أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا المحمد - المرايا الشريرة














المزيد.....

المرايا الشريرة


رنا المحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


حالة انتقباض مذهلة مررت بها ، انقباض أحال ليلي نهار قلق ، لم استطع الاستسلام للنوم ، فاستسلمت لبنفسج عينيك باكية . لكأن مساكب البنفسج نثرت ذراتها الحزينة فأحاطتني باكية ،اتصلت بك ..... هاتفك مشغول .
جيد جدا .... إذا كان هاتفك مشغول يعني أني سأتكلم معك عندما تنهي حديثك .
الهاتف مشغول ...!!!!
أنا في غرفتي ألبس ثيابي استعدادا لذهابي لعملي .
الهاتف مشغول ...!!!!
شربت القهوة بدموع زيادة .الفناجين تراقبني .
الهاتف مشغول ...!!!!
أغلق النافذة .... أطفئ الأضواء .. أنظر نحو القهوة المتعاطفة معي المتشحة بالسواد.
والهاتف مشغول ...!!!!
أسير في الشارع .... وجوالي بيدي .. الجوال تدمع عيناه ، ويحاول أن يطلبك وحده عله يفاجئني بصوتك فأبتسم له ويرتاح هو .
الهاتف مشغول ...!!!!
نظرات الناس المارة بي في الشارع تحاول التخفيف عني .
الهاتف مشغول ...!!!!
وصلت عملي ... دخلت مكتبي ... الألم بداخلي يكبر ، القلق غيمة تخيم على وجودي
الهاتف مشغول ...!!!!
أدخل الحمام .... أغسل وجهي . متعبة أنا .... أحاول النظر في المرآة فلا أراني ....
بل أرى وجهك . كما رأيته في المرة الأخيرة . فتنطبع في ذاكرتي صورتك المنعكسة في مرآة السيارة . وأشعر أن المرآة شريرة وغير عادلة فكل مرآة لا تعكس صورتك
غير عادلة .... وظالمة .... بل شريرة .أحاول الخروج من الحمام متحاشية النظر بالمرآة . ليست المرايا فقط شريرة بل كل الأماكن التي لاتعكس صورتك ....
أحمد أنت روح الأشياء .
الهاتف مشغول ...!!!!
وأنا جائعة لكلمة منك ، كجوع قديسة أزلية لرجل ما .
الهاتف مشغول ...!!!!
فيروز تصدح .... يا حلو شو بخاف أني ضيعك . فأخاف من فكرة مجرد فكرة أن أسير على الجسور ، وأسير في شوارع المدينة التي يلفها الظلام والبرد . وأنت غير موجود . و أبحر مع السيدة فيروز متخيلة العالم بلا أحمد .. عالم بارد .... مظلم ....
مطر ..... رعد ..... ظلام .... صقيع .... غربة .
وحيدة ..... خائفة ..... و ... و .. يتيمة ... أركض في العدم ، محاولة الالتجاء لبنفسج عينيك علني أنعم ببعض الطمأنينة والدفء .
الهاتف مشغول ...!!!!
هناك عتبة للألم . عندما يصل الألم مرحلة متقدمة ، عندها لايصبح للألم سلطة على الجسد ..... هناك عتبة للانتظار .... وقد وصلتها لشدة ما انتظرت .
الهاتف مشغول ...!!!!
ارتفعت حرارتي .... زادت سخونتي .... تهت في صحراء الزمن وأنا أبحث عن واحات نعنع بري ، استفيء بفيئها و............. و..... علني ارتاح .... تعبت .
الهاتف مشغول ...!!!!
دقات طبول ذعر لقبيلة أفريقية ، وجدت في أحد صباحاتها عرافتها مقتولا ...
لهاثي يرتفع مع صوت الطبول .
الهاتف مشغول ...!!!!
أصبح الوقت ظهرا ... أعصابي المشدودة أصبحت خيوط لا معنى لها .
الهاتف يرن .
دقات قلبي تتسارع وترتفع ، الآن سيأتيني صوتك على الخط عميقا دافئا ، لصوتك رنة انتماء لأوطان هي أنت .
الهاتف يرن .
ما أصعب الانتظار .... والثواني الغبية تنظرني بغباء وعته .
بعد قليل يقول لي بصوته الذي يحمل دفء كل لجزر الأستوائية .... شلونك فيطير صوابي طربا بكلماتك حتى لو كانت بسيطة لأنها كلماتك فقط . تغرق حنجرتي بكل مياه العالم .
الهاتف يرن .
ومحمد جمال يغني ...... بدي شوفك كل يوم يا حبيبي .... وقلبي يئن .. بدي أسمع صوتك بس . أريد سماعه الآن لصوتك في هذه اللحظة تأثير ... إلهي . أين صوتك
أحمد .
الهاتف يرن .
أخرج منادية في فراغ الليالي الباردة ، الموحشة ، القاسية ، .....، .......، ....
الهاتف يرن .
أحمد بحاجة أنا لكلمة شلونك ... لتملأ حياتي بألوان حمراء .... خضراء ... وردية
لكن حتى لو ظل الهاتف يرن حتى نهاية الكون . سأبقى بالانتظار ، لأنك أحمد .
وأحمد فقط ..........



#رنا_المحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا المحمد - المرايا الشريرة