أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - اشواك ابن الغــــراف (رقم4 و 5): وللفقهاء مواسمهم















المزيد.....

اشواك ابن الغــــراف (رقم4 و 5): وللفقهاء مواسمهم


ابن الغراف

الحوار المتمدن-العدد: 358 - 2003 / 1 / 4 - 02:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

 رغم الغربة الطويلة ، لازالت ملامح قريتنا النائية المسحوقة تصفع ذاكرتي ، وتلهب مشاعري وتؤجج اشتياقي ..كل شيء فيها بسيط ( ناسها ، مبانيها ، مواصلاتهم , ازياءهم ) وموغل في البدائية , حتى ان الداخل اليها لاول مرة يتصور ذاته في قصبة من قصبات اور او بابل ..
.. أما سوقها الوحيد فمبني من اللبن والطين ومسقفا باعمدة خشبية و "باريات" من القصب .. هي ذات الاسواق التي كانت في العصور السحيقة ، لم تلامسها انفاس الحضارة ..
في هذا السوق يعرض كل بضاعته التي تعتبر منقرضة في منظور كل الشعوب بما فيها الافريقية ..
اهم الصناعات التي ابدعت بها انامل شعبي , هناك  , هي ذاتها التي ابتكرها اجدادنا السومريون من جرار خزفية ومكانس و"مسخنات" ومساحي وفؤس و"مكاويير" ..الخ ولكن جل منتوجاتهم حيوانية ونباتية .. وما يلفت النظر , هو حال البقالين وهم يعرضون الفاكهه والخضروات بطريقة غير مرتبة على جانبي السوق .. وكانت" الحمر "المسومة تختال ذهابا وايابا كوسائل "ترانسبورتية" للبضائع وللذين وهن العظم منهم (واذا صادف وان اصطدمت بحمار فعليك انت اولا تقديم الاسف والاعتذار والا  فيعتبر اعتداء عن تصميم وترصد, خصوصا وانت في كامل قواك العقلية في حين الحمار بذكائه المعروف و اثناء فترة الدوام الرسمي له ) ..

عادة ما ينقسم البقالون في السوق الى فريقين متننافسين ، لان تبضعهم من مزرعتين لايوجد سواهما في قريتنا ، فالذين يتسوقون من مزرعة " سيد نعمة " يحاولون النيل من منتوجات مزرعة" مله عبود " وما ان يشتد الزحام في السوق بحدود الساعة العاشرة صباحا ، حتى يبدأ " التحرش" الاعلامي ، كل للنيل من الاخـر ، ويحتدم السجال حينما يبالغ احد الاطرف بمدح سلعته ، فمثلا يقول احد البقالين : تعالوا ، اقبلوا ، " تازة تازة , يلبط يلبط" تحيي الموتى , مباركة .. انها مغروسة بيد "السيد" نفسه
...هنالك يؤيده البقالون الذين تبضعوا من نفس المزرعة باسلوب الهمز واللمز مثيرين حمية الطرف الاخر الذين تتدفق في عروقهم نوازع الثأر الكلامي ، فيردوا بطريقة اكثر استفزازية : جرب جرب " ابو كروه يبين بالعبر " تعالوا الى الصحة والعافية ولا تذهبوا الى " ام الدود االمغروسة بـ " ** السيد "...
وهكذا يستمر التراشق العقيم بين الفريقين حتى الظهيرة وغالبا ما يصل الامر الى مشاحنات ومعارك بـما تيسر من "الموجودات" تذهب ضحيتها اطنان من الطماطم والخيار والركي و"درازن" من اجود "العقل" العربية ذات النسيج اليدوي المتميز ..
اما سيد نعمة وملة عبود(الاقطاعيان) فيجلسان على اريكة في مقهى " شمخي" المقابل لمدخل السوق , رفيقين حميمين يكهكهان على  المعركة التي ينقلها لهم "هديهد الاعور" من على ظهر حماره الادعم "بطريقة المعلقيين الرياضيين اليوم" ولكن غالبا ما تفوته "لقطات" مهمة بسبب حالة عينة الكريمة , يذكرها اخرون له بعد انفضاض الجموع المتحاربة , حيث كهكهات الرفاق تبقى مستمرة ....وهكذا تصبح معارك السوق ومغامرات علوة الحياوي(سائق دك النجف الذي تحدثت عنه في القسم الثاني ) مادة سمر الاقطاعيين والسادة ووجهاء المدينة ..انهم "حقيقة"  يعيشون بفضل الانظمة الفاشستية المتعاقبة مرحلة كان يجب ان تكون منقرضة منذ عشرات القرون... 
وكمـا للبقالين والسياسيين وادعياء المعارضة مواسمهم  ، ايضـــا هناك مواسم للفقهاء التجار الذين ارتدوا " لحية الزهد" كشرك للوصول الى قلوب المستضعفين , وعصارة جهدهم وسهرهم وعرقهم . ولكن مواسمهم تلك ليست محددة باحد الفصول الاربعة انما مفتوحه على مسار السنة وعادةً في اشهر معدودة خصوصا رمضان وذي الحجة..
في هذين الشهرين المباركيين ، ينطلق المؤمنون في رحاب الله ، وتشف ارواحهم ، فيجتهدون للتطهر من اوساخ الدنيا وادرانها ، وينظرون بعيون دامعه الى اخوانهم الفقراء والبؤسـاء على هذه البسيطة.

هنـــــــــالك يتسابق تجار"الرب" ويتكرر "مشهد" سوق قريتي . ولكن ، هذه المرة انطلاقا من التكيات والمساجد والحسينيات و"البعثات" وقناة الجزيرة والمنار والمواقع الانترنيتية .........الخ

فيحاول كل "تاجر" منهم التشكيك بنزاهة الاخر ، وكل مجموعة تُبطل شرعية غريمتها ، وحين يمر نيفا من الموسم ، ولم يحقق بيعه سـوقا ، تاخذ الوتيرة الدعائية بالارتفاع وتتطور حسب "حالةالافلاس" وقد تصل الى التفسيق والتضليل والتكفير ...

والظاهر ان الاسواق كسدت بطريقة غير متوقعة متاثرة بالتقلبات الاقتصادية العالمية ويورصة نيويورك , ففضل البعض تغيير مهنتة نهائيا او جعلها " مزدوجة " ليكون كما يقول المثل المصري الشهير ( مثل المنشار جاي واكل رايح واكل ) ...وليس هناك وقت ملائم كما الان حيث السوق الخليجي الصدامي من جهة والامريكي من الاخرى , و كل بحاجة الى شرعية وخير الشرعية عندما تكون مسنودة بفتوى ،حتى اصبح سعر "كيل بعير فتيا" بدرهم.. 
ولكـــــن
كل تلك الفتاوي "تهون" امام فتوى " خالصة" وهي تقول "بالحرف الواحد" يجب مقاتلة امريكا تحت أي راية !!!!!
وطبعا هذه الـ "اي " يٌُقصد بها راية صدام حسين
وقد "لا يلام" من يناهض الاستعانة بالامريكيين ولكن ان ينادى للجهاد تحت راية صدام ، انها لكبيرة على المؤمنين ، ونكبة حضارية واخلاقية مشينة ، وتنكر لما اصاب الامة العراقية من كارثة اسمها صدام حسين .
كنا نأمل من صاحب الفتوى ومن اتباع صدام من "المتعرقيين" والوهابيين السعوديين والمصريين والباكستانيين ومن القرضاوي وابن جبيرين و"بتاع خدا" في لبنان
ان تكون فتاويهم مدوية ضد صدام حسين ونظامه الشوفيني الذي استحيي نسائنا وانتهك كرامتنا وبدد ثرواتنا واهدر دمائنا وارجعنا الى مصاف الشعوب المتخلفة .


 كنا نامل منكم قبل اصدار فتاويكم ان تتحسسوا معاناة  العراقيين والكوارث التي اصابتهم , او تزوروا اولئك المنسيين في قرى واسط ، في الحي وجصان وبدرة والنعمانية ... والناصرية وضواحيها والعمارة وقراها والبصرة وما اصابها والسماوة وكوارثها وزاخو ودهوك والسليمانية والرمادي واحياء بغداد البعيدة وووو 
هناك حيث " تعيش " هيئات ، قريبة الشبة بالبشر جردوا من كل حقوقهم الانسانية .. لم يرى الكثير منهم ملامح الحضارة ,انهم يسمعوا باختراعات اسمها الكهرباء والكمبيوتر والدش ...

 ، لازالوا يشربون المياه " سادة" من النهر دون تصفية ..

ال ا يستحقون ذكرا في فتاويكم ؟ّّّ!!!!!

لماذا هذا التهاوم  في حق العراقيين؟ّ!!!!


حسبي الله ونعم الوكيل



#ابن_الغراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشواك ابن الغراف(رقم3) ابن الغراف - الافتخار بالرتب العسكرية
- من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق
- تحية اكبار للاخوة في الحزب الشيوعي العراقي - الكادر
- رسالة مفتوحة الى الاخوة في الحزب الشيوعي العراقي _ الكادر
- تحديد الاموضوعية في نقد النقد جزء من علم النقد المتطور
- في الزمن الرديء يُتهم شهداء العقيدة بسوء العقيدة
- فقهاء الزمن الاغبـر .....ومعارك النـعل
- عندما ينتفـخ الاقـزام
- دفاع عن وحدة المعارضة الوطنية وليس عن الشوعيين فقط
- اعلان طائفي ام نقد طائفي


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - اشواك ابن الغــــراف (رقم4 و 5): وللفقهاء مواسمهم