أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نور العذاري - الممثلون -1














المزيد.....

الممثلون -1


نور العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قارئي الكريم .. قبل أن القي إليك تحية حزينة يكسوها الألم و يخضبها الدم لهذا المشهد الفظيع الذي أصبح معتاداً في بلاد يحكمها الساديون و الشواذ و تنتشر فيها الرذيلة كما تنتشر البضائع في موانئ العقبة .. اقرأ معك أبياتاً لشاعر العرب الكبير نزار قباني أجدها مناسبة لما يحدث الآن في العراق الجريح ..
" حين يصير الفكر في مدينة ..
مسطحاً كحدوة الحصان ..
مدوراً كحدوة الحصان ..
و تستطيع أي بندقية يرفعها جبان ..
أن تسحق الإنسان ..
حين تصير بلدة بأسرها ..
مصيدة .. و الناس كالفئران ..
و تصبح الجرائد الموجهة ..
أوراق نعي تملأ الحيطان ..
يموت كل شيء ..
يموت كل شيء ..
الماء و النبات و الأصوات و الألوان ..
تهاجر الأشجار من جذورها ..
يهرب من مكانه المكان ..
و ينتهي الإنسان ..
************
حين يصير الحزن في مدينة ..
حشيشة يمنعها القانون ..
و يصبح التفكير كالبغاء و اللواط و الأفيون ..
جريمة يطالها القانون ..
حين يصير الناس في مدينة
ضفادعاً مفقوءة العيون
فلا يثورون و لا يشكون ..
و لا يغنون و لا يبكون
و لا يموتون و لا يحيون
تحترق الغابات و الأطفال و الأزهار ..
تحترق الثمار ..
و يصبح الإنسان في موطنه ..
أذل من صرصار ..
************
و قُتِلَ شمس الدين .. فماذا جنى قاتلوه من العملاء ؟؟ .. هل ظنوا حقاً بغبائهم إن هذا العراق الكبير, بلد المثقفين و المفكرين سوف يسكت عنهم و عن أفعالهم المريضة و القبيحة بموت شمس الدين .. و هل ظنوا حقاً إنها النهاية .. كلا .. إنها البداية .. لألف ألف شمس الدين سوف يطاردهم عن بكرة أبيهم حتى يحرر البلد المغتصب من براثنهم .. هؤلاء الخونة العملاء ..
لقد قطعت يده اليمنى .. فهل سيقطعون أيادي جميع الكتاب و المفكرين الذين يكتبون عن شؤون أمتهم و محنة شعبهم الشيء الكثير ؟؟...
لقد مات شمس الدين .. و ماتت ضمائر الحكام و الساسة و رجال الدين فهل مات العراق ؟؟ .. هل انقطع نسله أن ينجب أبناءً يطاردون القتلة و المارقين على مر العصور ؟؟ ..
أي شيعة هذه التي ترضى بإراقة الدماء وأي سنة هذه التي ترض بهذا الظلم ؟؟ .. شيعة من ؟؟ .. سنة من ؟؟ .. و العلماء صامتون .. و الدين المتطرف ينخر عقل الأمة كما الأرضة .. و اللحى الطويلة التي تخبئ تحت طياتها قذارة الدهور كما الشيطان بل أضل سبيلاً تفسد عقول الشباب و ترسم صورة للإسلام كجزار يمسك بيده اليمنى ساطوراً و يمسك بالأخرى السكين كقاتل محترف فيما تنطف يديه من الدماء !!..
إن مسألة اغتيال المفكرين و المثقفين لجريمة كبيرة لن يغفر التاريخ لمرتكبيها أياً كانوا وأياً كانت ملتهم و قوميتهم و الديانة التي يدينون بها .. إن شمس الدين و رفاقه و كثيرون ممن قتلوا بتهمة الكتابة الحرة في وطن يقمع الثقافات لخير دليل على بربرية الحاكمين و شذوذهم و فسادهم و أتباعهم والمنجرين ورائهم لأي سبب و تحت أي مسوغ أو دافع ..
إن ما تقوم به الأحزاب السياسية و الحركات الدينية الشيعية و السنية المتطرفة كالمجلس ألأعلى للثورة الإيرانية في العراق و منظمة بدر الإرهابية و هيئة علماء المفسدين و التيار اللاصدري و غيرها من الحركات العميلة المسيسة من دول الجوار العزيزة إيران و سوريا ..
إن ما تقوم به في البصرة و الرمادي و النجف و كربلاء و مدينة الصدر في بغداد و تلّعفر وغيرها لخير دليل على إنها حركات و أحزاب عميلة و أجيرة بثمن بخس جداً أمام هذا الوطن الكبير و هذه الأرواح و الدماء التي تسال كل يوم دون جريرة أو ذنب أو سبب .. و خير دليل على إنها أحزاب و حركات و منظمات وجدت لتهديم الدين الإسلامي الحنيف بكافة مذاهبه شيعته و سنته و تصدير الإسلام الإرهابي إلى العالم ليرسموا صورة واضحة المعالم لكل ذي عقل نير و فكرٍ واعٍ لم يتخدر بأفيون الدين المتطرف ترشده على بربريتهم و شذوذهم و عفنهم و قذارتهم التي تعافها حتى طيور الجيف ..
لقد غدت الخطابات الدينية و السياسية و الهتافات التي تتعالى من باحات الجوامع و الحسينيات تنطق بالدموية .. و تعبر عن الشراسة و الحقد و الدناءة و إلا ما تفسير هذه الأهازيج " بالروح بالدم نفديك يا حكيم " " بالروح بالدم نفديك يا بن الصدر " " يلا?ـــونة لو بيهم زود " و من هم هؤلاء الموجهة إليهم وضدهم هذه الأهازيج؟؟.. أتبذل الدماء ضد شخص اختلف معنا في منهجه السياسي و الفكري.. فهو يحب الوطن من وجهة نظره لكن هذا لا يستدعي المجابهة بالعنف إن لم تكن تلك الحركات و الأحزاب و المنظمات قد اعتادت على إراقة الدماء و التصفيات الجسدية .. اعتادت على ارتكاب هذه الجرائم البشعة بحق وطن جميل كالعراق العظيم .. لم يكن شمس الدين أول كاتب يقتل من اجل كلمة فقد سبقه الكثيرون .. و لن يكون آخر واحد يركب عربة الموت فهي لا زالت بعد تتسع للكثير و الكثير .. حتى تغسل دماء الشهداء الدافئة ارض هذا الوطن من عفن الحاقدين و العملاء و المارقين الخونة ..
رحم الله شمس الدين الموسوي، الكاتب الذي قتله العملاء من اجل كلمة و موقف عبر فيه عن حبه للعراق.. رحم الله جميع الذين ماتوا في حب هذا الوطن كأحمد آدم و غيرهم .. ليرحمنا تُحكِمُ عمائمها وأربطة عنقها الحمراء حول رقابنا.. ليغفر الله لنا وليحفظ الوطن...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



#نور_العذاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يبيع الوطن الوطن- هوامش على مقال ( المحامية بشرى الخلي ...
- بين جسر الأئمة وخطبة يوم الجمعة وصوت امرأة تنتفض نحو الحرية ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نور العذاري - الممثلون -1