أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى الرفاعي - الى صباحات صادق














المزيد.....

الى صباحات صادق


سرى الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


وحين يتكلل رأسي بتيجان اللوتس التي نسجتها أناملها العابثة بترف الحلم يشق وجهي غبار الفجر ويتوضّأ بشعاع أبنوسيّ يستحيل قامة قزحية تشكل جسد عشتار وهي ترقص فوق أسوار مدني المحتفلة بموسم الحرير، فأصحو كل يوم، كل عام، كل قرن على نشيد ندائها الجميل، كلماتها التي تقارع الكسل وتتحدى هضاب التقاليد كي تبارك فرح روحي بانبثاقها في جسد الكائنة المدللة، " أشتهي العبث بذاكرتك دون أن تكون معي لتراقب خطوي فأرفع الغطاء عن هذا المخبأ وأقتحم ذاك المتواري وأرقبك وأنا أمر في خلايا ذاكرتك ولكني بسذاجة خالصة فيها كل القناعة الواثقة، أرمي تلك النزوات وأهزأ من فضولي فلكأني معك أتنازل عنه جانبا، لأن حضوري بك يزيل كل لبس ويبهت ما عداه من صور عالقة في الذاكرة، وما من معنى لأن أغار من وهم عندما أكون ا! لحقيقة، وغروري يكبر بك، لأجلك ، وأردد : سأمحو بمشعل قلبي أية ظلال سوداء كتبتها امرأة عبرت طريقك أو تغضنات زرعتها شفتيها على جفنيك أو حفرتها أناملها على سطح قلبك النابض بي، سأتولى تشذيب أزهارك التي احتفظت بكامل عطرها لي دون أن تقصد وأحتضن شوكك بباطن كفي فتستحيل ورودا تنمو وأعشابا تخضر بين أناملي، أنت حلمي الذي لا يزول، وحقيقتي، وأنت أغنيتي التي غنتها الدنيا بصوت خافت التقطه قلبي على ذبذبته الخاصة فعرف أن اللحن له فغنى كما لم يعرف من قبل الغناء، يا جنودنا التي تآلفت، حاربي الجهل والحزن والبشاعة ولنخلق واحة الجمال بشهرزاد تغني وشهريار يحمل قلبها تاجا على الجبين و لا يمل من القول المباح مرددا حتى ساعات الصباح الأولى، أرجعي يا ألف ليلة العطر
ينتابني الخجل معك دون مواعيد، فأنت لم تشأ معاملتي بسطحية النظرة المعتادة للأنثى، وإنما بروحانية أفتقدها منذ زمن حتى وإن كنت أنتظر نظرة الاشتهاء التي

اعتدتها غرورا لأشعر بأني مرغوبة حتى في قمة زهدي، وهي النظرة التي كثيرا ما نفرتني من الرجال عندما تلقى في غير أوانها، فيعطون المرأة انتصارا مبكرا يفقدها الرغبة في اكتشاف مرحلة الـ "ما بعد" وينهون الحكاية قبل أوانها، كما لا يقر الفن الخالد "، بذر كلماتها يعتاش في أديمي، وسحر انبثاقها في الفلاة المسورة بأنفاسي يسقي قحط روحي، فأصغي إليها، " نعم أشعر بالخجل معك وربما الحيرة ، لأنك تخالف توقعاتي وتكشط ما علق بي من سطحية المرور بالبشر رغم توهم! ي عمق الإبحار ، مثلي تماما لا تعبأ بالقشور الزائفة ولديك من المباشرة ما يكفي لاتهامك بالسذاجة من قبل مغامر خبيث، لكنني أشعر بك تلامس شيئا في قلبي برفق وتقلب أوردتي شرايين معطاءة تنبثق من القلب وتصب في كل درب يؤدي إليك ،( الذاكرة ملكك أنت ولن أخوض فيها إلا بقدر ما ترغبين لي بذلك )، ربما كانت أجمل مما أردت ولكني كنت راغبة في البوح لك، كنت راغبة بأن أظهر أمامك عارية، لا عري تبذل ولكنه عري وضوح أنزع فيه أقنعة التجمل قطعة بعد أخرى، تأصيلا لحقيقتي أنا، لتحبني أنا لا كما تخيلتني أو اشتهيت كينونتي‍‍، وليتني أعرف من أنا !"، كانت اليد الخفية تجوس مكمن رغبتي، تراود قامات العبث المنفلت في مقدمات يقظتي، وتزرع في قيعان الطين والطحلب بذور يقين يوشك أن يزهر الحكاية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح على صباحاتي


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى الرفاعي - الى صباحات صادق