أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - كل المبررات لكي لا تكون صحفيا














المزيد.....

كل المبررات لكي لا تكون صحفيا


نورالدين هميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 00:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


كيف ينظر الصحفيون إلى أنفسهم؟. وكيف ينظر الناس إلى الصحافة؟. كلنا نقرأ الصحف، نشاهد التلفاز، نستمع للإذاعة ونبحر عبر الإنترنت، ولكن هناك اختلافات في تقييم ما نقرأ. لقد تحولت مقولة الصحافة بوصفها "سلطة رابعة" إلى أسطورة حضرية une legende urbaine، صدقناها لدرجة أنه يكفي أن يغضب منك الإعلام لكي تنسحب من اهتمامات الناس. هذا الحكم بات كلاسيكيا لأن ثمة ما ينبئ بتحولات جذرية في فعل الاتصال باتجاه اللامركزية.
قبل اللامركزية، كان الإعلام بالتدرج، من الصحيفة إلى الإذاعة ثم إلى التلفزيون، اكتشافا سياسيا جذابا في الأصل، وهذا ما برر ارتباط الإعلام في الغالب بغائية سياسية معلنة أو من خلف حجاب. هذا ما برر أصلا بروز علم للإعلام على خلفية التورط الفاضح للإعلام في الدعاية للحرب أو لمشروع رأسمالية مشبوهة. كان نموذج المركزية القائم على الهيمنة السياسية المطلقة على الإعلام، أي مركز في مقابل نهائيات des terminaux، شائعا كثيرا في كل الدول، واقتصرت المهمة الموكلة للصحفيين في توحيد تفكير الناس وقيادته نحو رأي واحد وقالب واحد من السلوك.
نجح الصحفيون كثيرا في إنجاز هذه المهمة، والغريب في الأمر أن غياب التعدد في وجهات النظر جعل من الصحفيين أبطالا في نظر الناس، وهكذا أصبح ضحايا الإعلام والدعاية التي يقودها الصحفيون يثقون في كل ما يقال، ليس في ألمانيا وإيطاليا فقط، وإنما في كل أصقاع العالم. في سنوات الحرب الباردة كانت الأصوات المغايرة والمعادية لدعاية الإعلام الموجه تصدّ عن طريق التشويش. عندما زار الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف الولايات المتحدة في أسوأ أيام الحرب الباردة خرج كل الأمريكيين لشتم هذا "الشيطان" الذي لا يعرفون عنه من الإعلام سوى أنه "شيطان".
يبدو كل هذا الكلام غريبا اليوم لأن هناك ما يتغير بسرعة. لقد فتحت الأنترنت المجال لنوع جديد من العمل الصحفي، الكل يقول والكل يستمع. بإمكانك أن تختار ما تقرأ وبإمكانك أن تكون كذلك صحفيا يكتب للناس ما يشاء ويمارس الدعاية والدعاية المضادة. لم تعد الدعاية هي الشيء الوحيد الذي يدرس في الإعلام، بل ظهرت مادتها المضادة على المقررات وتم تسميتها بـ"نزع السم" la désintoxication. يزعزع هذا المصطلح كثيرا كبرياء الصحفيين ذوي التوجه الكلاسيكي لأنه وبشيء من الاستعارة يرسمهم على شاكلة "أفاعٍ سامة".
لقد نمت ثقافة الناس اليوم في الإعلام، أرقام بيع الصحف تومئ بتراجع رهيب ولو أن هذا عائد إلى صعود الصحافة الرقمية، ولكن التلفزيون أيضا يشكو من تراجع المشاهدات للبرامج السياسية خصوصا. قد تعيد الأزمات الناس للاطلاع على الأخبار، ولكن على العموم هناك عزوف باتجاه الأنترنت التي تجعلك صحفيا كما تشاء، لا عبدا لصحفيين ينفثون السموم. في البدايات الأولى للصحافة، كتب أحد الفلاسفة الفرنسيين: "إذا كانت الصحف غير موجودة فلا يجب ابتكارها"، محاكيا مقولة فولتير الشهيرة "إذا كان الله غير موجود، فيجب ابتكاره". اليوم دائما، ارتبطت سمعة الإعلام بشكل مقيت بالشموليات وبالمجازر الكبرى ضد البشرية، صرنا نعرف هذا جيدا ولا يزال هناك من يقرأ الصحف ويشاهد التلفزيون.



#نورالدين_هميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النظرية والموضة.. عن الموضوعية، الذاتية والنرجسية
- حول التنظير في حقل الإعلام ومجازفاته


المزيد.....




- فيديو يظهر نقل رئيس وزراء سلوفاكيا إلى سيارة بعد إطلاق النار ...
- مصر.. تحرك برلماني بشأن شركات النقل الذكي بعد اعتداء سائق عل ...
- مواقع عبرية: حدث صعب جدا الآن في غزة ومستشفيات تستعد لاستقبا ...
- كيف تدعم الصين روسيا بعد فرض عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا؟ ...
- بايدن وترامب يقبلان المواجهة في مناظرة تنظمها شبكة -سي إن إن ...
- بركان جبل إيبو في مقاطعة مالوكو الشمالية بإندونيسيا يثور مطل ...
- خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن -اليوم التالي- للحرب ...
- وزراء إسرائيليون متطرفون يهاجمون وزير الدفاع بعد رفضه حكما ع ...
- السفير القطري لدى موسكو يهنئ بوتين بتوليه منصبه ويشيد بالعلا ...
- -لحظة تفجير منزل مفخخ بالجنود-..-القسام- تعرض مشاهد استهداف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - كل المبررات لكي لا تكون صحفيا