|
رسالة مفتوحة الى جبران تويني
نورا دندشي
الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 08:24
المحور:
الصحافة والاعلام
وجه النائب والكاتب اللبناني جبران تويني رسالة مفتوحة للشعب السوري وذلك في العدد الصادر يوم الجمعة الموافق 32 سبتمبر/ ايلول 2005، مفادها الايضاح للشعب السوري الاسباب التي ادت في نهاية مطاف الثلاثون عاما على التواجد السوري في لبنان الى تأزم الأوضاع بين البلدين والشعبين . كتب جبران تويني بقلب مفتوح مخاطبا الشعب السوري ومستعرضا في رسالته كافة أشكال التدخل السافر الذي كان يمارسه النظام السوري وأجهزته الأمنية في لبنان وعلى مدى ثلاثون عاما، مفترضا لو أن تلك الممارسات الشاذة التي أوردها في المقال قد مورست من قبل الجانب اللبناني على الارض السورية وعلى الشعب السوري، وبالتاكيد كان سيكون أمرا مرفوضا . وبدوري أتوجه الى جبران تويني بهذه الرسالة المفتوحة عسى أن يكون لديه سعة الصدر في تقبلها كما تقبلنا كشعب سوري رسالته التي يشكر عليها . أستاذي الفاضل، لا نشك ولو للحظة بمحبة الشعب اللبناني لشعبنا السوري حيث تجمع بين الشعبين وحدة التراب والتاريخ وتربطهما أواصر النسب والمصاهرات، عدا على أن أغلب العائلات السورية جذورها لبنانية والكثير من العائلات البنانية أصولها سورية، فهناك رابطة دم بين الشعبين وهذه الحقيقة لا يمكن ان ينكرها أو يتنكر لها أي مواطن سوري أو لبناني ، ولا يغفل على أحد منا شواهد التاريخ، وأن لبنان كان سوريا قبل أن يكون لبنانيا ، مع إحترامنا وتأكيدنا على سيادة لبنان والشعب اللبناني ، وعسى ألا يُستَشَفُ من كلامي هذا أنني أطالب بضم لبنان الى سوريا ، فلبنان دولة ذات سيادة ومعترف بها لدى هيئة الامم المتحدة وهذه الفكرة غير واردة في الأذهان، إنما للتاكيد على وحدة الشعبين وأيضاح حقائق تلك الروابط المتينة التي تربط الشعبين وليس البلدين . لكن يا أستاذي الفاضل لم توضح لنا في رسالتك الأسباب التي مكنت النظام السوري من فرض هيمنته وسيطرته على هذا النحو السافر والذي لا يمكن أن يكون مقبولا لدى أية دولة أو شعب ؟ إن تلك الممارسات للنظام السوري وأجهزته الأمنية ما كانت الا إمتدادا لممارساته المقعية في الداخل السوري، وما أستمد قوته على مدى أربعة عقود إلا من هذا الدعم اللبناني ، وما استمر هذا النظام وبهذه القوة الى يومنا هذا الا من الدعم اللبناني والعربي أيضا ، وصحيح أن الشعب اللبناني قد دفع جزء من ثمن وجود النظام السوري على الأراضي اللبنانية لكن الفاتورة التي دفعها دفعه الشعب السوري لإستدامة النظام فاقت كل الأثمان ولا يزال يدفع والقادم أعظم، وهذا كان كنتيجة حتمية للدعم اللبناني والعربي . هذا الدعم اللبناني الذي نتحدث عنه أخذ أشكالا عدة لكن في مجملها لم تكن من باب الوطنية وإنما لمكاسب شخصية ومادية لا أكثر، حيث أصبح لبنان مرتعا للتكسب سواء السوريين أواللبنانيين قي آن واحد، وأستاذي الفاضل أدرى من هم اللبنانيين الذين اعنيهم، وما يدلل على قولي هذا كعينة من تلك المصالح والمكاسب هو أن نائب رئيس الجمهورية السورية الأسبق عبد الحليم خدام يقيم حاليا في منزل يقع بأرقى الأحياء الباريسية، كان قد أشتراه له المرحوم رفيق حريري، فما هي الدوافع الوطنية التي كانت لدى الشهيد الحريري كي يشتري لعبد الحليم خدام منزلا في باريس تقدر قيمته بـ 40 مليون يورو وآخر في الجنوب الفرنسي مع أن كل تلك الممارسات التي ذكرتها في رسالتك تمت في عهد الخدام ؟ أما عن الأعطيات والهبات التي كان يهبها الشهيد الحريري لأجهزة الامن السورية وعلى رأسهم رستم غزالي فهي لا تحصى ، حيث كان هذا الاخير يحظى برعاية الحريري الخاصة، وما تم الحديث عنه أنه كان قد إكترى له شقة فاخرة على الروشة ودفع أيجارها مقدما لخمس سنوات مقبلة، هذه عينة بسيطة من أين كان يستمد النظام السوري قوته ومن كان يدعم رجالاته وازلامه في لبنان حتى آلت الامور الى ما آلت اليه اليوم ، وما بلغنا من أسرار إلا النذير اليسير، وبالتاكيد هناك شوالات من الأسرار سوف تخرج للعلن في حينها . عدا على ما سبق فقد كانت وسائل الاعلام اللبنانية مسخرة لخدمة النظام السوري خصوصا تلفزيون وجريدة المستقبل ، الى جانب ما كشف عنه مؤخرا وزير الاتصالات اللبناني أن المرحوم الحريري كان قد خصص 300 خط هاتفي للنظام الأمني السوري اللبناني وكان المستفيد الاكبر منها رستم غزالة ومن حوله . والآن جاري الحديث والاشاعات كثرت عن جهود النائب سعد الدين الحريري نجل الشهيد رفيق الحريري وبدعم سعودي لاعادة عبد الحليم خدام للسلطة ومعه الشهابي في الوقت الذي كانا هذين الشخصين جزء لا يتجزأ من هذا النظام الذي تحدثت عنه، وهذا ما يدلل أيضا على إستمرار الدعم اللبناني للنظام السوري لكن بأشكال وطرق مختلفة، وكما تقولون أن أجهزة الأمن السورية غادرت لبنان من الباب وعادة من الشباك، فهذا ينطبق أيضا على إستمرار الدعم اللبناني للنظام السوري من الشبابيك ألا يعتبر هذا أيضا تدخلا سافرا في شؤون الشعب السوري وإستدامة أمد الديكتاتورية الى أبد الآبدين بعودة الخدام هذا لا سمح الله ؟ يا أستاذي الفاضل جبران تويني إن الشعب السوري على دراية تامة بكل الممارسات التي كانت تمارس على الأرض اللبنانية والشعب اللبناني من قبل النظام الحاكم في سوريا، ولا نحتاج لأي رسائل تذكير، إنما ما نحتاج لمعرفته فعلا هو الأسباب التي دفعت بسياسي لبنان الى التخلي عن الشعبين اللبناني والسوري والإصطفاف مع النظام السوري والذين تراوحت علاقاتهم عند مختلف الأطراف السياسية بين الشد حينا والمد أكثر الاحيان مع النظام السوري.
#نورا_دندشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعبانيات سورية -كراكوز وعيواظ
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|