أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمان محمود ابراهيم - يد امريكا تحتضن الغز الطبيعى فى منطقه بحر قزوين















المزيد.....



يد امريكا تحتضن الغز الطبيعى فى منطقه بحر قزوين


ايمان محمود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء تفكك الاتحاد السوفيتي السابق بمثابة فرصة ذهبية أتاحت للولايات المتحدة الأمريكية أن تثبت أقدامها في منطقة توصف بأنها قلب العالم ،حيث تمثل منطقة بحر قزوين أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية في إطار دعم استراتيجيتها العالمية للسيطرة على قطاع النفط والغاز الطبيعي في العالم فعندما تفكك الاتحاد السوفيتي قامت الولايات المتحدة بتكثيف جهودها في محاولة لملء الفراغ الذي تركه برحيله لذلك سعت إلى احتواء المنطقة عن طريق عدة محاور:

أولا :التواجد السياسي والدبلوماسي في المنطقة.

تسعى الولايات المتحدة الامريكية إلى إجراء اتصالات مع رؤساء كل من أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان الهدف منها عقد الاتفاقيات اللازمه لخدمة الاستثمارات الأجنبية في منطقة بحر قزوين والعمل على تنمية العلاقات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات في المنطقة عن طريق تطوير قطاع الطاقة هناك بالإضافة إلى تنمية الشركات الأمريكية ومساعدتها في محاولة الإسراع بعملية تنمية الموارد هناك، هذا بالإضافة إلى مساعدة الولايات الأمريكية الدول المطلة على بحر قزوين للنهوض بالتنمية الاقتصادية لديها ومساعدتها لتقوية استقلالها السياسي ودعم الديمقراطية .([1] ) وتشجيعها على إقامة علاقات سلمية مع جيرانها.

كما قامت بإرسال عدة بعثات لجمع المعلومات عن دول المنطقة تهدف إلى تحديد مصالحها هناك ، فكانت من أهم هذه البعثات ( بعثة راند) التي شجعت على إقامة علاقات تعاون مع دول المنطقة الهدف منها تحجيم النفوذ الروسي في المنطقة والعمل على منع الانتشار النووي في وسط أسيا ، ثم جاء بعد ذلك تقرير بعثة معهد الولايات المتحدة للسلام التي زارت وسط أسيا في عام 1992م لتؤكد ضرورة تطوير قطاع الطاقة في منطقة بحر قزوين والعمل على فرض رقابة صارمة على الأسلحة النووية في كازاخستان([2])

وفى إطار توسيع دائرة الاهتمام بموارد الطاقة في منطقة بحر قزوين عملت مجموعة من وكالات الطاقة الأمريكية على الاهتمام بالمنطقة من خلال عقد الاجتماعات الدورية برئاسة مجلس الأمن القومي لمناقشة السياسة الأمريكية تجاه منطقة بحر قزوين ، والتي تم فيها اقتراح عديد من المقترحات التالية والتي تهدف إلى تقدم المصالح الأمريكية في المنطقة بشكل حيوي:

1 - اتخاذ الإجراءات التشريعية والإدارية اللازمة لتدعيم وجود الشركات الأمريكية للعمل هناك.

2 - العمل على تشجيع الزيارات من والى المنطقة.

3 –العمل على أدماج دول المنطقة فى منظومة المجتمع الدولى .

4 - ضرورة استمرار الدعم الأمريكي وتنشيط الجهود الدولية والإقليمية لإنجاز التسوية السياسية المتوازنة والدائمة للنزاعات في كل من إقليم ناجورنو كاراباخ وابخازيا وباقي مناطق النزاع الأخرى هناك.

5 - على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون مستعدة لتوفير الدعم المالي للعمل على إعادة بناء المناطق التي مزقتها النزاعات والحروب هناك.

6 - العمل على إتاحة موارد مادية لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في أفغانستان .

7 – إتباع سياسة تقديم المساعدات الاقتصادية ذات الاهداف المتعلقة بالمصالح السياسية والاقتصادية( [3]) والايديولوجية أى المصالح المرتبطة بتوسيع الدعاية السياسية والايدلوجية الوطنية داخل هذه الدول من خلال تدعيم وسائل التبادل الثقافى والعلمى الذى يساهم فى بلوغ هذه الاهداف.

8 - العمل على تشجيع إقامة أسواق جديدة في المنطقة.

9 - العمل على إيجاد نوع من التوازن بين منطقة بحر قزوين ومنطقة الخليج العربي – الفارسي مما يحد من تمتع منطقة الخليج بالمزايا الاستراتيجية الراهنة .

10 - العمل على مساعدة دول المنطقة لتشجيع الإصلاح الاقتصادي بها وتطوير مناخ الاستثمار الملائم لها .

وقد أكد مجلس الأمن القومي على ضرورة اتباع هذه السياسات التي تدعم الوجود الأمريكي في المنطقة ، وتساعد على تقدم المصالح الأمريكية هناك.( [4])

ثانـيا: التواجد الاقتصادي والتجاري في المنطقة.

اهتمت الأوساط البترولية العالمية بتنويع مصادر الطاقة من البترول والغاز الطبيعي وخاصة بعد ما عانت من الحظر النفطي الذي فرضه العرب على الغرب أثناء حرب أكتوبر 1973م.

ومن هذا المنطلق جاء اهتمام الولايات المتحدة الامريكيه باستغلال موارد الطاقة في منطقة بحر قزوين ، والت يمثل لها مصدرا هاما للطاقة الرخيصة مما يوفر لها عنصرا أمنا للتقدم والازدهار، وعلى الجانب الأخر نجده يمثل ضغطا أمريكيا يوجه تجاه المنظمات المؤثرة في إنتاج وسعر الطاقة العالمية مثل منظمة ألا وبك ([5]) ويقلل الاعتماد تدريجيا على نفط الخليج العربي ، كما يحقق هدفها في نقل المصالح الاستراتيجية والاقتصادية من المنطقة العربية إلى منطقة بحر قزوين وإيجاد نوع من التنافس بين المنطقتين.([6] )

ومن اجل هذا الغرض اصدر البيت الأبيض في عام 1994م وثيقة تحت عنوان : ( استراتيجية الأمن القومي للارتباط والتوسيع )

National Security Strategy For Reengagement and Enlargement

حيث تحدثت هذه الوثيقة عن إمكانية استخدام نفط وغاز بحر قزوين من اجل تنويع مصادر الطاقة مما يؤدى إلى تقليل الاعتماد الأمريكي على مصادر الطاقة من منطقة الخليج العربي ([7]) ، فقامت الولايات المتحدة بإرسال شركة شيفرون Chevron الأمريكية للعمل في المنطقة فاتحة بذلك باب المنافسة بين الشركات النفطية الكبرى على مصراعيه لاستغلال موارد الغاز الطبيعي في المنطقة.

وقد ذكرت تقارير وكالة الطاقة الدولية كيف تطورت مراحل سيطرة الشركات الأمريكية على موارد الغاز الطبيعي في المنطقة بعد ذلك والتي يتم عرضها من خلال شبكة الانترنيت على النحو التالي :

1- في 24/10 /1993م تم الاتفاق بين الحكومة الآذرية والكونسورتيوم الذي يضم عددا من شركات النفط المحلية والدولية والأمريكية على استثمار حقلي(Azeri –Chirag) وقد بلغت حصص بعض الشركات الأمريكية في هذا الكونسورتيوم مثل شركة أمكو Amoco حوالي 17.1% وكان نصيب شركة يونيكال Unocal حوالي 15% و شركة بانازول Penzoil حوالي 9.81% من المشروع.

2- في 14/8/1994 قام الرئيس الأذربيجاني بزيارة واشنطن واتفق على توقيع ثلاث عقود مع كل من الشركات الأمريكية Mobial – Chevron –Exxon تصل قيمتها إلى عشرة مليار دولار، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Amoco الأمريكية هذه الاتفاقية تتيح للشركة الحق الاستثنائي في إجراء مباحثات حول حقلInam .

وقد نص العقد الأول على استكشاف واستثمار حقل Apsheron جنوب بحر قزوين والذي بموجبه حصلت شركة شيفرون Chevron على30% من المشروع والحق في ممارسة عمليات التنقيب أما العقد الثاني فيهتم بالتنقيب في حقل Z.Tagiev بواسطة شركتيExxon -Aioc حيث تحصل كل منهما على 50 % من اسهم المشروع مع احتفاظ الشركة الأمريكية بالحق في تنفيذ عمليات المشروع، أما العقد الثالث فتم توقيعه بين شركتي Aioc – M0bil بخصوص حقلOguz الموجود شرقي باكو وينص هذا المشروع على تكافؤ المساهمة بين الشركتين الأمريكية والأذربيجانية ،ولكنه يعطى الحق في مباشرة عمليات المشروع إلى شركة موبيل الأمريكية. ( [8])

3- في 2/ 12/ 1996م بدأت شركة

Caspian International Petroleum Company (CIPE)

عملها في أذربيجان حيث قامت بعمليات الاستكشاف في حقل كاراباخ وهى شركة أميركيه مشتركة .

4 -وفى 2/12/1996م تأسست شركة بترول بحر قزوين المحدودة Amoco في باكو والتي تعمل لصالحUSA National Thanksgiving. .

5- وفى الفترة من 9:6/4/ 1997م عقد مؤتمر في دالاس حول منطقة بحر قزوين عرضت فيه شركة هوستن Houston أكبر مجموعه من التقارير والخرائط وقواعد البيانات حول منطقة بحر قزوين.([9] )

6- في 11/5/1998 م قامت وكالة الطاقة الأمريكية بعقد مؤتمر حول احتياطات الطاقه فى منطقة بحر قزوين وأجرت مسحا استراتيجيا للمنطقة .

7 - وفى 4/6/1998م وضعت شركة سو كار Socar تقريرا حول كميات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج وقدرتها بحوالي 15 مليار متر مكعب .

8- في 20/5/1998م قدمت شركةFirst Exchange Crop (FEC) عدة مشاريع استثمارية في بحر قزوين وخاصة في كل من كازاخستان وأذربيجان وتركمانستان

9 -وفي يومي 25و26/6/1998 م عقد مؤتمر دولي في مركز التجارة العالمي في نيويورك من أجل بحث مشاكل النفط والغاز الطبيعي وخطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين

10 - وفى 13/11/1998 م وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على تمويل مشروعات البنية التحتية اللازمة لصناعة النفط والغاز الطبيعي في تركمانستان والتي تبلغ تكلفتها الاستثمارية عشره ملايين دولار بما في ذلك خط الأنابيب.

11 - وفى 30/4/1999م قام سفراء الولايات المتحدة الأمريكية في كل من أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان بتوجيه الدعوات إلى المسئولين في منطقة بحر قزوين لزيارة كل من واشنطن ونيويورك من أجل بحث إمكانية تحسين وسائل الاستثمار في منطقة بحر قزوين.

12 - وفى تاريخ 11/10/1999م بدأت شركة شيفرون Chevron الأمريكية بالتفاوض مع حكومة كازاخستان على شراء 25% من استثمارات حقل تنجيزTengiz .

13 - وفى 2/11/1999م قامت الولايات المتحدة بتقديم منحه تقدر قيمتها بـ425 ألف دولار لدراسة إمكانية إنتاج وتطوير حقول الغاز في أذربيجان . حيث تقوم بهذه الدراسة شركة Enron.

14 - وفى 23/11/1999م قدمت شركة اكسونExxon عرضا لتطوير حقول الغاز الطبيعي في شرق تركمانستان والتي تقدر احتياطاتها بحوالي 2 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي والتي من المحتمل أن تخدم أسواق كل من الصين واليابان .

15 - وفى تاريخ 10/12/1999م قامت شركة شل Shell بعمل مشروع استكشافي في المنطقة الجنوبية لبحر قزوين حيث تمتلك 50 % من خط أنابيب الغاز والاستثمارات في حقول الغاز الطبيعي في كل من تركمانستان وكازاخستان وهى شريك في الكونسورتيومOkiok .

16- وفى 29/2/2000م وقعت شركة كونكو Conoco عقدا لعمل استكشاف في عمق بحر قزوين مع شركتي Exxon Mobil .،وفى نفس التاريخ وقعت شركة Shell الأمريكية اتفاقية لاستثمار الغاز الطبيعي في تركمانستان([10]).

يتضح لنا من العرض السابق لنشاط الشركات الأمريكية في منطقة بحر قزوين مدى اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على مورد الغاز الطبيعي في المنطقة ، كما أنها لم تكتفي بتواجد شركاتها فقط في المنطقة ، بل سعت إلى السيطرة على منابع النفط والغاز الطبيعي في المنطقة وازداد على ذلك رغبتها في السيطرة على خطوط الأنابيب وطرق تصدير الغاز الطبيعي من المنطقة إلى الأسواق العالمية ،حيث قامت بتنويع طرق تصدير الغاز الطبيعي فتبنت سياسة إنشاء خطوط متعددة الأطراف لنقل الموارد البترولية من منطقة بحر قزوين إلى الأسواق العالمية عبر عدة دول حول منطقة بحر قزوين ، وقد جاءت هذه السياسة بهدف التحكم في سيطرة كل من روسيا وإيران على موارد الطاقة في المنطقة([11]).

وهذا ما يتضح من خلال متابعة مراحل سيطرة الولايات المتحدة على طرق تصدير الغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين على النحو التالي :

1- قامت كل من شركتي Aioc –Socar في 7/5/1997م بإنشاء شركة جديدة مهمتها مد خط أنابيب دولي جديد لنقل نفط وغاز بحر قزوين وكازاخستان إلى الأسواق وسيكون لشركة Willbross الأمريكية سهم كبير في هذا المشروع.

2- قامت شركة شل Shell في 13/11/1998م بعمل دراسة جدوى لخط أنابيب الغاز الممتد من تركمانستان إلى تركيا عبر إيران .

3- في 24/11/1998 وقعت كل من تركيا وأذربيجان وكازاخستان على إعلان أنقرة والذي يهتم بمسار أنابيب نقل الغاز وهى ( خط أنابيب الغاز الغربي – خط أنابيب الغاز الممتد من تركمانستان مرورا بأذربيجان ليصل إلى تركيا )([12])

4- في عام 1998م أيضا تقدم الكونجرس الأمريكي بمشروع قرار سمى بـ( القرار الإستراتيجي لطريق الحرير)Silk Road Strategy Act. لتشييد خطوط أنابيب متشعبة لنقل النفط والغاز الطبيعي من كازاخستان وتركمانستان وأذربيجان إلى الأسواق العالمية.([13])

5- قامت شركة Enron في 27/1/1999م بإنهاء دراسة الجدوى الخاصة بخط أنابيب غاز الممتد من تركمانستان عبر بحر قزوين ويمر بكل من ( تركمانستان-أذربيجان- جورجيا - تركيا ) وقد أعلنت الشركة انه يمكن بناء هذا الخط خلال عامين بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي مليارى دولار ويرجع تمويل هذه الدراسة إلى منحة من الولايات المتحدة الأمريكية.([14] )

6- وقع كل من رؤساء شركات خطوط نقل الطاقة في أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وجو رجيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفاقا على إنشاء خطين لتصدير نفط وغاز بحر قزوين ، وينطلق هذين الخطين من أذربيجان ، ويمران عبر جو رجيا ليصلا إلى ميناء جيهان التركي .([15] )

ثالثا: التواجد العسكري في المنطقة.

لم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بالتواجد السياسي والتجاري في منطقة بحر قزوين بل أخذت تدعم وجودها وسيطرتها على المنطقة من خلال التواجد العسكري بدعوى حماية أمن الطاقة في المنطقة والحفاظ على استثماراتها هذا بالإضافة إلى رغبتها في القضاء على بؤر الإرهاب والتطرف الموجودة في المنطقة فأخذت بنشر قواتها العسكرية في المنطقة وبناء قواعد عسكرية لها في كازاخستان ( [16])

حيث تم الاتفاق بين وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) والرئيس الكازاخى ( سلطان نور نازار باييف) على توسيع الوجود العسكري الأمريكي في منطقة بحر قزوين في إطار محاربتها للإرهاب في مقابل تقديم الدعم المالي لهما .

وفى ديسمبر 2001م قام وزير الدفاع الأمريكي ( دونالد رامسفيلد) بعمل زيارة لأذربيجان الهدف منها بحث سبل التعاون في المجال العسكري معها حيث أكد في هذه الزيارة أن بلاده مهتمة بالتعاون العسكري مع دول المنطقة من اجل ضمان توافر حالة الأمن والاستقرار لديها، كما أعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء التعديل رقم 907 من قانون الحريات الذي بموجبه تحرم أذربيجان من تلقى المساعدات الأمريكية مما يؤكد على أهمية هذا التعاون بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .( [17])

ثم جاء الإعلان عن نشر قوات أمريكية في جورجيا في فبراير 2001م بهدف تحقيق حالة من الاستقرار الأمني الاجتماعي والسياسي ،ومحاولة حسم المهام الاستراتيجية والجغرافية في المنطقة.

ولكن هذا التواجد العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من انه لاقى الترحيب به من قبل كل من جو رجيا وأذربيجان وتركيا إلا انه كانت له انعكاسات أخرى على باقي دول المنطقة ومنها روسيا التي تنظر إلى منطقة بحر قزوين والقوقاز باعتبارها منطقة ذات أهمية خاصة لها وترفض أن تأخذ الولايات المتحدة مكانتها في المنطقة وتهدد أمنها( [18])

أما إيران فتنظر إلى التدخل الأمريكي في كل من جو رجيا والعراق وأفغانستان باعتباره تهديدا مباشرا لأمنها واستقرارها وخاصة بعدما سعت الولايات المتحده الامريكيه الى تكثيف عمليات التواجد العسكرى فى وسط اسيا بعد حدوث احداث سبتمبر 2001م.

الولايات المتحدة الأمريكية وأحداث 11 سبتمبر 2001م.

استغلت الولايات المتحدة الامريكيه أحداث 11 سبتمبر 2001م وما بعدها من أ جل تحقيق أحد أهدافها الإستراتيجية في منطقه أسيا الوسطى حيث تصر على دعم التواجد العسكري الدائم في دول المنطقة بدعوى القضاء على الإرهاب والمتطرفين .

كما تسعى إلى توسيع حلف الناتو بحيث يغطى دول المنطقة وذلك من اجل حصار القوى الكبرى والإقليمية مثل روسيا والصين وإيران وتوفير أجواء أ منيه وعسكرية وسياسية توفر أرضيه مناسبة للسيطرة الغربية والإمريكيه على موارد الطاقة( [19]) .

والواقع أن الهدف الرئيسي من وراء تلك الأحداث هو رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على إنتاج وتصدير النفط والغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين وغلق الأبواب أمام كل من إيران وروسيا للوصول إلى السيطرة على منافذ تصدير الغاز في المنطقة.

وقد أتاحت أحداث سبتمبر الفرصة أمام الولايات المتحدة الامريكية لفعل ذلك وجاء إرسال قواتها العسكرية للقضاء على حركة طالبان في أفغانستان ليدعم وجودها العسكري هناك.

وهنا تظهر أهمية دولة أفغانستان والتي تمثل محورا رئيسيا ونقطة انطلاق استراتيجية لعبور نفط وغاز بحر قزوين عبر الأراضي الافغانيه إلى الأسواق العالمية.([20] )

وتتيح للولايات الأمريكية التحكم في شرايين الطاقة المتجهة نحو كل من الصين والهند واليابان وباقي الأسواق الاسيويه التي تمثل أهم الأسواق المستقبلية في استهلاك الطاقة لتوفير متطلبات التقدم الصناعي الهائل لديها ، وسد احتياجات المستهلكين محليا بها ، فنجد موارد الطاقة في منطقة بحر قزوين لها أهميه خاصه بالنسبه لهذه الدول حيث تمثل مصدر قريبا إلى حدا ما للإمداد بموارد الطاقة وذلك نظرا لبعد المسافة بين هذه الدول ومجموعة دول الخليج العربي المصدره لموارد الطاقة، مما يوفر لها عديد من المميزات التي تتضمن توفير التكاليف المادية الضخمة اللازمه لنقل الطاقة لديها بالإضافة إلي توافر موارد الطاقة في منطقة بحر قزوين بكميات ضخمه تكفى لسد احتياجاتها من موارد الطاقة وتؤمن متطلباتها المستقبلية .

وفى النهاية يمكن القول بان الاستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة بحر قزوين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م كانت تسعى إلي احتواء القوى ذات النفوذ الإقليمي في المنطقة فنجدها قامت بعدة محاولات تهدف إلى خلق علاقات تعاون ومصالح مشتركة مع روسيا تهدف من ورائها إلى تحجيم دور روسيا ، والحد من دعم علاقاتها مع باقي الدول المطلة على بحر قزوين والمستقلة حديثا عن الاتحاد السوفيتي السابق حيث تأتى فكرة إنشاء خط أنابيب لنقل النفط والغاز الطبيعي من منطقة بحر قزوين عبر تركيا بعيدا عن روسيا بنتائج عديدة أهمها محاولة أضعاف هيمنة وسيطرة روسيا على هذه المنطقة التي كانت جزا منها لمدة طويلة والغنية بمواردها النفطية مما يترتب عليه رفع يد روسيا عن احتكارات النفط والغاز الطبيعي في المنطقة مما يؤثر على الاقتصاد الروسي فيما بعد . هذا بالإضافة إلي رغبة الولايات المتحدة في إزاحة ما تبقى من نفوذ روسي في المنطقة بإجراء اتصالات مع كل من أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان والعمل على دعم علاقات التعاون فيما بينهم مما يشكل عائقا أمام إمكانية تواصل روسيا مع دول المنطقة.([21] )

وعلى الجانب الآخر تبذل الولايات المتحدة جهدا كبيرا في عزل إيران والعمل على إضعاف نفوذها وامتداد روابطها التاريخية مع دول المنطقة ( [22]) خوفا من امتداد النفوذ الإيراني إلى دول المنطقة في محاولة لاحتوائها ، مما دفع الولايات المتحدة إلى عرض عدة اقتراحات لإنشاء خطوط أنابيب لنقل البترول والغاز الطبيعي من منطقة بحر قزوين إلى الأسواق العالمية بعيدا عن إيران.

والدعوة إلي مرور خط الأنابيب الذي يربط دول أسيا الوسطى والقوقاز بتركيا إلى الأسواق العالمية بعيدا عن إيران بالرغم من الجدوى الاقتصادية لتصدير موارد الطاقة من منطقة بحر قزوين إلي الأسواق الآسيوية عبر إيران والتي يتوقع أن ينمو الطلب على النفط والغاز الطبيعي فيها بمعدلات عالية خلال الفترة القادمة.([23] )

وفى النهاية نلاحظ من العرض السابق لمواقف القوى الإقليمية والعالمية تجاه منطقة بحر قزوين ، يتضح لنا مدى التشابه في تطلعات الدول الإقليمية والدولية تجاه المنطقة بالرغم من وجود تباين في السياسات التي تتبعها كل منها ، والأهداف التي تبغي الوصول إليها وتحقيقها مما يوضح لنا الأهمية السياسية والاقتصادية لمنطقة بحر قزوين والتي تجذب إليها مراكز القوى كما نرى، فعلى سبيل المثال : نجد الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتامين وجودها في منطقة بحر قزوين لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية في المنطقة ، بالإضافة إلى رغبتها في احتواء دول المنطقة لتدعيم نفوذها باعتبارها مركز القوى الأوحد في العالم .

وعلى الجانب الأخر نجد روسيا التي تسعى إلى احتواء دول المنطقة لتحقيق ذات الأهداف التي تسعى إليها الولايات المتحدة الامريكية وتضيف عليها رغبتها في السيطرة على خطوط تصدير الغاز الطبيعي واحتكار مرورها عبر أراضيها ، مع العمل على تحقيق رغبتها في إيجاد حل للوضع القانوني لبحر قزوين يمكنها من الاستفادة بثروات قاع البحر .

واخيرا جاءت التطلعات الإيرانية لتعبر عن مدى رغبة إيران في جذب دول المنطقة إليها لتدعيم مشروعات تنمية قطاع الطاقة بها حيث تمتلك إيران خبرات سابقة في مجال استخراج الطاقة وتصديرها ، وتعتبر اقرب طريق إلى أسواق أسيا وباقي الأسواق العالمية مما يتيح لدول بحر قزوين إمكانية تصدير موارد الطاقة بأسعار تتيح لها الاحتفاظ بعائد ربح مناسب لعمل مشروعات التنمية لديها .

كما تتشابه رؤية إيران مع آراء روسيا تجاه الرغبة في حل الوضع القانوني لبحر قزوين بما يسمح لها بالاستغلال المشترك لقاع البحر .

وفى واقع الأمر تعتبر تطلعات كل من روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية هي التطلعات التي لها ثقل وتواجد بشكل فعلى ضخم في المنطقة، وتوجد هناك تطلعات من جانب دول أخرى مثل الصين وتركيا تجاه التقرب من منطقة بحر قزوين، ولكن هذه التطلعات لها وجود نسبى لم تكتمل فعاليات تواجدها بشكل واضح، ولكنها تسعى إلى مد يد العون إلى دول المنطقة بشكل تدريجي وبطئ فنجد الصين تبغي تأمين مصادر الطاقة لديها عن طريق مد خطوط أنابيب لنقل الطاقة تصل بينها وبين منطقة بحر قزوين عبر أراضي جاراتها كازاخستان، ولكن تقف الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع عائقا أمام تنفيذه.

ويوضح لنا التخطيط التالي (1) وجود التشابه بين موقف روسيا وإيران في تحجيم مد النفوذ الأمريكي تجاه منطقة بحر قزوين نظرا لان امتداد هذا النفوذ سيؤثر بدوره على مكانة كل من إيران وروسيا داخل دول المنطقة .



أن يخضع تقسيم بحر قزوين لسيطرة روسيا

الولايات المتحدة الأمريكية

إيـــران

روسيــا

توفير الاستثمارات الأجنبية لتنمية قطاع الغاز

تأمين صادرات الطاقة

إيجاد حل للوضع القانوني في بحر قزوين

عمل تنمية اقتصادية داخل المنطقة

تحجيم نشاط النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة

السيطرة على خطوط تصدير الغاز

الحفاظ على الأمن الأقليمى فى المنطقة

دعم العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة

التعاون مع الشركات الأمريكية بالرغم من القيود الاقتصادية المفروضة عليها




أما بالنسبة لتركيا فنجدها قد نجحت بمهاره فى جذب اهتمام دول المنطقه للتعامل معها عن طريق عديد من الجهود التى بذلتها لتدعيم اواصر التعاون معها، والتى من اهمها تقديم (10 آلاف منحه دراسيه ) لشباب الجمهوريات المستقله حديثا عن الاتحاد السوفيتى السابق، للدراسه فى الجامعات التركيه رغبة منها فى تطبيع هؤلاء الشباب بالنموذج التركى الذى يقوم على علمانية الدوله وفصل الدين عن السياسة ([1] ) وبالتالى يتم تصدير هذا النموذج التركى من خلال هؤلاء الشباب الى باقى سكان دول المنطقه.

وفى الجانب الاقتصادى سعت تركيا الى إقامة سوق تركيه مشتركه مع دول المنطقه ، هذا بالاضافه الى العمل على إقامة بنك مشترك لتسييل التبادل التجارى والاستثمارى فيما بينهم.

كما قامت تركيا بتقديم المساعدات الماليه الى دول المنطقه وذلك بالرغم من عدم توافر فائض مالى لديها، ولكن توافر هذه المساعدات الماليه جاء نتيجة عقد اتفاقيات بين كل من تركيا والولايات المتحده الامريكيه والغرب ، حيث تمثل تركيا منفذ رئيسيا للتدخل الامريكى والغربى لدى دول المنطقه للعمل بها وفرض النفوذ عليها.

كما انها تسعى إلى جذب مسار خطوط أنابيب نقل الطاقة لتمر عبر أراضيها للاستفادة من رسوم الترانزيت، مع العمل على تدعيم مركزها في المنطقة باعتبارها إحدى (دول المرور) التي تمر خطوط الأنابيب عبر أراضيها كما تسعى تركيا لتحجيم النفوذ الروسي في المنطقة حتى لا تمكنها من استعادة نفوذها السابق في المنطقة .




#ايمان_محمود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة
- وزراء إسرائيليون يجتمعون بشأن الرهائن وخطة رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمان محمود ابراهيم - يد امريكا تحتضن الغز الطبيعى فى منطقه بحر قزوين