أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شكيب الخياري - لماذا تأسيس لجنة بتحريض من الوالي؟














المزيد.....

لماذا تأسيس لجنة بتحريض من الوالي؟


شكيب الخياري

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد أن رفض جل المنكوبون في جماعة إمرابطن تسلم المساعدات المخصصة لإعادة بناء المنازل التي دمرها الزلزال، و خاصة بعد الاستماتة التي أبانوا عنها، عمدت ولاية جهة الحسيمة-تازة-تاونات يوم الثلاثاء 14 يونيو الماضي إلى استدعاء مجموعة منتقاة من الهيئات الحزبية و النقابية و الجمعوية لأجل مساعدة الدولة من خلال تقديم مقترحات لحل هذا المشكل، و هو ما أسفر عن تشكيل لجنة مستقلة بتحريض من الوالي وكل إليها بمهمة إعداد تقرير حول حقيقة المشكل القائم و ذلك من خلال الاستماع إلى كل من جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال و المجلس الجماعي لإمرابطن.
فالدولة عجزت طيلة أكثر من سنة و بشكل كلي على توزيع و فرض توزيع الإعانات المخصصة لبناء المنازل المتضررة، ملقية اللوم على جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال، محاولة عزلها و تشكيل صورة سلبية عنها لدى عموم المواطنين و حتى عند الفاعلين الجمعويين و السياسيين و النقابيين، من قبيل ترويج أن أعضاء جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال يشكلون عصابات تهدد الراغبين في تسلم الإعانات بالقتل و اغتصاب بناتهم، و الهجوم على الشاحنات المحملة بمواد البناء، و بأنهم يرفضون الحوار و لا يرغبون في حل المشكل، و غيرها من الاتهامات التي تحاول إلصاق صفة الإجرام بمناضلي هذه الجمعية التي تعبر فعلا عن حقيقة نبض منكوبي المنطقة.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن و منذ الوهلة الأولى هو، لماذا تم تشكيل هذه اللجنة بالضبط مباشرة بعد وقوع المخزن في موقف حرج، و هو ما اعترف به الوالي نفسه ؟ أو بشكل آخر، ماذا كان سيحدث لو لم يتم تشكيل هذه اللجنة أصلا؟
يبدو من الواضح أن الوضع الذي يمر به المغرب حاليا، خاصة بعد تحرك ملف الصحراء من جديد و بشكل قوي، قد دفع بالمخزن إلى التفكير في صيغة جدية و حاسمة لإغلاق ملف تماسينت بصفة نهائية، و ذلك حتى لا يزيد من التشويش في ظل ما يمكن أن يأتي من تطورات سليبة فيما يسمى بملف " الوحدة الترابية " و التي تعد عند المخزن " القضية الوطنية الأولى ". و من ثم فإن استمرار الصراع بين منكوبي تماسينت و السلطات يمكن أن تنتج عنه آثار وخيمة في ظل توتر الأجواء التي تعرفها العلاقات الجزائرية - المغربية راهنا، و التي لا تحتمل المزيد من المفاجآت.
و هنا ارتأى المخزن تشكيل هذه اللجنة، مستحضرا بذلك احتمالين اثنين فقط، أولهما، أن تتمكن هذه اللجنة من إقناع - بشكل أو بآخر - مناضلي جمعية تماسينت بالعدول عن أشكالهم النضالية المتبعة حاليا و تحقيق ما يراه المخزن، و هو عين المطلوب، و ثانيهما، إذا لم تتمكن هذه اللجنة من تحقيق ذلك فستكتشف صدق ما روج المخزن عن تعنت أعضاء الجمعية و عن عدم رغبتهم في حل المشكلة، و حينها يكون قمع مسيرة الغضب مبررا، و سيكون بمثابة ضوء أخضر للمخزن لقمع هذه الجمعية مرة أخرى لكن بقوة أكبر هذه المرة بمبرر أنها تشوش على " القضية الوطنية الأولى "، و في كلتا الحالتين فالمخزن سيخرج من المعمعة منتصرا.
و تتضح لنا الصورة بجلاء أكبر حينما نعلم أن الوالي في اللقاء التمهيدي لتأسيس هذه اللجنة قال في نهاية اللقاء لكافة الهيئات الحاضرة:" ما ستقرره هذه اللجنة سنعمل به جميعا "، فهو لم يقل مثل هذا الكلام إلا لأنه يعلم علم اليقين أن هذه اللجنة سوف لن تخرج عن التوجه الذي يراه المخزن، و هو ما ضمنه حينما ضمن التوجه العام ليس في اللجنة فقط و لكن حتى في المجلس الموسع.



#شكيب_الخياري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة يناير 1984 بالناظور..الأسباب و النتائج


المزيد.....




- -أبو الهول- بمنظور فريد.. هكذا يبدو -حارس- أهرامات الجيزة من ...
- مصادر لـCNN: إسرائيل قد تُظهر مرونة بشأن نقطة الخلاف الرئيسي ...
- العراق.. تفاصيل مقتل 61 شخصا بحريق الكوت ووجود 14 جثة مجهولة ...
- لليوم الثاني على التوالي.. الدروز في مجدل شمس يحاولون عبور ا ...
- حماس توافق على خريطة الانتشار الإسرائيلية.. فهل بدأت ملامح ا ...
- النرويج تعلق ملاحقة أنثى الدب البني بعد عضّها رجلاً.. وارتيا ...
- مشاركة عزاء للرفيق ابو العبد شاتيلا بوفاة زوجته الرفيقة رسمي ...
- تزلج في ساحة المسجِد النبوي يشعل مواقع التواصل
- السنغال: احتفال تاريخي بمناسبة انتهاء الوجود العسكري الفرنسي ...
- السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شكيب الخياري - لماذا تأسيس لجنة بتحريض من الوالي؟