أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مازن درويش - لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم لن يحكمنا البنك الدولي عالم آخر أفضل ممكن















المزيد.....

لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم لن يحكمنا البنك الدولي عالم آخر أفضل ممكن


مازن درويش

الحوار المتمدن-العدد: 351 - 2002 / 12 / 28 - 14:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم
لن يحكمنا البنك الدولي
عالم آخر أفضل ممكن

ما الذي يجمع بين هذه المقولات معا كيف تتلاقى عاملة فرنسية مع مثقفين مصريين وكيف تتشابك مصالح الفلاحين بلا أرض في البرازيل مع نساء كيبك في كندا.
كيف يمكن أن تكون حياة الإنسان ثمنا لأرباح الآخرين ومن هم هؤلاء .
كيف يمكن للبنك الدولي أن يحكمنا ونحن جزء من دول لها سيادتها وجيوشها وما هو العالم الآخر الممكن والأفضل من عالمنا هذا.
إن الذي يجمع بين هؤلاء جميعا على اختلاف بلدانهم ومصالحهم ولغاتهم هو الضرر. الضرر الواقع عليهم من جراء إعمال مفاهيم وقوانين الليبرالية الجديدة "العولمة" فمذ هيمنت نظريات العولمة الاقتصادية في الثمانينات وخصوصا في بريطانيا والولايات المتحدة مع وصول تاتشر وريغن إلى سدة الحكم بدء الاقتصاد يأخذ منحى جديدا في علاقته مع الإنسان فلم يعد الاقتصاد بمعناه الواسع مسخرا لخدمة الإنسان ولتلبية احتياجاته من السلع والخدمات بل على العكس تماما اصبح الإنسان يكتسب أهميته من خلال خدمته للاقتصاد ودوره كآلة تساهم في تكديس الأموال لدى الشركات العابرة للقارات والتي أصبحت تتحكم في سياسات الكثير من الدول سواء عن طريق ثقلها الاقتصادي أو عن طريق تمويل الحملات الانتخابية أو عن طريق المكنة الإعلامية الهائلة التي تسيرها وتتحكم بها.
ومن هنا وجدت هذه النظرية "الليبرالية الجديدة " دول ترعاها وتطالب بتطبيق قوانينها بصفتها الملاذ الأخير للبشرية خصوصا بعد سقوط النظريات الأخرى وإعلان إفلاسها من خلال سقوط منظومة الدول الاشتراكية فبدأت المطالبة بفتح الأسواق وحرية رأس المال المالي وحماية الاستثمار وتخفيف قبضة الدولة وتدخلها في الحياة الاقتصادية والتشديد على حقوق الملكية الفكرية ولم تجد هذه الدول افضل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كذراع تساعد على كسر كل القيم الاقتصادية والاجتماعية وتعميم مفاهيم السوق السلعية هذا السوق "المنفلت من عقاله والذي لا ضابط له سوى نهمه للربح" وأخذت هذه المؤسسات تتحول إلى سلطة فوق وطنية تفرض على الدول سياساتها الاقتصادية والاجتماعية فمن إعادة الهيكلة والخصخصة إلى معدلات البطالة "العادلة" ورفع الدعم عن المواد الأساسية . . . إلى ما هنالك من السياسات التي لم تزد هذه البلدان إلا فقرا وبؤسا وكمثال على نتائج الوصفات السحرية الجاهزة للبنك الدولي أورد هذه الأرقام نقلا عن إحصائيات الحكومة المصرية(1) فبعد أكثر من عقد على تطبيق هذه الوصفات هاهي النتيجة:
- ازدياد معدل البطالة إلى ما يزيد على سبعة ملايين عاطل عن العمل.
- ازدياد عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى اكثر من 48 %
وإن تطبيق هذه السياسات التي تؤدي إلى زيادة البطالة والفقر ستمكن هذه الدول في النهاية من الحصول على جائزتها من خلال الدخول في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية التي ستكرس نهب ثرواتها وتبعيتها الاقتصادية.
وها نحن الآن بعد مرور قرابة العقدين على سيطرة الليبرالية الجديدة ماذا حصدنا:
على المستوى السياسي قامت الولايات المتحدة بعسكرة الليبرالية الجديدة تلبية لشعور القوة المطلقة لديها ولتأكيد سيطرتها الاقتصادية وإعمالا لمصالح شركات تصنيع السلاح العملاقة فأصبحت تبيح لنفسها قتل وضرب كل من ليس معها فشعوب العالم جميعا اليوم أمام خيار وحيد هو إما أن تكون مع الولايات المتحدة أو أن تكون حقل تجارب لأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا السلاح وأين المشكلة لطالما هناك من يدفع فواتير هذه الأسلحة.
أما على المستوى الاقتصادي فإن الأرقام التي تصدر عن مؤسسات العولمة وتقارير الأمم المتحدة تقدم أدلة قطعية على بشاعة هذا النظام العالمي الجديد:
(كان دخل العشرين بالمائة من سكان العالم الذين يعيشون في البلدان الغنية يزيد بمقدار ثلاثين مرة عن دخل العشرين بالمائة من سكان البلدان الأكثر فقرا ولكن هذه النسبة أصبحت 82 ضعفا في عام 1995)(2)
(ارتفع عدد الأفراد الذين يقل دخلهم عن دولار واحد يوميا خلال الفترة بين عامي 1987 و1993 بما يقارب من 100 مليون فرد)(3)
(يعاني اكثر من 800 مليون إنسان من الجوع ويعاني حوالي 500 مليون من سوء التغذية المزمن)(4)
وهذه الأرقام في تزايد مستمر
هناك أغنية لدى الجالية البورتوريكية في الولايات المتحدة تقول:
(في أمريكا بلد الحرية أنت حر تماما في أن تكون ماسح أحذية أو عاطل عن العمل)
هل هذا هو العالم الذي نسعى إليه وهل هذا هو خلاص البشرية المنتظر.

 

أيها المتضررين

 

عـالـم آخـر أفـضـل مـمـكـن

 

 

 

ـــــــــــــــ

1- المنظمة المصرية لمناهضة العولمة ( أجيج )

2- لموند ديبلوماتيك عدد نوفمبر /14/ 1998رامونيه

3- تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1997

4- تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1996
************************

البديــــل
من أجل عالم أفضل
 

نشرة غير دورية تصدرعن مناهضي العولمة في سوريا – العدد (0) – 31/12/2002

 

 



#مازن_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مازن درويش - لن ندفع حياتنا ثمنا لأرباحكم لن يحكمنا البنك الدولي عالم آخر أفضل ممكن