|
أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الرُّبط والتُّرب
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 18:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتاب : أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الرُّبط والتُّرب ( الرُبــــــــــط ) 1 ـ لا فارق كبيرا بين الرباط والزاية إلا مجرد الاسم ، غاية ما هناك أن الرباط كان يعنى فى الجهاد السنى فى العصور الوسطى المرابطة على ( الثغور ) أو الحدود مع الدولة البيزنطية فى قلاع تسمى ( رباط ) وجمعها ( أربطة ) . وجاء الصوفية بمفهوم جديد للجهاد يتفرغون له وهو ( جهاد النفس ) والذى إعتبروه فى التراث الجهاد الأكبر ، فأقيمت ( أربطة ) يقيم فيها الصوفية عالة على من ينفق عليهم بزعم جهاد النفس . 2 ـ وقد أقام المماليك الكثير من الربط . وأشهرها رباط الأفرم عز الدين أيبك وقرر فيه فقراء تنعقد بهم الجمعة ، ويقيمون فيه ليلاً ونهاراً وأقام لهم الرصد لصلاتهم ، ورباط الآثار الذي أقامه الوزير ابن حنا ، واحتوى بعض الآثار المنسوبة للنبى عليه السلام وجُعِل فيه الطعام للوارد والصادر والجراية لخدمة الآثار النبوية وشرطَ أن يسكنه عشرة من الفقراء المجردين . واليه تُنسب منطقة ( أثر النبى ) الحالية فى القاهرة . وجدد الأمير جانبك رباطا ً وأنزل فيه الفقراء . ورباط الخازن أقامه علم الدين سنجر ورباط قراسنقر ورباط الأمير مسعود ، وآخر للأمير ابن قزل بسطح المقطم والرباط العديمي أقامه ابن العديم ورباط الأمير الهكاري والي الإسكندرية . 2 ــ وأقام المتصوفة كثيراً من الربط . وقبل العصر المملوكي أنشأ عبد الرحمن الغناني أول رباط بصعيد مصر ودفن فيه سنة 592 . وبنى محي الدين المصري رباطاً حسناً بمصر ، واستوطن أبو الحسن القوص أخميم وبنى بها رباطاً ، وبنى عبد الغفار بن نوح رباطاً بظاهر قوص وأعانه في البناء أحد معتقديه ، وبنى أبو القاسم سليمان رباطاً خارج ادفو . وذكرت أربطة لمتصوفة آخرين مثل ابن مقلد وابن يحيى الصفي والخطاب السيوطي في الصعيد . 3 ـ ويحدث أن يدفن في الرباط شيخه أو صاحبه . 4 ــ وأقيمت أربطة خاصة بالنساء لإيوائهن وتعليمهن مثل رباط البغدادية ورباط الست كليلة ورباط بنت الخواص
" التربــــــــــــــــــــة " 1- التربة ـ اى المقابر وأماكن دفن الموتى ، وأطلق عليها فى مصر ( القرافة ) . وتلعب التربة - والضريح ــ دوراً هاماً في التاريخ الصوفي ، ويكفي أن التربة بمعناها التقليدي ( المقدس ) قد نشأت في تاريخ المسلمين بعناية التصوف . وبالتصوف أُقيمت زوايا صوفية داخل الترب والمقابر ، وتحولت بعض المقابر المقدسة الى أضرحة ، وأصبحت الترب أو المدافن مليئة بالناس ومقصدا للتنزه وزيارة الأولياء الأحياء والموتى ، بل أصبحت من معالم السياحة الدينية بمفهوم عصرنا ، يأتى اليها الزوار لمصر ، ومنهم رحالة كابن بطوطة وابن ظهيرة . 2- في العصر المملوكي أصبحت التربة إحدى وسائل الشهرة الصوفية فيقيم فيها أحدهم مُدّة فلا يلبث أن يعتقده الناس ، مثل يحي الصنافيري الذي أقام بالقرافة مدة يسيرة ثم توجه إلى صنافير فاشتهر حاله . وأقام المتبولي بضريح البدوي وانتقل إلى القاهرة مشهوراً . ونشأ عبد الله الدرويش بزاوية يوسف العجمي ثم خرج منها ( بجذبة ربانية ) ( ثم اشتهر حاله عندما أقام بباب القرافة وصار الناس يهرولون إليه من البلاد والقرى وشهد له علماء الزمان بالولاية) . وأقام المنوفي بالتربة فاشتهر بالصلاح . وكان الحيدري القاطن بتربة زوجة طرغان – معتقداً مقصوداً بالزيارة . وأقام آخر بالقرافة ( فصار له أصحاب ومريدون ) . 2 ـ وتلقب بعض الصوفية بالقرافي ووصفوا بالولاية مثل المعتقد سليم القرافي . وابن الناصح القرافي . 3- وبالتصوف أقام المماليك الترب لأنفسهم وللمتصوفة ، وبازدياد التصوف في البرجية ظهر فيها بناء المدافن الكبيرة . فالأشرف برسباي أقام تربة بالصحراء بجوار تربة الناصر فرج خارج باب النصر ، وقرر الناصر فرج في مشيخة تربته الشيخ صدر الدين العجمي ورتب عنده أربعين صوفياً بالخير واللحم والمعاليم ، وقريباً منها أنشأ خشقدم تربته وقرر فيها وظائف من الصوفية والقراء يحضرون في أوقات الصلاة وعمل لهم بيوتاً تصلح للزواج والسكنى ورتب لهم الأموال والطعام ، أما قايتباي فقرر في مشيخة تربة قاضى الجماعة وقرر في خطبتها الشيخ الحرفي مع ثلاثين صوفياً في أوقات الصلاة، وبنى لهم البيوت وقرر لهم الجوامك ( المرتبات ) ، وجعل بها جامعاً بخطبة وحوضاً وصهريجاً .. الخ ويذكر أن السلطان قلاوون في الدولة البحرية " لما رأى التربة الصلاحية أمر بإنشاء تربة ومدرسة ..الخ " . 4 ــ وشارك الأمراء في الميدان حيث كان لبعضهم تربتان كالأمير أقوش النجيبي ، والأمير شرف الداودار . ودفن الصوفي بيرم التركي في تربة جاني بك المشد . وكان الصاحب بهاء الدين يحب الفقراء فأنشأ لهم تربة ( وكان يتولى تجهيزهم حتى جمع في تربته رفات مائة ولى) وأنشأ كافور الضرغتمشى تربته وجعل فيها خطبة وصوفية ـ وأوقف عليها ـ ( وكان يحبها حباً عظيماً ويغضب ممن يسميها تربة وكان لا يزال يزخرفها ويجدد ما تلف فيها من الزخرفة) . 5 ـ وأقام بعض الأمراء في تربته فالأمير بيدمر البدري (عمّر تربة مليحة أقام بها نحو الشهرين ) . 6 ــ وجدّد الأمير جانبك رباطا ، ثم جدّد أيضا تربة (وجعل فيها حوشاً ومقعداً وأصطبلاً ومطبخاً وميضأة وصهريجاً وحوضاً وكُتّاباً ( لتعليم الأطفال ) وجدد بئرها وقرر فيها شيخاً وخمسين صوفياً ومقرئين يقرأون في الخمسة أوقات ، كل جوقة ثلاثة نفر ، كل وقت، وجعل عليهم كاتب غيبة، ومادحاً ( أى منشدا للمدائح النبوية ) وخادماً للشيخ وإماماً وفراشاً وبواباً ومزملاتيا ( ساقيا للماء ) و سواقاً ورشاشاً ، وأجرى على الكل الجوامك اللائقة وكذا على الأيتام المنزلين بالكُتّاب) . ويعطي النص السابق صورة الحياة الصوفية في التربة . 5 ــ ولا أدل على أهمية التربة في العصر المملوكي من تأليف الكتب في زيارتها مثل ( تحفة الأحباب ) للسخاوى الصوفى ، و( الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ) لابن الزيات ، وهى تبين أهم قبورها ومسالكها والأنشطة فيها ....
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الخوانق والزوايا
-
التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية
-
القاموس القرآنى : بين الاعتذار والتوبة : التوبة مطلوبة والاع
...
-
القاموس القرآنى : عذاب الآخرة ونعيم الجنة بين الاسلوب المجاز
...
-
القاموس القرآنى : غرام
-
القاموس القرآنى : منذرون من غير الأنبياء
-
القاموس القرآنى : القرآن الكريم بذاته منذر ومبشر
-
القاموس القرآنى : خاتم المرسلين منذرا ومبشرا بالقرآن الكريم
...
-
القاموس القرآنى : كل رسول هو نذير وبشير
-
القاموس القرآنى : بشير ، بشّر ، يبشّر، مبشّر
-
الصيام والعادة السرية ( الاستمناء )
-
مُتعة الكفر فى هذه الدنيا
-
العقاد ...وطه حسين : لمحة عن عصر ليبرالى مضى وانتهى .. فمتى
...
-
القاموس القرآنى : الخزى
-
حرصا على الجزائر، حتى لا تقفز الجزائر فى الظلام
-
القاموس القرآنى : ظهر ومشتقاته
-
الحرب في ( بلاد برة ) !!
-
شريعة الدين السُّنّى الذكورى فى حداد المرأة
-
فوازير رمضان : أحدث صيحة فى إغتيال رمضان ( 3 )
-
فوازير رمضان الفقهية السمجة !! الصيام بين تيسير الاسلام ورذا
...
المزيد.....
-
وصفتها لجنة نوبل بالتحفة النادرة.. رواية -جبل الروح- الصينية
...
-
“أسعدي أطفالك اليوم بأغاني البيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
تنظيم الدولة الإسلامية: أرملة أبو بكر البغدادي تكشف تفاصيل ح
...
-
المسيحيون يطالبون بتشريعات خاصة -بأحوالهم الشخصية-
-
+++ تغطية مباشرة للانتخابات الأوروبية: المسيحي أولاً والبديل
...
-
+++ تغطية مباشرة لانتخابات البرلمان الأوروبي: المسيحي أولاً
...
-
من حرب غزة إلى حرب الرقائق.. لماذا تُعتبر إسرائيل -روح الروح
...
-
مستذكرا لقاء جمع بيريز وعباس.. البابا فرانسيس يطالب إسرائيل
...
-
البطريرك كيريل: روسيا تعيق انتشار الإلحاد في العالم
-
حماس تدعو الدول الإسلامية لمواصلة جهودها للضغط على الاحتلال
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|