الاصلاح لا يجب ما قبله

أميرة العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 02:41
المحور: المجتمع المدني
    

الاصلاح لا يجب ما قبله
بعد تقديم العبادي ورقة الاصلاح الاولى والتي كان من ضمن بنودها مكافحة الفساد المستشري بجميع قطاعات الدولة ومن اعلى قمة الهرم عبر الحكومات المتتالية منذ العام 2003 بدأت الاحداث تتسارع تباعا والمشاهد غير المألوفة تردنا عبر شاشات التلفاز وفي نشرات الاخبار التي اصبح لها من المتابعين الكثير بعد سنوات من الخذلان السياسي واليأس بتغيير الحال نظرا للسياسات المتبعة في توجيه دفة الحكم في العراق , كان من ضمن تلك المشاهد المرصودة هو مشهد مجلس النواب اثناء طرح ورقة الاصلاح امام السادة البرلمانيين الاجلاء , وكيف كانت فرائصهم ترتعد بالشكل الذي لم اعرفهم صراحة رغم متابعتي المستمرة للمهازل البرلمانية او ما يسمى بجلسات مجلس النواب , كيف كانت ايديهم ترفع بالموافقة حتى قبل اكمال طرح الجبوري رئيس البرلمان لحيثيات ورقة الاصلاح , احدهم كان ماشيا نحو مقعده رافعا يده وما عهدناه منهم اطلاقا كونهم لا يصوتون الا بعد اخذ الاذن من رؤساء كتلهم فلم يكن الشعب ومصلحته مبلغ همهم ! وأخر تصفق يديه بعد الموافقة على تلك الورقة ولم تكن طبعا فرحا وانما انعكاسا طبيعيا لحالة الخوف والقلق التي يستشعرها قلبه نحو مصيره السياسي بعد كل تلك التطورات التي لم تدخل بحساباتهم ذات الرؤية القصيرة . امرُ اخر نلمسه وبكل استغراب وهو الصحوة المفاجأة للساسة المبجلين الذين ما فتئوا ينهبون البلاد والعباد ويستزيدون ! هل سمعوا نفير الاصلاح يهدر بصياصيهم فأخافهم كخيفة يوم الحساب أم ان هناك امراً ؟ بل ان هناك امراً , نعم فالسراق لا يصبحون ملائكة والمجرم لا يستحيل حملا وديعا .
دراكولات السقوط او التحرير ومافيات السلطة يتمسكنون حتى يتمكنون كما يقول المثل وأرض مطار بغداد موضوعة تحت الانتظار والطائرات مشرعة الاجنحة مملوءة بالوقود وهروب الفاسدين نتيجة متوقعه فالجبان والمتخاذل شيمته الهزيمة ولأنهم خفافيش الليل فلن يحتملوا انبلاجه ليكونوا بملاقاة سطوع شمس الحق , لذا و رغم تعالي بعض الاصوات النشاز حاليا والتي تنادي لشرعنة القبح السياسي وذريعتها الدستور الذي رفضه الشعب جملة وتفصيلا مذ ولد يوم ولادته المشؤوم ننتظر من العبادي الضرب بيد الشعب الذي فوضه لمحاسبة المجرمين والاسراع بالقصاص منهم والا فالإصلاح منقوص خاصة وان سوق حقائب السفر رائج جدا هذه الايام رغم ان مصائب قوم عند قوم فوائد الا ان المبالغ المهربة اكبر من حجم التصور ذاته , جمعة القصاص قائمة حتى نرى من ترك البلد بحالة الافلاس المتقع يقبع تحت مطرقة العدل ومن ضمنهم اولئك الهاربون , والسلام على من اقام الميزان بالقسط ..
أميرة العبودي

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل