أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زكي لطيف - شعب حر ومجتمع سعيد! 1















المزيد.....

شعب حر ومجتمع سعيد! 1


زكي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 09:34
المحور: المجتمع المدني
    


شعب حر ومجتمع سعيد! (1)
في الدول والمجتمعات المركزية تنصب السلطة ذاتها بغلبة عسكرية أو دينية لتستفرد بالتحكم في كافة أوجه الحياة الإنسانية ولتوجهها وفقا لمصالحها وثقافتها الخاصة، عندما يقوم العسكر بانقلاب عسكري أو تكون هناك ثورة بيضاء يقودها احد أعضاء الحزب الحاكم أو العائلة المالكة فان الشعب يصفق لها تصفيقا حادا وطويلا ، وتلك الصحف الممجدة للنظام البائد تتبذل مواقفها في اقل من ساعة بعد البيان الأول للثورة أو الانقلاب ويتفاءل الشعب بعهد جديد وحياة أفضل، أتذكر أني قرأت في احد الكتب التي تعالج قضايا العراق انه عندما اعتلى صدام السلطة عام1979م حيا والد المؤلف صدام حسين واستبشر خيرا من حكمه، حتى عندما أقدم الطاغية على إعدام أكثر من 15 عشرا من رفاق القيادة القطرية لحزب العبث ارتئ الوالد بان ذلك ضرورة لتدشين العهد لحزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة القائد الضرورة !
عندما تقلد الرئيس السوري الرئاسة أمر بإنشاء كليات تكنولوجية وتوفير خدمة الانترنت ، وزيادة رواتب موظفي الدولة وتوظيف الآلاف من العاطلين عن العمل، في الأردن كان مما أمر به الملك عبد الله الثاني إلغاء مخالفات المرور عن كافة المواطنين الأردنيين ، في السودان عندما قام الرئيس عمر البشير بانقلابه العسكري كان أول ما أمر به توظيف الآلاف من المواطنين السودانيين في جهاز الدولة .
كافة النظم السياسية الشمولية الدكتاتورية تمارس سياسة الحرمان طويل الأجل وعندما يتغير شخص القائد تبدأ القيادة الجديدة بإصدار بعض القرارات الهامشية ذات الصبغة الشعبية لإرضاء الجمهور وللتدليل على أن هناك تغير ايجابي وعهد جديد لبلاد إلا أن ذلك ليست سوى تغييرات قشرية سطحية لا تمس حقيقة الكيان السياسي والاجتماعي الذي يئن من أمراض قاتلة .
إنني لأتعجب من بعض النخب العربية وكيف سارعت إلى التصفيق لهذا العهد أو ذاك ، فهل هناك تغيير حقيقي وجوهري في البلاد العربية، هل عندما يتم زيادة الرواتب ورصف الشوارع ومنح التراخيص لبناء المراكز الدينية هل يدل ذلك على أن هناك بوادر ايجابية لتغيير جوهري مرتقب؟! عندما يكون هناك انتخابات رئاسية تعددية، هل يعني ذلك أن هناك ثمة إصلاح أو بداية لإصلاح آم أن ذلك لعبا على عقول العامة والخاصة من الشعب؟ في موريتانيا كانت تجرى انتخابات بلدية ورئاسية وبرلمانية إلا أن البيان الأول للانقلاب كان التأكيد على إقرار الديمقراطية كصبغة رئيسية لنظام الحكم الجمهوري في هذا البلاد.
إن الانتخابات لن يكون لها معنى في ظل المركزية والاستفراد، إنها ليست سوى مسرحية تافهة تضحك السذج والمستسلمين للواقع الأسود الذي يستحكم في كافة مفردات حياة الإنسان العربي في القرن الجديد.
إن مكمن المأساة في واقعنا العربي هو عندما تؤمن النخبة المنتجة بان هناك ثمة أملا في الإصلاح في ظل الحكم الشمولي المركزي ، أنها خسارة فادحة أن تقتل روح التحدي والمقاومة في الذات العربية لإسقاط مخالفة مرور أو لزيادة راتب موظف أو لرصف شارع أو لبناء مسكن لفئة محرومة !! عندما نقرا التاريخ العربي يمر علينا عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وكيف كان عهده امتداد للحكم الراشدي وكان له العديد من المواقف النبيلة كوقف سباب الإمام علي(ع) وإرجاع فدك للعلويين وفي عهده ازدهرت البلاد حتى أن الزكاة لا تجد من يستحقها ، إلا أن ذلك كله في أيطار الحكم الأموي الأرعن وعندما مات عمر عادت الأمور والأوضاع إلى سابق عهدها من سفك للدماء واستثار بالثروة واضطهاد لأتباع المذاهب الأخرى . ذلك أن تحقيق الهدف السامي للنضال المتمثل في العدالة والمساواة لا يمكن أن ينسجم على نحو الإطلاق في ظل نظام شمولي مركزي استبدادي ، تستأثر فيه بالسلطة عائلة مالكة أو حزب حاكم ، كل ما تتميز به هو في كونها تمتلك الحكم وخلقت وفي يدها ملاعق من ذهب صنعت من ثروات الشعب المحروم .
في موريتانيا شاهدت على شاشة التلفاز كيف أن الشعب هناك خرج فرحا مبتهجا لسقوط نظام معاوية بن ولد الطياع ، وكذلك في العراق عندما سقط نظام الطاغية ، أنها شعوبنا البطريركية الأبوية المنتظرة للمصلح ، للقائد الرمز المخلص ، شعوبنا الدينية التي لا يمكنها في الذات والأعماق من الاتكال على نفسها في إدارة شئونها بل لا بد من إيكال الأمر إلى القيادة الرشيدة التي من الممكن أن تكون بيد سلطة دينية أو ملكية أو حزبية ، وعندما يتخذ القائد مجموعة من القرارات المحدودة يهلهل له الشعب ويكبر ، ذلك أن الحرمان عندما يكون واسعا ويمنح الفرد أو المجتمع بعضا من حقوقه الأساسية فانه في الغالب يصاب بإشباع زائف ليخرج القادة الشعبيين والعامة من الناس على حد سواء ليقولوا الآن (نحن) أفضل ، هذا ما نريده ونتمناه، لقد تحقق لنا كل ما نصبوا إليه ، وفي حقيقة الأمر وواقعه لم يحصل هذا الشعب إلا على الفتات من حقوقه المسلوبة ولم ترجع إليه سوى القليل من كرامته المهدرة على مر عقود طويلة إلا أن تحصيل القليل يعتبر في العرف العام والذهنية المجتمعية هو قمة الطموح والمطالبات الأخرى ليست سوى سقفا مرتفعا لا يمكننا بلوغه في هذا الجيل ، بينما في الدول الغربية تختار الشعوب رؤساؤها عبر صندوق الاقتراع ، ليحكم هذا الرئيس فترة من الزمن ليعود بعد ذلك مواطنا عاديا كبقية أفراد المجتمع !
في تلك الدول هناك المؤسسات المنتخبة التي تكفل للشعب حق التعبير والتغيير ، وفي بلادنا العربية أي مطلب يريده الشعب عليه أن يتوجه للقائد الضرورة ، لرمز البلاد وقائدها وأملها من اجل تحقيق مطالبه الذي يقدمها على طبقا من الولاء والرجاء وتقبيل الأيادي والأكتاف !
إنها مفارقات مذهلة دون شك، يا ترى على مر التاريخ هل استطاعت الشعوب إن تنتزع حقوقها المسلوبة وترجع كرامتها المهدرة عبر تقبيل الأيادي والغناء للقائد الملهم ؟ أم إن إرجاع الحق لم يكن إلا عبر الكفاح والنضال المتواصل ، في قطاع غزة هل انسحبت إسرائيل على خلفية "خارطة الطريق" أم بفعل المقاومة الباسلة للتنظيمات الفلسطينية ؟ نعم من الحكمة أن لا نضع البيض في سلة واحدة فلو لم يكن هناك سلطة فلسطينية لما انسحبت إسرائيل من القطاع ولكن في نفس الوقت لو لم يكن هناك مقاومة لما أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة التاريخية ، في العراق رغم الحكم الدموي لنظام صدام إلا أن العديد من القيادات الدينية والسياسية ظلت في الداخل لتحافظ على المكتسبات ولتستغل الفرص المؤاتية لتحقيق أية انجازات ، أما أن يصبح الرضوخ والخضوع شعار المرحلة وغايتها فهذا أمر في غاية الخطورة وخطا عظيم سوف تتحمل القيادات السياسة والشعبية تبعاته في المستقبل ، وتاريخيا لم يحقق هذا الخط أية انجازات حقيقة على مر الأزمان .
أتذكر عندما أمر ملك البحرين حمد بن عيسى بإلغاء محكمة امن الدولة ، خرجت الصحف مهللة مكبرة ما عدا القيادات السياسية حيث أطلقت تصريحات متزنة ، أعلنت ترحيبها بهذه الخطوة إلا إنها طالبت الملك بضمانات بعدم عودتها مرة أخرى ولجأت إلى مطالبها التي لم تحد عنها قيد شعرة ، عندما أصرت على عودة دستور عام 1973م وأكدت من خلاله على انه الضمانة الأكيدة لعدم عودة محكمة امن الدولة سيئة الصيت ، أنها الديمقراطية والحكم الدستوري الضمانة الوحيدة والأكيدة والواقعي لدولة يسود فيها حكم القانون والنظام وتغلب عليها العدالة والحرية والمساواة وما عدا ذلك ليس سوى نشوة زائلة وتحصيلا لحقوق مؤقتة سرعان ما سوف تنتهك مرة أخرى ، إنها الديمقراطية داء الشعوب المغلوبة على أمرها، فلنسعى جميعا من اجل الوصل إلى شواطئها الغناء وجزرها الرائعة وأرضها المكتسية بالورود والأزهار الفيحاء ، ليباركنا الله لنغدو شعوبنا حرة ومجتمعات سعيدة تستلهم من تاريخها دروسا في النضال والحرية والكرامة .



#زكي_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتبقينه عانسات !
- اسرقوها صاغرين !
- الزواج المؤقت بين الفقه والقانون
- المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر
- قيم الحرية والديمقراطية في المجتمعات الدينية


المزيد.....




- أميركا تدرس استقبال فلسطينيين من غزة كلاجئين
- الأمم المتحدة منزعجة للتعامل -الفظ- مع محتجين في جامعات أمير ...
- مؤسسة خيرية بريطانية تحذر من خطر ترحيل أطفال اللاجئين إلى رو ...
- حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا وفق الأمم المتحدة
- ما العواقب التي قد تترتب على صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتن ...
- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...
- منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة ...
- الجيش الإسرائيلي يحول عددا من مدارس غزة إلى مراكز اعتقال وتع ...
- هكذا تعتمد إسرائيل على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم حرب ...
- إعدام -قاتل البحيرة- في مصر..كيف يرى القانون جرائم رد الفعل؟ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زكي لطيف - شعب حر ومجتمع سعيد! 1