أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند نهاد الريكاني - المنطق القدري














المزيد.....

المنطق القدري


مهند نهاد الريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 10:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تتامل في نفسك وفي الاخرين..
كتيرا ما تجد ان الانسان يخادع نفسه..
اكثر ما يحاول اقناع نفسه فيه ويريحها ويزيل عنها هم الفشل او المعصية او الخطأ هي ارجاع الامور للقدر ..
اكثر ما دمرت فيه شخصية الانسان هي ارجاع الامر كله للقدر ..
فهو يحاول ان يكون انتقائي..
كلما فشل في شيء .. كلما اخطأ في شيء .. كلما ارتكب معصية.. ارجعه للقدر وان هذا قدره ولو شاء الله لوضع عنه وزره ..
يقول خلص هذا قدري وهذا نصيبي والخير فيما اختاره الله .. انتبه!!
لو انه انجز امرا ما لكان من اشد المتباهين به والمفتخرين بانجازه وارجاعه لعبقريته ونرجسيته وليس للقدر!!..
لهذا كان المشركين يحتجون بالقدر لاثبات شركهم وكفرهم خلال دعوة محمد (عليه الصلاة والسلام) في قوله تعالى :-
(سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا) [الأنعام:148]
والله تعالى يقول في قاعدة قرانية عجيبة:-
{بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} .. اي مهما حاول الانسان ان يتقمص ويناقش ويجادل ويبرر افعاله وما قاله فانه أدرى في اعماق وخبايا نفسه ان الامر غير ذلك ... انه اعلم بما فعله حقا وبما قاله .. ولكنه يلقي المعاذير والامور على القدر امام اقرانه في المجتمع للتستر على الفشل او الخطأ او المعصية.. والله استخدمة لفظ "بصيرة" دلالة على يقينه وقوة الحجة عليه ..
لهذا القران كان دوما يرفض هذه العلة هذه الرؤية ..يرفض ما يقولنه بان الله خلقنا هكذا .. الله يريد هذا .. لو اراد الله لجعلنا كذا وكذا .. القرأن رفض هذا وجعل الامر كله باختيار بني البشر ..
فلا حاجة ان تحتج بالقدر لانه الغيب ومن قال اننا نعلم الغيب!! ... من قال ان هذا الطريق هو قدرنا!!.. الذي يحدث هو انك اخترت طريقا او امرا او هيأت الظروف لامر ما ولما رأيت انت ان هذا الامر الذي اخترته لم يكن على مزاجك ورغبتك جعلته على القدر ,, هل القدر هو الذي اختار؟,, ولكن الله لا تخفى عليه خافية ابدا وهو يعلم بهذا والقدر محيط به ولكن هو كان اختيارك انت .. لذا لم يكرهك على فعل امرا ما هو جعلك مخيرا ..
الله شاء ان يجعل هذا الكائن الوحيد كائنا مخيرا يعمل ما يشاء باختياره وتفكيره هو .. ولو شاء الله لجعل ابو جهل يؤمن كما امن صحابة محمد (صلى الله عليه وسلم) لكنه كان مخيرا بين الايمان والكفر فاختار طريقه..انتبه!! ... الله يعلم كل شيء وما هو سابق وما هو ات ولكن لا يجعلك مجبرا ان تتبع امرا يعلمه بالضرورة فهو قد اعطاك الاختيار وما ان تختار طريقا حتى تتقفل باقي الطرق والسبل التي كان ممكن ان تسلكها ويحدد طريقك وقدرك ..
دائما لو ننظر في انفسنا ومن حولنا تجد ان منطق الفاشلين ليل نهار هو التبرير واختيار الاقدار شماعة فشله ..قدري هذا .. ليس عندي نصيب لهذا فشلت .. قدر الله ما شاء فعل ..
اما منطق المنجزين .. منطق الناجحين .. هو ارجاع الامر لنفس ومحاسبة النفس عند اي خطأ .. لا يخجل او يتخاذل بنسب الامر لنفسه يواجه نفسه .. يدرك انه انسان مخير ويدرك انه اخطأ ويترتب عليه الاعتراف بالخطأ ,,
قال تعالى ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) ال عمران 165 ,,,
ولو شاء الله ان يجعل القدر ومشيئته تحرك الانسان فقط لما خلق له العقل والتفكير الحر ليقرر طريقا يريده .. لو لم يكن الانسان حرا في اختياراته في حياته كلها لما كان يشعر بالذنب وتأنيب الضمير عند فشله ومعصيته .. لانه كان سيقول ولما احزن والامر قدر لي من الله والله كان يعلمه ولو شاء لوضع عني هذا .. ولكن لانه حر ولانه يعلم انه سوف يحاسب على اختياره هذا الطريق .. يأنبه ضميره على كل خطأ ..
لذا نحن في ابتلاء وبلائنا في كوننا مخيرين احرار في اختياراتنا .. ربما قول جان بول سارتر الفيلسوف والاديب الفرنسي يقارب هذا الشيء رغم كونه ملحدا وجوديا حيث قال ” نحن محكومون بالحرية ولا شيء سوى الحرية “..
اذا نحن مجبولون على نختار طرقنا .. نختار امورنا وبذلك تكتمل انسانيتنا .. وبدونها نفقد انسانيتنا وتكون زائدا على هذه الدنيا..
اليوم للاسف تقدم لنا البيئات والمجتمعات المهزومة والمكسورة هذا المنطق القدري كنوع من المسكنات والمحفزات النفسية لمجابهة انكسارها وسقوطها في القعر .. الامر بنظرهم كله خير دونما ان يحركوا ساكنا فهم كسفينة والريح هي القدر تاخذهم اينما تشاء دونما ان يقرروا باي اتجاه يسيرون الى اليمين او الى اليسار ربما يصلون لطريق يكون فيه الاخيتار غير متاح لانه قد يكون اختار عنه غيره هذا الامر.. وهذا اخطر شيء ان يفرض الواقع والوقائع امورا تمتزج مع حياتنا وافكارنا وتصبح من المُسلّمات..
بالنهاية يقول الشاعر:-
أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزه *** عنك، فإن جحودَ الذنب ذنبانِ



#مهند_نهاد_الريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند نهاد الريكاني - المنطق القدري