أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمر المزين - أدوات صناعة القتل















المزيد.....

أدوات صناعة القتل


عمر المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 10:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتردد في محاضر الشرطة في القضايا المتابع أصحابها في إطار قانون مكافحة الإرهاب عناوين كتب وأشرطة مصورة، كأدلة إثبات ضد المشتبه فيهم. ومن خلال الاطلاع على هذه المحاضر، رغم كل ما يمكن أن يقال عن مصداقيتها، فإن ما يلفت انتباه المطلع عليها هو تردد نفس العناوين لكتب أو أشرطة، سواء كمحجوزات أو ضمن اعترافات المشتبه فيهم، كأدلة إثبات ضد من وجدت معهم أو من اعترفوا للشرطة بأنهم تأثروا بها، أو هي أثرت في سلوكهم وطريقة تفكيرهم فحولتهم الى "مشتبه فيهم" من قبل الشرطة التي غالبا ما تبني "اتهاماتها" على مثل هذه الأدلة لاعتقال من تشك في نواياهم
. ورغم كل المبالغات التي قد تسقط فيها محاضر الشرطة التي يبني عليها القضاء في النهاية أحكامه لإدانة المشتبه فيهم، تبرز حقيقة واحدة، مفادها أنه إذا وجد هناك تنظيم متهم بارتكاب أعمال إرهابية مثل تنظيم "السلفية الجهادية" أو خلايا تحمل أسماء أشخاص محسوبين على هذا التنظيم وغيره من التنظيمات التي يتم تداولها على المستوى الإعلامي، فإن ما يجمع بين المنتسبين أو المتعاطفين أو حتى المشتبه في موالاتهم لهذه التنظيمات، هو مجرد أفكار قد نجدها في كتب أو أشرطة سمعية ومصورة يتداولها المتأثرون بهذا الفكر ومشايعو منظريه وزعمائه. فبنية الخلية في مثل هذه التنظيمات ليست هي تلك التي كانت توجد داخل هيكلة التنظيمات والحركات الراديكالية، سواء منها اليمينية أو اليسارية التي كانت توصف هي الأخرى بالتطرف. فالخلية عند المحسوبين على التطرف الإسلامي أصبحت مستقلة، بل هي تنظيم قائم بذاته غالبا ما يكون على رأسه أمير يكون بمثابة الآمر الناهي داخل مجموعته. وما يربط بين كل هذه الخلايا أو ما يوحدها هو الفكر الذي تتبناه، وهو فكر توفره بعض الكتب المطبوعة، ويتم تداوله بشكل أوسع عبر كتب أخرى غير مطبوعة توجد ضمن أقراص مدمجة تتوفر بالأسواق. ومن خلال الاطلاع على محتويات بعض هذه الأقراص تتجلى خطورة الفكر الذي تروج له
. ففي أحد الاقراص الخاصة بفتاوي >الجهادالجهادلا مانع من قتل الصبيان تبعا لا قصدا كأن يختلطوا بالمحاربين وكل من في فلسطين من اليهود محاربون مغتصبون فإن لم يتمكن المجاهدون من قتل المحاربين إلا بقتل الصبيان فلا حرج حينئذ في قتلهم
.< وسنجد نفس الفتوى قد اعتمدها منفذو هجمات قطارات الأنفاق في لندن، ففي الشريط الذي بثتة قناة > الجزيرة< لأحد منفذي تلك الهجمات يبرر قتل الابرياء بأنهم من دافعي الضرائب التي تذهب الى حكومتهم المنخرطة في الحرب في العراق

. جهاد.كوم
وفرت شبكة الأنترنيت وسيلة تواصل كبيرة ومضمونة للترويج للفكر التكفيري والجهادي، الذي تتبناه تنظيمات متطرفة مثل تنظيم القاعدة، التي تحولت هي الأخرى الى مجرد فكرة. فما يجمع بين تنظيمات متطرفة في لندن وأخرى تنشط في عدة دول أوربية أو تلك التي نفذت هجمات قاتلة في الدارالبيضاء والسعودية وفي شرم الشيخ، وما يجمع بين تنظيم الزرقاوي في العراق ومقاتلي الشيشان وبقايا عناصر القاعدة داخل أفغانستان، وما يجمع بين زعامات هذه التنظيمات بين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو قتادة وأبو حمزة المصري والزرقاوي وغيرهم من المنظرين الفكريين غير المعروفين أو على الأقل ممن لا يتم تداول أسمائهم على مستوى واسع عبر وسائل الإعلام… ما يجمع بين كل هذه التنظيمات وأصحابها ومشايعي أفكارها ومناصريها هو الفكر الذي يكفر المجتمعات الحديثة ويدعو الى الجهاد من أجل تغيير واقعها للعودة بها الى ما كان عليه السلف الصالح.
ونظرا لتوسع شبكة هذا التنظيم واتساع رقعة تأثيره بفضل ما وفرته الشبكة العنكبوتية للمعلوميات من سهولة في التواصل بين الناس، أصبح بعض خبراء مكافحة هذا الفكر يطلقون عليه اسم "جهاد.كوم". وقد أنتجت شبكة التلفزيون البريطانية "بي بي سي" فيلما وثائقيا يحمل العنوان نفسه "جهاد. كوم" كشف عن جانب من آلية اشتغال هذا الفكر في استقطاب مناصرين جدد عبر العالم. فأين تكمن قوة هذا الفكر الجذابة التي تجعله يستقطب باستمرار شبابا من مختلف الثقافات ومن جميع أنحاء العالم لتبني منهجه الذي يقوم على مبدإ واحد هو الاعداد >للشهادة

<. ثقافة الموت
لم تظهر حتى الآن دراسات مرجعية حول نفسية الاشخاص المشتبه في تأثرهم بالفكر الجهادي، أو حول حالات أولئك الذين تجاوزا مرحلة القناعة الفكرية للمرور الى التنفيذ كما حصل في تفجيرات 16 ماي بالدار البيضاء حتى نبقى عند حالات مغربية محضة. وما هو متوفر الآن حول هذه الحالات هو مجرد استنتاجات عامة من خلال رصد تحولات فكر وتصرفات بعض المدانين بسبب تبنهيم لفكر ديني متطرف يبيح قتل الآخر . والحالة الاكثر جلاء هي تلك المتعلقة بمنفذي أحداث 16 ماي ، الذين خضعوا للاستقطاب ولعملية تعبئة مكثفة خلال مدة لم تتجاوز ستة أشهر ليتحولو الى قنابل موقوتة . فما الذي يدفع شبابا في مقتبل العمر لتدمير حياتهم وتدمير حياة الاخرين ؟
هذا السؤال طرحناه بأكثر من صيغة على من ساهموا معنا في هذا الملف ، فجاء رد أحمد الريسوني عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والاصلاح قائلا بأن الاوضاع السياسية الدولية والمحلية تلعب دورا أساسيا في اقناع الشباب وإعداده نفسيا ليتحول الى مقاتل . ونفس الموقف يسانده فيه محمد ضريف الباحث المتخصص في الحركات الاسلامية ، الذي يرى أن ثقافة الموت يتم ترسيخها عن طريق استغلال حالات الاحباط واليأس الناتجة أصلا عن ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ، يتم البحث لها عن منطلقات دينية لتكثيف قوة الاستقطاب في مثل هذه الحالات النفسية. لذلك يتم التركيز في عملية الاستقطاب على شباب مقصيين أو رافضين للاندماج في مجتمعاتهم أو من لهم شخصية غير متزنة ، وحسب ضريف فإن التركيز يكون على >الاستعداد النفسي والميولات الثقافية للشاب المستهدف<. أما اللجوء الى التسجيلات الصوتية ولأشرطة الفيديو التي يتداولها هؤلاء الشباب فإن دورها حسب الريسوني هو تكميلي يأتي في الدرجة الثانية بعد عملية الاقناع وغالبا ما يكون هذا الدور ذا طبيعة تعبوية لشحن نفسية المقاتل . أما ضريف فيرى أن اللجوء الى وسائل الاستقطاب السمعية والمصورة يكون بهدف > الاعلاء من مقام الشهيد< الذي يصنف ضمن مرتبة الأنبياء والصديقين . فلا غرو إذن إذا حمل أحد أشرطة الفيديو المتداول في أوساط أصحاب هذا الفكر عنوانا جذابا هو: > عشاق الشهادة< ، وفي الشريط الاكثر انتشارا والذي يحمل عنوان > جحيم الروس< تظهر صور قتلى الحرب في صفوف المقاتلين العرب وكل واحد منهم يحمل لقب الشهيد ، ويصاحب بث الصور ترتيل ايات قرآنية تبشر الشهداء بالجنة
.. بقي القول أن عملية الاستقطاب التي تلغي عقل وفكر المستقطب وتحوله الى آلة طيعة في يد المستقطب (بكسر الطاء) ، هي آلية قديمة اعتمدتها الانظمة الشمولية عندما كانت تلجأ الى الايديولوجيا لتأطير الشباب وغرس مبادىء يقينية في ذهنه تجعله كما يقول الدكتور أحمد الحمداوي الاختصاصي النفساني مستعدا أن يهب الفكرة > حياته وفرديته ، والدفاع عنها حتى الموت< ، ويذهب الحمداوي في تحليله نفسيا لهذه الظاهرة الى اعتبارها مرضية ، بما أنه يرى أن فعل القتل هو مرض نفسي في حد ذاته ، وهو بذلك يصنف منفذي أحداث 16 ماي > ضمن درجات معينة من الامراض النفسية المقنعة في اطار إيديولوجي< . وقبل أن نسأل كم من هؤلاء المرضى يعيشون بيننا ، علينا أن نبحث في أسباب المرض ، فالتشخيص في الطب يسبق العلاج .. وتلك ليست مهمتنا



#عمر_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسابيح في صومعة إبليس
- علاقة الرجل والمرأة


المزيد.....




- فرنسا: إنقاذ 66 مهاجرا غير نظامي أثناء محاولتهم عبور المانش ...
- مصر.. والدا الرضيعة السودانية المقتولة بعد هتك عرضها يكشفان ...
- السعودية.. عمليات انقاذ لعالقين بسيول والدفاع المدني يحذر
- الغرب يطلق تحذيرات لتبليسي مع جولة جديدة من الاحتجاجات على ق ...
- فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران ...
- في الذكرى الـ10 لمذبحة أوديسا.. اتهامات لأجهزة استخبارات غرب ...
- ترامب يعلق على أحداث -كولومبيا- وينتقد نعمت شفيق
- نيبينزيا: مجلس الأمن الدولي بات رهينة لسياسة واشنطن بالشرق ا ...
- -مهر-: رئيس جامعة طهران يعين زوجة الرئيس الإيراني في منصبين ...
- ‏مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة ت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمر المزين - أدوات صناعة القتل