أهل واشنطن أدرى بشعاب مكة

أحمد نوري الدجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما عرضته قناة العربية من لقاء مع الدكتور فؤاد عجمي الكاتب والأكاديمي العربي في إحدى الجامعات الأمريكية والذي تحدث فيه عن زيارته للعراق ولقاءاته مع مختلف أطياف الشعب العراقي وما شهد به للمرجعية العليا يدفعنا للتساؤل هل إن أهل مكة أدرى بشعابها ؟
لقد دأب مفكرونا وكتابنا على التطبيل للشعارات ذاتها ( الشعب الواحد والدم الواحد والنسيج العشائري والاجتماعي واستحالة الحرب الأهلية في العراق ) رغم إن حالة الاحتقان الطائفي باتت كبركان يتأجج بانتظار الانفجار وهذا ما دفع بعض الساسة ( ولهم الحق في ذلك ) بأن كبح الشارع لن يصمد طويلا
إن حالة الاحتقان الطائفي التي تشهدها الساحة والتي يعزوها البعض بسذاجة إلى افرازات ما بعد سقوط الدكتاتور في حقيقتها هي بسبب أهل مكة أنفسهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون فالقومجية العروبيون يخافون ويطبلون لخطر دولة شيعية ثيوقراطية لا اساس لها إلا في مخيلتهم المريضة والتي يصورونها أي الدولة الشيعية امتداد لإيران فيحتقن الشارع السني ونسوا هؤلاء إن النجف الأشرف شمس الأرض وشيعة العالم كلهم كواكب تدور في فلكها فكيف بالقطب الذي ينادي بأن لا تسييس في الدين؟!!!
ثم نأتي إلى دور المرجعيات السنية إذا جاز التعبير ( هيئة علماء المسلمين ) أو مؤتمر أهل السنة الذي أصبح اسمه مؤخرا ولا اعرف لماذا ( مؤتمر أهل العراق ) هذه الأطراف تتباكى على الطائفة السنية من حرب طائفية يقودها الطرف الآخر ( ومن دون تسمية حرصا على اللحمة الوطنية ) فيحتقن الشارع الشيعي لذلك وهو يرى مرجعيته الرشيدة وفي مقدمتها المرجع الأعلى السيد السستاني ( دام ظله ) ينادي بالهدوء ويطالب بحقوق السنة فهل كانت المرجعيات السنية بمستوى المسؤولية؟!!!
ثم ترى حرب الإبادة الزرقاوية أو الحمراوية بسبب دماء الشيعة التي تلوثت بها ايديهم القذرة فيتساءل البعض هل السيارات المفخخة تهبط من السماء أم إنها تخرج من بعض المناطق التي تؤوي هؤلاء المرتزقة فيحتقن الشارع الشيعي مرة أخرى
ثم ترى عمرو موسى وسعود الفيصل وعبد الباري عطوان ومصطفى بكري وغيرهم من كلاسيكيات السينما العربية التي عشعش فيها العنكبوت لأصالتها الفكرية يتباكون على الهوية العربية وعلى النفوذ الفارسي الذي هو من اختصاص الشيعة طبعا فيحتقن الشارعان السني والشيعي معا وإذا كان الصدع قد بدأ شرخا بسيطا فإنه سيتحول إلى واد سحيق مالم يهب الكل لرأب ذلك الصدع من خلال :
1- ترك الشأن الداخلي للعراقيين وتقبل الرأي الآخر برحابة صدر والابتعاد عن النزعة الطائفية إلى نزعة ليبرالية تحتوي الجميع
2- الاحتكام على صندوق الاقتراع دون المهاترات الطائفية التي تزيد الطين بلة
3- التخلي عن قاعدة ( خالف تعرف ) فليس كل ما يتبناه السني هو خطأ يجب مخالفته من الشيعي والعكس صحيح
4- التحلي بالتصريحات الهادئة الموضوعية من قبل المرجعيات السنية وتكفير الزرقاوي والمجاميع الإرهابية بشكل علني وصريح
5- الدعوة لتجديد الفكر العربي من خلال قيادات جديدة تنحى بعيدا عن الطائفية المريضة
فعلى الكل أن يعي إن الدين لله والوطن للجميع ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل