أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوشمس الاحوازي - محنة الاحواز في الشعر الاحوازي المعاصر















المزيد.....

محنة الاحواز في الشعر الاحوازي المعاصر


ابوشمس الاحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 04:59
المحور: الادب والفن
    


ليس من السهل جدا أن نتحدث عن الأدب الأحوازي بسطور عاجلة في المهجر بعد إن كانت و لا تزال السلطات الإيرانية منذ أن كنا نعيش في الأحواز تمانع هذا القبيل من العمل الأدبي الإنساني الذي يعود بالنفع الصرف إلـى أبناء الشعب العربي الأحوازي ليطور الفكر و ينمي الثقافة بكلى فرعيها الخاص والعام و ...و على نحو من العموم كما أشرنا إن الحديث ليصعب جدا إذا استهللناه حول الأدب الأحوازي الذي عاش في العهود المنصرمة على قمة الأدب الراقي في الوطن العربي و يمكن أن نلمس هذا بالتحديد بين القرن الحادي عشر والرابع عشر الهجري ، مما انتج أسماء لامعة في استمارة الأدب العربي لا مجال إلى ذكر هذه الأسماء في مستوي هذه الإنارة العاجلة

يعتبر الأدب الأحوازي بكلـى فرعيه الشعري والنثري – من وجهة تصورنا – ذا سير صعودي ونزولي وشهدت العهود التي المحنا إليها الجانب الأول و الثاني ما يعشه الأحواز حاليا كما يعود بداية النزولي إلـى الثلث الأول من القرن العشرين اثر احتلال إمارة الأحواز العربية على يد فارس في عام 1925 م و محاولة القيام من قبله لمحو أثارها العربية . في الحقيقة من بعد هذا العام واجه الأدب الأحوازي نكسة في مسيره الإزدهاري المتتالي للعود الماضية وكما يقال لقد لقد قصم عموه الفقري من هذا الجراء مما اثر على هذه الفترة الحالية حيث ما استطاع الأدب بعده أن يواكب الأدب الموجود في كل أجزاء الوطن العربي وما نشهده من أدب هنا وهناك وهو غالبا أدب نضالـي قليلا جدا لا يسد الثغرة التي حصلت للأدب الأحوازي حاليا كما ليس بمقدوره أن يمثل الامتداد الإزدهاري للعهود التي بيناها و يعود السر في هذا كله إلـى الاحتلال الفارسي الذي اعدم حياة الأدب عبر الجوانب الثلاثة يمكن أن نشير إليها على التالي ملخصة في ثلاث نقاط

أولاً-سياسة التفريس
ثانياً-سياسة التجهيل
ثالثاً-سياسة تنسئة الشعب الأحوازي ماضيه الزاخر بالخير والعطاء

كما أشرنا سلفا يشهد الأحواز بين فترة واخرى ظهور بعض النصوص الأدبية وفي هذا السياق لابد من انارة على أن هذه النصوص تنحصر عند الجيل الدارس في الجامعات او المعاهد الدينية - المدارس الد ينية - ومع هذا انها نصوص قد تملئ العين في بعض نماذجها يمكن الاعتماد عليها كأدب أحوازي معاصر يمثل مستوى أدب الأحواز في هذه الفترة الراهنة و على نمط من العموم بمقدورنا أن نلاحظ هذا الجانب في شعر الشاعر الأحوازي كاف -ألف في مجموعة الشعرية المعنونة ب عيناك مرفاء المحتوية على ما ير بو من عشرين قصيدة تتراوح بين الطويلة والقصيرة لقد انشدها الشاعر في بلده المركز -الأحواز - وخارجه المهجر
لغة الخطاب الشعري في المجموعة لغة شعرية حزينة خفيفة الوطء يعلوها طابع الحماس والحس الثوري المتجذر في عمق الشاعر نتيجة الظروف و المعانات التي عاشها الشاعر والوطن المحتل و الأهل والخلان و .....و ضياع الوطن والحزن والقلق على الهوية العربية المنسية والحنين إلى الوطن هي العناصر التي تنجم بمستوى تسعين في المائة في القصائد يقول في قصيدة عنوانها إلي طفلي و أطفال العرب

يا طفلي
عفوا انتبه إنا عرب
إنا بقايا تغلب
و هوازن و هذيل

وحينما يحاول أن يعلم طفله رغم ما يبثه المحتل في بلده من أباطيل حول العرب ويسيء إليهم ينطق قائلا

يا طفل
عفوا
إننا لسنا كما قالوا بنا
أفكارنا
أيامنا
وسيوفنا
ما فيها إلا ما طرب

يعيش الأحواز في عمق الشاعر و يتجذر فيه روحا وسكنا مما يحدي به أن يتأوه لمحنة البلد على طيلة 80 عام من حياة الاحتلال فافتقاد الحياة والراحة و الجانب الإنساني و...هي العناصر التي ما اغفل عنها في قصيدة الأحواز والنفط والثورة يقول عن هذا كله

أحواز
ماذا اكتب وسمائك
لا شمس فيه للصباح تشرق
لا عشب في زهو الربيع للحياة يطرب
لا في الربى سرب فراش يلعب
لا طير في سعف النخيل
لدي الصغار يغرد
الشمس والصبا ح والعشب والربيع والفراش و....مكونات رمزية لقد استعارها الشاعر لإيصال مفهومه الشعري إلى ذهن القارئ وفي نفس السياق تمكن أن يصوغ دلالة أدبية لمحنة الحياة في بلده مما أدى به الأمر إلى ذكر المفردات التي بيناها

ولكن بعيدا عن الضوء الأدبي ما ذا يحمل النص في مفرداته وذلك لان الشمس رمز السيادة كما هي في المنظومة الشمسية والصباح رمز لخاتمة الظلم و الاظطهاد وبشر ى للصابرين في الحقيقة كل هذه المفردات ذات دلالة سياسية يمكن تفسيرها بافتقاد الوطن والوجود والسيادة العربية والفكر و.....وهذا ما ليس بخفي عن الناقد الأدبي
وعليه لقد أشار الشاعر إلى هذا المعني في قصيدة الأحواز قائلا

أحواز عودي ذكرك وتحذري
خدع السياسة امسك يتكرر
فترقبي أفق الفتوح لشعبك
بالمكرماتي وفي دماء يتقطر


في المهجر اثر التعايش مع الغربة يثور الحنين من ذات الشاعر إلى وطنه الأحواز فيعود للذكريات الوردية والأحلام المنصرمة التي عشقها من جانب ومن جانب آخر يفرز النخيل والسنابل وامواج كارون والمدن التي كان يجد فيها نكهة الماضي من أمس الأحواز و...بوحا و همسا للشاعر يحدي به قائلا

و أنا
نسيت بأمسك
بين النخيل أحرفي
وغفي على أمواج كارون
خيالي الحائر
وتراقص
وزن القصيد مع الفراش
في الربى
وتوارى ما بين الحويزة
والمحمرة
وعبدان
و ما بين السنابل
والصخور هاجسي



لقد تآزرت العناصر التي أشرنا إليها في صدر الحديث ضياع الوطن والقلق على الهوية ....في شعر كاف - ألف في محاولة للكشف عن الجانب الإنساني الذي افتقده الفرد الأحوازي في البلد المحتل تزامنا مع الهاجس الثور الكامن في عمق الشاعر الذي أنتجه بلده الجريح يقول في فقرات عن هذا

أحواز والنفط
متي تتواعدا للثورة الكبرى
نهض الجياع بثورة
في النصف من نيسان صارة ثورة
للملح
للخبز
وللماء

وحينما يصرخ الحرف من أعماقه لهذه الانتفاضة التي قام بها أهله وخلانه والشط والنخيل و المياه و...حيال المحتل الذي اعتاد على تشويه الحقائق وتمزيقها يقول

فقيل بحقهم
هم معشر
رفضوا الكتاب تزندقوا
طردوا الإله من السماء فسرق

وهكذا نترك الشاعر في مجموعة الشعرية التي عزف فيها مواويله الحزينة حيال الوطن و الأهل والخلان والنخيل و ....متمنين له كامل النجاح مرفوقاً بالحـرير لأرضه الأحواز



#ابوشمس_الاحوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوشمس الاحوازي - محنة الاحواز في الشعر الاحوازي المعاصر