أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ج1 ب2 ف 3 : زعم الصوفية أنهم يخلقون البشرويُميتونهم ويحيونهم ويرزقونهم















المزيد.....

ج1 ب2 ف 3 : زعم الصوفية أنهم يخلقون البشرويُميتونهم ويحيونهم ويرزقونهم


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )
الجزء الأول : العقائد الدينية فى مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف .
الباب الثانى : تقديس الولي الصوفي في مصر المملوكية
الفصل الثالث :ملامح تأليه الولى الصوفى فى العصر المملوكى
زعم الصوفية أنهم يخلقون البشر ويُميتونهم ويحيونهم ويرزقونهم
بل قد يصل قلب الأعيان إلى خلق البشر فكان (محمد الشربيني يقول للعصا التي كانت معه كوني إنساناً فتكون إنساناً ويرسلها تقضي الحوائج ثم تعود كما كانت) .
7- وترتيباً على ذلك كان بمقدرة الولي - بزعمهم - أن يحي ويميت : وإحياء الميت أصعب من إماتة الحي . لذا كان اهتمام الصوفية بإحياء الموتى من البشر والحيوانات . يقول الشطنوفي أن منصور البطائحي أحيا رجلاً افترسه الأسد . ومثله مفرج الدماميني الشاذلي الذي أحيا (قتيلاً لأسد ، وأنِّب الأسد ، وسلخه) ، وأحيا على وفا غريقاً كانت أمه تنتحب عند شاطئ الإسكندرية . وقال الشعراني أن المتبولي نادى والد أحد المريدين فخرج الرجل من القبر ينفض التراب عن رأسه حين ناداه الشيخ .. وحدث أن مات جمل يركبه مريد ل (علي وفا) ، فأحيا (على وفا ) الجمل إلى أن حج عليه المريد ورجع عليه إلى مصر . يقول المريد وهو راوٍ لتلك الحكاية ( فمن وصوله – أي الجمل – إلى باب النصر وقع ميتاً فعلمت أن محيي الموتى أبقاه للخدمة ) . فجعل المريد من شيخه على وفا ( محيي الموتى) ..
وفي رحلة البدوي للعراق تعرض له الأكراد في الطريق فقال لهم أخوه الحسن ( يا قوم ألزموا الأدب، فنحن من أهل الحسب وأعلى النسب، من قبل أن يقع عليكم الغضب ويحل بكم العطب وتسكنوا التراب . ثم أومأ إليهم بيده وقال لهم : موتوا بإذن الله تعالى . فوقعوا على أديم الأرض كالقتلى ، قال ثم ألتفت إلىّ وقال يا أحمد هذا فعل الرجال بالرجال . قال فقلت يا أخي الفتوة الفتوة . فقال لي يا أحمد أنت أبو الفتيان ، ثم قال لهم قوموا بإذن من يحيي الموتى ويميت الأحياء قال : فقام الجميع، وقبلوا أقدامنا ) .
وفي أسطورة البدوي مع فاطمة بنت برّي عمل لها البدوي راعياً للجِمال، ولما رأته الإبل جاءت اليه ، يقول البدوى فى هذه الأسطورة : (جاءت إلىّ وكرفت رائحتي وقبلت أقدامي وحنت حنيناً وسكبت دموعاً غزاراً فأشرت إليها سيري إلى المرعى فسارت)( فكانت الجمال تنتشر ترعى في الليل وتأتي بالنهار، وكان عدتها سبعة آلاف جمل.. وفي اليوم السابع قلت في خاطري : اقضي أربي من فاطمة بنت برّي، فالتفت إليّ الجمال وقلت لها موتي بإذن من يحيي الموتى ويميت الأحياء، فمات الجميع ) . ولا شك أنها قسوة من البدوي أن يميت سبعة آلاف جمل من معتقديه وأحبابه لكي يقضي أربه من فاطمة بنت برّي .. !!.
والله جل وعلا يرد مقدما على مزاعم الصوفية فى ( الخلق ) يقول جل وعلا : ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد ). هنا إستخدام للحُجّة العقلية : فالله جل وعلا وحده هو خالق السماوات والأرض . ولا يستطيع بشر أن يزعم أنه خالق السماوات والأرض . والله جل وعلا وحده هو خالق البشر ، ولا يستطيع أحد من البشر أن يزعم أنه الذى خلق البشر . وهذه الأولياء الصوفية وغيرهم من الأولياء المعبودة فى الأديان الأرضية هى مخلوقات لا تملك لنفسها ــ فضلا عن غيرها ــ نفعا ولا ضرا . والسؤال العقلى هنا : هل خلقت هذه الأولياء بشرا مثل البشر الذين خلقهم الله جل وعلا بحيث تشابه نوعا الخلق علينا ؟ أم أن الله جل وعلا وحده هو خالق كل شىء وهو الواحد القهار . أسئلة لا يملك العاقل إلا أن يجيب عليها بأن يقول : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ).!!
8- والرزق بيد الله تعالى وحده ، وقد تكفل به لجميع الأحياء(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) هود6). حتى لو كانت الدابة لا تستطيع السعي لرزقها فإن الله يرسله لها في مكانها أو ييسر لها الأسباب :( وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ) العنكبوت 60 ).
وكان الجاهليون يؤمنون بأن الرزق من عند الله وحده ، واتخذ القرآن الكريم من تسليمهم بهذا حجة عليهم في رفض الآلهة التي يعبدونها ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ؟ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ؟ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ ؟وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ؟ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ : أَفَلاَ تَتَّقُونَ.) يونس 31 ). إلا أن الصوفية ـــ فى تطرفهم فى الكفر ـــ جعلوا من أنفسهم شركاء لله في تدبير الرزق وتوزيعه على البشر ، فكان الشاذلي يقول (أن الولي إذا أراد أغنى) أى جعل فلانا غنيا بنفسه وبماله. بل ويقسم الشاذلى بالله جل وعلا كذبا فيقول : ( والله ما بيني وبين الرجل إلا أن أنظر إليه نظرة وقد أغنيته) . ولفظ (الغنى) هنا عام يشمل الجانبين المادي والمعنوي. وهما جميعاً في يد الولي حسب اعتقادهم..
وفي بداية العصر المملوكي كانوا يعتقدون أن للولي الصوفي دخلاً في تقسيم الرزق فأشيع أن بعض الصيادين في البرلس أساء الأدب على الصوفي إبراهيم البرلسي 719 فقال له الشيخ (لا تظلم تنكسر في معاملتك فقال : عندي من السمك ما يوفي عني والبحيرة مليئة بالسمك، فأصبح ليصطاد فلم يجد في البركة شيئاً فخضع للشيخ وذُل فعاد السمك) . وهذه الرواية ذكرها الفقيه السنى ابن حجر العسقلانى ، ولم يكن صوفيا ، وإن خضع لمقتضيات عصره المتأثر بالتصوف . وأسندوا لبعضهم تقسيم الرزق بين الحيوانات والطيور في زمن القحط مثل أبي يعزى المغربي ..
وفي نهاية العصر المملوكي واشتداد تيار التصوف كان شرط المريد ( أن يرى جميع ما هو فيه من الخير ببركة شيخه، لأن كل مريد محبوس في دائرة شيخه لا يمكن أن يتجاوزها ، فلا يُمدّ بمدد إلا وشيخه واسطة له فيه) . ( وإذا علم الشيخ من مريده أنه صار يرى جميع ما بيده إنما وصل إليه ببركة أستاذه وأنه هو وعياله إنما يأكلون من مال ذلك الأستاذ فلا حرج حينئذٍ في الأكل من طعام ذلك المريد) . وكلمة ( المدد ) التى تشكل معلما هاما فى الثقافة الصوفية حتى الآن جاءت من إيمانهم بقدرة الولى الصوفى على أن ( يُمٍدّ ) المريد بالرزق والعطايا .
وفي عصر الشعراني هذا – كان الناس جميعاً بين شيخ صوفي أو مريدين له، فالحديث عن المريدين يشمل كل المصريين المعتقدين في أشياخهم، بل يشمل الأمراء المملوكيين، وقد جعل الشعراني من أدب الأمير المملوكي مع شيخه ( أن يرى أن جميع النعم التي ترد عليه من بركة شيخه ولا يرى نفسه قد استغنى عن نعمه) . والشعراني مع تظاهره بالتواضع وإخفاء ولايته إلا أنه لم يحرم نفسه من دعوى تصريفه في الرزق ، يقول عن بعض خصومه ( ربيت أنا جماعة فكانوا في أرغد عيشة، فتحركت نفوسهم لمحبة الدنيا فنقص رزقهم عما كان وكفروا بواسطتي لهم في الرزق ، فقلت لهم :إن الله تعالى كما جعل مفاتيح رزقكم بيدي كذلك ربما يجعل المنع بيدي عقوبة لكم..) .
وإذا كان هذا شأن الشعراني الفقيه المتعلم والصوفي المعتدل فكيف بالآخرين ؟ لا نقول لهم إلا مقالة إبراهيم عليه السلام لقومه ( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) العنكبوت17)



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج1 ب2 ف 3 : من مزاعم الكرامات الصوفية بالتصريف فى مُلك الله ...
- ج1 ب2 ف 3 : الرد على زعم الصوفية ( الكرامات ) أو التصرف في م ...
- ج1 ب2 ف 3 : إسناد علم الغيب الالهى للولي الصوفي
- ج1 ب2 ف 3 : الولى الصوفى بزعمهم لا يأكل ولا ينام ولا يختلط ...
- ج1 ب2 ف 3 : الولى الصوفى فى زعمهم بين السماء والأرض
- ج1 ب2 ف 3 : إضافة أسماء وصفات إلهية للولي الصوفي
- ج1 ب2 ف 3 : الدعوة إلى الإيمان بألوهية الولي الصوفي
- . ج1 ب2 ف 2 : بعض أقاويل الصوفية فى تزكية أنفسهم وأوليائهم ب ...
- 1 ب2 ف 2 : جريمة التزكية بالصلاح لدى المحمديين
- .1 ب2 ف 2 تزكية النفس بين الاسلام والكُفر
- ردّا على رسالة لقارىء ايرانى فى معضلة الزمن
- المركز العالمى للقرآن الكريم يستنكر الحادث الارهابى الذى تعر ...
- ج1 ب2 ف 2 : تطور خرافات كتب المناقب وإزدهارها في العصر الممل ...
- ج1 ب2 ف 2 : تأليف خرافات التزكية فى كتب المناقب الشيعية والس ...
- ج1 ب2 ف 2 : خرافات التزكية فى الأديان المحمدية
- حول دعوة الرئيس السيسى الى ثورة دينية
- ج1 ب2 ف 1 : المؤمن لا يدّعى الولاية . وهل يوجد ولي حيّ بمفهو ...
- ج1 ب2 ف 1 : صفات ولي الله في الإسلام من خلال آيات القرآن الك ...
- ج1 ب1 ف 5 : إنتشار الكفر العلنى والتكفير
- المحمديون والمسيحيون


المزيد.....




- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ج1 ب2 ف 3 : زعم الصوفية أنهم يخلقون البشرويُميتونهم ويحيونهم ويرزقونهم