|
رواية (الحصاد).. لون أدبي أصيل.. تشتم فيها رائحة الأرض
ديمة جمعة السّمّان
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:54
المحور:
الادب والفن
رواية (الحصاد).. لون أدبي أصيل.. تشتم فيها رائحة الأرض للكاتب جميل السلحوت بقلم: ديمة السمان
بين الحصاد والحصار حرف واحد.. كما ذكر مقدّم الرّواية الدكتور طارق البكري.. ولكن شتّان بين ما فعلت الدّال وتفعل الرّاء... الفرق شاسع.. الأولى صمود وبناء.. والثّانية هدم ودمار. رواية الحصاد.. لون أدبيّ أصيل.. تشتمّ فيها رائحة الأرض.. تدخل القاريء بيت الفلاح الفلسطيني البسيط الأصيل الذي يركض على رزق عياله.. متمسّكا بكبريائه وشموخه.. عزيز النّفس.. أصالته اكتسبها من رائحة تراب أرضه.. واستعار من صخورها صلابة مواقفه بتمسّكه بالأرض والوطن. رواية تصف خيرات الأرض.. تصف حبّ الفلاح وعشقه لأرضه.. هو يفترش ترابها ويلتحف سماءها.. يورّث أطفاله حبّ الأرض ويحثّهم على التّمسك بها.. فالأرض كالعرض.. لا تنازل عنها أبدا. تفنّن الكاتب بوصف القرية.. وحياة القرويين وأطفالهم الذين يكبرون سويا مع خيرات الأرض. جميلة هي القرية.. حياتها.. بساطة أهلها.. أصالتهم تنبع من الجذور. أحبّ القاريء عائلة أبي محمود.. أعجب بالأمّ والأب.. وبطريقتهم في التّعامل مع أبنائهم. كم هي راقية هذه الأسرة.. حكمة الأبوين ووسع صدرهما كان لافتا للنّظر.. إجاباتهم على أسئلة اطفالهم تستحق من القاريء وقفة تحليل.. فبعض الإجابات كانت تربويّة تعليميّة.. فيها العلم والمعرفة والرّفق والرحمة والتوجيه التّربويّ السليم.. وجزء منها جاءت محمولة على تنهيدة بحجم الوجع الفلسطيني: ( عندما تكبر ستفهم).. تكرّرت هذه الاجابة من الأبوين ومعلّمة الأطفال في المدرسة.. جواب رفضه الطّفل.. وشعر بتهرب الكبار من الاجابة.. قد تكون الاجابة أكبر من استيعاب الطفل.. وقد يكون السبب تجنب الكبار فتح جروح وصلت حدّ التّقرح.. ولكنّها بجميع الأحوال يرفضها الأطفال شكلا ومضمونا. جعل الكاتب القاريء يحبّ القرية.. ويتمنّى أن يكون أحد أفراد عائلة أبي محمود. فهي نموذج للعائلة التي تعرف كيف تسعد أفرادها.. وكلّ من يعيش معها.. حتّى مواشيها.
لم يغفل الكاتب أن يوجه نقدا عميقا للمجتمع الذي يربّي أبناءه على توزيع الأدوار بين الرّجل والمرأة بشكل غير منصف لصالح الرّجل.. بحيث تقتصر أعمال البيت على المرأة.. ولا يمدّ الرّجل لها يد العون بحجّة أنّه ( رجل).. أعمال البيت تمسّ رجولته.. تصل حدّ كرامته وكبريائه.. أمّا المرأة فتشارك الرّجل بالعمل عن طيب خاطر. أن يصف الكاتب مرحلة لا يزال يعيشها.. ويكون القاريء أحد أفرادها ويستمتع بقراءتها.. ويتأثّر بها.. فهذا من المؤكّد لصالح الكاتب. فبعد أن أحبّ القاريء القرية.. ورآها جنّة على الأرض.. صدمته كلمات الكاتب في نهاية الرّواية.. وهو يراها تنزف.. (جرّافات المستوطنين تجرف الأراضي الزّراعيّة) تجرف جنان الأرض! فزاد كرهه وحقده على الاحتلال. كانت رسالة من الكاتب.. لا شكّ أنّها وصلت بامتياز.
#ديمة_جمعة_السّمّان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صورة الفلسطيني في المناهج الاسرائيلية
-
التعليم في القدس المحتلة.. واقع وتطلعات
-
أما آن الأوان؟؟!!؟؟
-
ابن الحاجز
المزيد.....
-
إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم
...
-
الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم)
...
-
حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة-
...
-
رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا
...
-
فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
-
“شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا
...
-
تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
-
رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا
...
-
“فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب
...
-
إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|