أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - بعد تفجيرات الكويت وتونس : نداء الى من يهمّه الأمر















المزيد.....

بعد تفجيرات الكويت وتونس : نداء الى من يهمّه الأمر


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 18:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد تفجيرات الكويت وتونس : نداء الى من يهمّه الأمر
المشكلة :
1 ـ فى كتابنا المنشورة حلقاته هنا ( المعارضة الوهابية فى السعودية فى القرن العشرين ) أثبتنا أن الوهابية تعطى حق الثورة على الحاكم الوهابى واستحلال دمه والجهاد ضده ، بنفس ما يفعله الوهابيون ضد المختلف عنهم فى المذهب والدين . وظهر هذا فى ثورة الإخوان النجديين الذين أنشأهم عبد العزيز آل سعود وساعدوه فى إنشاء مُلكه ، ثم ثاروا عليه مرتين . وأنشأ عوضا عنهم فى مصر ( الاخوان المسلمين ) الذين تحالفوا مع الضباط الذين قاموا بالانقلاب العسكرى فى مصر عام 1952 ، ثم تآمروا عليهم ، فعصف عبد الناصر بالاخوان فهرب معظمهم الى السعودية موطنهم الروحى والى غيرها ، وما لبث أن تآمروا على من إستضافهم . والوهابية التى يؤمن بها الاخوان تعطيهم الحق فى تكفير الحاكم وغيره وإستحلال دمه وماله . وتكررت الثورات الوهابية داخل المملكة السعودية من حركة جهيمان العتيبى الى حركة المسعرى والفقيه والتى أنتجت أسامة بن لادن والقاعدة ، وتولد من الاخوان تنظيمات علنية وسرية ، توجه ضرباتها للجميع ، لا تستثنى السعودية ودول الخليج التى تدين بالوهابية . ضحايا الوهابية منذ تحالف ابن سعود مع ابن عبد الوهاب بالملايين ، معظمهم من المسالمين البسطاء فى الجزيرة العربية والشام والعراق ومصر والسودان وشمال أفريقيا ـ وهم من الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى السياسة وصراعاتها . الكويت بالذات عانى من هجمات الوهابيين وقائدهم العسكرى فيصل الدويش زعيم الاخوان النجديين ، والآن يقوم الداعشيون ـ الطبعة الحديثة من الوهابية ـ بجهادهم المأثور فى شهر رمضان فيقتلون ويصيبون المئات من المصليين فى مسجد مفترض أن يكون آمنا . ونفس التفجير فى تونس يقتل عشرات من السياح بناءا على فتوى لابن عثيمين تحرم الاحتفال برأس السنة الميلادية، أو تهنئة من يصفهم بالكفار.
2 ـ من المنتظر أن تتوالى التفجيرات فى الجزيرة العربية والخليج وبقية بلدان الشرق الأوسط المنكوب للأسباب الاتية :
2 / 1 : إستمرار السيطرة الوهابية على الاعلام والتعليم واستمرار نفوذ شيوخ الوهابية فى الأزهر والسعودية ودول الخليج وغيرها .
2 / 2 : إستمرار الاستبداد السياسى مع الفساد والاستبعاد. واستمرار تزايد الفحوة بين المترفين والفقراء المساكين ، واستمرار الحلول الفاشلة حتى بعد فشل ثورات الربيع العربية لصالح الاستبداد والوهابية . هذا المناخ أنشأ من قبل الاخوان المسلمين والقاعدة ، وأنشأ الآن جبهة النُّصرة وداعش ، وباستمرار الوضع دون إصلاح ستظهر بعد داعش تنظيمات أعتى وأشد وحشية . وسيزداد القتلى والجرحى ، وسيصل القتل والاغتيال الى المترفين والحاكمين وحواشيهم .
2 / 3 : الغرب لم يخترع الصراع السنى الشيعى الذى بدأ من القرن الأول الهجرى ، ولم ينشىء الغرب الوهابية . الغرب يستفيد من الوهابية ، فهى تحقق أمله فى تأخّر تقدم العرب والمسلمين ، وتنفيهم الى عصور التخلف . الغرب محتاج الى تخلف الشرق الأوسط إذ يكون بتخلف العرب أكثر أمنا ، لأن البديل قيام إتحاد (عربى) ( مسلم ) فى الشرق الأوسط يجعله مركز قوة متحضرا كاليابان ، بل يكون أخطر من اليابان لأنه يتحكم فى قلب العالم ، ويسيطر على منبع الثروات فى العالم . هذا الشرق الأوسط المتّحد ستكون خطورته الكبرى على الغرب ، سينافس الغرب إقتصاديا ، ويشاغبه سياسيا . بهذا الشرق الأوسط تنتهى تبعية العرب للغرب ، بل سيستعيد العرب سيطرتهم على البحرين المتوسط والأحمر وعلى ثرواتهم البترولية والمعدنية وقوتهم الاقتصادية ، مع تنظيم لأكبر وإستغلال أمثل لأهم مورد إقتصادى يملكونه وهو الزيادة السكانية المضطردة فى وقت تتراجع فيه المواليد لدى الرجل الأبيض فى الغرب ، بما يهدد مستقبل الغرب على المستوى القريب . إذن لا بد من تدمير الشرق الأوسط من الداخل بإستغلال الوهابية وتنظيماتها العسكرية ، فالوهابية تحقق أمل الغرب فى إبقاء الشرق الأوسط أسير التقاتل والتنازع حول تقديس اعلام الصحابة ( على وعائشة وابوبكر وعمر وعثمان والحسين ) .
الغرب حاليا يستفيد من داعش ، يستطيع بها إعادة تقسيم المنطقة لصالحه بعد أن إستنفدت معاهدة سايكس بيكو أغراضها ـ وبعد حوالى مائة عام من توقيعها وتطبيقها . التقسيم الآن اصبح مهما للغرب ليس فقط لتكريس تفتت جديد للمنطقة حسب المذاهب السنية الشيعية بل يحقق مصلحة الغرب فى محاصرة ايران وروسيا .
بسبب داعش إنتعشت مبيعات السلاح ، وقامت مصالح تجارية وتحالفات إقتصادية مرتبطة بداعش . فى إمكان السلاح الأمريكى المتطور القضاء على داعش بسهولة ، ولكن المصلحة الاقتصادية والسياسية تؤكد الحاجة لوجود داعش ودورها. صحيح أن داعش تمثل خطرا هامشيا على الغرب وتستطيع تحقيق عمليات ارهابية فى شوارع الغرب ، ولكن مع تكثيف إجراءات الأمن يمكن للغرب تلافيها أو الحدّ منها ، ثم إن الغرب لا يمانع فى التضحية القليلة ـ حتى فى الحروب ـ لصالح الأهداف الكبرى. الغرب يؤمن بأن السياسة ـ والحروب ـ هى فى خدمة الاقتصاد . وبدلا من ان يرسل الجيوش للحرب داخل الشرق الأوسط بتكلفة مالية وبشرية عالية فإن داعش تحقق له أهدافه بأقل قدر من الخسائر البشرية والمالية . داعش فى هذه المرحلة تستهدف الشيعة داخل الدول التى تدين بالوهابية لكى تفتت تلك الدول من الداخل، وتؤهلها للتقسيم والتدمير ، بما يحقق المشروع الغربى الذى يطمع فى إعادة رسم خريطة المنطقة لصالح السياسة الغربية . ولهذا تسكت أمريكا والغرب عن تدمير داعش مكتفية بحركات مظهرية سياسية وعسكرية تقوى داعش ولا تقضى عليها . وحتى بعد القضاء على داعش ستتولد تنظيمات أخرى أفظع وأعتى ، فكما أن داعش أفظع من القاعدة ، وكانت القاعدة أفظع من الاخوان فإن فى أحشاء الوهابية تنظيمات قادمة أضل سبيلا من داعش ، لو إستمر المناخ العربى على ما هو عليه .
الحل :
1 ــ ننادى بالحل ونعانى فى سبيله من ربع قرن . وقد آن الأوان للمراجعة ، فحين يرتد السلاح الوهابى يهدد دولا وهابية فى الداخل فلا بد من المراجعة . لا ننادى بلجم شيوخ التطرف والارهاب وقطع ألسنتهم . نرجو فقط أن نوجد فى الصورة لنكسر إحتكارهم للساحة بدلا من التعتيم المفروض علينا .
2 ـ فى تفصيل أكثر : نبحث عن شركاء يتعاونون معنا فى مشروعنا الاصلاحى . فى تحجيم الوهابية سلميا ومن داخل الاسلام والتراث . لدينا مشروعات للتنوير وأفكار تحتاج الى التنفيذ . ونحن نملك الأفكار ولا نملك القدرة على تنفيذها . هى مشروعات ربحية مع كونها إصلاحية . ما الذى يمنع من يهمه الأمر فى التعاون معنا ؟ هى دعوة مفتوحة للعقلاء المهمومين بدماء الضحايا ومستقبل المنطقة وإنقاذها من زلزال قادم تبدو الان إرهاصاته .
الى متى ؟
1 ـ ليست هذه الدعوة الأولى ، وربما لن تكون الأخيرة . طالما نادينا وطالما صرخنا ، وحتى الان لا مُجيب . هذا فى الوقت الذى يتكاثر فيه الضحايا ، وتتسع ساحات القتل للابرياء ، وتبدأ بعض دول المنطقة فى التساقط والانهيار .. فإلى متى ؟
2 ــ الى متى يظل موقعنا ( أهل القرآن ) محجوبا فى بعض دول الخليج ؟ الى متى يظل موقعنا يتعرض للتدمير كل حين ؟ الى متى يظل جهادنا فى التنوير أسيرا للعتمة ممنوعا من الوصول الى آلة الاعلام وقنواته الفضائية ؟ ألا تكفى أجهزة الاعلام التى يحتكرها شيوخ التطرف والارهاب ؟
3 ـ الى متى يظل ضحايا الارهاب الوهابى من الشيعة والمسيحيين يقاطعوننا مع أننا فى دعوتنا الاصلاحية نهدف الى التأكيد على حقوقهم فى المساواة والعدل والحرية الدينية والكرامة الانسانية ؟
4 ـ الى متى يظل المتعاطفون معنا سلبيين أو يائسين ؟ بإمكانهم ــ على الأقل ـ نشر هذا النداء ليصل الى من يهمه الأمر ؟ هناك متعاطفون معنا فى دول الخليج وفى تونس والجزائر والمغرب والعراق وايران والسودان وافغنستان وباكستان .. بإمكانهم ــ على الأقل ـ نشر هذا النداء ليصل الى من يهمه الأمر ؟
أخيرا :
1 ــ بدأت الجهاد الاصلاحى من عام 1977 ، وقد وصلت الآن الى آخر المطاف ونهاية العمر . وحذرت من ربع قرن مما يحدث الآن ، وكررت التحذير ، وبلا فائدة . بل يتزايد الضحايا الأبرياء ، ويتزايد المناخ السىء الذى يفرز داعش وأخواتها ، ومخاطر التقسيم والتدمير بدأت فى الظهور وستتسع معها المذابح وستزدهر أسواق السبى للبنات والنساء ، وستطول أفواج النازحين واللاجئين من ملايين النساء والشيوخ والشباب والبنات والبنين .
2 ــ لا أملك إلا أن اقول : ذنب الضحايا السابقين و القادمين فى أعناقكم يا من تقدرون على العون ولا تفعلون .
3 ــ ومن يدرى ربما تكونون انتم وعائلاتكم من بين الضحايا القادمين .!
أحمد صبحى منصور
فرجينيا ـ الولايات المتحدة
7039620874
فى 28 يونية 2015



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس القرآنى : القاهرالقهّار
- إفلاس منقطع النظير !!
- خاتمة كتاب: أثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية
- دور المتصوفة في الداخل وقت انهيار الدولة المملوكية
- ف 3 : دور الصوفية في انهيار الدولة المملوكية من الخارج
- : المماليك يقيمون للصوفية العمائر الدينية
- إسلاميا : لا يجوز عقاب من يفطر علنا فى رمضان
- ف 2 : استغلال الصوفية نفوذهم السياسي ضد النصارى
- ف2 استغلال الصوفية نفوذهم السياسي في إضطهاد الفقهاء السنيين
- انغماس الصوفية في الفتن السياسية
- ف 2 : التصوف طريق للوصول للمناصب والنفوذ في السياسة المملوكي ...
- هل ( ينسى ) رب العزة ؟.. جلّ وعلا .!!
- الزبالة
- هذا الأب السلفى ..( ... ) .. !!
- رشاد خليفة رسول الميثاق ... الأمريكى
- القاموس القرآنى : حصر ( من الحصار )
- ف 1: استفادة المماليك من تأييد الصوفية لظلمهم : الصوفية حُما ...
- ف 1 إستغلال المماليك للصوفية ومؤسساتهم سياسيا
- ف1 : استغلال التكفير كسلاح سياسي وتصوف المماليك عند الشدّة
- ف 1 : دور الصوفية في قيام الدولة المملوكية البحرية ثم البرجي ...


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - بعد تفجيرات الكويت وتونس : نداء الى من يهمّه الأمر