احمد المترجم
الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بمزيج من الخوف والقلق والفرح والسعاده ترقب الشعب العراقي الجريح محاكمة جلاد العصر البعثي الذي صال وجال وملأ أرض العراق ظلما وجورا وفسادا وامواتا وارامل وايتام وثكالى ونشر الخوف والرعب والأرهاب والجهل والفقر في اغنى بلد يعوم على بحيرات من النفط والغاز والمعادن النفيسه والخيرات الكثيره التي لو امتلكتها اليابان لبنت لنفسها كوكبا آخر تعيش عليه وتبني حضارتها بعيدا عن هذا العالم المنافق ذات اللأوجه المتعدده الذي كان يرى بأم عينه ما كان يفعل (بطل الصرف الصحي) حفظه الله ورعاه .
والعجيب واننا ومنذ فترة ليست بالبعيده بدأنا نسمع في (عصر التحرير) بمثل هذه النعوت والكنى أكثر مما كنا نسمعه في عهد الطاغيه – هذا يعزى الى التعدديه الطغاتيه ... بل بالعكس ظهرت علينا نعوت وكنى واسماء والقاب وهوامش وحواشي لم تتضمنها جميع كتب اللغه والادب والشعر وكتب السيوطي والوافي والكافي لا بل حتى الشرح الوجيز في المدح القبيح... ألقاب واسماء ونعوت ماأنزل الله بها من سلطان لايستطيع حتى امرؤ القيس من ان ينسج مثلها او قريب منها حتى. والحزين في الأمر ان علماء اللغه جميعهم قضوا نحبهم ولم يعاصروا هذا التطور العظيم في انتقاء كلمات الدجل والنفاق والتملق (اللواكه) والتي يجب عليك ان تقولها وترددها بحضورهم وغيابهم لاته لدينا الآن رفاق من نوع آخر. (همزين بيد الله الهوى وموبيد.......)
فبعد انتظار طويل ها هو اربعاء المحاكمة يطل علينا باشراقة شمسه الدافئه دون ان يزهق مئات الارواح البريئه التي عودنا سيادة يوم الاربعاء عليها ولكنه اليوم صائم فأكتفى بالقليل. ففي هذا الاربعاء التاريخي حددت أول جلسة لمحاكمة طاغية العصر (كما يقولون) حيث كنا نترقبها على احر من الجمر لمشاهدة المجرم ــ او على الاقل المتهم لانه بريء حتى تثبت الادانه... (الله اكبر)... ــ صدام وهو يمثل امام القانون والمحكمه كما يمثل اي شخص آخر من شدة العوز والجوع (سرق) ما يمكن للفرد حمله من السكر لأطعام اولاده في ظل حصار جائر فرضته (قوات التحرير) على الشعب العراقي وليس على السيد الرئيس (صدام واعوانه) .
ولازلنا نترقب ونتقلب على نار الجمر الهادئه الكاويه ونحبس انفاسنا لبرهة ونطلق الزفير البركاني بعدها... نسينا اننا صائمون فدخنا سيكارة ثم اخرى وبعدها واحده ومن ثم اشعلنا الواحدة بالأخرى ... آه ثم آه اننا صائمون... حسنا سنطعم مسكين وندفع كفارة ونصوم ايام اخرى والله غفور رحيم.
لحظه. .. لحظه لقد جلبوا صدام المجرم ... لا .. لا انه احد اعوانه السبعه .. جلبوا برزان .. طه ياسين ... الدايح ... البندر ... ها. ها هو صدام المجرم جلبوه ووضعوه في قفص الاتهام ولكن... اين الركل والرفس والضرب والصياح والسباب التي اعتدنا ان نراها في اصول المحاكمات الصداميه لا بل هي جزءا من الأجراءات القانونيه التي يجب ان تطبق عليك حين دخولك لابسط مركز للشرطة في العهد الماضي والعهد الحاضر على حد سواء وكذلك يجب ان لاننسى (المقسوم) الرشوه.
مهلا .. مهلا انه ليس المجرم صدام بل انه السيد الرئيس القائد صدام حسين (حفظه الله ورعاه) بجلالة قدره وعظمته وكبريائه وعنفوانه. انه حجة الاسلام والمسلمين وقائد الجمع المؤمن والحمله الأيمانيه لتعليم القرآن. انه الولي الفقيه سماحة عبد الله المؤمن وسيدنا وولي نعمتنا وملبس احذيتنا ونعلنا كما يقول السيد الرئيس في كتابه المبجل (البعث طريقنا)
(كنتم حفاة فنعلتكم وكنتم على ظلالة وعلى طريق البعث هديتكم)
لقد حلّ السيد الرئيس ضيفا مكرما وليس مجرما متهما حاملا للقرآن الكريم متكبرا وكيف لا يحمله وهو دستوره الذي يحكم عليه طبقا. ومرتديا حصانته الدستوريه التي تمنع حتى فايروسات الانفلونزا من التجروء على المساس بشخص سيادته... لقد حلّ ضيقا مبجلا على المحكمة المختصه ليدلي بشهادته وليرى بأم عين سيادته الاجراءات القانونيه العادله لمحاكمة مقترفي جريمة (الدجيل) التي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والرجال والاطفال والشيوخ وليس هذا وحسب بل حتى أمنا النخله المسكينه التي مازالت تسأل بأي ذنب قتلت.
ويستمر السيد الرئيس بحذر شديد يراقب مجريات المحاكمة ويعرب سيادته عن قلقه الشديد على الوضع الصحي للمتهمين (لانهم ابرياء حتى ثبوت الأدانه) وضرورة توفير الدفاع لهم والمعامله بالحسنى لهم تماما كما كان يحصل في مجزة الثوره .. عفوا محكمة الثوره. وكذلك يبدي سيادته ببعض النصح القانونيه لرئيس المحكمه المختصه ويفحمه بأصول القانون والمحاكمات ويوعز سيادته الى الدفاع لتأجيل المحكمه للاطلاع على الاوراق التحقيقيه كاملة ودراستها بشكل مفصل ودقيق ــ اشدد على دقيق ــ حتى لايضيع الحق ويسود الباطل في دولة القانون والمجتمع البعثي.
وهكذا وطبقا لتوجيهات ( سيادته سابقا) سماحته حاليا وطلب الدفاع قام رئيس المحكمه بتأجيل الدعوه الى 28 تشرين الثاني. ( جيـــــــب لــــيـــــــل واخذ عـتـــــــابـــــــه )
ملاحظه: لقد امتدح السيد الرئيس القاضي وقال له ((عــفيــه))
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟