أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مضاد مطر اللوز - لماذا قتل أحفاد الجمحي جار الله الاشتراكي ؟















المزيد.....

لماذا قتل أحفاد الجمحي جار الله الاشتراكي ؟


مضاد مطر اللوز

الحوار المتمدن-العدد: 357 - 2003 / 1 / 3 - 02:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


                                              " خاص بالحوار المتمدن "   
  القاتل السلفي الذي وجه رصاصات غدره الى صدر الرجل النحيل  عمر جار الله ،الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليميني، هو  واحد ممن ساروا على طريق التصفيات الجسدية لخصومهم السياسيين والفكريين حيث : الرصاصة في مواجهة الفكرة والسكين على عنق حامل القلم والقنبلة تحت منصة الشاعر . هذا القاتل سار على طريق شيخه  أسامة بن لادن . و بن لادن  لمن لا يعلم يمني الجذور ، مع أنه معروف كسعودي ، نسبة الى الدولة التي تحمل اسم  رجل بدوي من نجد هو "سعود " وليس اسم نبي أو دين  أقامت  عرشها باسمه !   ولأن ابن لادن ذو جذور يمنية كما يزعم  فقد تفتحت شهيته على لغة التصفيات الجسدية والاغتيالات الغادرة  في بلده الأم اليمين . للتوثيق ، يمكن الرجوع الى مذكراته التي نشرتها جريدة "القدس العربي" على حلقات خلال فترة العدوان الأمريكي على الشعب الأفغاني  . وفي مذكراته تلك اعترف ابن لادن بأنه وجد ، بما أنه يمني ، أن من واجبه أن يوجه سيفه الى "الأعداء الاشتراكيين  الملاحدة " في الجمهورية التي كانت تعيش على صيد السمك واستخراج ملح البحر  وزراعة القات وتعميم الكبرياء الإنسانية !!إضافة الى مساعدات كانت تأتيها من جمهورية شقيقة يرأسها هونيكر الألماني " الشرقي " . لفتت انتباهي جملة قالها ابن لادن في مذكراته تلك بصدد حرب التصفيات التي قادها هو ومجموعته التي ستتحول لاحقا الى جماعة " القاعدة " ضد الاشتراكيين اليمنيين  ففقد الحزب الاشتراكي المئات من كوادر وأعضائه في حرب دموية قذرة شاركت فيها حتى بعض العناصر  من تجمع الإصلاح اليمني الإسلامي التوجهات, وكانت تلك الحملة هي المقدمة التي سبقت حرب الشمال و الجنوب وانتهت بهزيمة الحزب الاشتراكي اليميني الذي سقطت قيادته -مع بعض الاستثناءات ومنها الشهيد جار الله عمر - في سياسة انفعالية وغير مبدئية قادتها الى أحضان الإدارة الأمريكية والكويت والسعودية ، تذكرت جملة قال فيها أسامة بن لادن  لكاتب مذكراته عبد الباري عطوان  ما معناه أنه اعتبر هؤلاء الاشتراكيين عدوه الأول و خصص لهم وقتها كل جهده وماله ، ليس لإطعام جياعهم ، بل لقتل كوادرهم  ومسئوليهم الذين اعتبرهم كفار وملحدين  لا أصحاب مشروع مجتمعي وسياسي سلمي ، ورفعت وقتها – يقول ابن لادن  في مذكراته  -   شعارا يقول  ( لا نجوت إن نجوا ) !
  هذه الصرخة التي أطلقها ابن لادن ضد الاشتراكيين اليمنيين والتي وردت في مذكراته لست له ، أعني إنها ليست من بنات أفكاره بل هي للمقاتل الوثني القريشي  أُبي بن خلف الجمحي التي حاول قتل النبي محمد خلال معركة أحد فقتله النبي ، وعندها عجبت من جهل بعض السلفيين المتعصبين والفاشيين الدمويين منهم    بحقائق التاريخ العربي  الإسلامي لدرجة انهم يتشبهون  ويستعيرون في  حربهم  صيحة مقاتل وثني حاول أن يقتل النبي نفسه . سأحاول الآن توثيق الحادثة ونصها التقريبي : بالعودة الى تاريخ الطبري المجلد الثاني الصفحة 200 طبعة دار الأعلمي / بيروت  ، وفي رواية ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن انسحاب النبي العربي الكريم ومن معه من مقاتلين الى شعب في جبل أحد نقرأ ( فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الِشعب أدركه أُبي بن خلف الجمحي وهو يقول أين محمد لا نجوتُ إن نجوتَ فقال القوم يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا  قال دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث ابن الصمة (...) ثم استقبله بها فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا (...) فمات عدو الله بـ "سرف " وهم قافلون به الى مكة ..)  وهكذا فأسامة بن لادن يستعير  من الوثني أبي بن خلف الجمحي  صرخته الدموية  ضد أناس مدنيين عزل من السلاح جريمتهم أن لديهم مشروع اجتماعي وسياسي سلمي .بالعودة الى السؤال الذي عنونا به هذه المقالة وهو : لماذا قتل السلفي المتطرف الشهيد  عمر جار الله ؟  يمكن القول أن وراء هذه الفعلة الدموية المدانة واللاأخلاقية مجموعة أسباب منها : محاولة الإعلان عن أن حرب التطرف الطائفي والسلفي ضد قوى التقدم الداخلية لم تنتهِ ولن تنتهي قريبا، وأنها يمكن أن تواكب الأعمال الدموية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة ضد المنظمات الخيرية والمؤسسات المدنية والمفكرين والفنانين والأدباء داخل وخارج البلدان المعنية ، وقد جاءت  عملية اغتيال عدد من الأطباء الأمريكيين في مشفى في حي فقير بمدينة جبلة  اليمنية بعد يوم واحد لتؤكد هذا المعنى مع ملاحظة أن الإدارة الأمريكية العدوانية وبسبب سلسلة جرائمها المتواصلة ضد شعوب العالم تتحمل جزء كبيرا من مسئولية تلك الدماء التي سفكت .السبب الثاني هو محاولة إرهاب الأطراف الإسلامية المتنورة والتي ترفض العنف ولغة التصفيات الجسدية  فاقترف القاتل جريمته في داخل  مؤتمر الحزب الإسلامي الأكبر في البلاد ليؤكد للجميع أن العنف السلفي الفاشي  لا يستثني أحدا مهما كانت أيديولوجيته وشعاراته وأن المعركة ليست بين مؤمنين وكفار كما يصور  بعض المتعصبين بل هي بين المجتمع وقواه الأساسية الحية التي تميل الى الحوار والتعددية والتسامح وبين عصابات معزولة من القتلة وأن جميع الرؤوس التي تفكر وسواء كانت يسارية أو يمينية ، قومية أو وطنية ، اشتراكية أو لبرالية  مطلوبة لفوهة المسدس  السلفي الأعمى .  لقد صرخ رجل بسيط يمني أمام عدسات المصورين الصحفيين بأن القاتل الذي قتل الأطباء ليس يمنيا بل هو أجنبي ومأجور . ومع أن القاتل يمني الجنسية بكل تأكيد  ولكن المواطن عبر في تصريحه ذلك عن رفضه لمنطق القتل والدماء، وحاول الهرب من عار قتل ضيوف مسالمين جاءوا ليقدموا العناية الطبية لفقراء اليمين بأن أنكر أن القاتل يمني ، وهي محاولة يمكننا تفهمها على ضوء معرفتنا بالتقاليد الشعبية العريقة لهذا البلد ولشعبه   الطيب الذي كان يحفر الحكمة  على صخور الجبال !وأخيرا فقد جاءت جريمة اغتيال الاشتراكي اليمني  لتكشف عن غياب مأساوي لتقاليد التضامن  بين القوى التحررية والتقدمية فباستثناء أصوات  فردية  قليلة  رفضت ونددت بالجريمة ، فقد مالت وراغت الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الدينية التي تزعم الاستنارة من كل صنف ولون  الى الصمت والتفرج  على ما حدث وهذه مأساة " نخبوية "  محزنة ، لا ريب في أن خروج نصف مليون من أهل صنعاء لتشييع الشهيد  كان نقيضها بالتمام والكمال .لقد كان جار الله شهيد تلك الجماهير الفقيرة الغاضبة  التي خرجت في شوارع صنعاء بمئات الآلاف وليس شهيد المكاتب والمقرات الحزبية البيروقراطية ،وفي هذه الخلاصة كل الأمل والعزاء !



#مضاد_مطر_اللوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مضاد مطر اللوز - لماذا قتل أحفاد الجمحي جار الله الاشتراكي ؟