أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالاله البياتي - حول العراق بمنظوربغدادي















المزيد.....

حول العراق بمنظوربغدادي


عبدالاله البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 365 - 2003 / 1 / 11 - 15:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



في خضم الاطروحات السياسية العراقية حول مستقبل العراق ،في اوساط الحكم والمعارضة والموالين لامريكا ،وفي خضم تصارع الاثنيات والطوائف والاحزاب والحصص ،يشعر سكان بغداد او المنحدرين منها اوالذين انتهلوا من حضارتها ،رجالا ونساء ،بغياب وتغييب منظور بغداد العراقي المدني الى امور الحياة والمجتمع والدولة .فنزعات الغاء الذات والغاء التراث والانحناء امام الاجنبي وانكار الامة وحقوقها وتسيير المجتمع بالقسر والقوة العسكرية من جهة ونزعات الانكفاء على الذات في عالم متغير وتشجيع العصبيات الجاهلية  وتقديس التخلف وتقسيم العراق الى اثنيات واديان وطوائف من جهة اخرى،كل هذه النزعات لا تعبر عن هوية اهل بغداد الفردية اوالجماعية ولاتعكس نظرتهم القائمة على التعايش والتضامن المشترك بين كل العراقيين وتطلعهم الى بناء دولة مواطنين ،لا دولة قوميات واديان واحزاب وطوائف،  والى قيام حكومة مهمتها اطلاق الحريات المدنية والسياسية وتعميم المنافع والالتزام بالمصلحة العامة،لاحكومة لاقتسام الغنائم والتسلط على الناس
فما هي هوية بغداد؟
نحن عرب ككل العرب وعروبتنا لا تقوم على الدم وانما على اللغة والانتماء الحضاري والمصالح المشتركة ،ونحن اكراد ولكننل لسنا في السليمانية او دهوك ونحن تركمان دون ان نأتي من كركوك ، وكذوي اصول فارسية كانت بغداد مدينتنا دائما ،ونحن مسيحيون قبل بناء بغداد،ونحن شيعة ومرجعيتنا ليست من خارجنا ،ونحن سنة  وائمتنا ليسوا من خارجنا  وفي القرن الماضي جاءنا الارمن فاصبحوا منا ،وجاءنا الاكراد الفيلية فاصبحوا منا ،وجاءنا اكراد الشمال وابناء الجنوب وتركمان كركوك والاشوريون والصبة واخرون كثيرون فاصبحوا منا وابنائهم ابناء بغداد
وفي واقع الامر ان كل مدن العراق حالها حال بغداد،متعددة المكونات تصب فيها نفس مختلف الروافد.وبغداد لم تنقطع يوما عن مدن العراق تنهل منها وتعطيها
وهكذا فان كل العراق حاضر في بغداد ،يتواجد ويتفاعل ويتوحد ،مشكلا لا طائفة جديدة ولا مجموعة طوائف وانما منظورا بغداديا عراقيا مدنيا لحل ازمة المجتمع والدولة في العراق يقوم على التعايش والتداخل والمشترك وعلى تجسيد حقوق المواطن والانسان في دولة ديموقراطية عراقية وطنية
فمن بذور فكرة المواطنة البعيدة عن الاصل الاثني اوالثقافي او العرق او اللون التي زرعها العباسيون في بغداد والعراق والتي ورثناها في حياتنا اليومية تعلمنا في العصر الحديث بانفتاحنا على الفكر السياسي العالمي شرقا وغربا ان الدولة هي ملك لكل المواطنين وان لا شرعية لها ان لم تمثلهم جميعا وان لم تخدمهم جميعا بدون تمييز او امتيازات وان لهم الحق رجالا ونساء في انتخاب ممثليهم بحرية وبشكل دوري وان لهم جميعا حق التصويت والترشيح ، وان تمثيل الشعب هو ليس تفويضا بدون شروط وانما تكليفا حسب برنامج وشروط. ولقد ساندنا في نشاطاتنا السياسية كل ما يخدم افكارنا هذه .فنحن شيوعيون قبل ان يأتي فهد الينا ونحن ديموقراطيون دون حاجة للارتباط بامريكا،ونحن بعثيون قبل ان تسمع بغداد بحزب البعث ونحن ناصريون واولنا واولهم كان باسل الكبيسي البغدادي،ونحن يساريون دائما واينما كنا
نحن شيوعيون نرفض استغلال الانسان للانسان ونؤمن بالاخوة بين البشرونحن ديموقراطيون نؤمن بالمساواة بين مواطني العراق وبحريتهم في تقرير شؤونهم بانفسهم ونحن بعثيون نؤمن بقدرة الامة على النهوض لتكون مساوية لكل الامم الحرة ونحن ناصريون نكره الاستعمار والاقطاع وندعم الحداثة ونحن يساريون نعانق افكار تحرر الانسان والبشرية وافكار التقدم والتجدد والثورة
وقد نكون انتقائيين في نظر البعض. وقد نكون كذلك. فنحن،رجالا ونساء، نواكب العصر ونستنشق ابداعاته ونتجاوز التراث ان اعاق تقدمنا ورفض المساواة في حقوقنا، ونحن نتمسك بالتراث ان اعاننا على تاكيد هويتنا وانسانيتنا وحقوقنا كتمسكنا بكل ما يساعدنا على التواصل .نحن علمانيون في الدولة،واسلاميون في الثقافة،وعصريون في علاقاتنا وحياتنا الاجتماعية.ونحن طلاب علم ومعرفة،وتحضر وحداثة وتسامح ،ونحن عمال وتجار وكسبة وموظفي دولة وكوادرها العلمية والتكنيكية والادارية،ومن جهد وتحصيل ابائنا واخوتنا وابنائنا في العمل والعلم والمعرفة بني اهم ما يفخر به العراق واهم ما يمكن ان ينقذه من التجويع والافقار والديكتاتورية،ورغم تعدد اصولنا الاثنية وتعدد ثقافاتنا وافكارنا الشخصية نتعايش معا، ونبني معا، ونناضل معا، ونعتز بمدينتنا معا،مدينتنا التي يكفي ذكر بعض شواهدها لكشف ثراء الروافد التي كونت ثقافتنا ونسيجنا الاجتماعي ، مدينتنا التي يراد لها الان ان تهدم وتمزق وتحتل وتذل
اننا نعتز بمدينتنا ،مدينة ابو حنيفة وموسى الكاظم وعبدالقادر الكيلاني والشيخ معروف والفضل والشيخ صندل والشيخ عمروالحسينيات الكثيرة والجوامع التي بناها اجدادنا خلال قرون وكنائس المسيحيين ومعابد اليهود ،مدينة  تبة الكرد والحيدرخانة والقره غول وفضوة عرب وباب الشيخ وعقد النصارى ،ومدينة الشيخ صندل وسوق حمادة  والصالحية والشواكة والارضروملي،والمهدية وابو سيفين ،وكرادة مريم والبو جمعة ورخيتة والمنصور والعرصات، وجامعة العباسيين وساحة الشهداء والقشلة وشارع الرشيد والنهر والبتاويين واعظمية بغداد وكاظميتها ومدن محيطها الكثيرة والوشاش والشاكرية وكل الكرادة الشرقية
واعتزازنا ببغداد ودفاعنا عنها ليس فقط لاننا من محبيها ولكن لان بغداد هي نظرة الى امور الدولة والمجتمع تحمل معها  كل تراث العراق وكل مستقبله في البحث عن حرية الانسان والمساواة بين المواطنين وخدمة الصالح العام والرغبة في التقدم والاجتهاد والتفتح .ولاعجب ان ينتمي الى بغداد وهواء حضارتها من ابناء العراق كل من ساند التقدم او اراد خدمة الصالح العام
واذا كان قد مر كثير من الطغاة على حكم بغداد ،فان اعتزازنا بمدينتنا يزداد لاننا نعرف انها لم تتوقف عن النضال ضد كل الغزاة وضد كل العهود الديكتاتورية،ولانها كانت على الدوام ملجأ لكل المضطهدين ، رغم انها لا تملك سلاحا سوى ابنائها ومبدعيها والاحتجاج ، فبغداد لا تستطيع العيش بدون حرية وحضارة بغداد هي التعايش معا والتحرر معا
يا ابناء العراق ارفضوا الانخراط في الحرب العدوانية واجعلوا من بغداد زهرتكم المتفتحة بالتخلص من الديكتاتورية
وامام عمق وثراء حضارة بغداد ستفشل كل مشاريع التقسيم والعصبية والجهل وامامها سيبدو الغزاة نمور من ورق
 
عبدالاله البياتي
5/12/2003



#عبدالاله_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى زلماي خليل زادة
- الحرب على العراق والديموقراطية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالاله البياتي - حول العراق بمنظوربغدادي