أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل عودة - المأساة الفردية و أبعادُها الشمولية بفيلم (ذا سويت ايفر آفتر)














المزيد.....

المأساة الفردية و أبعادُها الشمولية بفيلم (ذا سويت ايفر آفتر)


أمل عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


يستعرض فيلم (ذا سويت هير آفتر) (1997) للمخرج آتوم آغويان الكندي من أصول أرمنية و المأخوذ عن رواية الكاتب الأميركي راسل بانكس بنفس العنوان(1991) قصة حادث باص مدرسي أودى بحياة الأطفال الذين كانو على متنه. تدور أحداثُ الفيلم حول المحامي والذي يعاني من علاقته المتأزّمة بابنته المدمنه على المخدرات و محاولاته لاسترجاعها عن طريق مساعدته لأهالي الضحايا بمحاولة ايجاد من يلومه لتعويض الأهالي الذين فقدو أولادهم بالحادث. وهو الذي يبحث عن شهود و ناجين لمحاكمة الشركة التي صنعت الباص. يمتاز الفيلم بحبكة درامية تشدّ المشاهد و تجبره على المتابعة اللصيقة لما يحصل في الفيلم و يعود ذلك لأسلوب آغويان و الذي لا يلتزم بخطّ زمني ثابت بمعظم أفلامه. يُضاف الى ذالك استخدامه للموسيقا التصويرية للفيلم و التي تربط أحداث الفيلم بقصيدة اروبرت براونينغ (1812-1889)(بايد بايبر) و المُقتبسة عن اسطورة جرمانية. و هي قصة عازف المزمار الذي يُخلّص مدينة هاملين من الفئران التي تجتاحها عن طريق عزف المزمار. و لكن أهل المدينة لا يعطونه الجائزة المرتقبة منهم. فيحوّل عزفهُ لأطفال المدينة و يأخذهم بعيداً عن أهلهم الا طفلا واحدا لم يستطع اللحاق بهم وذاك لعلّة في قدمهِ.
تكمن براعة الحبكة في الفيلم عن طريق ربط القصيدة بالأحداث و الموسيقا التي هية أقرب الى موسيقا شرقيّة صوفيّة منها الى موسيقا غربيّة.وعن طريق شخصية نيكول. الفتاة التي تُصاب بالشلل بسبب الحادث. حيثُ نشاهدها تقرأ القصيدة لطفلين كانت تعتني بهما عندما يكون والدهما خارج المنزل. تكمن أهمية شخصية نيكول بكونها الشاهد الرئيسي الذي يعتمد عليه المحامي ليبني قضيتهُ. لكننا من خلال مشاهدة الفيلم نُدرك بأن نيكول ذات ال14 عشر عاماً و التي كانت تحلم بأن تكون عازفة روك و كاتبة أغاني تعاني من استغلال والدها لها جنسيّاً و ذاك ما يدفعها للكذب أمام القضاء مما يؤدي لخسارة القضية و لا أحد يعلم الحقيقية الكامنة وراء تصرّفها سوى والدها الذي لا يُفصِح عن سبب تصرف ابنته طبعاً.
تتمثّلُ آلامُ نيكول بعد الحادثْ بشعورها بالوحدة و الانعزال بعد فقدانها أصدقاءها. و تعبّر عن شعورها بالوحدة عن طريق القاء القصيدة متماشية مع أحداث الفيلم و اعادة السطور التي تقول:
"أصبحت البلدة كئيبة بعد رحيل رفاقي
ولا أستطيع الهروب من شعوري بأني محرومة
من الآفاق الجديدة التي يرونها و التي وعدني العازف بأني سأزورها"
يأخذُ آغويان على عاتقهِ في هذا الفيلم تحويل مأساة بلدة بكاملها الى مأساة البشرية بأسرها. و ذاك ليس عن طريق التركيز على فقدان أطفال البلدة في حادثِ الباص فقط و انما الاسهاب بالحديث عن أسباب خسارة الأهل لقضيتهم ألا وهو الاستغلال الجنسي من قِبل الأب لابنتهِ و نفاقِهِ الاجتماعي حيثٌ يعتبرهُ أهل القرية رجلاَ طيّباً و مسؤولاُ. و عن طريق قصة المحامي المرتبطة بمحاولاته مساعدة ابنتهِ دون جدوى. المأساة البشرية المتمثلة بالفشل بكلّ حالاتهِ سواءَان كان الانسان مستَغِلّاَ أو طيباً فهو الخاسر بكلا الحالتين. حيثٌ تتصلُ ابنة المحامي لتبلغهُ بأنها مصابة بفيروس نقص المناعة المُكتسب و نراهُ على الطائرة يروي القصة لصديقتها و هو ذاهبٌ ليتولّى رعايتها.

الفيلم يستحقّ الاسهاب بالحديثِ عنهُ أكثر كونَهُ غنيّ بتفاصيل باهرة من الحبكة و الموسيقا التصويرية و دراسة الطبيعة البشرية و البيئية و تأثيرهما ببعضهما على حدّ السواء.





#أمل_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل ...
- صدور نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 تجاري وصناعي وز ...
- بسرعة “هنا” نتيجة الدبلومات الفنية كافة التخصصات على مستوى ا ...
- ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. أعرض نتيجتك بسرعة من “هنا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل عودة - المأساة الفردية و أبعادُها الشمولية بفيلم (ذا سويت ايفر آفتر)