون من مجموع المنازل والعمارات والمحلات المحيطة, وباستخدام عدسة مكبرة والنظر بعمق, نجد أن عناصر من أفراده هم عين وأذن لا بل وأنف حساس لكل ما يدور في هذا المجتمع, لا بل صحافيون مؤثرون في الإعلام الشفهي الذي لا زال يتصدر جنباً إلى جنب مع الشيطان الأكبر (التلفاز) لا بل ويتفوق عليه أحياناً كثيرة.

طبعاً كل خبرية وكل همز ولمز حتى تعدّ, هي بحاجة للبهارات الضرورية, إضافة لبعض الخضروات الطازجة, حيث تنتقل تدريجياً إلى غرف التحرير (مطابخ البيوت), فلا ينسى مديروا التحرير التذوق مبدين ملاحظاتهم بخصوص الإضافات الواجبة كالملح والحامض وخلافه من عدة هيئة التحرير, وما إلى ذلك من تدوير وإنتاج وإعادة صياغة ونشر وتوزيع, ولو نظرنا إلى ثقافة هؤلاء وتركيبتهم المعرفية, لوجدنا أن قنوات الطبخ والترفيه المستمرة طيلة اليوم, وهي النافذة الوحيدة للإطلال على العالم الخارجي, مع الانتباه إلى أحادية توجيه هكذا منابر, طبعاً شمل الاتهام شريحة مجتمعية واسعة لا يمكن الاستغناء عنها, هذا لو فكرنا بالمنطق الانفعالي الذي ألغى وجود هدى وقبلها الكثيرات من المجهولات أو بدقة أكثر من اللاتي تم طمس قصصهن وفي الغالب حورت حتى تصبح عصاً ترفع على كل من يجرؤ على رفع صوته ولو خفيضاً ليعيش, لكن هل الحقيقة ألطف من ذلك؟؟

ربما لكن ألطف بقليل فقط, التصنيف هنا يشمل كل شخص ليس على تواصل مع القراءة, والمقصود بها الورقية أو على شاشة الكمبيوتر, أي يشمل الاتهام كل المستسهلين والمتناسين لدور المعرفة في تطوير المجتمع دون استثناء, مع أهمية التفريق بين التعلّم والمعرفة, أو بتحديد أكثر غير الراغبين في توسيع هذه المدارك سواء عن قصد أو عن غير قصد, هذا في حال قطعوا شوطاً في التعلّم الضروري جداً, أم أن السعي وراء لقمة العيش والتنازل تجاهها عن الكثير من البديهيات التي لا تطعم خبزاً على رأي أغلبية ساحقة وهو مثل شعبي معروف ومنتشر بشراسة, هو مبرّر.

فهل يبقى هؤلاء أعمدة المجتمع وهل يستطيع مجتمع الوقوف بهكذا أعمدة, وبالحديث عن الأعمدة والركائز, فلنتحدث ونناقش عن سبب تكون فكرة (القتل), وحالة الشحن التي يعيشها الضحية (المنفّذ), قبل تنفيذه لجريمته, لننظر إلى المجتمع ملياً, ألن نجد كل من سبق الحديث عن ضعف معرفتهم واستسهالهم في قفص الاتهام, أم أنهم ضحايا ثقافتنا الشفوية أيضاً؟.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل الزواج المدني


المزيد.....




- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بهيج وردة - من الذي جعل القاتل ضحيّته؟