|
العقلية الإنقلابية
طه الفرحاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 01:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمة العقلية (نسبة إلى العقل) تعني في هدا السياق الذي يهمنا ، الطريقة في التفكير . و هي نتاج عوامل عدة تتعلق بالتنشئة الإجتماعية (بمفهومها الواسع) و بالوضع الإقتصادي و الإجتماعي و النفسي ...للأشخاص . و بهذا ، يمكن اعتبارها حالة ثقافية . وبالتالي ، تصبح عصية على التغيير ؛ ذالك أن العقلية ، بهذا المعنى ، ترفض التكيف السريع مع المستجدات و تعادي القيم الجديدة المرتبطة بها . فمن المعلوم أن تغيير العقليات لا يتم بين عشية و ضحاها . إنه مسار طويل و صعب ويحتاج إلى تضافر عدة عوامل ، يتداخل فيها الشخصي بالجماعي كالمحيط الثقافي و الاجتماعي و غيرهما . وهذا ناتج عن حمولات ايديولوجية و ثقافية مرتبطة بالأفكار و القناعات ، وهنا نجد علاقة جدلية بين العقلية و صفة الانقلابية المنسوبة إليها ، فهي مشتقة من كلمة انقلاب المشتقة بدورها من فعل انقلب الذي يعني من بين ما يعنيه تحول و تغير . فالانقلاب يعني إذن ، لغة ، تحول الشيئ عن نفسه إلى ضده واصطلاحا ، يعني تغييرا مفاجئا في نظام الحكم يقوم به عادة بعض قادة الجيش لنا في مثل الإنقلاب الذي قاده القدافي في ليبيا و الذي قاده السيسي في مصر وهنا تضاف إليه صفة عسكري . ونسمع في وسائل الإعلام لقد وقع إنقلاب عسكري في دولة كذا... . و هنا سوف لن نهتم بالانقلاب كتغيير لنظام الحكم ؛ ما يهمنا هنا فقط السلوك الفردي أو الجماعي (جماعة محدودة) الذي يمكن وصفه بالانقلابي لكونه يتعارض و ما تنتظره الجماعة بمفهومها الواسع .فعبارة العقلية الانقلابية هي تعبير قدحي عن حالة نفسية/أو فكرية ، تترجم على أرض الواقع بمواقف و سلوكات و أفكار لا تنال الاستحسان و الرضا . وبما أن العقلية تعني الطريقة في التفكير ، فإن وصفها بالانقلابية هو تعبير عن الشخصية الحقيقية للموصوف (أو الموصوفين ) بهذا النوع من السلوك . وبمعنى أخر ، فإن السمة الأساسية في شخصية بعض الأفراد (بغض النظر عن كونهم ينتمون للمجال العسكري او المدني او كونهم يشتغلون بالحقل السياسي او النقابي او الجمعوي ...) ، هي الإنقلابية التي تعني من بين ما تعنيه ، الغدر و الخيانة ، التنكر للمبادئ و نقض العهود ، إلخ و العقلية الإنقلابية هي عقلية تأمرية بإمتياز . وبذالك فهي تتناقض و العقلية الديمقراطية وهذا لا يعني أن صاحب العقلية الإنقلابية لا يسعى إلى الإستفادة من الوسائل و الأدوات التي تتيحها الديمقراطية . بل بالعكس ، فهو كثيرا ما يختبئ وراء الديمقراطية لتحقيق مصلحته ، و سنده في ذال هو الغاية تبرر الوسيلة
#طه_الفرحاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بؤس الخطاب الديني
المزيد.....
-
25 مسافرًا يبلغون عن الشعور بالمرض على متن طائرة أمريكية
-
هل خيّبت دبابات أبرامز الأمريكية أمل الأوكرانيين في مواجهة ج
...
-
خامنئي يطالب الفلسطينيين بألا يعقدوا الأمل على مفاوضات التسو
...
-
ما الذي يجمع الصين بالعرب؟
-
وزير الخارجية المصري يحذر إسرائيل: الحرب في غزة تعرضنا للفوض
...
-
رد مصري على تقرير إسرائيلي بشأن -عزمها بناء حاجز جديد- على ح
...
-
-نحن في حالة حرب إلكترونية باردة مع روسيا-.. وارسو تعلق على
...
-
عوامل غير واضحة تفسد الرؤية
-
نائبة ألمانية تطلب تفسيرا علنيا: ما الذي تغير يا شولتس حتى ت
...
-
امتحان الرياضيات يثر جدلا في سوريا ووزارة التربية تنفي وفاة
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|