أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان ابو السعود الظاهر - لكل زمان قيصر وراسبوتين.. واليوم كسنجر!















المزيد.....

لكل زمان قيصر وراسبوتين.. واليوم كسنجر!


عدنان ابو السعود الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*كسنجر صاحب النبوءة السوداء يريد ان يخدع قيصر امريكا ومستشاريه، وان يرهب الرأي العام الامريكي ويخيفه ويحمله على معاداة العرب والمسلمين، مسقطا من حسابه ان الشعوب العربية والاسلامية – العزلاء – كسائر شعوب الارض ستدافع عن نفسها وستقاوم امبراطورية الشر وستهزمها، وستكشف تضليله ودجله وشعوذته*

كان راسبوتين دجّالا مشعوذا. كان شيطانا في مسوح راهب، كان ساحرا رهيبا. كان خليعا رقيعا فاجرا. كان طاغية وان لم يكن حاكما.
ولد راسبوتين 1872-1916 في احدى قرى سيبيريا الغربية في روسيا. ونظرا لسلوكه المشين لقبه ابناء قريته بـ "راسبوتين" أي الفاسق. فراسبوتين لقب الرجل وليس اسمه وقد تغلب اللقب على الاسم. كان عديم الثقافة، دجالا من مدعي المعرفة، ولكنه كان ذكيا لماحا سريع الخاطر، سريع الاستيعاب، يتمتع بقوى فوق طبيعية، ذا شخصية مغناطيسية، وقدرة فطرية على التنويم المغناطيسي.
كان يؤمن انه يتمتع بإلهام الهي وبقدرة على صنع العجائب، فذاع صيته واشتهر بين الناس واعتبره بعضهم قديسا ولقبوه بـ "صانع العجائب" وكثيرون صدقوه بان ملامسته جسديا تشفي وتطهر، الامر الذي استغله لاشباع رغباته الجنسية المسعورة.
خرج الراهب الفلاح من قريته قاصدا بطرسبورغ عام 1903، حيث كان الايمان بالغيبيات والمعجزات والعجائب من سمات العصر. استطاع ان يلفت اليه اهتمام الناس بسرعة ان يصبح موضع حديثهم بقدراته فوق الطبيعية، وان يحصل على الكثير من المعجبين وبالاخص من المعجبات. بعد فترة من مكوثه في بطرسبورغ وافته فرصته الذهبية الكبرى، عندما استطاع بالايحاء – تلك القوة فوق الطبيعية التي كان يتمتع بها – ان يوقف نزف الدم لدى ولي عهد روسيا الامير الكسي الذي كان يعاني من نزف دموي وراثي. بهر هذا العمل وهذه القدرة القيصرة الكسندرة، ام الامير، الخائفة على حياة ولدها، الجزعة على مصيره، المتلهفة لشفائه، ورأت فيه آية واعجوبة من السماء بعد ان عجز الاطباء وعز الدواء. فاخذت منذ ذلك الحين تستشيره في كل ما تقدم عليه من اعمال، واصبح لراسبوتين نفوذ عظيم في القصر الملكي، حتى شاع في بطرسبورغ آنذاك: "ان القيصر يحكم روسيا، والقيصرة تحكم القيصر، وراسبوتين يحكم الاثنين". وهكذا اصبح هذا الافّاق يحكم روسيا من خلال نفوذه على القيصرة والقيصر اللذين بهرتهما قدراته، ومن هنا مارس الطغيان. واشد انواع الطغيان عسفا وشرا وخبثا هو ذلك الذي يمارسه من ليس في الحكم، هو ذلك الذي يمارس من وراء الكواليس ومن خلف ستار بالخديعة والوقيعة والخبث والتآمر.
وصلت يده الى اعلى المناصب يعزل ويعين، يبعد ويقرب، يرفع ويخفض، فأخذ سياسيون، وموظفون كبار، واصحاب ثروة، ورجال اكليروس، ودجالون يتقربون زلفى منه ليساعدهم على دفع مصالحهم الشخصية وتحقيق طموحاتهم المشروعة وغير المشروعة. هكذا تعاظم نفوذه في القصر الملكي وعلا شأنه.
ولكن لم يغير من طباعه واخلاقه، ولم يكبح من جماحه ودجله وشعوذته ما حصل عليه من حظوة وسلطة. كان خليعا فاجرا اشتهر باللهو والعربدة واقترف الكثير من الفضائح التي ذاع امرها وانكشف سرها، ولكن القيصر منع الصحف من نشر اخبارها. وعندما فاض الكيل واصبحت تصرفات هذا الدجال لا تحتمل وممارساته لا تطاق، تدخل مجلس "الدوما" وامر باعادة راسبوتين الى قريته.
في عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الاولى واشتعل اوارها، وكانت روسيا طرفًا فيها، فاستغل راسبوتين اجواء الحرب وعاد الى بطرسبورغ ولما يمض على مكوثه في قريته عامان. وفي سنة 1915 انضم القيصر الى الجيش الروسي في الجبهة، فعاد راسبوتين يمارس نفوذه في القصر وبلغ تأثيره وسلطته ذروتهما.
كان الحكم الفعلي بيد القيصرة وكان راسبوتين يوجه اعمالها ويسيّرها كما يشاء. وانتشرت شائعات لم تثبت صحتها انه كان عشيق القيصرة، وانه كان عميلا للالمان اعداء روسيا في الحرب، وكان كل هذا يثير الحقد والكراهية لراسبوتين، ويؤججهما ما اشيع من ان هذا الراهب الشيطان يسعى الى الغدر بروسيا والى خلع القيصر والحلول محله. ولكن احدا لم يجرؤ ان يمد يده اليه، فقد كان الجميع يرهبونه ويخشونه، كانوا يعتقدون انه محاط بهالة مغناطيسية سحرية تصد عنه السوء وتحميه من أي ضرر. وان السموم لا تؤثر فيه. وان الرصاص لا يصيب منه مقتلا. وكان دجلُه وشعوذته قد ادخلا في اذهان الناس انه عصيّ على القتل، وانه الرجل الذي لا يقهر!!
ولما رأى النبلاء الشبان اتساع نفوذه وسيطرته وسوء خلقه واخلاقه وما دار حوله من شائعات مريبة، رأوا ان الرجل اصبح يشكل خطرا على الحكم وعلى الوطن، فقرروا بمبادرة الامير "يوسبوف" وضع حد لهذا الافاق الاشر وقتله. فدعاه الامير يوسبوف وبعض الامراء الشبان لحفلة خمر وشراب ومآكل شهية دسوا له فيها من السم ما يكفي لقتل عدة رجال، فالتهمها بنهمه المعهود وشرهه المقزز، ولكنه لدهشتهم الشديدة لم يمت ولم تظهر عليه امارات الضعف. فلما رأى الامير يوسبوف ذلك وجد ان لا مناص من ضربه بالنار، فاطلق عليه صلية من الرصاص ولكن لدهشتهم وعجبهم الشديدين لم يتهاو ولم ينطرح ارضًا بل قام من مكانه وهاج وماج، وارعد وازبد، وشتم وتوعد، واخذ يدور في جنبات الغرفة الرحبة يترنح يمنة ويسرة، يهاجم الامير وتنبعث من حلقه حشرجة وخوار واصوات غريبة كأنه الثور الذبيح. وظل الرصاص ينهمر عليه ومع ذلك ظل صامدا لا يموت ولا يتهاوى ولا ينهار، فلم يجد الامير بدا، والحالة هذه، من ان ينهال ضربا على رأسه بعصا غليظة الى ان تهاوى وارتمى، فحملوه والقوه في النهر المتجمد تحت طبقة الجليد. وعندما اكتشفت جثته بعد ان لفظها النهر، تبين بعد الفحص، يا للعجب العجاب، انه لم يمت بالسم ولا بالرصاص ولا بضرب العصا... بل انه مات غرقا!!

***
هكذا قضى الطاغية الدجال، الذي امتاز بانه طغى وبغى بنفوذه وليس بجنوده، وهكذا هي النهاية الطبيعية لامثاله.
حضرتني حكاية هذا المشعوذ الدجال الذي اشغل روسيا في ايام محنتها الكبرى قبيل هزيمتها في الحرب العالمية الاولى، والذي اصبحت قصصه ومغامراته، وشخصيته ومقتله، موضوعات للكثير من الكتب والافلام، عندما قرأت في "الاتحاد" الاثنين 22/8/2005 مقالا لصبحي حديدي عن صحيفة "القدس العربي" يتعرض فيه كاتبه لمقالة كتبها هنري كسنجر في صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية بعنوان: "دروس من اجل استراتيجية مخرج" ولحوار اجراه في قناة CNN في اعقاب نشر مقالته هذه ذكرتني شخصية كسنجر وسحره الشخصي الذي اشتهر به، وسيطرته على الفكر والعمل السياسيين، وتوجيهه للسياسة الخارجية الامريكية ردحا طويلا من الزمن، بذلك الراهب الشيطان، الذي قصد عاصمة الامبراطورية الروسية قبيل الحرب الاولى. كلاهما خطف الابصار، وحول اليه الانظار وذاع صيته في الآفاق.
ولد هنري كسنجر في المانيا بعد موت راسبوتين بسبع سنوات فقط 1923. ومنها خرج هذا الساحر الى امريكا وهو في الخامسة عشرة من عمره مع عائلته لاجئا هاربا من ملاحقة النازيين، واستوطن نيويورك وتربى في احضان جماعة "اغودات يسرائيل" الدينية فيها. وفي كتابه A World Restored (عالم يسترد) 1957 عن تنظيم اوروبا بعد نابليون الذي كان اطروحته للدكتوراة، اظهر فيه ميوله المكيافيلية عندما تحدث عن "متيرنخ" النمساوي و "كسلري" الانجليزي نجمي مؤتمر فيينا لاعادة ترتيب اوروبا بعد نابليون بونابرت، من انهما "لم يسمحا لعواطفهما ان تؤثر على متطلبات السياسة، واداراها بمكر ودهاء، وبصبر وسرية،
دون أي تدخل من البرلمانيين الذين ليس لهم الصفات اللازمة للدبلوماسية. وفي كتابه "السلاح النووي والسياسة الخارجية" (1974) ينصح كسنجر امريكا بعدم الرد بالسلاح النووي "بشكل شامل" بل "بالحرب النووية المحدودة"، ويزعم ان التهديد بهذه الحرب – التي لا تسبب ابادة شاملة – اضمن من التهديد بحرب تقليدية ولذلك فهي انجع. (الانسايكلو بيديا العبرية – مبحث كسنجر، هنري فورد المجلد 29 ص 650).
هذه بعض افكار كنسجر المكيافيلية من جهة، والتدميرية الى درجة النصح باستعمال السلاح النووي المحدود، من جهة اخرى. ناهيك عن مواقفه ونواياه الاجرامية تجاه العرب والمسلمين. فهو كان قد نصح الدولة العبرية كما ورد في مقال الاستاذ صبحي حديدي "بسحق الانتفاضة على نحو وحشي وشامل وخاطف"، وهذه كلمات كسنجر الحرفية. وفي اثناء حرب الخليج الاولى بعد الاحتلال العراقي للكويت، دعا كسنجر الرئيس الامريكي جورج بوش الاب الى "تنفيذ ضربات جراحية تصيب العمق الحضاري والاجتماعي والاقتصادي للعراق البلد والشعب قبل النظام وآلته العسكرية والسياسية". والى "نزع اسنان العراق".
من يقرأ هذا الكلام يستطع ان يفهم اكثر من قبل النوايا السوداء التي يضمرها الاستعماران الامريكي والبريطاني للعراق وللشعوب العربية والاسلامية. كما يستطيع ان يفهم اكثر من ذي قبل ما فعله المحتلون الامريكيون في العراق من نهب للمتحف العراقي (العمق الحضاري)، ونهب لبترول العراق وافقار شعبه وتجويعه لمدة اكثر من عشر سنوات (العمق الاجتماعي والاقتصادي للبلد والشعب كي لا تقوم له قائمة)، وحل الجيش العراقي والشرطة العراقية وتجريد العراق من أي سلاح، وخلق الفوضى، واثارة النعرات الطائفية، ووصول الحال الى ما هي عليه الآن (نزع اسنان العراق).
ان نصائح كسنجر هذه لا يمكن ان تصدر الا عن عدو لدود لئيم غدار، يملأ قلبه حقد اسود متأصل في قرارة نفسه وفي وجدانه لا براء منه. ولا يمكن ان يقوم على تنفيذها الا عدو لدود كاره للعرب عنصرا ومجتمعا ودينا، وعاقد العزم على تفكيك مجتمعاتهم، وتفتيت اوطانهم، والقضاء على عنصرهم، واذلال دينهم. ولقد نفذ المستعمرون الامريكيون بقيادة قيصرهم الجالس سعيدا على عرش من جماجم العراقيين والافغان والفيتناميين، والواقع تحت تأثير سحر شخصية كسنجر المغناطيسية وتحت تأثير اللوبي الشهير، نصائح كسنجر الوحشية المعادية للانسانية والتي تندرج تحت مسمى جرائم الحرب الخطيرة.
حينما يخطط المستعمرون لعدوان على بلد ما يحسبون حسابا لكل شيء، وينسون شعب هذا البلد ولا يحسبون حسابا لردة فعله. ومع ان المستعمر الامريكي جرب على جلده عاقبة مثل هذا الخطأ في كوريا وفي فيتنام وفي افغانستان، وخسر ضحايا عديدة واموالا كثيرة، فانه عاود الخطأ في العراق، وحاله هناك لا يسر اللوبي الذي يحكم امريكا بنفوذه وليس بجنوده، ويُحزن صاحب الشخصية المغناطيسية الذي نطق في مقاله في الواشنطن بوست بـ "الحكاية المسكوت عنها" كما يصفها الاستاذ صبحي الحديدي الا وهي "التماثلات المتزايدة بين التورط الامريكي في فيتنام والتورط الامريكي الراهن في العراق" من جهة، و"مآل الهزيمة العسكرية هناك وعواقب استعصاء المخرج الامريكي هنا" من جهة اخرى.
يقول كسنجر في مقالته المذكورة: "من المؤكد ان التاريخ لا يكرر نفسه بدقة. فيتنام كانت معركة تخص الحرب الباردة. واما العراق فهو احدوثة Episode في الصراع ضد الاسلام الجذري".
يترجم صبحي حديدي كلمة Episode بـ "احدوثة" لم اقتنع بهذه الترجمة فرجعت الى القاموس فتبين لي ان كلمة Episod تعني بالدقة: "حادثة واحدة من قصة طويلة مفعمة بالاحداث". ولهذا الفرق بالمعنى اهمية كبيرة، اذ ان كلمة "احدوثة" لا تعطي القارئ المعنى الدقيق الذي قصده كسنجر بل قد لا يستوعب ما تعنيه بالضبط، ولكن اذا ترجمنا الجملة على النحو التالي: "واما العراق فهو حادثة واحدة من قصة طويلة مفعمة بالاحداث ضد الاسلام الجذري"، فالمعنى هنا يتضح ويضيء ويفهم القارئ ان حرب امريكا على العراق وعدوانها عليه، ما هو الا حلقة من سلسلة من الحلقات التي ستتبعها ضد الاسلام والمسلمين وارض الاسلام، وانه ليس حادثة منفردة وانتهى الامر. بدأوا بأفغانستان وانتقلوا الى العراق والنية معقودة على العدوان على العالم الاسلامي، وليس العربي فقط، قطرا قطرا ودولة بعد الاخرى.
وبحق يتساءل صبحي حديدي: اعتقدنا انها حرب من اجل الدمقراطية وحقوق الانسان، هكذا قالوا، الم يكن العراق ساعة احتلاله دولة عَلمانية بحسب التوصيف الامريكي الغربي؟! وهل نفهم الآن ان احتلال العراق لم يكن لتدمير اسلحة الدمار الشامل ولا لانقاذ العراقيين من نير الدكتاتور؟! يبدو الآن من كلام هذا المكيافيلي المتمرس في التضليل ان الحرب على العراق انما "تدور حول صدام الايديولوجيات والثقافات والعقائد الدينية".
ويمضي كسنجر في مقالته فيقول – كما يورد الاستاذ حديدي: "ولان التحدي الاسلامي بعيد النطاق، فان الحصيلة في العراق سيكون لها من المغزى العميق اكثر مما كان لفيتنام". ويسأل القارئ نفسه ما هو التحدي الاسلامي البعيد النطاق الذي يتخوف منه هذا المضلل؟ ان الدول الاسلامية في العالم، معظمها ان لم يكن جميعها، دول متخلفة شمولية فقيرة عديمة الدمقراطية ضعيفة اقتصاديا وعسكريا. الانسان فيها مضطهد ليس له اية مكاسب فما هو التحدي الذي تكونه مثل هذه الدول، ايها المشعوذ الدجال؟! انه يريد ان يخلق للامريكيين ولشعوب الغرب – مستغلا جهلهم بالاسلام والمسلمين وللدول الاسلامية – عدوا مفزعا رهيبا ليعيشوا في رعب وخوف فيسهل عليه، وهم في حالة رعب، ان يسوقهم حيث يشاء ويوجههم الى حيث يرغب. قضوا على النظام الاشتراكي واحلوا نظامهم محله، ويريدون الآن ان يقضوا على الدول والكيانات والثقافات والحضارات الاسلامية كي يحلوا محلها ثقافاتهم وعاداتهم وفكرهم المريض.
ويستمر هذا المشعوذ العجوز في ارهاب شعب الولايات المتحدة فيقول: "فلو قامت في بغداد او في أي جزء من العراق حكومة على شاكلة الطالبان، او دولة اصولية راديكالية، فان موجات الصدمة سوف تتردد على امتداد العالم المسلم. والقوى الراديكالية في البلدان المسلمة او الاقليات المسلمة في البلدان غير المسلمة، سوف تتجاسر في هجماتها على الحكومات القائمة، ولسوف يتعرض للخطر السلام والاستقرار الداخلي في كل المجتمعات الواقعة ضمن نطاق الاسلام المتحزب".
ان كلماته هذه اشبه بخطابات انبياء الغضب التي تعج بها التوراة.
انه يتنبأ تنبؤات سوداء ويرسم صورة كارثية للعالم "اذا قامت دولة اصولية في العراق"!! والواقع يكذّب تنبؤاته فلقد قامت من قبل دولة اصولية راديكالية في ايران وفي افغانستان فهل "ترددت موجات الصدمة على امتداد العالم المسلم"؟! وهل اصبحت الدول الاسلامية كلها دولا اصولية راديكالية كما يحاول ان يرهب هذا الثعلب العجوز المدجج باسلحة الدمار الشامل التي تستطيع ان تدمر القارات السبع سبع مرات؟! والذي يحاول ان يقنعنا انه خائف وان فرائصه ترتعد واسنانه تصطك جزعا وفرقا من الدول الاسلامية!! وانه يخشى ان تحدث حرب جوج ملك ماجوج (سفر يحزقيل – الاصحاح 38) التي ستدمر العالم عن بكرة ابيه، ويصور للقارئ انه ستحدث كارثة سوداء مدمرة لا قبل للعالم بمثلها!!
ان كسنجر بهذه النبوءة السوداء يريد ان يخدع قيصر امريكا ومستشاريه، وان يرهب الرأي العام الامريكي ويخيفه ويحمله على معاداة العرب والمسلمين، مسقطا من حسابه ان الشعوب العربية والاسلامية – العزلاء – كسائر شعوب الارض ستدافع عن نفسها وستقاوم امبراطورية الشر وستهزمها، وستكشف تضليله ودجله وشعوذته.

(عكا)



#عدنان_ابو_السعود_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من ال ...
- مسؤول أممي يكشف المدة الزمنية المطلوبة لإجلاء الفلسطينيين من ...
- الجوع يحدق بآلاف السجناء في الإكوادور بعد تعليق شركة الإطعام ...
- شرطة نيويورك تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من الطلا ...
- كيف أصبح الأول من مايو/أيار عيداً لعمال العالم؟
- الشرطة الأمريكية تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من ا ...
- أوستن يوضح بعض المعلومات عن رصيف المساعدات العائم قبالة سواح ...
- الولايات المتحدة تدرس مسألة إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غز ...
- لابيد يتوجه إلى أبو ظبي في -زيارة سياسية قصيرة-
- قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و-حزب الله- الليلة الماضية ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان ابو السعود الظاهر - لكل زمان قيصر وراسبوتين.. واليوم كسنجر!