أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مها جديد - أخيراً كنتاكي في سورية















المزيد.....

أخيراً كنتاكي في سورية


مها جديد

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


شهدت سورية في الفترة الأخيرة وبالتزامن مع تبني الحكومة لاقتصاد السوق دخول بعض العلامات التجارية الشهيرة بانتمائها لشركات العولمة الاقتصادية وخاصة في مجال الأغذية كشركتي (كوكاكولا) المعروفة بدعمها الكبير للكيان الصهيوني،وشركة (كنتاكي فرايد تشكين) الأميركية للوجبات السريعة التي بدأت بافتتاح سلسلة فروعها في دمشق وبلودان.
وهنا سنقدم بعض الإضاءات على ثقافة (الوجبات السريعة = Fast Food) الأميركية برمزيها الأشهر (كنتاكي و ماكدونالدز)،وسنرى أنه ينطبق على من يقوم بإدخال هذه الثقافة الغذائية إلى سورية المثل القائل:
( يطعمنا الحج و الناس راجعة ).
إذ تتعرض هاتان الشركتان لحملة محاربة كبيرة في الولايات المتحدة و أوربا و الصين،ضمن برنامج منظم لمحاربة الثقافة الغذائية السيئة لمطاعم الوجبات السريعة
ويقوم بهذه الحملة منظمة الصحة العالمية و مراكز سياسات التغذية و خبراء الغذاء في أنحاء العالم و أطباء و مسؤولون حكوميون ومدراء مراكز و أولياء أمور،وذلك بعد نتائجها الكارثية على الصحة العامة من ازدياد كبير في نسبة البدانة في هذه البلدان،وانتشارها خاصة بين الأطفال و تعرضهم لظاهرة النضوج المبكر،وللأمراض الحديثة مثل السكري من الدرجةالثانية.
إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أن الاختبارات التي أجريت على الوجبات الغربية السريعة (وخاصة المقلية والمشوية)أثبتت أنها تحتوي على مواد مسرطنة بنسب كبيرة،تصل في بعض الأطعمة إلى 400 ضعف للمعدل المسموح به.
وفي الوقت نفسه أشار مسؤول قسم أمن الأطعمة بمنظمة الصحة العالمية أن العلماء قد أوضحوا بعد الدراسة أن ما بين 30 إلى 40% من أمراض السرطان ذات الصلة بالأطعمة لها علاقة بمكونات الوجبات السريعة.
وفي الولايات المتحدة التي يطلق عليها اسم أرض البدانة( 60% من الأميركيين مصابون بزيادة الوزن) أصبحت البدانة السبب الرئيسي للوفيات بالتساوي مع التدخين كنتيجة مباشرة لانتشار هذه الثقافة الغذائية السيئة(ينفق الأميركيون ما قيمته 110 مليار دولار على الوجبات السريعة في حين كانت 3 مليارات دولار عام 1972).
هذه النتائج المفزعة دفعت الخبراء وأولياء الأمور لشن حملة محاربة كبيرة لهذه الوجبات من المدارس الأميركية،ودفع ببعض النواب لتقديم مشروع قانون لمجلس النواب و الشيوخ يلزم مطاعم الوجبات السريعة بضرورة ذكر السعرات الحرارية على قوائم الأطعمة التي تقدمها مما سيعطي المستهلكين المعلومات الغذائية الضرورية لتحديد اختياراتهم الصحية و مواجهة خطر البدانة.
ولعل نجاح فيلم (سوبر سايز مي= super Size me)الذي استهدف فضح أكاذيب شركة ماكدونالدز،وبقاءه ضمن أفلام العشرة الأوائل طيلة العام الماضي دلالة واضحة على ازدياد وعي المجتمع الأميركي لخطر هذه الوجبات السريعة على الصحة العامة.
أما الدول الأوربية فقد انتقلت إليها البدانة مع انتشار ثقافة الغذاء السريع خلال العقدين الماضيين،وخاصة لدى الأطفال،إذ تقول اللجنة الأوربية لدراسة السمنة أن البدانة لدى الأطفال أصبحت ظاهرة تخرج عن نطاق السيطرة بعد ارتفاع عدد الأولاد المصابين بالبدانة الحادة إلى عشرة أضعاف بالمقارنة مع السنوات العشر السابقة،وذلك بسبب النسب الكبيرة من السكريات و الدهون الموجودة في الأطعمة السريعة،مما دفع بالاتحاد الأوربي إلى التعامل بجدية مع هذه الظاهرة وذلك بوضع خطة أوربية للطعام والغذاء تستمر خمسة أعوام من ضمن برنامجها منع هذه الوجبات في المدارس ،و حظر الإعلانات التجارية الغذائية الموجهة إلى الأطفال والتي ستؤدي في حال تطبيقها إلى انخفاض بنسبة 40% من أرباح هذه الشركات.
ففي بريطانيا حيث تنتشر البدانة بشكل خاص تحتل شركة (ماكدونالدز)المرتبة الثالثة من حيث حجم الإعلانات المرئية والمسموعة،أما (كنتاكي) فتحتل المرتبة الخامسة،وفي فرنسا تحتل هذه الإعلانات صفحات كاملة داخل كبريات الصحف.
أما في الصين وبسبب الازدياد الحاد في نسبة البدانة لدى الأطفال دفع بأحد أعضاء المؤتمر الاستشاري للشعب الصيني إلى تقديم اقتراح في 6/3/2005 طالب فيه بخروج (كنتاكي) و(ماكدونالز) من سوق الأطعمة الصينية ،أو على الأقل وضع شروط صارمة على انتشارها،إلا أن هذا العمل يواجه عوائق كبيرة بسبب أرباح هذه الشركات الضخمة،وبسبب المصالح الأخرى المعقدة للشركات،وشبّه انتشار هذه المطاعم خارج بلدها بانتقال صناعة التبغ من الدول المتقدمة اقتصادياً التي تقلص سوق التبغ فيها تدريجياً إلى الدول النامية،وطالب معتمداً على توصية منظمة الصحة العالمية بإصدار قانون يلزم منتجيها على وضع تحذير من نوع:"هذا الطعام ليس مفيداً للصحة" تماماً مثل تحذير:"التدخين ضار بالصحة"الذي يكتب على علب السجائر.
اضاءات على بعض فضائح فروع شركة (كنتاكي):
- أقدمت السلطات الصينية مؤخراً (5/5/2005) على إغلاق جميع منافذ بيع منتجات مطاعم (كنتاكي) بعد اكتشاف احتواء إحدى صلصاتها الحمراء على صبغة مادة (سودان 1 ) المسرطنة،هذه المادة هي نفسها التي تستخدم في الزيوت والبنزين ومواد تلميع الأرضيات و الأحذية،أي مادة يحظر استخدامها للاستهلاك البشري،وكانت خسارة الشركة 3 مليون دولار خلال أربعة أيام.(موقع الصين اليوم الحكومي)
- كذلك أزالت شركة (كنتاكي) الأم في الفترة نفسها من سلسلة مطاعمها في الولايات المتحدة (أكثر من ألف نقطة بيع) كل المنتجات الملوثة بهذه المادة.(موقع الجزيرة الإخباري)
-أما الفضيحة الأخرى التي كشفتها منظمة بيتا العالمية لحقوق الحيوان في 20 تموز 2004إثر تحقيقاتها السرية التي أجرتها في أحد فروع (كنتاكي)،وهو الفرع الحائز على جائزة أفضل فرع لهذا العام،قامت هذه المنظمة بتصوير و توزيع شريط فيديو يصور العاملين في (مجازر) كنتاكي وهم يقومون بركل الدجاج ورطمه بالحائط لقتلها،كما أظهر عاملون آخرون يقومون بإطفاء السجائر في أعين وفم الدجاج ولوي رقبتها ورشها بمواد الطلاء و ربط أقدامها و تركها تتعذب.(موقع BBCالإخباري)
وقد علق أحد خبراء التغذية في مصر على هذا الشريط:" أنا لا أتخيل أن أحداً سوف يدخل محلات كنتاكي بعد مشاهدته هذا الفيديو"،ويمكنكم مشاهدة هذا الفيديو على موقع المنظمة.
فإذا كانت هذه التجاوزات الفظيعة تحدث في مقار الشركة الأم،أو في بلدان متطورة مجتمعياً تستطيع الوقوف بوجه جشع هذه الشركات ومراقبتها و إلزامها تقديم المنتج و الخدمة الجيدة لمواطنيها فما بالك في مجتمع كالمجتمع السوري مهمّش، ومشتت، لا رقابة صحية ولا هيئات حماية مستهلك فعّالة ولا مصادر للمعلومة الدقيقة،وفي ظل غياب لا بل محاربة أية فعاليات أهلية أو مدنية، هذا ناهيك عن غياب الحريات و الصحافة الحرة المستقلة والتي بواسطتها فقط سيستطيع مجتمعنا الوقوف بوجه الفساد العام والخاص.
وأخيراً نقول :إننا لسنا دعاة انغلاق و مقاطعة عمياء،ولكننا مع الوقوف بحزم بوجه عولمة القيم السلبية تحت قوة الإعلان وقوة العلامة التجارية التي تسوقها شركات لا تؤمن إلاّ بالربح السريع ولو على حساب الإنسان و الحيوان والطبيعة.
وإذا كان الاستهلاك وتسليع العالم أهم سمات العولمة الحالية فإن دعوتنا لنشر ثقافة الاستهلاك الذكي،والعمل على خلق رأي عام واع يهتم بحماية مصالحه و حقوقه هي من أولويات مهامنا.
هوامش:
• موقع منظمة بيتا لحقوق الحيوان:www.beta.org/feat/moorefield
• في بعض الدول يتم إجبار كنتاكي على حذف كلمة دجاج من اسم الشركة،لأنها تستخدم كائنات معدلة جينياً،يتم ابقاؤها حية بواسطة أنابيب أدخلت إلى أجسامها لتضخ فيها الدم والسائل المغذي،وفي الولايات المتحدة في كل قوائم الطعام للشركة لا يتم استخدام كلمة دجاج فيها أبداً،وكذلك في كل دعايات الشركة (الأجنبية طبعاً).
• لحسن حظ فقرائنا لن تملأ وجبات كنتاكي بطونهم(وذلك على العكس مما هو سائد في الولايات المتحدة والغرب)،وإنما ستكون النسبة الكبرى من (ضحاياها) أطفال الميسورين في بلدنا،وهذه دعوة للمحافظة على ثقافتنا الغذائية الشعبية المعروفة بتوازنها الغذائي.



#مها_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون من اليمن يقصفون سفينة شحن بواسطة طائرة مسيرة في أقص ...
- في أول عملية من نوعها.. بريطانيا ترحل طالب لجوء إلى رواندا
- حميميم: القوات الجوية الروسية في سوريا دمرت قاعدتين لمسلحين ...
- مصر.. كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يتحدث عن أسباب وفاة الرئي ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- البنتاغون: القوات الجوية تحتفظ بالحد الأدنى من الاستعداد الق ...
- معارضو نتنياهو: بن غفير وسموتريتش خطر على أمن إسرائيل
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- أمير قطر والرئيس المصري يشددان على تكثيف جهود الوساطة لإنهاء ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مها جديد - أخيراً كنتاكي في سورية