أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الشامي - جون بولتون والامم المتحدة














المزيد.....

جون بولتون والامم المتحدة


حاتم الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم من السياسة بالضرورة أن عمل السفراء هو عمل دبلوماسي لذلك كان عمل اي سفير لبلاده في الامم المتحدة هو عمل دبلوماسي وهذا المنصب على وجه الخصوص يحتاج إلى شخصية ديبلوماسية من الطراز الاول تتقن فن ممارسة اللعب الهادىء فهل يصلح جون بولتون للعب هذا الدور ؟أم أنه لايصلح لهذا الدور ولكنه سيجعل هذا المنصب يتأقلم مع شخصيته؟


حتى نصل إلى الجواب الشافي لابد لنا من وضع تصور حقيقي لشخصية هذا الرجل الذي يعد من أبرز المحافظين الجدد والصقور المحلقة فوق فريستها.

درس جون بولتون القانون في جامعة ييل الامريكية واصبح أحد كبار ومشهوري المحامين في العالم ومارس العمل المهني في المحاماة وأشتهر بقدرته على ايجاد الثغرات في القوانين والانظمة وكيفية التحايل عليها ويذكر أحد المفكرين السياسيين أنه" يحلل الحرام ويحرم الحلال" وأنه لو لم تفتح أمامه أبواب المناصب الرسمية لكان من أشهر وأكبر زعماء المافيا في العالم ، ومما يدل على ذلك أنه قام بدعم الحملات الانتخابية للجمهوريين (المحافظين الجدد) عن طريق الالتفاف على القوانين والانظمة مما مكنه من استخدام اموال غير مشروعة لدعم الصقور الامريكية.

ويعتبر من المتحييزين لليهود إذ كان عضوا في المجلس الاستشاري للمعهد اليهودي لشؤون الامن القومي، ومن المعروف أيضا أنه كان نائب وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد خلال ولاية بوش الاولى وكان من مؤيدي الحرب على العراق.

ويعتبر موقف جون بولتون من المؤسسات الدولية هو كصديقه ولفوفيتز رئيس البنك الدولي بل أشد كرهاً وحقداً إذ يحتقر القانون الدولي ويشمئز منه ولا يعطي المجتمع المدني بكافة مؤسساته أي وزناً والبرهان على مانقول هو ما
نشرته جريدة "وول ستريت جورنال" في عام 1997 مقالاً له كان يتضمن نظرته الى القانون الدولي فهو يعتبر أن المعاهدات الدولية ليست قانونا ملزماً للولايات المتحدة الامريكية وأنها ليست سوى ترتيبات سياسية
يمكن التحلل منها إلا في حال كانت هذه المعاهدات تحقق خدمة للمصالح الامريكية.

و يجدر الاشارة الى أنه كان من أشد معارضي توقيع معاهدة محكمة الجنايات الدولية.

أما نظرته وموقفه من الأمم المتحدة فهي نظرة قد لا يصدقها أحد لأنها نظرة احتقار واشمئزاز خصوصا وهو من مرشحي منصب سفير أمريكا فيها ، إن بولتون لايعترف بالامم المتحدة وهذا ماقاله في عدة المناسبات " انه لا يوجد شيء اسمه الامم المتحدة" ناهيك عن استخفافه المطلق واستهزائه المحرج إذ قال في أحد الايام " لو اختفى من مبنى الامم المتحدة في نيويورك عشرة طوابق من ثمانية وثلاثون طابقاً لما شعرت بذلك وما تأثر الكون والعالم"

بهذه المعلومات البسيطة نستطيع أن نحكم أن بولتون لايصلح لهذا المنصب وانه الرجل غير المناسب لهذا الدور ولا يملك المؤهلات السياسية لشغل هذا المنصب الديبلوماسي فلماذا يصر بوش على ترشيحه وتعيينه رغم استياء الكونغرس الامريكي من هذا الترشيح لانه واجهة غير ملائمة لأمريكا لدى العالم وخصوصا الدول الفاعلة في المسرح الدولي ولماذا يصر أيضاً على اختيار وترشيح من يفتقد الى البلوماسية؟


الجواب واضح ولايحتاج الى طول شرح وبيان :

الدافع والغاية من وراء هذا التعيين هوابراز العصا أمام كل دولة تفكر في عرقلة مشاريع أمريكا من خلال الامم المتحدة والقانون الدولي فأمريكا تريد أن يحتكم العالم إلى القانون الامريكي ويسير حسب المزاج الجمهوري الصقوري الذي يتزعمه عصبة وطغمة ممن يسمون بالمحافظين الجدد وتتستطيع بذلك أن تلزم العالم بمعاهدات تخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وأن تلغي معاهدات تم عقدها أو تمنع توقيع اتفاقيات يراد إبرامها،
صحيح أن الامم المتحدة تعتبر من الادوات الامريكية ولكن أمريكا وفق مخططاتها السياسية لاتريد أن تكون هذه الاداة صالحة للاستعمال من قبل أي طرف اخر ولعل معارضة معظم الدول الكبرى للحرب على العراق وعلى انها غير شرعية ولابد أن تكون من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن أزعج أمريكا في وقت هي في غنى عنه لذلك شنت أمريكا حربا على الامم المتحدة من خلال تصريحات بعض المسؤولين في الادارة الامريكية بأنه يجب اصلاحها وتحديثها وتقويتها وجعلها حيوية وفاعلة وأخر هذه التصريحات تصريح كونداليزا رايس عندما تحدثت أمام جمعية رؤساء تحرير صحف أمريكية بواشنطن، حين قالت: "إنها مهمة كمؤسسة، كما هو الحال، ولكن هناك أمورا متعلقة بها ليست طيبة الآن".
وقالت رايس: إنه ليس سرا على أحد أن الأمم المتحدة لا تستطيع الاستمرار كقوة حيوية في السياسة الدولية إذا لم تصلح من شأنها الآن،
كما قالت إن بولتون الذي تعهد بالعمل على تحسين تحمل المنظمة للمسؤلية والذي شكا من تضارب البرامج وتعارض السلطات، تحتاجه المنظمة للمساعدة على تحديثها وإصلاحها.
إذا هو اصلاح وتحديث وتقوية على الهوىالامريكي وهذا عين ما قاله بولتون إن الأمم المتحدة تحتاج إلى الولايات المتحدة، لتعيدها إلى الصواب وإنها يجب أن تركز اهتمامها أكثر على تجاوزات حقوق الإنسان، وعلى مكافحة الإرهاب الدولي.
ولكن هل تدرك أمريكا أن تعيين بولتون الذي عرف بانتقاداته اللاذعة للامم المتحدة سفيرا لها سيؤدي الى تعميق الفجوة بينها وبين الاوروبيين وبالتالي تزيد المشاكل والازمات بينها وبين خصومها من الدول الكبرى.
وبالتالي ستجني أمريكا ما تحصده من جراء هذه السياسات الاستفزازية.









ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجوهرات -لا تقدر بثمن- تُسرق من متحف اللوفر بباريس بعملية اس ...
- جدل حول فيديو زفاف ابنة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني.. ...
- أخطر تهديد لوقف إطلاق النار.. ضربات إسرائيلية على غزة وبيان ...
- زيلينسكي غاضب ويدعو حلفاءه إلى عدم استرضاء روسيا
- بيراميدز المصري يفوز على نهضة بركان المغربي ويتوج بطلا لكأس ...
- غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة تزعزع اتفاق وقف إطلاق النا ...
- مشروع أمريكي أوروبي لمنح قوة دولية تقودها مصر تفويضا لتدبير ...
- ما أسوأ الأجبان؟
- الصين تؤكد: وجدنا أدلة تشير لتجسس الولايات المتحدة علينا
- هآرتس: نتنياهو يحاول تسويق فشل حربه على غزة بتغيير اسمها


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الشامي - جون بولتون والامم المتحدة