أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم تايه - بصوت هادئ حمّال الأسيّة !














المزيد.....

بصوت هادئ حمّال الأسيّة !


هاشم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ينتظر الدستور فرصته في الحياة بـ (نعم) يتعيّن عليها أن تكون غالبة لتُخرجه من نور ورقه الأبيض إلى ظلمات حياتنا. (نعم) هذه المهمومة بمصير دستورها طارت بخفّة إلى قانون إدارة الدولة المأسوف على شبابه اليوم فمنحت إحدى مواده تفسيراً – سرعان ما تخلّت عنه مضطرة - يدعمها ويُضعف قوى عدوتها (لا) مقوّضةً فرصتها في تعطيل الدستور الذي من أجل أن يفوز بـ (نعم)نا وينتصر على (لا)ئنا فإنه لا يكفّ عن التصريح على ألسنة الذين يزفونه إلينا صائماً في رمضانه بلا تغريد ولا موسيقى غير قرقعة القرقيعان قائلاً: إنّه (حمّال الأسيّة) المستعدّ ليحمل عنّا عناءنا الثقيل، بل هو حلاّل مشاكلنا الذي لا تعجزه قضية مهما تعقدت واستعصت، فبمجرد سريان الحياة في أعضائه، وقيامه في نهارنا وليلنا فإنه سيطفئ حرائقنا، وسيجعلنا ننام هانئين على وسائد الأمن والأمان بلا مزعجات المفخخين والمفخخات والناسفين والناسفات، بل سيتكفل بزفاف العملية السياسية التي تخشى الشيخوخة، إلى عراقنا في بيتهما، وسيبارك زواجهما بالكهرباء والماء، وبالحصّة التموينية تامّة بعدسها وقثّائها وفومها، وسيشفي أمراضنا وعللنا ويريح أعصابنا وسيخلّصنا من لعنة العويل والبكاء...
وبسبب تسلّحه بوعوده الكثيرة فإنّ دستورنا السائر بلا ميل على الصراط المستقيم، يبدو متأكّداً من نجاحه في امتحان الـ (نعم) والـ (لا)، يظهر هذا في وجوه المدافعين عنه، الملتحية والحليقة، تلك التي تراه أفضل الممكنات الضامنة لنجاة فلكنا من الطوفان، أو هذه التي لا تنكر عيوبه وثغراته، ولكنها تغضّ النظر عنها، لأنها تعوّل كثيراً على ممحاتها التي ستستيقظ بعد سبات، نهارَ انتصارها الوشيك فتمحو عيوب الدستور وتعيده إلى رشده وصوابه.
وهكذا يقيم الدستور بيننا كصفحة هائجة أُنجِزت بمعجزة يشكّك الكثيرون في أُرومتها، ولا بدّ من طيّها على عَجَلَيْن بالنسبة لمريدي الانتخابات القادمة التي سيختبرون قواهم فيها.
ويوماً بعد آخر بدأت (نعم) الدستور تحتل فضاءاتنا وتزحف على جدراننا ساعيةً إلينا من كلّ حدب وستلبث قرب أبواب منازلنا مثل شرطي عنيد سيأخذنا إلى مخفر الدستور غداة الخامس عشر من تشريننا الخطير. ليس هذا فحسب، فقد طفقت طلائع المنشورات التي تُوجب دمغ الدستور بـ (نعم) خالصة لا ريب فيها، تندسّ في أيدينا وتنهال علينا من هنا وهناك وكأنها النذير.
كثيرون سيقولون (نعم ) للدستور بأسباب شتى، ولن تعدم بينهم من سيقولها له على مضض، فقد كان يرجو ألاّ يكون دستوره القادم لئيماً يعطيه بيمناه ما يسلبه منه بيسراه، وربما سيقول (نعم) شماتةً بالإرهابيين..
مهما يكن الحال فلو قعد حظّ دستورنا على (حيْله) ، وانتصر في معركته، فإنّه من دون ريب سوف ينتصب، على قاعدة مأساتنا، تأريخاً دامياً يفصل بين هجرتين داميتين.



#هاشم_تايه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم تايه - بصوت هادئ حمّال الأسيّة !