أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رافع الصفار - العراق بعيون اجاثا كريستي - 2















المزيد.....

العراق بعيون اجاثا كريستي - 2


رافع الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


في الوقت المحدد انطلق بنا الباص وهو يرعد ويدمدم.

سحرتني كثيرا الصحراء والكثبان الرملية المتموجة والصخور، إلا أن رتابة الأشياء وتكرارها سببا لي تنويما مغناطسيسا، ففتحت كتابا وبدأت اقرأ. لم يسبق لي أن أصبت بالغثيان أو الدوار في سيارة، إلا أن حركة (السكس ويل) في حالة الجلوس في الجزء الخلفي منها، تشبه حركة سفينة. فماذا كانت النتيجة وأنا منشغلة بالقراءة؟ لقد أصبت بحالة جوار مفاجئة وشديدة جدا. أحسست بالعار، ولكن السيدة (س) كانت طيبة معي وقالت بأنها _ هذه الحالة – تفاجئ المرء دائما. وقالت أيضا بأنها في المرة القادمة ستحرص أن يكون مقعدي في المقدمة.

إن رحلة الثماني والأربعين ساعة عبر الصحراء، رحلة ساحرة محفوفة بالمخاطر مثيرة للشؤم، تمنح المرء إحساسا بأنه مطوق بالفراغ وليس محاطا به. من الأشياء التي تعلمتها، أنه عند الظهيرة يصبح من المستحيل تحديد الاتجاه الذي تذهب فيه. ففي هذا الوقت من النهار تأخذ سيارات (السكس ويل) باقتفاء آثار العجلات. في إحدى رحلاتي الأخيرة عبر الصحراء وقع هذا فعلا. اكتشف سائقنا _ وكان ذا خبرة جيدة _ بعد ساعتين أو ثلاث، أنه يقود سيارته عبر الصحراء باتجاه دمشق موليا ظهره بغداد. ويحدث هذا عندما تتشعب الآثار. كانت هنالك متاهة من آثار العجلات في أنحاء الأرض الصحراوية. في أثناء تلك الرحلة ظهرت سيارة في الأفق، جعلوا يطلقون النار، فقام سائقنا باستدارة أوسع من المعتاد معتقدا أنه قد عاد الى الطريق الصحيحة غير أنه في الحقيقة كان يقود سيارته في الاتجاه المعاكس.

بين دمشق وبغداد ليس سوى الصحراء، لا محطات ولا علامات حدودية بارزة باستثناء (الرطبة) وهي المحطة الوحيدة الكبيرة على الطريق. وصلنا الرطبة عند منتصف الليل، فتحت لنا أبواب المدينة المحصنة. إلى جانب الباب الكبيرة، كان حراس قوافل الجمال متأهبين، شاهرين بنادقهم، على أهبة الاستعداد لمواجهة قطاع الطرق المتنكرين بأزياء مسافرين. وجوههم الداكنة المتوحشة مثيرة للرعب. بعد أن تم تفتيشنا بدقة، سمح لنا بالدخول، ثم أغلقت الأبواب خلفنا. قادونا إلى غرف مجهزة بأسرة ثابتة، فحشروا كل خمس أو ست نسوة في الغرفة الواحدة. بقينا في المدينة ثلاث ساعات، انطلقنا بعدها ثانية.

في الخامسة أو السادسة صباحا، عند الفجر، تناولنا طعام الإفطار في الصحراء. ليس في العالم أطيب من إفطار كالمقانق المعلبة المطبوخة على موقد البريموز في الصحراء، يلي ذلك كوب من الشاي الأسود، يفي بالحاجة ويجدد القوى الخائرة. الألوان البهيجة في أنحاء الصحراء، اللون الوردي الشاحب، اللون الأزرق، وصفير الهواء الحاد. كان المنظر تحفة رائعة. كنت مفتونة مسلوبة اللب. هذا ما كنت أشتاق إليه. الهروب إلى عوالم أخرى. هواء الصباح المنعش، الصمت _ لا تشوبه حتى زقزقة العصافير _ الرمال التي تنساب من بين الأصابع، الشمس المشرقة ومذاق المقانق مع الشاي. ما الذي يرجوه المرء من حياته أكثر من ذلك؟

تحرك الباص بنا ثانية، حتى وصلنا أخيرا مدينة الفلوجة على نهر الفرات. عبرنا جسرا عائما، ثم مررنا بالقاعدة الجوية في الحبانية. استمر بنا المسير حتى بدأنا نرى بساتين النخيل وطريقا مرتفعا. في الأفق، إلى اليسار، شاهدت القباب الذهبية للكاظمية. وصلنا جسرا آخر مصنوعا من القوارب أيضا عبر نهر دجلة. عبرنا هذا الجسر ودخلنا بغداد. كنا نسير في شارع تكثر على جانبيه الأبنية القديمة الخربة، وثمة مسجد ذو قبة فيروزية اللون، بدا لي ينتصب عند منتصف الشارع.

لم تسنح لي الفرصة لإلقاء نظرة على فندق في بغداد. فقد قامت السيدة (س) وزوجها أريك بنقلي إلى سيارة مريحة انطلقت بنا عبر الشارع الرئيس للمدينة. مررنا بنصب الجنرال (مود) ثم خرجنا من المدينة إلى طريق تحف جانبيه أشجار النخيل وقطعان الجاموس الجميلة وهي تسبح في برك الماء. أشياء لم أكن قد رأيت مثلها من قبل.

وصلنا أخيرا بيوتا وحدائق مليئة بالزهور. ذلك المكان الذي كنت أدعوه أحيانا بأرض (المدام صاحب).

كانوا في غاية اللطف والطيبة معي في بغداد، وكنت أحس بالخجل من نفسي على المشاعر الحبيسة التي أعاني منها. العلوية الآن أحد أحياء بغداد المزدحم بالحفلات ووسائل النقل الأخرى. غير أنه كان في ذلك الوقت مقطوعا عن المدينة ببضعة أميال، فكان لا بد أن تجد من يقلك إذا أردت الذهاب إلى هناك، وهذه الرحلة بالذات مثار للفتنة والسحر دائما..

في يوم ما أخذوني لرؤية مدينة الجاموس، التي ما زال بالإمكان مشاهدتها من القطار عند دخول بغداد من الشمال. بالنسبة للمرء الذي لا يعرف خبايا الأمور، تبدو له _ مدينة الجاموس _ مكانا للرعب، حيا قذرا، فناء يمتلئ بالجاموس وفضلاته. الروائح النتنة الكريهة تخنق الأنفاس. الأكواخ المصنوعة من صفائح البنزين تذهب بالمرء إلى الاعتقاد بأنها مثال على الفقر والانحطاط. لكن مالكي الجاموس أثرياء جدا. فبالرغم من عيشهم في القذارة والبؤس، فان الجاموسة الواحدة تساوي (100) باوند أو أكثر _ ربما أكثر بكثير في الوقت الحاضر _ ويعد هؤلاء المالكون أنفسهم من الناس المحظوظين. ولو دققت النظر في النسوة اللواتي يخضن في الطين سترى ان الحلي الفضية والفيروزية تزين كواحلهن.

لقد تعلمت أن ما يبدو من الأشياء _ في الشرق الأدنى _ مخالف لحقيقتها تماما. كان لابد من إلغاء عادات المرء في الحياة والسلوك والتصرف وإيجاد البدائل. فأنت تتراجع مسرعا إذ ترى رجلا يشير إليك أن تبتعد وهو في الحقيقة يدعوك للاقتراب منه، أما إذا رأيته يومئ لك _بهدوء_ فهو يطلب منك أن تبتعد. وعندما ترى رجلين في طرفي الحقل يصرخان بأعلى صوتيهما، تظن أنهما يهدد أحدهما الآخر بموت محقق. لا، إطلاقا، فهما مجرد شقيقين يقضيان وقتهما بالحديث فيرفعان صوتيهما.

أخبرني زوجي (ماكس) مرة أنه في زيارته الأولى للعراق لاحظ أن الجميع يصرخون عندما يتحدثون إلى العرب. كانت صدمة بالنسبة له فقرر مع نفسه أن يتجنب ذلك. على كل حال فقد اكتشف فيما بعد أن أي تعليق أو كلام يبقى غير مسموع إلا إذا قيل بنبرة صوت عالية، وهذا ليس متأتيا عن صمم، بل من اعتقاد أن من يتكلم بنبرة واطئة إنما يحدث نفسه، لذلك فان أي رجل يرغب حقا أن يبدي رأيا أو تعليقا يجب عليه أن يرفع صوته كي يسمعه الآخرون.

كان الناس في (العلوية) كرماء جدا معي. لعبت التنس، ذهبت إلى السباقات، شاهدت معالم المدينة، وأخذوني إلى الدكاكين والمحلات. كنت أحس كما لو أني في انكلترا. جغرافيا أنا في بغداد، وروحيا ما أزال في انكلترا، في حين أن غايتي من السفر الابتعاد عنها ورؤية بلدان أخرى. كان لابد إذن أن أفعل شيئا ما.

أردت زيارة (أور). استفسرت عن الأمر. فرحت كثيرا عندما وجدت الجميع يشجعونني للقيام بهذه الزيارة، ولم يصدوني عنها. قاموا بترتيب الرحلة لي، كما اكتشفت فيما بعد، بكثير من الزخارف الإضافية غير الضرورية.

قالت السيدة (س): يجب أن تأخذي حمالاً معك بالطبع. سوف نحجز لك في القطار، ونبرق إلى السيد والسيدة (وولي) في أور كي نعلمهما عن وصولك ورغبتك في مشاهدة الحفريات. بإمكانك أن تقضي ليلتين في دار الضيافة هناك. سيكون (أريك) في انتظارك عند العودة.

قلت انه لطف كبير منهم أن يبذلوا جهدهم من أجلي، وأحسست بالذنب لأنهم لم يعرفوا أني ابذل ما بوسعي من أجل ترتيب الأمور ما بعد عودتي.

في الوقت المحدد تحرك بنا القطار. ألقيت نظرة متوجسة على الحمال. كان رجلا طويل القامة نحيفا، تبدو عليه سيماء رجل رافق السيدات الانجليزيات في الشرق زمنا طويلا فأصبح يعرف ما يفيدهن لذك. كان يرتدي ملابس جميلة جدا. أجلسني في عربتي العارية غير المريحة، ألقى علي السلام ثم غادرني بعد أن أوضح انه سوف يعود عندما يتوقف القطار في محطة مناسبة كي يأخذني إلى مطعم على الرصيف.

أول شيء فعلته عندما تركوني وشأني أني ارتكبت خطأ فادحا. فتحت النافذة على مصراعيها. كنت بحاجة إلى هواء نقي، فهواء المقصورة كان خانقا لا يحتمل. ولكني لم أحصل الا على هواء ملتهب بالحرارة مليء بالغبار وستة وعشرين دبورا، فتملكني رعب شديد. جعلت هذه الدبابير تحوم حولي في فضاء الغرفة مهددة بالانقضاض. كنت عاجزة عن التفكير، فلم أدر ان كان من الأفضل ترك النافذة مفتوحة لعل الدبابير تخرج أو غلقها والاقتصار على تهديد الدبابير الموجودة فعلا. كان حظا سيئا. جلست متشنجة في إحدى الزوايا ساعة ونصف حتى حضر حمالي لينقذني ويقودني إلى المطعم.

كانت الوجبة غير جيدة مليئة بالدهن، ولم يكن في الوقت متسع لتناولها. قرعت الأجراس، فاستردني خادمي المخلص. عدت إلى العربة. كانت النافذة مغلقة وتم التخلص من الدبابير. جعلتني هذه التجربة في الحقيقة أكثر حذرا في التعامل مع الأشياء.

كنت وحدي في العربة – وهذا يبدو طبيعيا- وكان الوقت يمر بطيئا. لم أكن أستطيع القراءة والقطار يهتز كثيرا عند الحركة وليس في الخارج شيء يستحق المشاهدة: الأرض الجرداء ورمال الصحراء. كانت رحلة طويلة مرهقة تتخللها وجبات الطعام والنوم القلق غير المريح.

إن مواعيد وصول القطار إلى أور قد اختلفت على امتداد السنوات الطويلة التي قمت فيها بهذه الرحلة، ولكنها كانت دائما في أوقات غير ملائمة. في رحلتي الأولى وصلنا أور في الساعة الخامسة صباحا. أيقظوني، نزلت من القطار، وقادوني إلى دار الضيافة في المحطة. قضيت الوقت هناك في غرفة نظيفة، مظهرها ينم عن الخشونة، حتى أحسست بالميل لتناول الإفطار عند الساعة الثامنة.

بعد ذلك بوقت قصير وصلت سيارة قيل أنها ستقلني إلى موقع الحفريات الذي يبعد حوالي ميل ونصف الميل. وبرغم أني لم أكن معروفة لدى العاملين هناك، فقد استقبلوني بترحاب وحفاوة كبيرين. وبعد تجربة السنوات التي قضيتها في الحفريات، أدرك الآن كما لم أدرك من قبل، كم من الزائرين المقيتين يزورون الحفريات في أوقات غير مناسبة، يعلنون عن رغبتهم في رؤية الأشياء المكتشفة، يثرثرون في ذلك مضيعين الوقت الثمين وعموما يعرقلون كل شيء. وفي حفريات ناجحة مثل أور، الوقت ثمين جدا، والجميع يعملون طول الوقت وهم محنيي الظهور. ولعله من الأمور المغيظة جدا أن تجد عددا كبيرا من النسوة المنفعلات، يتجولن هنا وهناك. لقد تمكن آل (وولي) من استخراج عدد من الآثار الشديدة القيمة.

لكني _ على عكس الآخرين _ حظيت باستقبال خاص، وعاملوني بود واحترام كبيرين. كنت ضيفة خاصة، وكان ينبغي أن أثمن ذلك أكثر مما فعلت حقا.

وسبب هذه المعاملة الخاصة ان اثرين وولي ( ليونارد وولي) قد انتهت للتو من قراءة أحد كتبي: (مقتل روجر اكرويد)، وكانت متحمسة جدا للقصة، لذلك، فقد عاملوني معاملة (شخص مهم جدا). كانت تسأل أعضاء البعثة عن قراءتهم للكتاب، فإذا جاء الرد بالنفي فإنهم يتعرضون للتعنيف والتوبيخ.

أطلعني ليونارد وولي، بأسلوبه الطيب الودود، على الأشياء التي تم استخراجها من الحفريات. وأخذني الأب (باورز) في جولة في المنطقة. والأب (باورز) قسيس من طائفة الجزويت خبير بالرقم الطينية، ذو شخصية متميزة، الطريقة التي يصف بها الأشياء تخلق تباينا مبهجا.

ليونارد وولي يرى الأشياء بعين الخيال. فالمكان يبدو حقيقيا له رغم أنه قد يعود إلى (1500 ق.م.) أو قبل بضعة آلاف سنة. فحيثما تكون، بإمكانه أن يبعث الحياة في الأشياء من حولك. عندما يتكلم يتملكني اليقين أن البيت القائم في تلك الزاوية إنما هو بيت (إبراهيم). كانت لديه في الواقع إمكانات خارقة في إعادة بناء الماضي الذي يؤمن به، ومن يصغي إليه يصدقه ويؤمن به أيضا.

أما أسلوب الأب (باورز) فمغاير تماما. بنغمة تبريرية معتذرة وفي اللحظة التي يشدك فيها إليه، يقول فجأة: (بالطبع نحن لا نعرف إن كان هذا حقيقيا. لا يمكن التيقن من الأمر. لا، أعتقد انه غير حقيقي.) وبالطريقة نفسها يقول: (نعم، نعم، كانت دكاكين، ولكني لا أظنها مبنية بالشكل الذي نتخيلها فيه. فهي بالتأكيد مختلفة عن ذلك تماما.) كانت لديه عاطفة أو ميل شديد لتشويه كل شيء. كان شخصا مثيرا، بارعا ودودا، وبرغم ذلك يحيط نفسه بحالة من الانطواء والعزلة. كان هنالك شيء ما غير بشري في هذا الرجل.
مرة دون سبب تحدث معي على الغداء عن قصة بوليسية قال أن بإمكاني الكتابة عنها، وشجعني على ذلك. حتى تلك اللحظة لم تكن لدي أدنى فكرة عن ميله أو رغبته في مطالعة القصص البوليسية. فالقصة التي أجملها لي، برغم غموضها تصور أحداثا تتناول تدبير مكيدة، وقد قررت أنني في يوم ما سوف أفعل شيئا بخصوصها. بعد عدد غير قليل من السنين، ربما بعد خمس وعشرين سنة، استرجعت الفكرة وكتبت قصة طويلة اعتمدت الظروف والملابسات الخاصة التي حددها القس آنئذ. كان الأب باورز قد توفي منذ زمن، ولكني تمنيت بشكل ما أن يدرك أني استفدت من فكرته وأنا ممتنة لذلك. ولكنها _الفكرة_ قد تحولت إلى شيء خاص بي ولم تعد تشبه في شيء ما قاله القس. ولكنه، برغم ذلك، يظل منبع الإلهام إلى خلق كل شيء في هذه القصة.

إن كاثرين وولي، التي ستصبح في السنوات القادمة من صديقاتي المقربات جدا، ذات شخصية غريبة الأطوار. الناس منقسمون بين كاره لها وحاقد عليها وبين محب لها مفتون بها _ ربما لانها تتحول بسهولة من مزاج إلى آخر يصعب تحديده عندما تكون معها، فالناس يعلنون أنها امرأة لا تطاق، وان علاقتهم بها قد انتهت، وأنها امرأة لا تبدي أدنى ود أو تعاون في الطريقة التي تتعامل فيها معك. ولكنهم _ هؤلاء الناس _ ودون سابق إنذار يعودون للافتتان بها ثانية.

هنالك شيء واحد أنا واثقة منه تماما. لو امرؤ أن يختار امرأة كي تكون رفيقته في جزيرة صحراوية جرداء، أو في مكان لن تجد فيه من يسليك، فان السيدة وولي تصلح أن تكون تلك المرأة. الموضوعات التي تنتقيها للحديث غير تافهة أو مبتذلة أبدا. تحفزك دائما للتفكير عبر ممرات لم يسبق أن سلكتها أو اقترحت عليك من قبل، ولديها القدرة على ممارسة أسلوب خشن _ في الحقيقة لديها خشونة فظة _ عندما تريد ذلك، وبشكل غير معقول _ ولكنها لو أرادت أن تسحرك فإنها تنجح دائما.

أحببت أور كثيرا، بجمالها في المساء، والزقورة الشاخصة بظلها الشاحب، وبحر الرمال الواسع بألوانه الجميلة، الوردي والمشمشي والبنفسجي المتغير في كل لحظة. كنت أجد متعة في مراقبة العمال ورؤساءهم والأولاد ذوي السلال والمنقبين _ البراعة في الأسلوب ونمط الحياة. إغراءات الماضي تظهر كي تمسك بي وتشدني إليها. فرؤية خنجر ذهبي يتراءى لك تدريجيا وهو يومض من خلال الرمل أمر مثير للخيال. والحذر في رفع الأواني والأشياء الأخرى من التربة يملؤني رغبة وشوقا لممارسة العمل بنفسي ( أن أكون عالمة آثار). أفكر أحيانا أن سوء حظي هو الذي جعلني أعيش دائما حياة عابثة غير جادة. تذكرت عندئذ وبخجل شديد كيف أن أمي في القاهرة حاولت أن تقنعني بزيارة الأقصر وأسوان لمشاهدة الآثار المصرية العظيمة، وكيف أني كنت أرغب بلقاء الشبان والرقص معهم حتى ساعات الصباح الأولى. حسنا، أعتقد أن هنالك وقتا لكل شيء



#رافع_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعيون أجاثا كريستي - 1
- عندما تصطادني الكلمات - 6
- عندما تصطادني الكلمات - 5
- عندما تصطادني الكلمات - 4
- عندما تصطادني الكلمات - 3
- عندما تصطادني الكلمات - 2
- عندما تصطادني الكلمات
- حالة تمرد


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رافع الصفار - العراق بعيون اجاثا كريستي - 2